الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلاما يا عُراق

فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)

2020 / 11 / 9
الادب والفن


لم أعِ نشيد الموت ذاك ،
كنت صغيرة جدا
وأنا أرتل مع الجموع
سورة الحرب والقتال.
بدلتي الملطخة بخارطة الوطن الأزرق ،
وصباحات الخميس ،لم تعلمني أن البلاد قبر كبير،
وأننا طلائع الموت المقيم،
نكبر كلما تقدم إلينا اكثر،
أنا كنت صغيرة وكان العراق مثلي صغير،
يبتهج ليوم عطلة منتصف الأسبوع ،
يضحك ملء القلب حين تتعثر الست منيعة بكعبها ،
كبرت أنا ، وصرت مثلها،
أيضا أتعثر.
كانت الأعياد تدخل فصل الحداد
وكنا نغني الأناشيد التي تبشر بالحياة،
يابلدتي الصغيرة، أستعجلتي موتنا،
باكرا هذا العمر وأنتِ فتاة .
مثل كل أبناء الوقت المقتطف من عمر نهر،
فاض يوما على الضفاف ،
فغمر الحقول بالرضا،
قنوعة كنت مثلهم جدا،
أحب أغاني الصباح التي يحفظها شباك بيتنا، المفتوح على غبش النخيل ،
أتمم كحلي على عجل، دون ان اخطإ حدود الحزن في مرآتي المستعارة من عروس كانت تشبه أمي،
لولا أن أمي تتشح بالسواد،
مُذ تعرفت إليها ،
أذكر أنها جميلة،
تشبه نجمات السينما لولا أنها لا تضحك ضحكتهن الساحرة ،
ولا يرى ضفائرها أحدٍ ،
فتنازلت عن صوتي وضفائري كي لا أشعر بذنب إن ضحكت بصوت عال،
أو كشفت عن لون المساء.
مثلهم كنت أرسم العرائس مبتسمات جدا،
وحولهن من جهة اليمين رجال وسيمون جدا،
وأربعة أطفال من جهة اليسار،
كنت أحاصر الجميلات في دفاتري الصغيرة ،
كي لايبقين وحيدات ،
ولكي لا يتسلل الليل إليهن ،
ولا الحزن
ولا السواد.

فلسطين الجنابي
كاتبة عراقية مغتربة
بروكسل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما