الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاصر... الواقع والمأمول

حسن خالد

2020 / 11 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القاصر ... بين الواقع والمأمول
قبل الخوض في مضمون هذا الموضوع الشائك والمعقّد ، يجدر بنا أن نبين السبب الذي دعانا للخوض في هذا الجانب ، ففي ظروف المجتمعات التي تعاني من فوضى " الحياة " ( مجتمع الامتياز ، مجتمع الحرب ) تدفع الكثير من الشرائح والفئات فاتورة باهظة ، تصل حدّ فقدان الحياة " الموت " وإن تعددت الوسائل ..
ويقابل " مجتمع الامتيازات ( الشرق ) ، مجتمع الكفاءات ( الغرب ) حيث تسود في الأولى ، المحسوبية والنعرات والمصالح الضيقة " الحزبية " حيث الأزمة في كل شيئ ، بينما يسود القانون بسلطته وجبروته ومأسسته الثانية .. حيث القيمة الانسانية في كينونته ( بعيداً عن المزايدات ).
وتعتبر شريحة القُصر من الشرائح التي يطالها الغبن كثيرا ...
والقُصر : هو كل من لم يتجاوز "18 " عام ، ولم تكتمل مداركه العقلية بشكل سوّي ، وتسود العاطفة والإنفعال على نمط تفكيره ويحتاج إلى ما يمكن تسميته " وكيل " أو وصي إلى أن يبلغ سن الرشد والكمال ...
فعندما تسود الصراعات والحروب في المجتمعات التي ننتمي إليها " مجتمعات الإمتياز " يلجأ المتخاصمون ( أمراء الحرب " إلى كافة الشرائح وتستعمل ما يمكن استخدامه من آليات " الإكراه " في حروبها وصراعاتها ، فتلجأ إلى تجنيد ( القُصر ) ذكوراً وإناثاً ولا نتغافل عن قضية اغتصاب القاصرين وخاصة في زمن فوضى السلاح ...
تحكمها الحاجة والضرورة ضاربة عرض الحائط التعليم ومستقبل هذا الكائن ، غير آبهة بالشرعة الدولية والقوانين الناظمة من منطلق ( في الحرب : كل شيئ مباح ) ..
وفي خضم الحياة الاجتماعية تجد أن آلية العلاقة بين ( الرجل والمرأة ) وهنا لا نفصد التعميم ، هي في وجود بنية سلطوية ( الأب – الأخ – الخال – العم ...) تفرض جملة من الأمور من بينها تزويج الفتاة وهي لم تُكمل سن الرشد ، دون مراعاة لرغبتها ...
ويأتي موضوع الحمل والإنجاب في طليعة ( الأخطار ) التي تهدد هذه الحالات في الزواج المبكر " زواج القاصرات "
كذلك تكثر حالات الطلاق "القضية في النسب "لعدم توفر مقومات الزواج الناجح بين ( الشريكين ) في العمر والثقافة ونمط الحياة والتفكير...
كما تجد أن سوق العمل يكتنفها الفوضى ، وبخاصة في القطاع ( الخاص ) فتلاحظ الكثير من القاصرين يقومون بأعمال تصل حدّ الخطورة على حياة العامل " القاصر " كالعمل في مجال الصناعة والميكانيك ومعامل البلوك وورشات الميكانيك ....
كما تجد أن الطفولة تُسرق من الأطفال في نموذج الحياة السائدة في " مجتمعات الإمتياز " فتجد من يمتهن أعمال بسيطة لا تدُر ربحاً أو فائدة تُذكر ، كبيع السككائر والعلكة والأكياس البلاستيكية "البطالة المقنعة"
ففي " الحرب " و" الزواج " و " والعمل " إنطلقنا لتبيان الغبن الذي يلحق بـ " الُقصر " لا بد من أن نذكر تبعات ما تحمله من تأثير مباشر على مستقبل التعليم والتسرب الدراسي ، وما تحمله من آثار مستقبلية لما يمكن تسميته بمصطلح (الجيل الضائع ) والذي سيكون من الصعب جداً تعويض هذه الحلقة الضائعة لردم الهوة وتجسيرها بين جيل ما قبل الضياع وما بعده
خلاصة القول : الخوض في مصطلح " القاصر " عملية تراكمية ومتشابكة وترابطية ، فلا يمكن التركيز على موضوع التجنيد وإهمال زواج القُصر أو زجهم في سوق العمل ومخاطره ، وإن حاول بعضهم التركيز على جانب دون آخر هو يقوم بعملية " صيد في المياه العكرة " ليس إلا ، وإن كان الساسة يصيدون فإن الخيبة نتاجهم إن أهملوا جانباً وركّزوا على ما يفيدهم على الأقل بين " النخبة الثقافية "
لأن المكان الطبيعي لهذه الفئة ليست في الجبهات "التجنيد" أو في سوق العمل " عمالة الأطفال " أو في تحمل أعباء ومسؤولية البيت زواج القاصر إنما المقاعد الدراسية الذي ينبأ بمستقبل زاهر لهم بدل العيش تحت ظل المخاطر تلك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية