الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجَل

عبد الفتاح المطلبي

2020 / 11 / 10
الادب والفن


وَجَل

مشيتُ وقلبي من خُطايَ على وَجَلْ
كأنّ الخُطى تمضي حَثيثاً إلى الأجَلْ

أراني كما لو أنني وَسْـــــــطَ حَلْبَةٍ
أسابقُ في مضمارها اليأسَ والأملْ

وأجري ولا أدري إلـى أين وجهتي
وليسَ لدربي ناقــــــــةٌ فيهِ أوجمَلْ

عكوفاً على نَوْلِ الأمـــــاني بلهفةٍ
سَدَاهُ صدىً يهفو إلـــى بلّةٍ وطلْ

أرى من بحار الأمنيـــاتِ سَرابَها
ومن قَصرِأحلامي وَقفتُ على طللْ

وكم كنتُ أُعْلِي سَقفَهُ وهـو شاهقٌ
وأنفِقُ من روحي عليهِ فما اكْتمَل

أكابدُ ما شــــاءَتْ سنيني ولم أكنْ
أأَمِّلُ أنْ تصفو ولكنْ عَسى وعَلّْ

أقوّمُها بالصـــــبرِ والروحُ تشتكي
وأسألُ عن مَيْلِ الحظوظِ هل اعْتَدَل

وأُقْحمُ نفسي فــــــي أمورٍ تُريبُها
وأثمَلُ بالبلوى لنســيانِ ما حَصَلْ

أجالدُها حيناً فتُغضــي غَضَاضَةً
كأنّ تباريــحَ الفـــــؤادِ من الأزلْ

تُجادلُني حَتــــــى تُريني عقوقَها
وتُطلِقُ ما بين الأضـــالعِ مُعتقَلْ

ولستُ بمختــــارٍ إذا مــا سألتني
وما كنتُ إلاّ صـادياً لاذَ بالوشلْ

رجوتُ لأيّامي بديـــــــــلاً أحبّهُ
سِواها فلم يقبـلْ فؤاديَ من بدَلْ

وحينَ استوى ما بيننا خِلتُ أنّني
أُغالِبُ أمري كي يقرّ بما جهلْ

ولكنهُ يأبى الكــــــــلامَ وصمتُهُ
كصمتِ جلاميدٍ أناخَتْ على جبلْ

وجاذبني بعض الحديـثِ بطَرفهِ
ومن بعضِ فتّانِ الأحاديثِ ما قتلْ

ورحتُ أجاريهِ تُقـــــــاةَ جُنوحِهِ
وكم كنتُ عوناً كي أقيهِ من الزَّلَلْ


فلمْ أدرِ حتى خالَسَـــــــتْني سِهامُهُ
وخطّتْ وصاياها بقلبي على عَجَلْ

وعلّمني القرطـاسُ بعضَ حروفِها
معجّمَةٍ بالخــــــــال يفعلُ ما فَعَلْ

كأني سمعتُ الصوتَ في حركاتها
مواويلَ غيثٍ فوقَ بيـــداءَ قد نَزَلْ

وقالتْ ألا فاقـــــــــرأ كأني رأيتُها
على شفتيها مـــــــا ترَنّــمَ بالغزَلْ

وقلتُ على حرفين لســــتُ بقارئٍ
حِذاراً وبؤساً أن أصلّي على هُبَلْ

إليكِ بقرطــــاس الهــوى لا أريدُهُ
إذا كَفَرَتْ تلك القراطيـــسُ بالقُبَلْ

فَتَلْتُ خيوطَ الوجــدِ حتى تماسَكَتْ
وصارتْ حِبالاً أوْثَقَتْنِي على مَهَلْ

أنا الخاسرُ المغلوبُ فــي كلّ حالةٍ
ولكنّ بيْ توقٌ إليها فمــــــا العمَلْ؟

فهاتفني من داخـــلِ الروحِ هاتفٌ
ألاَ إنَّ ما تخشـــــاهُ كانَ ولمْ يزلْ

فلا تخشَ لومَ الفاتنــــــات إذا أتى
فما كل ماتحوي القواريرُ بالعسل

وبتُّ أداوي منهُ جُرحــي ببعضهِ
وأخلطُ في كأسي مزيجاً من العِللْ

وما كانَ لي إلاّ التعــــــلّقَ بالرجا
فكم لاذَ بيَ جرحٌ من اللومِ واندَمَلْ

تخيّلتُهُ والشــــــــــــوقُ دبَّ دبيبُهُ
ولمّا غدا قوســـــــاً تمدّدَ واتّصَـلْ

فحاصرني من كــل صوبٍ نكايةً
بما لاحَ من دمــــــعٍ تمرّدَ بالمُقَلْ

وحجّتهُ أن الجنــــــــــــاحَ يخوُنُهُ
وأن زماناً صـارَ فيهِ الهوى دُوَلْ

فدعْ حاملَ الأقواسِ تبّتْ سِهامُهُ
وتبتْ يدا من يستريب ومن عذَلْ

فما كلّ آهاتِ الفــــــــؤاد صبابةً
وما كلّ عوّامٍ يعــــاني من البللْ

نسجتُ لهُ قلبي جنــــــــاحاً لعلّهُ
سيقرأ في نبضي جواباً لما سأل


وأرسلتُ من قلبي حماماً زواجلاً
دليلاً إليهِ فاستضَلَّ ولـــــمْ يصلْ

أراهُ على بعدِ المســــــــــافةِ بيننا
كما كانَ منظومـاً بمصفوفَةٍ جَللْ

وعلّمتهُ أن يجعلَ الصمتَ صائتاً
يعولُ على عشقٍ ذَوى فيهِ واضمحلْ

وضَنّ وشــحّتْ فيهِ كــل سَحابَةٍ
فما فيهِ لا برقٌ يُشـــــامُ ولا أمَل

ولولا ندى الذكـــرى تنثُّ نثيثَها
لغارَ إلى أقصى مدارٍعلى زُحَلْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في