الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن ان تأمن لصداقة قوم … الخير فيهم هو الاستثناء ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نحن بحاجة الى بصيرة جديدة حتى نفهم ما يجري حولنا من شر النوايا !
لو استجلينا كل تفاصيل المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة ، وما قبله ، وعلاقة ترامب باسرائيل ، وقادتها ، وجل الخدمات المجانية التي قدمها من لا يملك لمن لا يستحق ، واعدنا ترتيب الوقائع في أذهاننا … لتشكلت الكلمات ، وبرزت لنا من بين السطور الحقيقة المعروفة التالية : من يعتقد ان لاسرائيل ، ولرئيس وزرائها نتنياهو صديق حتى ولو بالحد الأدنى … فهو غارق في الوهم !
استغل الثعلب نتنياهو حماقة ترامب الحديث العهد بالمشي في دهاليز السياسية التي لا يحسن حتى ابسط ابجدياتها ايما استغلال … قابضاً على الفرصة بمخالبه ، واخذ منه اكثر مما كان يتوقع ، وما يريد … مستغلا اندفاعه كبغل شارد في خدمة اسرائيل ربما طمعا بالثمن الذي قد يتقاضاه لقاء هذه الخدمات التي لم تكلفه شيئاً ، وبايحاء مخادع من صهره اليهودي كوشنر … او ربما كرها بالعرب الواقفين على جنب ، يتحركون منومين داخل حلم شخص آخر ، وكأن الامر لا لهم ، ولا عليهم … مجرد جثث تتحرك على اقدام ! والعالم اليوم ليس مكانا للسذج ، والمترددين ، والفاشلين ، والضعفاء ، ولا حتى لذوي النوايا الطيبة !
بعد ان ملأوا جيوبه وعودا ، واقاموا له تمثالا من ملح في تل ابيب تعبيرا عن الصداقة الزائفة سرعان ما يذوب بعد اول زخة مطر … متعلقا بحبال حلم وردي ان يستفاد منهم يوماً في قتاله من اجل تحقيق حلمه في ولاية ثانية ، والبقاء رابضا في البيت الابيض لاربع سنين عجاف ، وبعد ان ذاب الثلج وظهر المرج … تكشفت النتيجة ، ولم تعد سرا ، وجاءه الجواب كالصفعة … فقد صوت معظم اعضاء الجالية اليهودية في اميركا 77 % منهم لصالح بايدن …
فوجد ترامب نفسه امام الحقيقة المرة ثائرا ً مهاناً كدب جريح ، فلم توفي القيادة الاسرائيلية بما قطعته من وعود ، ولم يظفر منهم بشئ ، ولفظوه لفظ النواة … لان لا احد يدفع ثمنا لشئ قد حصل عليه مقدما ، ايها الغبي ! كان الاولى به ان يؤجل خدماته الى الولاية الثانية لو كان ذكيا … الم تعلمك هذه المعلومة واحدة من نجمات مزبلة البورنو ، يا وسخ ؟!
ولم يكلف نتنياهو صديق الامس نفسه في ان يوجه كلمة او حتى تلميحا الى اليهود في الداخل الامريكي بحجة انه لا يريد ان يتدخل في شأن داخلي يخص الأمريكان وحدهم … فما كان من ترامب الغاضب ، والمصاب بخيبة الامل الا توجيه الاتهام الى اسرائيل بنكران الجميل خاصة اذا ما علمنا ان ترامب معروف بحساسيته الزائدة ضد من لا يقدرون عطاءه ، وفي اسرائيل اليوم يعتقدون ان « ترامب قد أدى دوره، ولم يعد ممكناً طلب المزيد منه. بل بالعكس؛ يمكن أن يعد لنا فاتورة حساب للدفع». اي تحول الى ورقة محروقة لا قيمة لها !
لقد اعتاد القادة الاسرائيليون على كسر كل قواعد اللعبة مهما كانت ، ومع من تكون اذا اقتضت مصالحهم ، ودولتهم بذلك ، ودون مبالاة بعد ان يستقطروا كل ذرة من فريستهم السهلة التي تنام مستكينة بين اظافرهم بطرقهم الملتوية كالثعابين … فسارع نتنياهو الى الالتفاف على بايدن بعد ان فرغ نهائيا من ترامب ، وهو على اية حال تيس عجوز آخر … لا فرق ، وهي دورة لا بداية ، ولا نهاية لها يخترقونهم الواحد تلو الآخر بكل سهولة ، ويسر … كما تخترق السكين الزبدة ! ويسارع نتنياهو الذي يعرف طريقه في الظلام جيدا كخفاش محترف على تهنئة بايدن قبل ان تخبُ العاصفة بعد ، وحتى قبل وصوله الى عتبة البيت الابيض واصفا اياه بانه ( صديق عظيم لاسرائيل) .
وفي النهاية : من القى قنبلة الدخان قبل اوانها … التي اعمت ، وزرعت اليأس ، والاحباط ، وافسدت على ترامب ، وفريقه بهجة اللحظة ؟ انه اليهودي مردوخ ، وآلته الاعلامية الضخمة بفوز بايدن ، وهزيمة ترامب … وانتهت اللعبة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى