الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابنتك ياايزيس ٢٠

مارينا سوريال

2020 / 11 / 10
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


مريم الصغرى

احببت مريم العذراء دوما فكانت اما لى بلا خذلان قط..فى صغرى تمنيت ان اكون فى الهيكل مثلما فعلوا بها صغيرة..وعندما كبرت علمت ان بنات العائلات الكبرى لايذهبن الى الدير بل تذهب الفقيرات فحسب..فيما مضى لم يهتموا بان يصبح رهبان الدير متعلمين ولم تكن الاحوال مثلما تحولت فيما بعد ولكن السن حينها قد بعدنى عن حلمى القديم واصبحت اسيره بيت امى حتى جاء نصيف فكان انصافا لى بعد طول خذلان ووفاء منى للنذر وهبت ما استطعت لسبع فتيات صغيرات اعتنيت بهم حتى اصبحن لهن بيوتا واولاد..
تمنيت دوما لو اقف ثابتة حافيه القديمن على الطين تتدفق مياه البحر على قدمى مثلما تفعل سيزا وتريزا بينما اراقبهما جوار امى التى تضمنى اليها بحسره ..كنت احدى حسراتها الكبرى ..الحسرة الاولى كانت فى اننا خلقنا فتيات بينما الثانية جاءت من سيزا التى ما ان كانت تتفوق فى شىء حتى تلمع عيناه امى حتى اطفئتهما تجاهها بينما اتت ساقى لتكمل الحسرات وتنهيها بان لااحد فكر فى التطلع اليه كزوجة بل ان بعضهن توجس ان اطفالى سوف يحملون مرضى الغامض ويخلقون مشوهين لاننى عرجء مشوهة القدمين ..سمعت ذلك من خالتى وبقيه نساء العائلة المواظبات دوما على الصلوات الوقدوم فى المناسبات المبرره والغير مبرره والجلوس فى بيتنا ياكلون خيرات ابى اياما طويلة قبل الرحيل محملين بالمزيد والمزيد..وكانت الطامه عندما تهربت الخالة الصغرى من ذلك النسب فى اللحظةالاخيره بعد محاولات مستميته منها لاقناع ابنها الاصغر بضرورة الزواج منى لضمان المستقبل الجيد والخير الوفير لها ولاخوته لكنه فى اللحظة الاخيرة قرر مخالفتها والزواج من ابن عمته التى تشبه فى كل شىء وربما بعد مرور الوقت اكتشفت امه خطأها فقد اسعدته زوجته بانجاب صبيان وتخرج هو من مدرسة المعلمين واصبح موظفا يدرس الجغرافيا حتى توفى فى حادث انقلاب سيارة على الطريق الزراعى المؤدى لمدينه عمله بعد ان اصطدم بجرار زراعى مخلفا من خلفه ابنائه كان اكبرهم فى الخامسة عشر من عمره واصغرهن فى العاشرة تكفلت بهم جميعا حتى طلبت زوجته الحق فى الزواج مرةاخرى !!بعد ان تاكدت من عدم التخلى عن وعدى لها بمساعده ابنائها حتى يكمل الجميع منهم التعليم ويستطيع الاعتماد على نفسه وحينها فقط ارفع يدى عنهم هكذا اقسمت بسبب سماعى يوما لاهانه الالة الصغرى لى فى طفولتى ولم اكن قديسة ولم ادعيها يوما بل ابنه حواء خطائه ولا ازال اصلى للغفران..
احببت سيزا مهما فعلت ..اعتبرت ما تفعله حياه حياه افضل من الجدران رغم صلاتى لها طويلا حتى تعود وعندما عادت صليت حتى تكون منا..لكنها لم تكن قط ولاتزال هناك فى مكانها البعيد رغم عودتها للبيت الكبير..

سيزا
سعيت ان نذهب لرؤية احدى العروض المسرحية التى يظهر فيها بشاره ولو لدقائق قليلة كما علمت فلم يحصل بعد على دور كبير او مال ..كانت مريم تفكر معى دوما كيف ترسل له المال اللازم دون ان يعلم احد بالامر وكنت اجد لها دوما فكرة لابقاء بعض المال القليل طى الكتمان من تسوقاتنا التى ولعنا بها وكانت سببا فى بدء شجارى مع يوسف بعد ان علمت حماتى صدفه تكلفه احدى نوباتى جنونى فى شيكوريل واستشاطت غضبا..فى بيتنا لم نسمع باصوات صراخ مرتفعة صادره لامن الام ولا ابى سببها انفاق المال..كان دوما ما يلزمنا متوفر فلم افكر فى شىء ولا شعرت برغبة كنت اكتفى بازهارى ثم ولعت بالكتب التى حرصت على تعليمها لى مدام اوزيل فكانت اشد ما احرص لانها حملت لى افضل اللحظات واشدها حزنا فقررت الاحتفاظ بها ولم اسمع يوما شجارا لامى حول متطلبات البيت ..كنت ارى دوما قريبات امى واصحابها من البسطاء !!واصدقاء المدرسة القدماء احيانا فى اليوم الواحد دون مشكلة لذا عندما هاجمتنى حماتى وقفت لاجمه لا اعرف بما ينبغى ان اجيب لكنها توعدتنى بايقاف تلك المهزلة بمجرد عوده ابنها يوسف انتظرت بعض الدعم من شقيقته لكنها وقفت تنظر لى بشماته بغير سبب ..
انتظرت طويلا قلقلة اطوف فى غرفتى الواسعة مختنقه وكاننى طير قد حبس فى قفص ..ربما شعرت بالذنب بسبب حقيقة ما افعل لاجل بشاره فى الخفاء..فكرت للحظة هل يعلم ام هل ياتى اليوم الذى يعلم فيه بما افعل انا لاجله؟انا من تدعمه برغم تخلى عائلته عنه ربما دعمى يجعل منه ذائع الصيت مثلما حلم وتمنى ..خاطرى هذا جعلنى اشعر بالعزاء والخمول اللذيذ وعندما سمعت وقع اقدام يوسف لم اقلق فيما ساجيب ..وجدت يتطلع فى وجهى ماذا يلتمس هل اسف ؟هل اسف على المال ام على من تسبب فى هذا ..اثق بمريم فسرى محوظ لديها ثم انها معى فى كل هذا لذا ثبت وجهى اواجه نظراته لكنه لم يكثر فى الحديث فهمت انه يبحث عن القرب اعطيته له دون تمنع تلك المره بل بشعور الذنب اردت ارضائه حتى يستكين فؤادى معه..
فيما بعد علمت ان تلك الليلة كانت من اسوء الليالى وربما اضاعته الى الابد ما بين يوسف خمول هادىء واخر يحمل سلاحا فى وجه ما يراه خاطىء واخر ما كان يعنيه هو شجار الام والزوجة بل اراد هو ايضا تسكين روحه المضطربه..
لمحت غضب امه لى عندما قدمت لزيارتنا على الافطار فى اليوم الثالث لما حدث وعندما وجدت الامور هادئه احمر خداها ..شعرت بلذه النصر عليها وبات ان عرفت طريقا وطاته بقوه كى يضمن لى الثبات دوما..
كنت عروس من اشهر فقط عندما دب الخلاف الاول بين باسيلى مقار بيك وولده الوحيد يوسف للمره الاولى يرتفع غضبه حتى فى وجه والده الذى يامره باحضار ذلك السلاح اللعين فورا وان ينهى امره بتلك الجميعة الشؤم فورا..لكن يوسف هادىء الطباع وقف فى عناد يرفض ان يخرج سلاحه من مكانه..للمره الاولى اعلم ان ليوسف سلاح فى الماضى صدفه اكتشفت ان ابى امتلك سلاح وذلك فى الصعيد عندما استيقظت واخوتى فى فزع على اصوات صراخ ووقفا نتامل فى صمت مرعب ابى وهو يرفع سلاحه فى وجه احدهم راكع امامه بينما يقوم جندى حارس بيتنا هناك بسباب الرجل متهمه بسرقة مواشى ..اجبرتنا الام ليلتها على الابتعاد والعودة الى اسرتنا فورا والا علم ابى وغضب ..انكمشنا خائفات لاول مره نمسك ايدى بعضنا البعض لانفهم ما يحدث من هذا الرجل وماذا فعل لابى ليغضبه على هذا النحو؟وابى يحمل سلاحا سلاحا سىء قد يجعل روح تلك الرجل تذهب نحو السماء ولكن يسوع يسوع لم يحمل سلاحا قالت جوزفين ذلك..تشوش عقلى ثم نسى والان عاد التشوش من جديد والخوف جف حلقى وهو يندفع تجاه غرفة مكتبه حاملا سلاحه واضعا اياه بين طيات ملابسه جيدا قبل ان يغادر البيت معلنا التحدى !..اسود وجه ابيه رحل مسرعا ملقى بلعنته على ذلك البيت من تطاه قدمه مره اخرى ..انقطعت زيارات عائلته ما بين شعورى بالراحة لاننى لن ارى وجه امه ولا احدى شقيقاته لكن الخوف تملكنى..امتنعت عن رؤية مريم وكاننى اخفى جريمة قد ارتكبتها واخشى ان تنكشف الان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل