الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الذي يشغل الإمام الأكبر؟

طارق الهوا

2020 / 11 / 10
كتابات ساخرة


كعادة شيخ الأزهر، ردد كلاما إنشائيا لا يحل أي مشكلة ولا يقترح أي حل، بل يثير غرائز العامة الذين لا يعرفون حتى كل أسماء سور المصحف، خلال لقائه مع وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، خلال جولته على بعض البلدان الإسلامية ليخفف من حدة التوترات.
قال الإمام الأكبر: إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا محمد حرية تعبير، فنحن نرفضها شكلاً ومضموناً، فالإساءة لنبينا محمد مرفوضة تماماً، وسوف نتتبع من يُسئ لنبينا الأكرم فى المحاكم الدولية، حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط.
الوقفة الأولي هي أن المحاكم الدولية غير معنية بأي نبي أو دين، وعلى شيخ الأزهر قراءة ما تنظر فيه المحاكم الدولية أو حتى المحاكم العادية في الدول العلمانية.
قبلت محكمة دعوى أقامها مواطن في ولاية فلوريدا على الله لأن إعصارين ضربا بيته في نفس الشهر وحطماه تماما، واعتبر المدعي أن الله مسؤول عن ذلك لأن بيده كل شيء، لكن يوم الجلسة رفض القاضي الدعوى، لأن الله ليس له عنوان لإرسال استدعاء له.
يجب يا شيخ الأزهر أن تبحث عن محكمة تفتيش لتنظر في دعواك. ويجب قبل البحث عن محكمة تفتيش أن تفهم وتتذوق روح النكتة في اللغة الفرنسية لتفهم كاريكاتير "شارل إيبدو"، حتى لا ترفض محكمة التفتيش دعواك بسبب جهلك باللغة.
من جهة أخرى، ماذا يقول شيخ الأزهر عن الإساءات للمسيحيين والمسيح واليهود وموسى عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإذاعات وقنوات التلفزيون العامة والخاصة بالدعاة عبر الإنترنت؟ الجواب: يردد الشعار المعروف "هذا ليس من الإسلام".
ردد الإمام الأكبر للوزير الفرنسي كذبة تاريخية كبيرة: "أوروبا مدينة لنبينا محمد ولديننا لما أدخله هذا الدين من نور للبشرية جمعاء، ونحن نرفض وصف الإرهاب بالإسلامى، وليس لدينا وقت ولا رفاهية الدخول فى مصطلحات لا شأن لنا بها، وعلى الجميع وقف هذا المصطلح فوراً، لأنه يجرح مشاعر المسلمين فى العالم، وهو مصطلح ينافي الحقيقة التى يعلمها الجميع".
الوقفة الثانية هي: أوروبا التي يخاطبها الإمام الأكبر ليس مدينة لمحمد أو للمسيح أو لموسى لأن الفكر الأغريقي هو من صمم وألّف حكاية الأديان والآلهة والحياة الغير مرئية، وما فعله أتباع هذه الديانات في أوروبا يناسب عنوان أغنية لشريفة فاضل المطربة المصرية "ما تروحش تبيع الميه في حارة السقايين".
رضخت أوروبا ببساطة لقرار الإمبراطور قسطنطين وأصحبت مسيحية، ونشر المسلمون دينهم بالسيف في إسبانيا ودول البلقان. أما حكاية النور واللمبات فهي مجرد استعارات لفظية لا تلغي حقائق التاريخ، وهي أن المسلمين ترجموا فقط ما كان لدى أوروبا ولم يضف أعظم مفكر مسلم سوى هوامش في كتاب كبير، وإذا كان شيخ الأزهر يرفض وصف الإرهاب بالإسلامي فعليه مراجعة أسماء منفذي كل عمليات الذبح والتفجيرات واطلاق الرصاص في الحفلات الغنائية في أوروبا، وبناء على أي عقيدة ذبحوا وفجروا وقتلوا وكفّروا.
شيخ الأزهر ولا المسلمين لديهم وقت للدخول في رفاهية مصطلحات لا شأن لهم بها، فماذا قدم المسلمون في القرنين الماضيين من اختراعات أو أدوية أو اسهامات فلكية حتى لا يجد الإمام الأكبر وقتا للدخول في مصطلحات تخلق أجيالا ترفض التعامل مع الواقع وتعتبر ما حدث في سقيفة بني ساعدة هو الماضي والحاضر والمستقبل، وتنتظر عودة عمر بن الخطاب، أو الحطاب حسب قراءات أخرى، لينشر العدل في العوالم الإفتراضية على الإنترنت، وينام تحت النخلة آمناً ويأكل التمر ليبعد عنه شر الأمراض والسموم والأوبئة.
من قال لشيخ الأزهر أن مشاعر المسلمين جميعا قد جُرحت؟ عليه متابعة قنوات ومحاضرات المتنورين المسلمين على الإنترنت التي يتابعها مسلمون كثيرون بالإعجاب والامتنان ونشرها لآخرين.
حضرة الإمام الأكبر.. ما هو هذا النور الذي تفاخر به وأدى إلى تقلص المسحيين بشكل مخيف في الشرق الأوسط؟
حضرة الإمام الأكبر.. لا تردد شعارات تستثير أناس لا يعرفون ماذا ورد في القرآن، ولا حتى أسماء الخلفاء الراشدين، بل سمعوا من المشايخ ما يُراد لهم أن يسمعوا، وانظر إلى ملابسك وساعتك وكمبيوترك وسيارتك وأدويتك والفيس بوك الذي ينشر صفحة الأزهر وقل لنا من صنع كل هذا ولم يعايرك أو يتعالي عليك بنشر نور أو إضاءة لمبات؟
ارجع يا شيخ الأزهر إلى سجلات مشايخ الأزهر وقل لنا أين حصل الكثير منهم على درجة الدكتوراه في الدين الإسلامي.. وارجع إلى كبار المفكرين الذين كتبوا أبحاثاً ذات قيمة للإسلام، وسلطوا الضوء على معاني الكلمات السريانية في القرآن، أو ألهموا مفكرين مسلمين بأفكارهم التنويرية، ستجد أنهم مسيحيون.
وقفة أخيرة : هل مزق يا شيخ الأزهر أحد الدعاة المسلمين باسبوره الفرنسي وغادر باريس محبة لرسول الله الذي يقولون عنه بأصوات بُحت من النفاق ودموع كاذبة "إلاّ رسول الله يا فرنسا". هل مزق أحد الدعاة باسبوره الأميركي بعد الفيلم إياه الذي سارت الألوف في مظاهرات وحاصروا سفارات من أجله وهم يقولون "إلاّ رسول الله". هل قال أي بلد إسلامي أنه مستعد لإعطاء جنسيته للهاربين المسلمين من دور الحرب الكافرة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة