الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملايين جائحة كورونا

كاظم الموسوي

2020 / 11 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لم تعد الارقام التي ستقرأُها هنا باقية كما هي، فهي في تزايد متصاعد، مما يلفت الإنتباه إلى إجبار السلطات في أكثر من بلد إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة، والى العودة من جديد إلى ما يشبه إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في بدايات انتشار الجائحة، وصدمتها الإنسانية. فضلا عن التناقضات في التصريحات والاخبار والتعليقات من جهات متعددة، طبية وعلمية وإعلامية وغيرها، ويقع المرء ازاءها في حيرة احيانا كثيرة وشك في المصداقية والشفافية والمساءلة والمسؤولية، وفي انتشار العدوى وارقام الضحايا والإحصاءات التي تنشر يوميا، ومدى تطابقها مع الوقائع واليوميات المعلنة. وتحرك بأشكال متعددة قناعات بنظرية المؤامرة التي يراد طمسها أو الصمت عليها رغم شيوعها.
الارقام التي ينشرها موقع الكتروني متابع تثير الفزع أو تؤشر إلى تصاعد وارتفاع في الخطر والخطورة. هذا الموقع، واسمه، وورلدمترز، worldmeters يقدم إحصاءات متابعة باستمرار، عن عدد الاصابات في العالم ويذكر أنه تجاوز الخمسة وأربعين مليونا، وعدد الوفيات تجاور المليون وربع المليون وعدد الذين شفوا بعد الإصابة بلغ حوالي الاربعين الفا. وهذه الارقام التي نشرت وعلم بها رسميا، حين كتابة الموضوع، وبالتأكيد هناك حالات لم تسجل ولم يبلغ عنها، من أصحابها أو دولها واوضاعها العلمية والعملية. وفي كل الاحوال تبقى ارقاما مفزعة، الحديث فيها وعنها أصبح بالملايين، والتهديدات الان بالموجة الثانية للجائحة. التي "قد تستمر حتى نيسان/ أبريل العام القادم. وهذا ما حذرت منه صحيفة الإندبندنت البريطانية (29 تشرين الأول/ اكتوبر 2020) في تقرير لأندرو وودكوك، المحرر السياسي للصحيفة، بعنوان "الموجة الثانية من كوفيد 19 قد تستمر حتى نيسان/ ابريل". واشار الكاتب الى ان تقريرا تم تسريبه كشف عن تكهنات وتوقعات الحكومة البريطانية للموجة الثانية من وباء كوفيد 19. وأن التقرير، الذي تم تقديمه إلى رئيس الوزراء في الصيف، يحدد "خطة التعامل مع أسوأ سيناريو متوقع" للموجة الثانية من وباء كوفيد 19، والتي يتكهن علماء بأنها ستكون أسوأ بكثير وأشد وطأة من الموجة الأولى في الربيع الماضي وتستمر حتى آذار / مارس أو نيسان/ ابريل 2021. واضافت الصحيفة إن هذه الوثيقة تقدر عدد الوفيات المتوقعة في الموجة الثانية بنحو 85 ألف شخص بين الآن ونيسان/ ابريل المقبل، مع ضرورة دخول 356 ألف شخص إلى المستشفيات، وستبلغ الإصابات ذروتها عند مئة ألف شخص يوميا. ونقلت الصحيفة عن خبير الصحة العامة، الدكتور غابرييل سكالي، من جامعة بريستول، إن الوقت ينفد أمام رئيس الوزراء لفرض إغلاق عام على المستوى الوطني إذا أراد أن يعيد فتح البلاد بصورة وجيزة مؤقتة في كانون الأول/ ديسمبر للسماح بالتجمعات العائلية في عيد الميلاد. وهذه قصة متسلسلة للجائحة التي لم يعرف احد متى تتوقف!.
يزيد في المخاطر والتحذيرات ما كتبته البارونة دورين لورانس، مؤسسة صندوق ستيفن لورانس الخيري. في صحيفة آي البريطانية (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) من إن مؤسستها الخيرية أطلقت تقريرا عن التأثير الكبير لكوفيد 19 على مجتمعات السود والآسيويين والأقليات العرقية في بريطانيا و أنه منذ بدايات الوباء ظهرت الأدلة المتزايدة على أن الناس في هذه المجتمعات العرقية والإثنية أكثر عرضة للوفاة جراء الإصابة بالفيروس. وذكرت إن هذه الأعداد الكبيرة من الإصابات والوفيات وسط التجمعات العرقية ليست أمرا عشوائيا، ولكنه متوقع وحتمي، نتيجة عقود من الظلم وعدم المساواة والتمييز. وإن السود والآسيويين والأقليات العرقية يعملون أكثر من غيرهم في الخطوط الأمامية لمواجهة كوفيد 19، وهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
شجعت هذه الأرقام والبيئات التي انتشرت فيها، ازدهار نظريات المؤامرة بشكل واسع، فحسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية (27 تشرين الأول/ اكتوبر 2020 ) لجون هينلي بعنوان "استطلاع يكشف عن اعتقاد واسع النطاق في نظريات المؤامرة الخاصة بكوفيد-19"، نقل عن دراسة مسحية عالمية، تبين ان عددا كبيرا من الناس في جميع أنحاء العالم يعتقدون أن الفيروس المسبب لكوفيد-19 تم تصنيعه عمدا، أو أنه قتل عددًا أقل بكثير من الإحصائيات المسجلة، أو أنه مجرد خدعة ولا وجود له في الواقع .
واشار الاستطلاع الذي أجراه موقع يوغوف الحكومي بالتعاون مع جامعة كامبريدج إلى أنه بالإضافة إلى نظريات المؤامرة حول ادارة العالم سرا من قبل مجموعة من الأشخاص المتنفذين الذين يتحكمون في البشر، فإن الدراسة المسحية التي شارك فيها 26 ألف شخص في 25 دولة كشفت وجود قلق عميق وشكوك واسعة حول أي لقاح محتمل لكوفيد-19 وسلامته. ومن بين نظريات المؤامرة الأكثر شيوعا هو أن الأرقام المسجلة لمعدل الوفيات بالفيروس، الذي قتل حتى الآن ما يقرب من 1.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفقًا لمتتبع جامعة جونز هوبكنز، "مبالغ فيها بشكل متعمد".
وقال ستيفان ليفاندوفسكي، عالم النفس المعرفي في جامعة بريستول والخبير في المعلومات الخاطئة، للصحيفة: "أي حدث مخيف، يحرم الناس من الشعور بالسيطرة، سيؤدي إلى انتشار نظريات المؤامرة". وأضاف "نظريات المؤامرة تمنح الناس إحساسا بالراحة النفسية: الشعور بأنهم ليسوا تحت رحمة العشوائية. نظريات المؤامرة تمثل خطورة في أي وقت، لكنها أكثر ضررا في حالة حدوث جائحة وإذا دفعت الناس إلى تجاهل النصائح الرسمية، أو ارتكاب أعمال تخريب أو عنف". ويعتقد واحد من كل أربعة فرنسيين وواحد من كل خمسة مشاركين بريطانيين وإسبان أن معدل الوفيات بسبب الفيروس مبالغ فيه، في حين أن الأستراليين والسويديين واليابانيين كانوا أكثر عرضة لرفض هذا الاعتقاد.
واعتقدت أعداد كبيرة أيضا أن الفيروس قد "تم تصنيعه ونشره عمداً" من قبل الحكومة الصينية أو الأمريكية، بينما يعتقد واحد من كل خمسة أشخاص في بولندا أنه "خرافة تروج لها قوى قوية" مجهولة الهوية. وقالت نفس النسب تقريبا في تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية إنها توافق على الفكرة، بينما وصلت النسبة في الولايات المتحدة إلى 13٪. وكشفت الدراسة أيضا أن أكثر من خُمس المشاركين في تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية ونيجيريا وجنوب إفريقيا يعتقدون أنه من المؤكد أن أعراض كوفيد-19 "ناجمة عن التأثيرات الجسدية المباشرة على جسم الإنسان" لشبكة الجيل الخامس للهاتف المحمول.
ورغم ذلك فالارقام والاحصاءات التي تنشر أصبحت تعد بالملايين، ولم تعد ارقاما واحصاءات فقط، بل وقائع جائحة كورونا.. انها ملايين الكورونا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية