الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشتار الفصول:12126 قريباً المسيحية المشرقية إلى زوال من على تراب أجدادها . فهل من وطن ٍ بديل؟!!!

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2020 / 11 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لأنّ العودة بعد الهجرة مستحيلة وانتحار فكري .
منذ زمن بعيد ،وأنا أقرأ المشهد المشرقي البانورامي ، والتحولات السياسية ما قبل سقوط بغداد عام 2003م ومابعد وكذلك مارافق تلك المتغيرات والمتبدلات في الجوانب العقائدية والمذهبية، والتطرف، واضمحلال الفكر التقدمي وعدم قدرة أتباعه على تفعيل دورهم أوقات الأزمة . وما تم استبداله من حالة فكرية بعدما كُنا نأمل أن تكون الأفكار التقدمية هي القائدة رأينا انتشارا لفكر متطرف إقصائي ظالم يمثل حقيقة الفكر الذي حملته جحافل الجيوش القادمة لبلاد الشام ومابين النهرين ومصر القبطية وغيرها من مكان قبل زمن طويل . هذا في الواقع ومن يتنكر له وينكره فهو أكثر من سفاح ٍ وقاتل.
وأما قراءة شفيفة لجوهر المسيحية بحد ذاتها .يوصلنا إلى القول بأن تعنت المسيحية وعدم قراءتها للمتغيرات وما عاشته شعوبها من اضطهادات ومذابح عبر أزمنتها .والبقاء في خندق قدسية النص الديني دون إعمال أو تفعيل قول السيد المسيح له المجد( كلّ ماتحلوه على الأرض يكون محلولا في السماء).
نجد في هاتين الجزئيتين مؤشرات على أن المسيحية المشرقية إلى زوال. وهذا ليس كلاما إنشائيا بل استنتاجاً واستقراءاً للواقع والحتمية الاجتماعية ،والمورفولوجية السكانية .فحتمية زوال المسيحية خلال أقل من ربع قرن هو من الثوابت والحقائق كما نراها مالم يحدث مُعجزة وزمن المعجزات قد مضى.
وأما ما نطرحه من حلول جزئية تقول جددوا في مسيحيتنا في حالتيها العامودية والشاقولية .وما لم نعمل على تغيير في أنظمة حكمها(طقوسها ) التي لم تعد يصلح مع الواقع والمستقبل والمتغيرات فإن زوالها من على تراب أجدادها أصبح (قاب قوسين أو أدنى).
نحن نكتب للتاريخ ،وليس للسفهاء أوالحمقى والمتعصبين للحرف من رجالات الدين المسيحي أو العلمانيين الذين يتناسون ما يجري لنا من تهجير ٍ وهجرات ونحن إلى زوال واضمحلال .
أجل حينَ نكون قلة ً عددية على أرض أجدادنا ،ولنا تعاليم ليست لهذا العالم في تطبيقاتها ، وتُغاير تعاليم الغالبية العُظمى ، فأعتقد جازماً أننا لن نُنجز مشروعنا القومي الوجودي، ولن يكون من المنطقي على أننا نستطيع الثبات على أرض أجدادنا بل المشروع الوحيد الذي ننجزه دوماً ــ ولا أتحفظ هنا على أي فترة زمنية لنا بعد سقوط الإمبراطورية الأشورية ــ هو الهجرة والرحيل والضياع في بلاد العالم.
والسؤال ما هو الحل العملي لكي لا نُهاجر أولاً وإن هاجرنا فهل في توزعنا في العالم فائدة أم مقتل أخر لنا؟!!
من جملة ما نقترحه من حلول بعضها يتعلق في المسيحية ذاتها وشخصيتها.
وبعضه يتعلق بأسلوب عيشنا وزواجنا وتفكيرنا ثانيا.
وأما ثالثاً ..أقترح أنّ يكون العمل الوحيد لوجودنا هو البحث عن وطن بديل ليس هناك من حل غير هذا وما أكتبه للتاريخ وليس للمتفلسفين .
بالنسبة للمسيحية المشرقية خاصة.كتبتُ من أمد طويل عن هذا المضمون الذي أتناوله الآن عدة أبحاث. وأما اليوم أُعيد قولي بوجوب عقد مؤتمر مسكوني لكلّ الكنائس المشرقية يُعالج بذاك المؤتمر موضوع الوجود المسيحي في الشرق بشكل شفيف بدءاً من
1= موضوع الرهبنة و الترهب . لنقلع عنهما .لأنّ الحقيقة والغالبية غير دقيقين في قول الحقيقة ويكذبون على الله والروح القدس وعلى أنفسهم وعلينا والواقع يُكذبهم. فأعتقد كفى تكذبون على الله .
ولهذا أرى بأنّ زواج الرتب لرجال الدين لكل المذاهب كافة هو أمر هام وضروري لابل هو أكثر قدسية من نجاسات بعضهم ولا داعي نُقدم أدلة مخزية.
2= الزواج بأكثر من واحدة للعلمانيين. لأنّ المسيحية ليست بالزواج من واحدة . ونحن لنا مغامرات تعجز عنها (أفلام هوليود)..كفانا كذبا ونفاقا..ولتتعود المرأة المسيحية على هذا الأمر أليس أفضل من أن تبقى عشرات الفتيات من أترابها عوانس؟!!…
3= إذا لم يُنجب أحد الزوجين ، أو إذا تعذر العيش معاً لأسباب مختلفة ، إذا وجدت المرأة أو الرجل بعد الزواج بمدة ،بأن هذا الشريك ليس هو الذي كان مأمولاً به.فالطلاق أفضل .وأن تُعطى ورقة الطلاق خلال شهر واحد.وأما الأسلوب الحالي للمحاكم الروحية فهو عثرة في طريق الذين طلقوا أنفسهم حقيقة، وليس ورقيا من خلال ورقة تُمنح لهما من المحكمة الكنسية بعد سنوات يكونا قد تصرفا ماليس هو بالحسبان .فيسروا أمر الطلاق أفضل لكم ولكنيستنا وشخصيتنا المسيحية .
4= المسيحية المشرقية يجب أن تُعيد انتشارها على أرضها التاريخية من جديد. فلا يمكن أن تكون منتشرة على جميع أراضي الوطن. سواء أكان في العراق أو سورية أو حتى لبنان ومصر ليست استثناء .
لأنّ هذا التوزع التاريخي. ليس في صالحها الحقوقي ،والأمني، والقدرة على الثبات والبقاء رغم العواصف. ومثالنا على قوة الوجود المسيحي في مكان معين أهلنا في جبل الدروز بسورية.ففي الحقيقة الدروز عدديا ليسوا أكثر من المسيحيين في سورية قبل الأحداث عام 2011م .وإنما وجودهم في مكان معين مع بعضهم يُعطيهم دوما القدرة على البقاء والاستمرارية والحقوق أيضاً.
5= لا تتوقعوا أن تحقق المجتمعات المشرقية تطبيقات الدولة المدنية .وهذا من المستحيل وأنا مع الغالبية الرافضة لأسلوب علمنة أو مدنية الدولة في الشرق التي لاتتناسب مع معتقداتهم .
6= وأخيراً من يُحب بلاد مابين النهرين فليتزوج بامرأتين .وأحبّ امرأة تلد في العام مرتين. لستُ مراهقا لكن دققوا في الجوهر الحقيقي للجملة والمعنى .فالولادات السونامية للآخر ونحن إن تزوجت المرأة فلا تُنجب أكثر من اثنين أو ثلاثة .وأغلبنا يُهاجر والبقية تموت وترحل إلى الأبد .وأما الزواج بأكثر من امرأة فليس بخطيئة كما يظن من يظن أليس السيد المسيح هو القائل (كل ماتحلوه على الأرض يكون محلولا في السماء)؟ لماذا لا نُفّعل هذا القول والمفتاح العام في حياتنا؟ !!
وأتناول الإنسان الغربي الذي هو أيضا مسيحي.فلو تحدثنا عن المسيحيين الغربيين وأساليب تفكيرهم بشأن مسألة الزواج أو الصداقة والمساكنة والزواج المدني فسنرى مايلي:
آ= الزواج المدني نوع من أنواع الخروج عن الطقس الكنسي ولو أسقطنا مفهوم المسيحية عليه لقلنا عن الحالة بأنها زنى...وأن جميع الأولاد الذين يولدون نتيجة هذه الحالة هم أولاد زنى فما رأيكم؟!!!
.ب = زواج المساكنة. ج= العلاقة ماقبل الزواج منذ سن المراهقة .
وهذه الطرق تجعلنا أمام قراءة تفيد بأن موضوع ممارسة الجنس بهذه الأساليب ليس خطيئة ولا خطأً بل توافق عليه المجتمع الغربي برمته .فلماذا نحن إلى هذا الحد من التعصب الأعمى في موضوع تصريف القِوى الجنسية والعاطفية للناشئة لدينا. ونحن نعلم أن من يملك هاتفاً نقالاً أصبح بإمكان الواحدة حتى المتزوجة أن تُقيم مع شريك أخر عن بعد طقوسا جنسية وعاطفية مالا يُصدقه العقل والمنطق؟!!
لماذا لا نكون أكثر شفافية لنعالج مواضيعنا الجوهرية والمصيرية ؟
حتى المتزوج أو المتزوجة في الغرب .إذا اتفقا على الانفصال ينتهي بدون أية إزعاجات وإذا أرادت أن تتزوج من رجل أخر . أو يتزوج هو من امرأة أخرى وكان لهما أولاد. فلا مشكلة لدى الزوج الجديد أو الزوجة الجديدة. والموضوع محلول بالنسبة للغربيين عامة في هذه القضايا.
هناك الكثير مما أريد قوله لكن لنكتفي بهذا القدر .أرى بأنّ المسيحية التقليدية لم تعد تتناسب مع الواقع ومن يُريد أن يُبقيها بدون تجديد فهو نفسه يُريد القضاء عليها.
جددوا في مسيحيتنا لأنها الحياة.
أما الموضوع الوجودي والسياسي بالنسبة للمسيحية المشرقية فأقول:
استحالة عودة من هاجر من أهلنا إلى دول العالم . تغربنا وسكنا كلّ في وطن ٍ أو في هذه المدينة أو تلك. وثبتنا أنفسنا ،وأولادنا كوّنوا صداقات ،وأصبحت تلك المدن وطناً لهم.فمن المستحيل العودة إلى بلادنا الأم وإن عاد أحدنا فهل سيجد أترابه والأقرباء ؟ أعتقد أنه سيعود غريباً في في مكان ميلاده .
ومن جهة ثانية من المستحيل إمكانية أن نكوّن تجمعات حتى في الأوطان الجديدة .بغية إحياء تعلّم لغتنا الأم أو التربية التي تربت عليها أجيالنا نحن الكبار.
لهذا أجد أن موضوع الوطن البديل الذي أراه ممكنا الآن في هذه الظروف هو الطرح المناسب والعملي حتى نقترب من الواقعية التي هي من مستلزمات وجودنا واستمرار تسميتنا القومية والمذهبية والدينية أيضا.
فلو تركنا الأمور ـ أمور الوطن البديل والبحث عنه ــ إلى ربع قرن دونما معالجة وبإرادة صلبة قوية .فإننا إلى زوال ولايمكن أن تقوم لنا قيامة فيما بعد وسيكون أن مشروع قومي هو المستحيل بعينه.
ومن يتخذ من أهلنا موضوع اليهود وضياعهم وتناثرهم وبعد ألفي عام عادوا إلى أرضهم(وعد بلفور ….) . أقول لهذا الفريق ما مضى قد مضى. ولايمكن أن نُعيد المنطقة (العراق وسورية وجزء من تركيا ) إلى ما نحلم به فهذا هو المستحيل والانتحار الفكري .
علينا أن نبتدع مدرسة جديدة للنضال وقد طرحت هذا المفهوم من خلال المقابلة التي أجراها معي الأخ ديفيد البازي في قناة .ANB فقد قلت يومها علينا بأن نبتدع مدرسة نضالية جديدة.
على الرغم من كوني مستشاراً للجنة الموحدة لتأسيس البرلمان الأشوري في المنفى .
إلا أنني أرى تفعيل عملية طرح الوطن البديل لتجميع بقايانا .ومن تناثرعبر العالم من النضال القومي الحقيقي وعلينا الالتفاف حول هذا المشروع الذي يتناول موضوع الوطن البديل فهو آخر المحطات الهامة التي علينا أن نبذل جهودنا في البحث فيه وقد طرحتُ قبل ثلاثة أيام فيما أكتبه تحت عنوان ((عشتار الفصول:12125)).الذي تضمن نداءً للمثقفين ورجالات الدين المسيحي في المشرق .وإلى بقايانا في الوطن والمهاجر.فقلتُ فيه .
إنّ وضعنا الحالي والواقعي وتوصيفاته . سواء أكان في الوطن أو المهاجر .
إلى زوال، واندثار .فوجودنا في الوطن عددياً لايتجاوز نصف ب% من العدد الكلي لبقية مكوّنات الأوطان .وفي المهاجر تتوزعنا لغات العالم والأماكن وتيارات عدة .
فإذا لم نعمل سوية على توحيد خطابنا الطائفي والقومي من خلال فكر تقدمي ونير وموضوعي بعيداً عن العاطفة الهوجاء ،والتخندق العشائري ،والقبلي ،واللهجوي. فإننا إلى زوال حتمي من على تراب أوطاننا الحالية أولاً .
وأما في المهاجر مالم يكن هناك من وطن ٍ بديل يجمع كلّ من هاجر للعالم في دولة واحدة.
فإننا إلى مزيد ٍ من الانقسامات الحادة والحتمية التي تنبع حقيقتها من خلال التباعد اللغوي والتربوي (لأوطاننا الثانية ).وفي عدم تحقيق تعليم الناشئة اللغة الأم في مدارس مختصة وبمعلمين مختصين ومناهج موحدة يقرها أصحاب الخبرة.فإننا أمام سنوات عدة وتنتهي لغتنا الأم جرّاء تعلم أطفالنا لغات العالم ونسيان من نحن.
لهذا على المثقفين بالدرجة الأولى تقع المسؤولية. وعلى رجال الدين ثانيا.فلو أن رجال الدين عقدوا مؤتمرا عالمياً .جدول أعماله يتناول فقط هذا السؤال الوجودي
كيف نوحد تسميتنا ؟!! ويتوصلوا إلى أن شعبنا مكوّن بالأساس من التسميات التالية(الآشوريين .والسريان ( الآراميين) والكلدان والموارنة ).وأن الفوارق بين هذه التسميات ليست إشكالية في توحيدنا. فلغتنا واحدة بلهجتين شرقية وغربية .ولكن أبجديتها واحدة ،ومنا من اتخذ العربية اللغة الجديدة إن اليقين الوحيد هو في وحدة رأي المثقفين والأحزاب والمستقلين ورجالات الدين فلو عقدوا العزم على التوحد فإننا سنجتاز نصف الطريق إلى وحدتنا.
وعندها يمكن أن نوحد خطابنا الوجودي في المحافل العالمية إن كُنا فعلا نُطالب بحقوقنا القومية المشروعة على تُراب وطننا الأم الذي يتغير لصالح مكوّنات أرى أنها ترسم معالم وجودها بشكل واثق ولها الحق في ذلك .فمن حق كل المكوّنات أن تعمل لصالح وجودها . أما نحن لأسباب لا أذكرها هنا توزعنا ولا زلنا كلّ منا يركب فرسه ويقول بأنني أنا الفارس الوحيد، العنيد.متى أيها الفارس تُدرك بأنك تركب حصانا خشبياً ؟!!
سؤال يستحق أن نقف عنده وإلى مقال قصير آخر.اسحق قومي.7/11/2020م
والسؤال هل من سيستجيب وتناول هذه الأفكار ؟ وقبل أن نختتم موضوعا نكتب عنه صفحات لا بل كتب .الوطن البديل الذي أقترحه هو إما في أستراليا أو أمريكا أو أوروبا وإذا كان استحالة أوروبا التي لاتُساعد قوانينها على أن نُحقق الهدف فإن أستراليا هي المكان الأول الذي أراه على الرغم من بعد القارة الأسترالية.وأمريكا تشبه الحالة الأوروبية أيضا.
للموضوع بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث