الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كتاب السعادة _ باب 5 ف 3
حسين عجيب
2020 / 11 / 11العولمة وتطورات العالم المعاصر
كتاب السعادة _ باب 5 ف 2
أعرف كم هي مبتذلة ، ومزعجة أيضا عادة حكاية الفيلم لصديق _ ة أو قارئ _ة ، ومع ذلك لا أستطيع أن أمنع نفسي من حكاية ، حكايتي ، مع" حدوتة " هذا الفيلم .
فتاة جميلة في سيارة مع رجل غريب ، يتضح ذلك من الدقيقة الأولى ، يصلان إلى شاطئ رملي جميل جدا . تعرض أجرة التوصيلة عليه ، لكنه يرفض لأنها طريقه معها أو بدونها .
يمر شابان ويتحدثان مع الفتاة ، ثم يسبحان بجوارها ، والفتاة تسبح أيضا . في اللقطة التالية يخبرها الشابان وهما يخرجان ويبتعدان _ أن المنطقة خطرة وموحشة ، وينبغي أن لا تبقى بمفردها _ تشكرهما وتودعهما ، وترفض الخروج من الماء .
ابتعد الشابان بلطف ، كما يفعل الأشخاص المهذبون في الحياة الواقعية .
تنسى الفتاة نفسها وهي تسبح بمهارة ، وتتقلب على الموج بتلذذ ومتعة . فجأة تصرخ ، وتبدأ السباحة في اتجاه الشط بشكل هستيري ، ويثير رعب المشاهد _ة ، لقد شعرت بالخوف الشديد . حيث يظهر قرش ضخم خلفها ، تنجح الفتاة في الوصول إلى صخرة وسط الماء ( فيلم ...) وتستلقي منهكة وخائفة . وهي تتلفت حواليها ترى الشابين وهما في سيارتهما وما يزال بإمكانهما مشاهدتها ، فتصرخ وترفع يديها ، تتوقف السيارة وينزل احد الشابين ويلتفت نحوها ، ويقوم بحركة من ذراعيه تشير أنه رآها . تفرح الشابة والمشاهد _ ة ، لكن الشاب نزل ليتفحص الدولاب ثم يصعد السيارة ، ويختفيان من المشهد .
نسيت أن أبدأ مع لقطة الشارة ، طفل يلعب على شاطئ ، يعثر على كاميرا ويبدأ بالفرجة على صور قرش وهو يهاجم ضحاياه .
فترة الاستراحة الأولى .
أعرف أنني شاهدت الفيلم من قبل ، ومتأكد تماما ، كما أنني متأكد من قراءتك الآن .
أول خاطر أن أغير المحطة ، أو اغلق التلفزيون ، وأترك هذا الفيلم السخيف .
لكنني لم أفعل بالطبع ، كما يحدث معك الآن ...
لكن المشكلة أنني شاهدت الفيلم ، على الأقل خمس مرات ، وكل مرة ألوم نفسي :
لماذا تضيع وقتك على قصة تافهة إلى هذا الحد !
1
نكون في حلم يقظة ، أو بحالة تفكير بموضوع محدد ، أو في حالة الثرثرة النفسية العادية ، فجأة تخطر على البال كلمة أو صورة أو حدث ، وينسحب التركيز إلى مكان جديد .
باللحظة نفسها نريد استعادة الحالة السابقة ، ونحاول بلا جدوى غالبا .
بالتدريب والمثابرة ، مع الالتزام ، يمكن اكتساب هذه المهارة النوعية : حرية التفكير بالتزامن مع استعادة الذكريات ، ووصل الخيوط بين الماضي والحاضر بشكل مقبول ، وحتى جيد .
حرية التفكير نقيض الفكرة الثابتة ، الثانية شكل من الوسواس والمرض العقلي ، بينما الأولى علامة الصحة العقلية المتكاملة ( كما أعتقد ) .
....
متلازمة الفكر والشعور واللغة والحركة معروفة في الأدب والفلسفة ، لكن بشكل تقريبي وضبابي . المعرفة العلمية لم تتقدم على المعرفة الأدبية والفلسفية في هذا المجال .
العلاقة بين الفكر واللغة من الموضوعات الفلسفية المبتذلة ، مثلها العلاقة بين الفكر والشعور ، سواء في علم النفس الفردي أو الاجتماعي .
لا أفهم قلة الاهتمام بهذه الموضوعات ، في الثقافة العالمية لا العربية فقط !
أعتقد أننا نعيش في أحد أغبى الأزمنة ، أو المراحل الإنسانية .
لن أعتذر هذه المرة .
2
البعض يظن أن رغبته وشعوره وأفكاره ومعتقداته ، ليست مرادفات للحقيقة والواقع فقط ، بل هي الواقع الموضوعي نفسه . والمشكلة هناك دوما ( عند الآخرين وفيهم ، الشركاء أو الغرباء والخصوم ) ، ولتذكر مدى رواج مقولة " الآخرون هم الجحيم " ....
إحدى أغبى العبارات ، في القرن العشرين ، سواء كان قائلها سارتر أو غيره .
....
للصحة العقلية معايير وخصائص مشتركة ، أعتقد أن أكثرها أهمية المقدرة على التمييز بين الواقع الموضوعي وبين المعتقدات والتفضيلات الشخصية . وربما تكون أكثر أهمية من تحقيق التجانس بين العمر البيولوجي للفرد ، وبين عمره العقلي .
3
الفهم الصحيح للواقع الموضوعي ، خاصة الزمن والحياة والعلاقة بينهما ، عتبة الصحة العقلية وشرطها اللازم وغير الكافي .
أعتقد أن الحب ، يجسد الشرط اللازم والكافي للصحة العقلية بالتزامن .
....
الحب الذاتي والحب الغيري وجهان لعملة واحدة .
حب النفس شرط حب الانسان الاخر ، الشريك والقريب أو البعيد والمختلف والخصم .
والعكس أيضا ، حب الانسان الاخر ، شرط الحب الذاتي أو التقدير الذاتي المناسب .
وهذه الفكرة أحد أهم إبداعات أريك فروم وأكثرها أصالة . وقد ناقشت ذلك بشكل مسوع وتفصيلي في نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
هوامش وملحقات
الواحد والاثنان حالات خاصة وثانوية بطبيعتها ، ليست أصيلة .
بعبارة ثانية ،
الوجود الموضوعي ثلاثي البعد ( مكتن وزمن وحياة ) ، ويتعذر اختزاله .
هي متلازمة ، ولا وجود منفرد لأحدها ، ثنائية الزمن والمكان وهم أو اسطورة أو خيال ، وليست حقيقة موضوعية ولا علمية .
( النظرية الجديدة للزمن ، الرابعة ) ...والبحث يطول .
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمييز وعنصرية...هل تتحول ألمانيا لبلد طارد للكفاءات الأجنبية
.. غزة - مصر: ما تداعيات -استبدال- معبر رفح على النفوذ المصري؟
.. الرئيس الأوكراني يطالب حلفاءه بتسريع تسليم بلاده مقاتلات إف-
.. انتخابات بلدية في تركيا.. لماذا قد يغير الناخب خياراته؟
.. النيجر تؤكد أن الولايات المتحدة ستقدم -مشروعا- بشأن -ترتيب ا