الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 22 - خرافة سيف الله المسلول

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2020 / 11 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دائما ما يحلو (للمتأسلمين) ان يتغنوا باخبار الحروب والقتل والذبح والسبي واسترقاق البشر وينسبون تلك الافعال الى الله . فربهم هو رب القتل والسبي والاغتصاب وكتبهم مليئة بهذه الاخبار ويدرسوها الى اطفالهم ليكبروا على صورة الدم المضرج بالدم واصوات السبايا التي يغتصبها (ابطالهم ) باسم الله والاسلام . وعند الحديث عن القتل والسبي باسم الله والاسلام يبرز اسم (خالد ابن الوليد ) والذي يطلق عليه (المتأسلمين ) لقب ( سيف الله المسلول ) مدعين بان هذا اللقب اطلقه الرسول على خالد . لذلك سنحاول في هذا المقال البحث في كتب المتأسلمين لمعرفة حقيقة هذا اللقب وهل اطلقه الرسول حقا كما تقول كتب (اهل السنة والجماعة ) .
ننظر في البداية في نسب خالد ابن الوليد ، فهو ابو سليمان خالد ابن الوليد ابن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم . وبني مخزوم من البيوت التي اشتهرت باللواط والبغاء في مكه كما يقول (حسان ابن ثابت ) شاعر الرسول والمؤيد بروح القدس كما ورد في كتب الصحيح . فقد روى الإمام أحمد في مسنده, والبخاري ومسلم عن الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: اهْجُهُمْ، أَوْ هَاجِهِمْ، وَجِبْرِيلُ مَعَكَ، وفي رواية النسائي، وأحمد: وروح القدس معك، وفي رواية ابن حبان، وغيره: إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مَعَكَ ما هاجيتهم.وروى مسلم وأبو داود عن عَائِشَةُ قالت: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لِحَسَّانَ: إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ . يقول حسان بن ثابت شاعر الرسول , في بني المغيرة
نالــت قريــش ذرى العلـيا بـنو المغيـرة عـن مجـد اللهـاميـم
وافتخروا بأمور أهلها لعن أحسابهم من قصير في الغلاصيم
بندوة من قريش كان وارثها وبـالـواتـي ســحاب القمـاقـيـم
من جوهر في قريش فالتمس بدلاً منهم معانيق في الهيجا مقاديم
واتـرك مآثر قوم في بيـوتهم وافخر بمكرمة في بيت مخزوم
أو في بني أشجع إن كنت ذا نسبٍ زاكٍ من القوم منسـوب ومعلـوم
هلاّ منعتم مـن المخـزاة أمكـم عند التععه من عمرو بن يحموم
أسلمتموها فباتت غير طاهرة ماء الرجال علـى الفخذيـن كالمـوم
بنـو المغيرة فحـش في نديتـهم توارثـوا الفحـش بعد الكفر واللـوم.
وعمرو بن يحموم الذي ذكره رجل من خزاعة ،
وفي ابو جهل بن هشام وفي أبيه هشام بن المغيرة المخزومي قال حسان أبياتاً من الشعر يصرح بها بلواط أبوجهل وشذوذه وشذوذ أبيه أيضا ,
قد آن قول قصيدة مشهورة شنعاء أرصدها لقوم وضع
يصلى بها صدري وأحسن حوكها وأخالها سـتقال إن لم تـقطع
ذهبت قريش بالعلاء وأنتم تمشون مشي المومسات الجندع
فضعوا التجافي واسبقوا استاهكم وامشوا على رحب الطريق المهيع
أنتم بقية قوم لوط فاعلـموا وإلـى خناثكـم يشـار بإصـبع
وإذا قـريــش خلطـت أنســابها فبآل أشجع فافخروا بالمجمع
وجاء في مصدر اخر في كتاب " نور القبس المختصر من المقتبس " تأليف: أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني - اختصار: أبي المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود الحافظ اليغموري ، المحقق: رودلف زلهايم ، سنة النشر: 1384هـ - 1964في صفحة 183 وكان ينقل كلام الامام المدائني وهو من اكبر علماء اهل السنة والجماعة والمدائني في قولة يعد المخنثين واللواطين",وقال المدائني: كان عفان بن أبي العاص مؤنثا يلعب في الأعراس بالدف، ومثله الحكم بن أبي العاص، وكان شيبة بن ربيعة حلقيا وكان يأتيه منبه بن الحجاج بن سعد بن سهم وكذلك أبو جهل بن هشام" .
بالنسبة للوليد ابن المغيرة فقد وصفه الله في سورة (نون) بانه عتل زنيم حيث ورد في تفسير الجلالين في آية ( عتل بعد ذلك زنيم) , مايلي : (دعيٌّ في قريش ، وهو الوليد بن المغيرة ، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة) , ومثله ذكر القرطبي في تفسيره. والزنيم في اللغة هو مجهول الأب اللصيق في القوم وليس منهم. وقد اورد الزمخشري في تفسيره المسمى الكشاف في تفسير اية القلم مايلي "(مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ) بخيل. والخير: المال. أو مناع أهه الخير وهو الإسلام، فذكر الممنوع منه دون الممنوع، كأنه قال: مناع من الخير. قيل: هو الوليد بن المغيرة المخزومي: كان موسراً، وكان له عشرة من البنين، فكان يقول لهم وللحمته: من أسلم منكم منعته رفدي ، وكان الوليد دعيا في قريش ليس من سنخهم، ادعاه أبوه بعد ثمان عشرة من مولده. وقيل: بغت أمّه ولم يعرف حتى نزلت هذه الآية، جعل جفاءه ودعوته أشد معايبه، لأنه إذا جفا وغلظ طبعه قسا قلبه واجترأ على كل معصية، ولأن الغالب أن النطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها. ومن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده» و{بَعْدَ ذَلِكَ} نظير (ثم) في قوله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين ءامَنُواْ} [البلد: 17] وقرأ الحسن: {عتل} رفعاً على الذم وهذه القراءة تقوية لما يدل عليه بعد ذلك " . وجاء في تفسير القرطبي "قال عكرمة : هو اللئيم الذي يعرف بلؤمه كما تعرف الشاة بزنمتها. وقيل : إنه الذي يعرف بالأبنة. وهو مروي عن ابن عباس أيضا. وعنه أنه الظلوم. فهذه ستة أقوال. وقال مجاهد : زنيم كانت له ستة أصابع في يده، في كل إبهام له إصبع زائدة. وعنه أيضا وسعيد بن المسيب وعكرمة : هو ولد الزنى الملحق في النسب بالقوم. وكان الوليد دعيا في قريش ليس من سنخهم؛ ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة من مولده " كما قال في تفسير (مناع للخير ) " ومعظم المفسرين على أن هذا نزل في الوليد بن المغيرة، وكان يطعم أهل منى حيسا ثلاثة أيام، وينادي ألا لا يوقدن أحد تحت برمة، ألا لا يدخنن أحد بكراع، ألا ومن أراد الحيس فليأت الوليد بن المغيرة. وكان ينفق في الحجة الواحدة عشرين ألفا وأكثر. ولا يعطي المسكين درهما واحدا فقيل (مناع للخير). ويكفي كلام الله عن كل شرح فخالد كما قال حسان ابن ثابت المؤيد بروح القدس من بيت اشتهر بالبغاء واللواط وابوه دعي في قريش .
اما عن خالد نفسه فقد اسلم في السنة الثامنة للهجرة قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري مَنَاقِب خَالِد بْن الْوَلِيد " أَيْ اِبْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مَخْزُوم بْن يَقَظَة يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَان وَكَانَ مِنْ فُرْسَان الصَّحَابَة ، أَسْلَمَ بَيْن الْحُدَيْبِيَة وَالْفَتْح ، وَيُقَال قَبْل غَزْوَة مُؤْتَة بِشَهْرَيْنِ ، وَكَانَتْ فِي جُمَادَى سَنَة ثَمَان ، وَمِنْ ثَمَّ جَزَمَ مُغَلْطَاي بِأَنَّهَا كَانَتْ فِي صَفَر وَكَانَ الْفَتْح بَعْد ذَلِكَ فِي رَمَضَان . وَحَكَى اِبْن أَبِي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ أَسْلَمَ سَنَة خَمْس ، وَهُوَ غَلَط فَإِنَّهُ كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ طَلِيعَة لِلْمُشْرِكِينَ وَهِيَ فِي ذِي الْقَعْدَة سَنَة سِتّ . وَقَالَ الْحَاكِم : أَسْلَمَ سَنَة سَبْع ، زَادَ غَيْره وَقِيلَ : عُمْرَة الْقَضَاء ، وَالرَّاجِح الْأَوَّل وَمَا وَافَقَهُ" .
ومقارنة ببقية الصحابة فهو لا يبلغ مد احدهم ولا نصيفه كما ورد في صحيح البخاري ومسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أحدا من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه" .كما انه لا يقارن باحدهم كما ورد في الحديث عندما وقع خلاف بين خالد وبين عمار بن ياسر، ووجّه إليه خالد كلاماً قاسياً، فشكاه عمار للنبي، فقال الأخير: "من عادى عماراً عاداه الله، ومن أبغض عماراً أبغضه الله". ورد الحديث في مسند أحمد بن حنبل .
اما بالنسبة لاعمال خالد الحربية في حياة الرسول نرى ان الرسول قد تبرأء من عمل خالد في سرية بني جذيمة التي ذكرها صاحب كتاب البداية والنهاية في الجزء الرابع " قال ابن إسحاق: فحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: بعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا ولم يبعثه مقاتلا، ومعه قبائل من العرب وسليم بن منصور، ومدلج بن مرة، فوطئوا بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه القوم أخذوا السلاح، فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا.قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال: لما أمرنا خالد أن نضع السلاح، قال رجل منا يقال له جحدم: ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد، والله ما بعد وضع السلاح إلا الأسار، وما بعد الأسار إلا ضرب الأعناق، والله لا أضع سلاحي أبدا.قال: فأخذه رجال من قومه فقالوا: يا جحدم أتريد أن تسفك دماءنا، إن الناس قد أسلموا ووضعت الحرب، وأمن الناس، فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه، ووضع القوم سلاحهم لقول خالد.قال ابن إسحاق: فقال حكيم بن حكيم، عن أبي جعفر قال: فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد فكتفوا، ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله ﷺ رفع يديه إلى السماء ثم قال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد)" . فهذه الفعل تدل على الغدر وخيانة العهد فقد صدقوا قوله عندما طلب منهم ان يضعوا السلاح ولكنه غدرهم وقتل الاسرى العزل حتى اضطر الرسول الى ان يتبرء من فعله . فهل يجوز ان يتبرء الرسول من فعل (سيف الله ) ؟
ناتي الى الحديث ونرى هل حقا وصف الرسول خالد بانه سيف الله المسلول ؟ اولا ان خالد ابن الوليد لم يشارك في اي من الحروب الكبيرة ايام الرسول عدا معركة مؤته والتي قاد فيها الانسحاب من المعركة ولم يؤمره الرسول على الجيش وفي معركة حنين كان على راس الفرسان وقد فر مع من فروا عن الرسول اما في فتح مكة فقد " قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أصحابنا، أن رسول الله مر يومئذ – يوم الفتح- بامرأة قتلها خالد بن الوليد ..فقال لبعض أصحابه : أدرك خالدا فقل له: إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا –أجيراً " . اما بقية الفعاليات فقد اقتصر على السرايا وذكرنا غدرته ببني جذيمة وتبروء الرسول من عمله . بالنسبة لنص الحديث فقد ورد في كتاب البخاري "نعى النبي - صلى الله عليه وسلم - زيدًا، وجعفرًا، وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، ثم قال: ((أخذ الراية زيد فأُصِيب، ثم أخذ جعفر فأُصِيب، ثم أخذ ابنُ رواحة فأُصِيب))، وعيناه تذرفان: ((حتى أخذ الرايةَ سيفٌ من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) . وشكك الذهبي في هذه الرواية بقوله : لم يسمع أيوب من أنس .وورد في سنن الترمذي "عن أبي هريرة قال: نزلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلاً، فجعل الناس يمرُّون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن هذا يا أبا هريرة؟))، فأقول: فلان، فيقول: ((نِعْمَ عبدالله هذا))، ويقول: ((مَن هذا؟))، فأقول: فلان، فيقول: ((بِئْس عبدالله هذا))، حتى مرَّ خالد بن الوليد، فقال: ((مَن هذا؟))، فقلتُ: هذا خالد بن الوليد، فقال: ((نِعْمَ عبدالله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله).وروى الحاكم: أن رسول الله قال : لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه على الكفارقال الذهبي : مرسلا وهو أشبه. وجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري بتلخيص الذهبي تلميذ ابن تيمية باب ذكر مناقب خالد بن الوليد قال : سمعت رسول الله (ص) و ذكر خالد بن الوليد فقال : نعم عبد الله و أخو العشيرة و سيف من سيوف الله..وسكت الذهبي عن هذه الرواية. قال صلى الله عليه وسلم: خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين. رواه الترمذي وغيرهو وصححه الألباني. من النصوص التي وردت نجد ان الرسول لم يلقب خالد بلقب ( سيف الله المسلول ) بل وصفه بانه سيف من سيوف الله هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الذهبي وغيره لهم مأخذ على هذه الاحاديث . ولكن اذا نظرنا الى الفعل نجد ان الرسول لم يكلف خالد بقيادة معركة رئيسية ففي فتح مكه دفع الرسول اللواء الى سعد ابن عبادة وعلي ابن ابي طالب وفي يوم حنين كذلك كانت الراية مع علي ابن ابي طالب فقد ذكر الحاكم في المستدرك " عن ابن عباس، قال: لعلي بن أبي طالب(ع) أربع ما هنّ لأحد: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله (ص). وهو صاحب لوائه في كل زحف. وهو الذي ثبت معه يوم المهراس؛ وفرّ الناس. وهو الذي أدخله قبره " .
أذن متى برز نجم ابن الوليد واصبح قائدا للجيوش كان ابرز ظهور لخالد بعد اغتيال الرسول حينما امره ابو بكر بقتل علي ابن ابي طالب كما يروي أبو بكر الخلال في كتاب ” السنة ” الجزء الثالث الصفحة 505 الحديث رقم 809 دراسة وتحقيق الدكتور عطية الزهراني ، منشورات دار الراية للنشر والتوزيع (أخبرني محمد بن علي، قال: ثنا الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر له حديث عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في علي، والعباس، وعقيل، عن الزهري، أن أبا بكر أمر خالدا في علي، فقال أبو عبد الله: كيف؟ فلم يعرفها، فقال: ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث). بعد هذه الحادثة اصبح خالد اليد العسكرية التي اعتمد عليها ابو بكر في محاربة الذين رفضوا الاعتراف بسلطته . لن نتناول قصة مالك ابن نويرة لانها مروية في جميع كتب التراث التي يعتمدها اهل السنة والجماعة مثل بن الأثيرفي كتابه " أسد الغابة في معرفة الصحابة" حرف الميم - باب الميم والألف - 4654 - مالك بن نويرةالجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 48 ) . وكذلك ذكرها ابن الاثير في كتابه "لكامل في التاريخ - ذكر أحداث سنة إحدى عشرة - ، وذكرها المتقي الهندي في كتابه ( كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال) ، الجزء( 5 ) - رقم الصفحة ( 619 ) . ولكن نكتفي بذكر موقف عمر من هذه الحادثة كما ذكرها ابن الاثير بالقول : "لم يزل عمر بن الخطاب يحرض الصديق ويزمره على عزل خالد عن الأمرة حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم عليه المدينة". وكان هذا الاستدعاء فرصة عمر كي يضع حداً لـ"تجاوزات" خالد التي لم يعد يحتملها، وكان يقول: "عدا عدو الله على امرئ مسلم فقتله، ونزا على امرأته"، كما ذكر ابن عساكر. وصل خالد إلى المدينة، ودخل المسجد معتمراً عمامة غرز فيها أسهماً، متفاخراً بانتصاراته، فقام إليه عمر ونزع الأسهم عن عمامته، وقال له: "قتلت مسلماً، ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنك"، فلم يرد عليه خالد أو يمنعه اعتقاداً منه أن الخليفة أبي بكر على نفس موقف عمر. إلا أنه عندما التقى الخليفة واعتذر إليه، عذره وسامحه، فخرج ابن الوليد وقابل عمر وقال له: "هلم إليّ يا ابن أم سلمة"، فأدرك عمر أن خالد نال رضا أبي بكر فلم يرد عليه، كما ورد في "الكامل في التاريخ" لعلي بن محمد الشيباني المعروف بـ"ابن الأثير". فخالد برأي عمر ابن الخطاب هو (عدو الله ) وعمر براي خالد هو (ابن ام شملة).
اما جرائم (سيف الله المسلول ) في غزواته في العراق فنرجع بها الى ما ذكره الطبري في كتابه المعروف باسم " تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك" ، تحقيق "محمد أبو الفضل إبراهيم" ، منشورات دار المعارف ، سنة 1387 – 1967، الجزء الثالث الصفحة 356 عند حديثه عن معركة " اليس" في العراق "فاقتتلوا قتالا شديدا والمشركون يزيدهم كلبا وشدة ما يتوقعون من قدومهم بهمن جاذويه فصابروا المسلمين للذي كان في علم الله أن يصيرهم إليه وحرب المسلمون عليهم وقال خالد اللهم إن لك على إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجرى نهرهم بدمائهم ثم أن الله عز وجل كشفهم للمسلمين ومنحهم أكتافهم فأمر خالد مناديه فنادى في الناس الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع فأقبلت الخيول بهم أفواجا مستأسرين يساقون سوقا وقد وكل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر ففعل ذلك بهم يوما وليلة وطلبوهم الغد وبعد الغد حتى انتهوا إلى النهرين ومقدار ذلك من كل جوانب أليس فضرب أعناقهم " علما ان من قتلوا هم عراقيون عرب مسيحيون من اهل العراق غضبوا لمقتل إخوة لهم من نصارى بكر بن وائل في (يوم الولجة) وقتلوا وهم اسرى وقد بلغ عدد القتلى سبعين الف عراقي ، ولكنها طبيعة ابن الوليد في قتل الاسرى . وقتل خالد في وقعة (المذار) في صفر سنة اثنتي عشرة، ثلاثين ألفًا سوى من غرق. واحتل خالد مدينة (عين التمر) فضرب أعناق أهل الحصن أجمعين. وسبى كل من حوى حصنهم، وغنم ما فيه، ووجد في بيعتهم أربعين غلامًا يتعلمون الإنجيل، عليهم باب مغلق؛ فكسره عنهم، وقال: ما أنتم؟ قالوا: رهن؛ فقسمهم في أهل البلاء؛ منهم نصير أبو موسى بن نصير، ومنهم أبو عمرة جد عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر، وسيرين أبو محمد بن سيرين. كل هولاء القتلى الذين قتلهم (سيف الله المسلول ) لم يكونوا فرسا ولا مجوسا بل عرب عراقيين من اهل الكتاب .
بقي خالد متمتعا بحماية ابو بكر له عن كل جرائمه حتى توفي ابو بكر وتولى الحكم عمر ابن الخطاب وهنا يذكر الطبري في " تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك" الجزء الثالث الصفحة 436- 437 " أن عمر إنما عزل خالدا لكلام بلغه عنه، ولما كان من أمر مالك بن نويرة، وما كان يعتمده في حربه. فلما ولى عمر كان أول ما تكلم به أن عزل خالدا، وقال: لا يلي لي عملا أبدا. وكتب عمر إلى أبي عبيدة إن أكذب خالد نفسه فهو أمير على ما كان عليه، وإن لم يكذب نفسه فهو معزول، فانزع عمامته عن رأسه وقاسمه ماله نصفين. فلما قال أبو عبيدة ذلك لخالد قال له خالد أمهلني حتى أستشير أختي، فذهب إلى أخته فاطمة - وكانت تحت الحارث بن هشام - فاستشارها في ذلك، فقالت له: إن عمر لا يحبك أبدا، وإنه سيعزلك وإن كذبت نفسك" . اذن عمر ابن الخطاب لم يكن يرى في خالد "سيف الله المسلول " وكان يسميه "عدو الله" كما ذكر ابن الاثير . ورفض عمر ان يلي له خالد عملا كما ذكر الطبري وغيره .
مما تقدم نرى ان كتب " اهل السنة والجماعة " تبين لنا ان خالد ابن الوليد ابن دعي بني مخزوم الذي لم يكلفه الرسول باي عمل عسكري كبير وتبرء من عمله مرتين والذي لم يكن يراه يعدل مد احد اصحابه او نصيفه وان انفق جبلا من ذهب لايمكن ان يكون سيف الله وان من اطلق عليه هذا اللقب هو ابو بكر الخليفة الاول لانه كان سيفه الذي يقتل به معارضيه لذلك فقد تستر على جرائمه في قتل الاسرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل


.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال




.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع