الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن ان تكون الانتخابات الأمريكية … مزورة ؟

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لا يزال مشهد الانتخابات الامريكية الذي يدور أمامنا غارقا في بذاءته !

عندما يتحدث الامريكان ، وعلى مدى عقود طويلة عن ديمقراطيتهم الرائعة ، وانتخاباتهم الفريدة من نوعها ، والتي صدعوا رؤوسنا بنموذجيتها ، وانها الافضل في العالم ، والاكثر نزاهه ، وشفافية ، ويريدون تعميمها ، وتوزيعها معلبة ، ومجانا على كل شعوب الارض خاصة العربية منها كاحدث ، وانجح منتج مصنوع في امريكا … دولة اليانكي ، والعقب الحديدية ، ويجب اتباعها ، والحفاظ عليها ، والسير على خطاها ، نرى اليوم انهم اول من يئن ، ويعاني من الاعراض الجانبية الخطيرة التي تلازم انتخاباتهم الجارية حاليا ، والتي تتفتق في النهاية بخاتمة ضبابية غير واضحة ، وغير مفهومة ، ومن غير مسك !
تلاحقنا اسئلة عديدة مكللة بعلامات استفهام كبيرة ، وغامضة :
ما معنى ان تظهر نتيجة الانتخابات عن طريق الصحف ، وباي حق … الا يعتبر هذا تسريبا لمعلومات سرية ، وحساسة الى الصحافة ؟ وكيف يتم بعد ذلك تبني هذه الانتخابات رسميا ، وعلى اي اساس ، وتصبح حقيقة واقعة تُفرض على الكل حتى قبل ان يُعلن القضاة المسؤولون عن الانتخابات النتيجة الرسمية كما جرت العادة من قبل في امريكا ، وفي كل دول العالم ، ولو حدث مثل هذا الامر في دولة من دول عالمنا الثالث ؟ هل سيصمت الامريكان ، ومنظمات مجتمعهم المدني ، وغيرها ؟ اذا لم يقلبوا الدنيا عاليها سافلها ، ويعتبرون ذلك اعتداءً عليهم ، وعلى قيمهم التي أأتمنونا عليها ولم نصنها ، وقد يدسوا انوفهم في شأن هذه الدولة ، وربما يفرضوا عليها عقوبات من نوع ما لانها لم تفهم معنى الديمقراطية الأمريكية الشفافة ، وتبادل السلطة على طريقة بايدن - ترامب ؟!
ولماذا امتنعت الصين ، وروسيا ، والمكسيك ، وهي دول لها وزنها ، ولديها اجهزة مخابرات قوية ، وتعرف الكثير عن ارسال التهاني الى بايدن متعللين بانتظارهم النتيجة الرسمية ، ومعنى هذا الكلام ان النتيجة المتبناة حاليا غير رسمية على الاقل من وجهة نظرهم ! في حين تقاطرت عليه التهاني من عدد لا يحصى من رؤوساء الدول ، واشباه الدول ، والكانتونات … الخ
اليس هذا خلطا غير مفهوم للاوراق ، وانقساما في المواقف لم يحدث مثله سابقا في اي دولة من دول العالم ، وهل يمكن ان يكون هذا جزءً من الحرب الخفية على السلطة الدائرة بينهم ، ويتم حاليا التعتيم عليها خشية ان تظهر روائحها المنفرة على الملأ ؟ وهل يمكن ان تحدث مفاجئة من نوع ما … كأن يكون ترامب على حق مثلا ؟
ولماذا لم يعترف ترامب اصلا بالانتخابات ، ونتائجها ، مخالفا بذلك المألوف الذي جرت عليه العادة ، ويصرح دائما بملء الفم جهارا نهارا بانها مزورة ، وانه هو الفائز الحقيقي فيها كانه واحدا من مسؤولي الدول الحديثي التجربة بالديمقراطية … ضاربا عرض الحائط بما يمكن ان يسببه موقفه هذا من اذى لسمعة امريكا ، وقيمها المتوارثة ، وهي ظاهرة لا سابقة لها في التاريخ الامريكي … هل يوجد خلل في ثقافة ترامب في الديمقراطية ، وآلياتها مثلا ام حدث فعلا تصدع في هذه القيم بحيث تدنت الى احط مستوى لها ، وهو التزوير في انتخابات دولة تعتبر نموذجا في العالم في الديمقراطية ، ومن روادها المؤسسين ؟
وحتى لو استلم بايدن السلطة تحت ضرس ترامب ، وفريقه ، وحزبه … الا يؤثر هذا على الواقع السياسي الامريكي ، ونظرة العالم له … ام يصح لامريكا ما لا يصح لغيرها ؟
واخيرا : هل حدث فعلا تزوير ، وعلى نطاق واسع لاسقاط ترامب الذي لا يمكن اسقاطه الا بهذه الطريقة ؟ حتى الاصوات التي حصل عليها بايدن لم تكن موجهة له … اعجاباً به ، وبكفاءته ، وشخصه بقدر ما كانت موجهة لاسقاط خصمه ترامب ، وهذه حقيقة اقرها الكثيرون ممن شاركوا في الانتخابات !
وهل يتوقعون من ترامب ان يسكت ، ويبتلع غضبه ، ويتجاوز عن هذه الاهانة التي يعتبرها موجهة اليه شخصيا … لا اتوقع ان يسكت حتى ولو خرج من البيت الابيض ، وسحبت منه الحصانة … بالقليل سيؤلف كتابا يتعرض فيه للموضوع ، وهو ما جرت عليه العادة في المجتمع الامريكي ، وان كانت عنده قرائن سيثبتها فهو خلاص ليس لديه ما يخسره وعلي وعلى اعدائي ، وعندها ستكون فضيحة على مستوى فضيحة ووتر گيت ايام نكسون الذي تجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي بعد ان شعر بخطر خسارته للانتخابات … امريكا ام الفضائح !
وهذا ما فعله بولتون الذي اقاله ترامب من رئاسة الامن القومي عندما الف كتابا ضخما تعرض فيه الى الرئيس ترامب ، وادارته للدولة بانتقاد شديد حتى حاول ترامب جاهداً بكل نفوذه كرئيس ان يوقف اصدار هذا الكتاب ، ولكنه فشل ، ولم يتعرض القانون لبولتن بشئ لانهم يعتبرون الامر جزءً من حرية الرأي ، والتعبير ، وهو حق يتمتع به كل مواطن امريكي ، ويكفله الدستور ؟!
ولا تكن واثقا من شئ … بعد اليوم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي