الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المفاوض الكردي
ساطع راجي
2020 / 11 / 13مواضيع وابحاث سياسية
يعلل محمود المشهداني، رئيس البرلمان الاسبق، في حوار متلفز، سبب ميل الساسة السنة للاقتراب من ايران في السنوات الاخيرة بقوة المفاوض الايراني مقارنة بنظيره الامريكي ويحدد هذه القوة فيما معناه بمستوى التفويض فبينما يكون المفاوض الامريكي مجرد موظف يقترب من دور ساعي البريد يكون المفاوض الايراني قادرا على الاقتراح والموافقة على المقترحات والفرق يعود الى اختلافات مهمة في النظامين ومستوى فهمهما للواقع.
انتهج الحزبان الكرديان الكبيران في السنوات الاخيرة منهجا غريبا في اضعاف تمثيلهما السياسي والبرلماني في بغداد، تخلى الحزبان تقريبا عن اهم ممثليهم في المركز وربما عن جميع من قام بتمثيل الاقليم في المركز خلال السنوات الماضية، المرجح ان تعقيدات حزبية كانت وراء هذا المنهج لكن النتيجة كانت سيئة للجميع، فقد صار الاداء العام للنواب الكرد محصورا في الاغلب بالقضايا الكردية او ملفات العلاقة بين الاقليم والمركز، هذا السلوك الانعزالي يؤدي الى ان الاخرين لا يشعرون بوجودك او بأهمية هذا الوجود لتمرير مصالحهم او عرقلتها، وبالتالي يتخلى ممثلو الكرد عن دورهم التفاوضي، وهو اداء يومي في العراق، لصالح دورهم كمنفذين لقرارات الاقليم واحزابهم في عدد محدود جدا من القضايا وهم بذلك يغيبون اكثر من 60 مقعدا في البرلمان عن معظم القضايا.
ان انتظار النائب لتعليمات حزبه دون مبادرة يؤدي في النهاية الى اضرار فادحة كما حدث في قانون الاقتراض الذي اقترب من كونه قانون موازنة مصغر فرغم النقاشات المستمرة منذ اسابيع والتأجيل المستمر جاء النواب الكرد بلا مبادرات ولا تفاهمات قد لا تؤدي بالضرورة الى اقناع نظراؤهم العرب لكنها تخفف من حراجة المواجهة، وهؤلاء النواب الكرد ربما ايضا لم يوصلوا الصورة الحقيقية لقياداتهم الحزبية، الصورة التي تقول ان النائب الشيعي او السني لن يكون من السهل عليه القيام بحملته الانتخابية القريبة في منطقته وهو يبحث عن اي قشة للتمسك بها ويقدمها على انها منجز ونصر حتى لو كانت مجرد تسديد لرواتب شهرية وهو اصلا ليس اداء سياسيا ولا ذو قيمة انتخابية، بمعنى ان القوى الكردية لا تمتلك صورة كاملة عن الضيق الذي يعيشه حلفاؤهم وشركاؤهم ولم ينتبهوا الى كمية المقدسات السياسية التي تعرضت للاهانة خلال الاشهر الماضية في الوسط والجنوب ولا مقدار العنف الانتخابي المتوقع هناك.
المفاوض القوي والخبير ليس ذلك الذي يقنع الطرف الآخر بما يريده فقط بل هوالذي يمتلك من الخبرة وحسن التقدير وقوة الشخصية بما يؤهله لينقل الواقع الى زعيمه السياسي او مسؤوله الحزبي وله القدرة على ابتكار بدائل، وكل هذه الصفات والخبرات لاتظهر فجأة بل عبر سنوات من العمل والخبرة في حين ذهب الحزبان الكرديان الى عكس ذلك تماما ظنا منهما ان جميع التفاصيل السياسية في العراق يمكن التعامل معها عبر اتفاقات القيادات الكبرى.
مازالت القيادات الكردية تظن ان الزعماء الشيعة تحديدا يتمتعون بنفس قوتهم السابقة وان النواب العاديين يسمعون وينفذون، وهو خلاف الواقع تماما، وفي ازمة خانقة كالتي يمر بها العراق يبحث اي سياسي عن اختلاق نصر وهمي ليقول لجمهوره انه "هزم خصما" لعل غضب الجمهور يتوجه الى الخصم الوهمي بدل النائب وحزبه.
عمليا، نحن نقترب من نهاية الدورة البرلمانية لذلك على القيادات الكردية اختيار مرشحين قادرين على الخوض في كل شأن عراقي وتقديم مبادرات ومخولين باعلان مقترحات، وان تتجاوز قيادة الاقليم فكرة الاعتماد على اتفاقات سياسية مع زعامات تعيش على حافة الهاوية حرفيا والتقدم لاقناع المواطنين العراقيين العاديين بطروحاتها، فهؤلاء صاروا قادرين على فرض انفسهم مهما تم التقليل من شأنهم، والاهم ان تقدم قيادة الاقليم مبادرات تتجاوز العراك التلفزيوني لحل المشاكل ليس مع الحكومة الاتحادية فقط بل وفي داخل الاقليم أيضا آخذين في نظر الاعتبار ان ايام البحبوحة المالية في العراق انتهت وان صفقة لتنصيب رئيس حكومة عراقية مقرب للحزبينالكردين لا يعني بالضرورة نافعا للاقليم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب