الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمارة يعقوبيان/الحياة خارج اللزوجة

علي حسن الفواز

2006 / 7 / 13
الادب والفن


كثر الحديث عن فيلم عمارة يعقوبيان لكاتبه ألروائي علاء الاسواني ومخرجه مروان حامد، حتى خرج الى العلن السياسي واضحى قضية رأي عام !! تحت حجج ان الفيلم يتعرض الى قضايا تمس القيم الاخلاقية والمجتمعية والرموز المقدسة !! وطبعا تشكل هذه الاعتراضات مدخلا لفرض اشكال من الرقابة القسرية التي تجد ان من حقها ان تمنع هذا الفيلم او ذاك أوتشطب هذه اللقطة أو تلك ،وكأن الفيلم مائدة طعام من حق آكلوها ان يجتنبوا الماعون الكثير الدسم والزفر!!! وليس هو نسيج جمالي/فني ورؤية اسلوبية تترابط مكوناتها في بنية صورية او ثيمة فكرية تتعاطى بكليانيتها كموقف مع مشاكل وهموم قد تحتاج الى شيء من الجرأة وليس الى فلسفة نعاماتية !!!! تدفن رؤوس مفاهيمها في الخوف والريبة ...
الرواية بحد ذاتها تلتقط زاوية من زوايا المجتمع المتشاكبة ،حرص الاسواني على ان يجعلها زاوية تتلاقى فيها حيوات صراعية معقدة ،ربما هي صورة لسرانية اللحظة الاجتماعية المصرية في مرحلة مهمة من مراحل الحرالك السياسي والاجتماعي داخل الحاضنة المصرية ،وطبعا هذه الصورة لا تجد اطارها الا من خلال اعادة انتاجها كرؤية فنية ووضعها في سياق نقدي يمنحها خصوصية ان تكون قراءة مباحة من حق الجميع ان يعرف ما في عوالمها وربما ما تحت حبرها السري!! واعتقد ان الذين انتقدوا الفيلم لانه اصبح مادة صورية وبشراكة نجوم لهم حضور فاعل في الوجدان المصري والعربي ،هم الاكثر ضيقا للافق ، والاكثر هلعا من اية عملية كشف للحراك الثقافي والاجتماعي ،والاكثر توهما بأن هذا الوعي سيكشف سطحيتهم وتفاهة وعيهم الغاطس في المركزيات القديمة .....فماذا يعني ان نقول وبصراحة ان الفساد الاخلاقي هو صورة للفساد السياسي ، وان الانحراف هو انحراف في النظر الى الحياة والناس وليس الى الجسد فقط ..وان اعادة فحص وقراءة العلاقة ما بين المواطن والسلطة ،او مابين السلطة والمجتمع هما مدخلان لاعادة فحص كل الاشكاليات التي تسببت عن رداءة الوعي وسوء ادارة الفعل السياسي والثقافي والتغافل عن ازمات جوهرية ،كان من اليسير حلها !!! فضلا عن ان ازمات الجسد والفكر والعلاقة المشوهة بين الرئيس والمروؤس( رب العمل مع موظفته) هي انعكاس لازمات بنيوية عميقة ترتبط بالمعيش وازمات قوانين العمل مثلما ترتبط بازمة الانتاج الفكري وتشوه تداول مفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية ...
ان ازمة الحديث عن الفيلم وليست ازمة الفيلم ( يحقق اعلى الايرادات) هي ازمة الوعي وازمة (حاكمية بعض النخب الثقافية) التي تكشف خواء الكثير من سريات اجندتها امام حقائق تحتاج الى الشجاعة في كشفها امام الاخرين ،،
ان اصرار ادارة الفيلم وممثلوه على الاستمرار بعيدا عن تآويل المنظرين والمشككين دليل على الاصرار على فاعلية المسؤولية الثقافية في ان تكون ارادة وفعلا في قول الحقيقية وعدم التغافل عن الذهاب بعيدا الى حد ّ التصريح اننا امام طيننا الحري وعرينا القديم الذي يمحنا الاحساس با التطهير يبدأ من الروح والجسد في آن معا وان القلق على الترميزات والايقونات هو نصف حزننا وربما هو لزوجتنا التي تمنع الاقدام عن الجريان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا