الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابنتك ياايزيس ٢٢

مارينا سوريال

2020 / 11 / 14
الادب والفن


مريم الصغرى
لم تكن سيزا قد تجاوزت العشرين سوى قليلا عندما بدت امارات الغضب تظهر على تريزا لانها لم تلحق بسيزا ويصبح لها بيت زوجيه خاص بها..بدت امارات التمرد على امى المستكينه تظهر مع ظهور اعراض المرض عليها اكثر فبدت اكثر هدوءا ولكن بداخلها يتالم رفضت امى اخبار ابى عن ألامها ..كانت سيزا سببا فيما بعد فى ازدياد المرض على امى وكادت ان تتسبب فى دمار بيت الزوجية الخاص بتريزا وان كنت اظن انها لم تحزن بذلك بل ارادته فى حينها لتتمكن من البحث عن سيزا والتغلب عليها ولو فى الجحيم !!تمتعت تريزا بقلب حسود جسور بينما لم افهم سر غضب سيزا وقسوتها على كل من تحب وكانها تعاقبهم بعد ان تعلم اليقين كم تحبهم..
سيزا
اول مره رأيتها من جديد بعد عده اشهر عاصفة كان جدال العائلة من الطرفين حول المرشح الجديد للباباوية كانوا يؤيدون شخصا ولكن فى النهاية فاز اخر ،ظلوا ممتعضين ثم حدث ما تمنوه لقد توفى ذلك البابا لتعود الكره من جديد الى ملعبهم تلك المره فاز مرشحهم وليتهم ما فعلوا فقد كان عليه رؤية شىء لم اراه فى حياتى من قبل جعلتنى مشتته وحقا لااعرف من اكون..
جاءتنى فرحة تحاول ان تخبرنى من بين شفاه مهلله لقد وجدت فرصة تعجبت لانها لاتفصح عن حقيقة ما تريد او ماتشعر به ابدا لكنها اليوم فعلت ..همست لى باسمه يدعى بطرس لومانا عرفته فى احدى العروض التى ذهبت لها لاجل رؤية بشاره ..قالت انه من راها اولا واعجب بها كثيرا ..يحلم بان ينتج افلاما وربما تصبح احد بطلاته ..شعرت بالاثاره والضيق كله شىء تكالب امامى هل افرح لانها لم تخبرنى من قبل ان تبحث عن فرصة ام اصدق ان الامر اعجبها فيما بعد وذلك اليونانى المعجب سيكون الطريق..اخبرتنى انها ستقابله لتتعرف عليه بعد لقد بدانا عصر جديدا لايمكن ان تتزوج على طريقة العصور الماضية ..كانت مزهوة لانها نالت اعجابه بل يريد ان يصنع من جمالها نجمة والاكثر هى من اختارته وستخرج لمقابلته بينما رايت يوسف وسط عائلتينا وسط احجبه تزوجته..
اختفت بضع اسابيع اخرى لااعلم عنها شيئا تاكلنى نيران الغيره احاول كتمانها تاتى فى شكل اضطرابات بالمعده استلزمت بقائى فى الفراش وعند بدايتها تهلل وجه حماتى معتقده انه نذير بقدوم صغير ،شعرت بالخوف من ان تكون محقة مع ان عقلى ظل يكذبها بينما تردد كلماتها فى ثقة ولنطمئن ارسلوا فى طلب الطبيب..كانوا بالخارج مبتهجين ينتظرون سماع النبأ يحلمون بحفيدهم من فتاهم الوحيد ولكن خاب رجائهم وتنفست الصعداء سرا ..ساعدنى الضيق الذى اشعر به تجاه مريم فى تنمية اعتقادهم بحزنى لعدم حدوث حمل حتى الان ..كلما مر مزيدا من الوقت بدأت حماتى تضيق بى ذراعا ماذا لو كانت لاتنجب اطفالا ؟كانت عيانها تفضحها تريد حل وخلاص لصغيرها منى ولكن فرص حدوث الطلاق لدينا لا تتم بذلك اليسر فالزواج ابدى دون فصل لاتدمره سوى الخيانة المعلومة ..
زارتنى مريم فى المساء بعد ان علمت بمرضى حظى كان جيد اذا كانت هناك خلافات بدات فى الظهور بين تلك الجماعة التى انضم لها يوسف والبابا اسمع اصوات تذمر من بعيد لكن لايشغلنى سوى معرفة كيف صار الامر مع مريم وذلك بطرس لومانا ..كانت مضطربة تحاول ان تخفى شيئا عليه اعلمها جيدا قالت عندما اشفى يمكننا الخروج لتنفس من جديد ربما تمكنا من الذهاب الى السينما اردت سؤالها عن بشاره كيف حاله الان ؟ لكنها قالت من بين شفاه مضطربة لقد تزوج قبل ان تنهى الامر وترحل سريعا لتتركنى لراحتى ..اى راحة كلما رأيتها دب الغضب بين اوصالى هل لان الحياة تمضى وانا لاازال اقف مثلما كنت منذ سنوات ..
علمت بعد ثلاث اسابيع من بين شفتيها انه تقدم لخطبتها وبرغم انه يونانى قبل ابوها عجيب كيف تمكن من اقناعه بالامر ..قالت انه ساحر يستطيع فعل اى شىء الان بات الامر وشيكا سيتزوجا وحينها ستتمكن من فعل حلمنا القديم سيقدمها للسينما ..اشارت الى بشاره وهى تعلم ان الصلح صعب ولكن الان ليس شيئا مستحيل..بينما اكابد انا الغضب والقهر عندما اسمع ضحكات شقيقات يوسف وزفير امه الغاضب لاننى لاانجب له صبى ..بات الكل متحفز ينتظر من الاخر خطأ يمكنه من فصل كل شىء ..على ذلك بدأت اشعر بالراحة هل يمكن ان يحدث التطليق لاننى لاانجب ..جاءتنى امى شاحبة ومعها مريم الصغرى تنظرى لى بشفقه اكره النظر الى وجهها العاجز المثير للغيظ انهرها لتخرج خارج غرفتى لكنها لاتغضب تبتسم لامها ثم تنهض لتستنشق هواء الحديقة بينما نراقبها قالت الام لابد ان نذهب لرؤية الطبيب..قلت بخفه :اى طبيب
قالت ابوك قام بحجز موعد مع طبيب ايطالى يعمل بالقصر العينى سنذهب سويا غدا تجهزى
كان صوتها حازم لم ارها بذلك الاصرار من قبل وكاننا مقبلون على حرب لابد فيها من النصر او الموت ..زفرت براحة عدت اراقب مريم الصغرى افكر ربما حان وقت الخلاص من كل هذا ربما عاد نور من جديد ليضىء حياتى التى اغلقت بفعل فاعل ..جاءنى وجه مدام اوزيل ليلا كانت تضحك ونحن نسير وسط حديقة مليئة بالازهار تطمئنى ان كل شىء سيكون بخير فقط عليه الصبر اقتطفت ورده واعطتنى اياها عندما ايقظنى هبوب هواء بارد..ايقظتنى صباح باكرا جدا حتى نذهب فى الموعد للطبيب ..وجدت الام وابى واقفان بنفاذ صبر ينتظران نزولى ..سرت من خلفهم وكاننا فى موكب جناز.
سرت فى الممر الابيض الطويل ارتجف محاولة اظهار شجاعة كاذبة فحتى وان كنت لااريد لااحتمل ان اكون ناقصة انا سيزا لايمكن ان اصبح ناقصة..انتظرت الدقائق تمر قبل حلول دورى فى الكشف ورغم ان الطبيب كان يجيد العربية بحكم عمله لسنوات هنا لكنى بذلت جهدا لافهم كلماته..لست مريضة ولا احمل عيبا هكذا اصدر قرار بعد طلب فحص اخر استمريت على هذا الحال اسبوعا لاادرى كيف مر حتى علمت بالنتيجة..شعرت بالنصر..اسود وجه حماتى بالغت فى رده فعل عنيفة اذا لامتنى اكثر لاننى لست زوجة جيده تنتبه على زوجها ..علمت ان الرعب تملكها فى ان يكون الامر لدى ولدها..
رأيت ذلك الوجه الحانق من جديد عندما عاد فى المساء ..حاولت الصراخ اردت ان ادفعه بعيدا فلم اتمكن تمكن هو منى ..توقفت عن البكاء كظمت ألمى حتى تشققت شفتى وخرجت منها الدماء ..كرهته لاول مره كرهته بعد ان كنت اشفق عليه لبعض الوقت ..من ليلتها اصبح عدوا لى لم اسامحه قط رغم طلب الصفح صباحا وكاننى لعبه عندما انتهى شعر بالندم..خرج الى غرفة المكتبة لم اغادر الفراشنمت طويلا اردت عدم الاستيقاظ من جديد اقسمت على ايلامه مثلما فعل..
دعيت الى تلك الخطبة رغم رفض حماتى الذهاب بحجه ان مريم لن تتزوج قبطيا لكن لا ابالى باعتراضها الخوف كان يمنعها من التمسك وغضبى كنا على وشك الذهاب وللمره الاولى لم اكن بعهده ناروز بل قرر يوسف الذهاب معى..
شعرت بالقوة لا الضعف رغم ان نظرات الجميع بدت لى مقيته لاننى لاانجب لهم الصبى المرغوب رغم علمهم اننى لااعانى من مشكلة رفضوا ان يذهب هو وقرروا ان الخطأ خطئى ..تحضرت لغضبه لحقده تهيأت كثيرا ان لاانكسر انا فانا سيزا ولست واحدة اخرى احب رؤية ما لايرغب الاخرين برؤيته احب ان لااقطن بجانب النساء ساكنة بل اعرف ما يدور فى خفايا المكاتب وشئون الدنيا ..لايالى بنظرات والدته المتجهمه يبتسم فى هدوء اتأبط ذراع حتى نصل للاتوموبيل فاجلس جواره هادئه رغم توترى كلما اتذكر ان مريم ستصبح ما كنت اريده عما قريب وسأجلس انا فى دور الصديقة المجهولة التى تنتظر مولودا بشغف يرفع عن كاهلها غضب لاتدرى كنته..
ماذا حدث لى متى بدت اكره مريم كل هذا الحد ؟مريم يواكيم صديقتى الوحيدة عرفتها فكانت متنفس لى لسنوات ..متى بدات اغار منها الى هذا الحد؟اراقبها سعيده رغم رفض كثير من عائلاتها لتلك الزيجه رغم ان كلاهما من نفس الطائفه ..تبتسم مبتهجه تكاد تطير اشعر بذلك ..يجلس يوسف وقاره فى اوقات الهدوء يبدو وقورا يتمتع بشخصيه تجعله مهيبا يحترمه الجميع ..لكن لاسعاده لى خواء هو ما اشعر كلما اقترب اتمنى لو اختفى بعيدا ..بل اتمنى لو ان مريم من اختفت الان ..شاهدت بطرس لومانا من جديد وكانها المره الاولى ..يبدو رقيقا وقويا شعرت بغصه ماذا لو تقابلنا من قبل؟!اندهشت من فكرتى تخيلت نفسى اغادر معه القاهرة الى مدينته فأرى وجوها اخرى لاتشبه وجوهنا وتصبح لدى عائله لاتشبه عائلتى..تخيلتنا معا نشاهد الافلام فى السينما بل اننى رايت نفسى فى تلك اللحظة على احدى الافيشات عوضا عن فاتن..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و