الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تاريخية الانتلجنسيا العراقية :(2-8)

عقيل الناصري

2020 / 11 / 14
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وهكذا كان الحال بالعراق في المرحلة العثمانية، إذ تشكلت هذه الفئة في ظروف مشابه للظرف الروسي، إن لم يكن الأسوء، حيث سيادة النزعة الدينية المحافظة بمؤسساتها التقليدية وعدم تطور القوى المنتجة وسيادة العلاقات ما قبل الرأسمالية وبخاصة المشاعية الريفية. هذه الظروف أثرت بقوة على سياق تطور فئة الانتلجنسيا وتبلورها. وقد أتضحت بصورة جلية بخاصة اثناء صيرورة الانتقال إلى الدولة/ الأمة المركزية في العراق عام 1921، التي في كنفها تطورت هذه الفئة وأمست أحدى عتلاتها المركزية، وفي أجهزتها نمت كماً ونوعاً.. ورغم ذلك كانت في الكثير من سلوكها المعرفي، مقتحمة ومعالجة لأهم المشاكل منذ البدء، وهذا ما تجلى في أحد مطالبها المنصبة على ضرورة توفر الحرية الفكرية إذـ "... لم تقف الأقلام موقف المتفرج إزاء حجب الحريات الفكرية عن المثقفين والأدباء والناس ولربما كانت هذه القضية من أهم ما تناولته الاقلام واستغلته مدخلا للمطالبة بالحريات السياسية والاجتماعية وفي أقسى الظروف السياسية وأشدها على الشعب العراقي، كان المثقفون منذ البداية يرفعون أصواتهم عالية مطالبين برفع القيود عن الفكر واطلاق الحريات أمام الكلمات الواعية لتاخذ مكانها في عملية التوجيه والنقد والتحولات الاجتماعية. وقد سلكت المطالبة بحرية الفكر أساليب شتى... ". من الضروري تأرخت هذه الفئة الاجتماعية وبالتحديد التقليديين منهم، والإشارة إلى أن أجنتها موجودة قبيل الاختراق الغربي للدولة العثمانية بأجيال عدة، ضمن المستويات العليا للمؤسسة الدينية التقليدية، فقد "... كانت فئة العلماء تحتكر المعرفة والنشاط الفكري... وقد كان التكوين الفكري لهذه الفئة في القرن التاسع عشر لا يختلف عن التكوين الفكري الذي ساد منذ أيام الغزالي في القرن الثاني عشر والذي استند إلى القرآن والحديث والشريعة وقواعد اللغة.
لقد أعتمدت فئة العلماء في دخولها على الاوقاف أو على عطايا الحكام والناس مقابل وظائف مهنية كانوا يؤدونها تتمثل بالخطابة في المساجد وإمامة الصلاة والوعظ وأحياناً الاحتساب( أي مراقبة الأسواق). اما الاتجاه السياسية لهذه الفئة فقد كان اتجاها محافظاً لا يخرج عن أطار الدعوة لنظام الخلافة الاسلامية. وقد استمدوا نزعتهم المحافظة هذه من الفرضيات الدينية للاسلام التقليدي، تلك الفرضيات التي تنظر إلى العلاقة بين الله والانسان على أنها في الاساس، علاقة السيد بالعبد، فعكست نفسها في خضوع المواطنين لحكامهم على الصعيد الدنيوي لذلك لم تكن سلطة الحاكم المطلقة على اتباعه موضع شك أو تساؤل صارخين من قبل هذه الفئة في تلك الحقبة... وعلى العموم فقد بقي أطار المعرفة التقليدي محتلاً مركز الوعي الجماعي المحافظ على القديم والمناهض للجديد، حتى بدأت محاولات الاختراق الأوربي للامبراطورية العثمانية عبر منافذ مختلفة، كان في مقدمتها البعثات التبشيرية، فبدأت معها منظومة الأفكار والقيم الثقافية الجديدة تدخل مخترقة الإطار المعرفي التقليدي المحافظ... ". وكان هذا إيذاناً جدلياً بولادة النمط الجديد من الانتلجنسيا.. مما أهلها إلى التنازع مع القوى التقليدية إذ تأثرت بالصراع بين الرؤية المتجددة على وفق ما تطرحه الحياة من مشاكل ومضامينها وتلك المستندة إلى الماضي السلفي المحافظ، مما يفسر، كالعادة، تنازع الرؤى وتناقضها للمجتمع السياسي المحبذ والمستهدف.
أي أن الاختراق الغربي للدولة العثمانية قد بلور هذا الصراع بين التقليديين والحداثويين، وقد جرى ذلك خلال ظروف انتقال المجتمع العشائري المتشظي وسيادة العلاقات ما قبل الرأسمالية، إلى نمط انتاجي سادت فيه تعددية الانماط، وكانت الغلبة فيه للنمط شبه الاقطاعي في الريف، أما في المدينة فقد سادت بدايات تشكل أنماط متعددة منها : النمط الرأسمالي الخاص؛ ونمط رأسمالية الدولة الوطنية ذو التأثير المتصاعد بإعتبار أن الدولة العراقية أكبر قوة اقتصادية، مالكة ومستهلك في الوقت نفسه.. وهذا النمط تزامن مع صيرورة تعمق الاندماج والتبعية للسوق الرأسمالية العالمية المتمركزة بالعالم الغربي آنذاك.
لقد بدأ تشكل السوق الاقتصادية العراقي منذ منتصف ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كما يذهب إلى ذلك العالم الدكتور محمد سلمان حسن، وأخذ تتطور في النصف الثاني من ذلك القرن، وبالتحديد منذ اصلاحات مدحت باشا (1869-1872) ودخول المطابع وإصدار جريدة الزوراء وتعميم سندات الملكية للأرض (الطابو)، وافتتاح المدارس الحديثة والعسكرية منها، ثم بدأت صيرورة اندماج الاقتصاد العراقي في السوق الرأسمالية بصورة خاصة بعد افتتاح قناة السويس 1869، من خلال التجارة الخارجية، وتوسعت السوق وأنتشرت العلاقات السلعية النقدية ببطأ، وبداية انحلال الاكتفاء الذاتي للحواضر الريفية وإنشاء بعض المؤسسات الاقتصادية كالورشات الحرفية والبنوك وتطور النقل النهري في أرجاء العراق بولاياته الثلاثة أنذاك. وهكذا فتح هذا التطور البطيء، الباب للمشاركة الواسعة لفئة المتعلمين، نواة فئة الانتلجنسيا العراقية، في أن تأخذ دورها المتصاعد في الحياة الاقتصادية ومن ثم في بقية قطاعات الانتاج المديني. لأن السياسة التعليمية منذ بداية القرن المنصرم، قد تركزت في المدن الكبرى حصراً ولفترة طويلة نسبيا بعد تأسيس الدولة ولم تأخذ، كما نعتقد، انتشارها الواسع إلى الارياف إلا بعد التغيير الجذري عام 1958. في الوقت نفسه أخذت المدن تنمو بسرعة بعد تأسيس الدولة نتيجة تزايد النفوس عامة، وتحسن القطاعات الخدمية والصحية، وكذلك هجرة اليد العاملة من الريف بعد أن جُردت من وسيلة الانتاج (الأرض) نتيجة التغيير الحقوقي في الملكية على وفق جملة القوانين التي نظمت علاقات الانتاج فيه عام 1918عندما وضع هنري دوبس والطاقم الاداري المرافق لقوى الاحتلال الأول ومن ثم بالتعاون مع الحكومات العراقية، جملة من القوانين والتشريعات الخاصة بالريف كان منها قانون نظام دعاوى العشائر وقانوني التسوية واللزمة وغيرها
كان نمو المدن في العراق يُماثل "... الحال مع أوربا في فترة أسبق، كان نمو المدن شرطا مسبقا لتغيير أنماط الهوية السياسية ولظهور النزعة الوطنية بوجه خاص. فإحياء المناطق المدينية قدر تعلق الأمر بالسكان وبالنشاط الاقتصادي، جعل اعداد كبيرة من العراقيين يتواصل بعضهم مع البعض الآخر، كما أدى إلى نمو في الصحافة وزيادة التعليم. ورغم أن نمو هذه المؤسسات كان ضئيلا جدا حتى بالمقاييس الإقليمية لكنه مثّل مع ذلك، يقظة لوعي سياسي هام لدى سكان المدن المتعلمين. فالصحافة والمؤسسات التعليمية جمعت معاً أعداداً من طوائف العراق المتنوعة في إطار لم تكن تهيمن عليه بالضرورة، الهويات الطائفية والاثنية... ".
هذه الظروف والمتغيرات البنيوية وتلك الابعاد الاقتصادية للعراق الحديث أفرزتا صيرورة نشوء فئة متميزة في بنيتها وفي نمط عقليتها وتصوراتها وبالتالي في مشروعها التحرري وآفقه التاريخي وفي ماهيات حراكها الاجتماسياسي والفكري ومنهجها العلمي والوضعي وآواليته (ميكانيزم) ودورها في تثوير ثيمة التنوير ووجهه الآخر أيضاً. أي الأنسنية التي حسب تعريف ماكس هوركهايمر وثيودور ف. أدورنو، في عبارات قصيرة دالة: "...يعتبر التنوير، وعلى مرّ الزمن، وبالمعنى العريض تعبيراً عن فكرة التقدّم، وهدفه هو تحرير الإنسان من الخوف وجعله سيداً. أما الأرض التي تنوّرت كلياً، فهي أرض تشعّ بشكلٍ يوحي بالانتصار. كان برنامج التنوير برنامجاً يهدف لفك السحر عن العالم. لقد أراد التحرر من الأساطير وأن يحمل للمخيّلة سند العلم ".. وهذه الفئة وهي الانتلجنسيا العراقية (الافندية أو فئة المثقفين). والتي تنحدر بدرجة كبيرة، من الطبقة الوسطى المدينية بمختلف فئاتها.
لقد تكونت هذه الفئة الاجتماعية بالرغم من قساوة الظروف الاجتماثقافية وسيادة التخلف والرؤية الماورائية (الميتافيزيقية) وما رافقها من انتشار البدع الخرافية والفكر الخلاصي الغيبي والتفسيرات الاسطورية ( الميثولوجية) لماهيات الظواهر الاجتماطبيعية في العقول، وفي السلوك الاجتمانفسي لإغلبية الناس فاقت نسبة الأمية بينهم على أكثر من 90% آنذاك، وهذا ما ميزها عن مثيلاتها في المجتمعات الاوربية كما بينا سابقا.
كما تميزت الانتلجنسيا العراقية وتأثرت عميقاً بالنهضة في كل من مصر وسوريا، لأن الظروف السائدة آنذاك قد حرمتها من المستلزمات الضرورية لإنعاش النهضة الفكرية، اذ سادت سياسة القمع، بخاصة الفكرية، سواءً من قبل الدولة العثمانية أو/و من قبل المؤسسات التقليدية وسطوتها والاجتماعية، حيث سيطرت اللحود (؟) على اجيال معرفية كاملة ولعدة قرون ولا تزال لدى العوام من الناس، مما ادى إلى توطين سيادة اليقينية الميثولوجية والاسطورة الدينية على مجمل التفسيرات الاجتماعية والطبيعية العقلانية والعلمية.
وبذات القدر بدأت بوادر تنظيم المجتمع ومؤسساته جديدة على اسس ساهمت في بلورة وتحقق التطور في الوعي الاجتماعية الذي كان اساسه ديني اسطوري (ميثيولوجي)، مُطعم ببوادر ورؤى علمانية حفزت على طرح الاسئلة والاستفهامات الحياتية عن ذات الانسان بوصفه كائنا اجتماأنسانياً، وتلك الأخرى عن الظواهر الطبيعية.. وكانت بمثابة العتلة نحو التطلع إلى الافضل المتتوئم مع عصرنة الحياة والمدنية.
فبالإضافة إلى تكون الحاضنة الأراسية لنشوء هذه الفئة وهي الدولة المركزية، فهنالك عوامل أخرى ساعدت على "... بلورة الانتلجنسيا العراقية (وهو) ظهور الصحافة والتعليم والطباعة والاذاعة والتلفزيون تلك الادوات التي تتشكل بها الانتلجنسيا في مراحلها الاولى. وعلى مستوى الصحافة فقد ظهرت اول صحيفة عراقية هي الزوراء في السادس عشر من يونيو/حزيران عام 1869 كبداية لتأسيس الطباعة العراقية التي عدت مرحلة جديدة للطباعة والصحافة في العراق في العهد العثماني ونواة للمرحلة التي تلتها في العهد الملكي. ثم اخذ التعليم في العراق في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الى بلورة نخبة جديدة طابعها ترسخ على اسس ثقافية من خلال ظهور المدارس الحديثة على الرغم من العثمانيين وضعوا اسس التعليم الرسمي الحديث الا انه لم يصل الى مرحلة التأثير الفكري والثقافي في بنية التعليم في العراق.
وتعد ثورة الاتحاديين عام 1908 مهمة في تاريخ الولايات العربية التي تطلعت لنيل حريتها من الاستبداد العثماني، وقد اسهمت المتغيرات في تلك المرحلة الى ظهور تيارات فكرية وسياسية جديدة في المجتمع العراقي وكان المثقفون في طليعتها. ومن سماتها ايضا ظهور التطلعات من الانتلجنسيا العراقية، لحرية الفكر وتحرر المرأة والتنوير والمتنورين وبواكير الفكر الاقتصادي ومعالجاته قبيل الحرب العالمية الاولى. ثم ظهور النزعة الوطنية لدى الانتلجنسيا والتحرك القومي بين (1908-1914)، وعندما اندلعت الحرب في عام 1914 كانت الانتلجنسيا العراقية بين عهد التخلف السابق وبين حرب كونية انتقلت شرارتها الى العراق والمنطقة واحتمالات الاحتلال البريطاني لبلادها... ".
ومن العلامات البارزة التي ساهمت في انتاج فئة المثقفين هو تأسيس كلية الحقوق عام 1908 في بغداد، على ايدي العثمانيين في السنة الاخيرة من حكم السلطان عبد الحميد الثاني، اذ درس فيها وتخرج منها الكم الكثير من الكوادر الادارية الذين لعبوا دورا مهما وخطيراً في الحياة الفكرية والسياسية العراقية كان منهم شخصيات محورية من رؤساء حكومات ووزراء وقضاة وساسة ورؤساء أحزاب وكتل فكرية. كما كانوا أحد أعمدة تاسيس الدولة ذاتها التي تطورت بهم وتطوروا بها.
وهكذا تفاعلت في مطلع القرن المنصرم، جملة الظروف الموضوعية والذاتية للبلد والمنطقة برمتها، هيأت مناخا مواتيا لظهور قوى جديدة مثقفة غير تلك القوى المتعلمة التقليدية والمتمركزة في المؤسسات الدينية، استنهضت واستوعبت ماهيات التغيير المنتظر منذ نهايات القرن التاسع عشر وتبلورت في العقدين الأولين من القرن الماضي، لتتحول إلى ظواهر قادت إلى فكرة التغيير الواعد.
واعتقد أن هذه القوى التغييرية قد انطلقت من فئات أرأسية أربعة هي:
1- الفئات المتعلمة االلبرالية المنطلق من نبتات المدارس التعليمية الحديثة ؛
2- فئة الضباط الذين خدموا في الجيش العثماني منذ آواخر القرن التاسع عشر ؛
3- بعض من متعلمي الدراسة التقليدية المتنورين ؛
4- بعض من تجار المدن القرووسطية.
ولكن يمكن تقسيم هذه الفئات، حسب معيار الاستمرار في مساندة صيرورة فكرة التغيير وسيرورته الاجتصادية السياسية والفكرية، إلى ثلاث فئات:
1- مثقفون رافضون لفكرة التغيير.. ويقف على رأسهم الكثير من الفئات الثلاثة الاخيرة ؛
2- مثقفون مسايرون للتغيير.. يتركزون في الفئة الأولى والجزء القليل من الفئات الثلاثة الأخرى ؛
3- مثقفون مؤيدون للتغيير وعاملون في حقوله.. ويتمثلون في المثقفين العضويين من الفئة الأولى.
أن وعي الذات من قبل المحوريين من الانتلجنسيا الصاعدة.. وتطلعهم نحو الأرحب في الانتماء والتأصيل المعرفي لها، بما يلائم الواقع الاجتصادي المتجسد مادياً وماهيات نسبة تطور قوى الانتاج الاجتماعي، وتجاوز التفسيرات اللاهوتية للظواهر الاجتماطبيعية.. من العوامل المهم في الازدياد الكمي والنوعي لهذه الفئة. هذا الظرف الموضوعي وعتهُ كتلة من مثقفي العراق العضويين (بعضهم من التقليدين والحداثويين) الذين لهم مكانتهم في الوسط الاجتماثقافي، دعوا لجملة من الغائيات التطورية من أهمها، كما اعتقد:
- اشاعة وتحبيذ الفكرة الاستقلالية ؛
- تحديد ماهية الهوية العراقية ؛
- مناصرة الحق الطبيعي والمكتسب للمرأة في المساواة ؛
- حق الأمة في اختيار نظامها الدنيوي على وفق نظرية العقد الاجتماعي وليس الحق الإلهي ؛
- دخول الافكار الحديثة وبالاخص ذات البعد المساواتي والتشاركي ؛
- التمرد العقلاني ضد الشعوذة الدينية والقيم البالية وتفسيراتها للظواهر الاجتماطبيعية ؛
- المشاركة السياسية للقوى الاجتماعية الحديثة ةبخاصة العضوية منها (كجماعة الاهالي)؛
- دعوة البعض منهم إلى الحرية الاقتصادية واللبرالية في الاقتصاد .
وغيرها من المطاليب التي كانت الحياة حبلى بها والتي تمحورت، نسبيا، كالتي رفعتها الانتلجنسيا الاوربية في صراعها ضد الكنيسة والاقطاع في القرون الوسطى. لقد كان من اهم رجال التنوير، نسبيا، ذوي رسالة التمدن والتحضر والمدنية في العقود الثلاثة من القرن المنصرم، ضمن قوام المؤسسة التقليدية الدينية :
- المرجع الديني الاصلاحي البارز محمد حسين النائيني حيث لعبت نظريته في حق الأمة في اختيار نظامها الدنيوي، دوراً كبيراً في تثوير الفكر السياسي الإسلامي لما أسسته هذه النظرية من أبعاد فكرية تمثلت في جوهرها بكونها تقوم على مبدأ العقد الاجتماعي والفصل بين الزمني التاريخي والروحي، كذلك بين الفكر الديني والمقدسات الدينية، بين النص وتأويله. كما اوضحت خطورة دور الاستبداد الديني في عرقلة نهوض الشعوب الاسلامية.
- الشيخ أحمد الداوود ، وهو من الداعين إلى ضرورة الاهتمام بالمرأة وتعليمها والمطالبة بالحرية الفكرية والاهتمام بالمشاكل الاجتماعية بل حتى برزت هنالك صيحات تطالب بالنظام الجمهوري خلافاً للرؤية البريطانية.
- هبة الدين الشهرستاني كرائد فكري يسير تجديده بطريقة تلائم البيئة الاجتماعية التي عاش فيها رغم أنه كان يريد من العلوم الحديثة أن تلحق بالدين وتواكبه وتتفق معه.
وقد استكملت هذه الحلقة بحلقات تجديدية أخرى من خارج المؤسسة التقليدية الدينية، كان من أهمها:
- المجموعة التي تألفت في بغداد من "...المثقفين الجدد المتأثرين باالغرب والعاملين في المجلات والصحف وأولهم مجموعة مجلة (لغة العرب) التي تركز اهتمامها في الغالب على السياسة والتأريخ والعلم والأدب ويقف في مقدمة هذه المجموعة الأب (انستاس الكرملي 1866- 1947)... ".
- كما كان من الرواد الاوائل، الكاتب والصحفي ميخائيل يوسف تيسي الذي كان أكثر معرفة بقوانين الحياة والتطور مقارنةً بالآخرين من المتنورين. لقد أخذ ميخائيل يوجه انتقادا للمجتمع بإسلوب ساخر وبتعابير بسيطة وهو يعبر عن أفكار وآمال الفئات الفقيرة المضطهدة في المجتمع. وهو يعتبر أول كاتب عراقي يخاطب العامة بشكل مباشر وبأسلوب يفهمونه. أثارت هذه الافكار ردود افعال قوية من القوى المحافظة الذين اصدروا الفتاوى بتكفيره بل وتعرض لمحاولة إغتيال.
لقد تميزت هذه المرحلة الانتقالية، إن جاز التحديد، في حياة الانتلجنسيا العراقية الوليدة، بإحدى سمات صراعها الأرأس الذي تمحور في كل من :
1- الدستور العثماني وما آل إليه من استلام السلطة من قبل الاتحاديين 1908:
إن انتصار الاتحاديين وتغير السلطان عبد الحميد، بقدر ما استقبلته مجاميع سكانية بالرضا، فأنه سبب ازعاجا لذوي النزعة المحافظة، و"... كان ذلك أول مظهر لانقسام سياسي وفكري عميق داخل المجتمع العراقي، ذلك أن المشروطية أثارت اهتماما عاما وواسعاً، ولم تكن الصراعات التي أثارتها محصورة في أوساط ضيقة. وفي العراق كانت المشروطية تحظى بالدرجة الرئيسية بتأييد فئة المتعلمين من الطبقة الوسطى (الافندية) ذوي الميول القومية العربية ، وفريق آخر من علماء الدين وكان يتصدرهم الخراساني. كلا الفريقين كان يتطلع إلى عهد المساواة والحرية يتناسب مع مطامحه... ". وكما أشرنا سابقاً، فقد ارتبطت المشروطية (الدستورية) باسم العالم الديني المتنورمحمد حسين النائيني.. بالرغم من تخليه عنها في آواخر حياته، لكنها كانت في حينها، من نوادر النقلات النوعية في الفكر الاسلامي.
في الوقت نفسه عارض فكرة المشروطية تيار قوي متنفذ أطلق عليه المستبدة أو الحكم المطلق وارتبط باسم العالم الديني محمد فضل الله نوري، ساندته مجموعة من الملاكين وعلماء الدين المحافظين لأنهم وجودوا في الدستور العثماني الذي تم اقراره، خطراً على افكارهم وامتيازاتهم ومكاناتهم الاجتماعية، من أجل أن يحققوا التوازن الداخلي والنفسي ويحفظ مكانتهم كمجموعة، تحافظ على منظومة القيم التقليدية الموروثة وحراس لها من موجات التنوير التي بدأت تغزو العالم الاسلامي منذ الاختراق الأوربي له. كان يتزعم هذه المجموعة قطبي المؤسسة الدينية الشيعية والسنية وهما: كاظم اليزدي وعبد الرحمن الكيلاني.. حتى أتخذ هذا الخلاف شكل مجابهة فكرية وتحريض سياسي، بل وحتى معارك في الشوارع .
2- قضية تحرر المرأة:
ساهمت قوى التغيير من الانتلجنسيا وبعدد لا بأس بهم في تبني الموضوع ودعوا بضراوة وتواصل إلى ضرورة الدفاع عن تحرر المرأة من القيود الاجتماعية البالية ومنحها حقوقها ومساواتها بالرجل حسب الممكن والمتاح. إذ كانت ولا تزال، هذه الموضوعة واحدة من أكثر الاشكاليات الاجتماعية حساسيةً في العالم الاسلامي وبالعراق بخاصة.
ومن أهم هذه الشخصيات المدافعة عن هذا الموضوع هو الشاعر جميل صدقي الزهاوي، الذي كتب عن حراكه الاجتماثقافي السيسيولوجي علي الوردي بالقول كان: "... أول من دعا إلى تحرر المرأة في العراق... وذلك في عام 1910. وأسهب الوردي في ذكر الحادثة التي خلَّدت الزهاوي في تاريخ المنافحين عن حقوق المرأة في عالمنا العربي، حيث كتب الزهاوي مقالاً بعنوان المرأة والدفاع عنها في مجلة – المؤيد- المصرية، وأعادت مجلة - تنوير الأفكار- العراقية نشر المقال على صفحاتها، ما أدى إلى حصول حالة هياج عامة في بغداد، حيث خرجت المظاهرات الصاخبة مطالبة بإنزال العقوبة الرادعة على الكاتب الزنديق، بل أن أحد رجال الدين ذهب إلى والي بغداد في ذلك الحين، وأوضح له ما يترتب على هذه المقالة المكتوبة- من أحد المارقين عن الدين- من مفاسد مخلة بالشريعة. فلم يكن من الوالي إلا أنْ أصدر أمره بعزل الزهاوي من وظيفة التدريس التي كان يشغلها في مدرسة الحقوق.
ونظراً للسخط العارم الذي رافق صدور المقالة، فقد اضطر الزهاوي إلى الاعتزال في بيته خوفاً من اعتداء العامّة عليه، إلا أنَّ اعتكافه في منزله لم يغنه شيئاً، فيروى أن مجموعة من حراس الفضيلة ذهبوا إلى داره ليلاً، وطلبوا منه إخراج زوجته لتذهب معهم إلى المقهى، ولما استنكر الزهاوي ذلك منهم، قالوا له : كيف إذن تطلب من بنات الناس أنْ يرفعن الحجاب ويختلطن بالرجال؟! وفي نهاية الأمر تركوا شاعرنا الكبير وشأنه بعد أن أخذوا عليه العهود والمواثيق بأنه لن يعود إلى مثل هذه الكتابة الفاسدة، وهددوه بالقتل في حال عودته إليه... ".كما عاضده متنور آخر وهو الشاعر الرديكالي معروف الرصافي في مواقفه هذه واعطاه زخماً معنوياً كبيراً في حينها. وليس هذا حسب فالرصافي " أكد أكثر من مرة سخف الرجوع إلى الماضي القديم، داعياً إلى ضرورة اصلاح حاضر العرب وبناء مستقبل جديد قائم على العلم والمعرفة ... ".
وفي الجانب المضاد النوعي ، فقد وقفت المؤسسة التقليدية الدينية مع الحجاب ومن الذين دافعوا "... عن فكرة حجاب المرأة وهاجمت مسألة منحها الحرية وتخليصها من الحجاب تضم كل من بهجت الأثري وإبراهيم أدهم الزهاوي وحسين علي الطريف وملا عبود الكرخي ومن الوعاظ ملا نجم الدين الواعظ ومحمد رشيد، وهؤلاء الوعاظ اسهموا في الهجوم على المجموعة التقدمية من على المنابر واتهموهم بالمروق والزندقة، بل ودعوا إلى قتلهم وقد حدث بالفعل أن ضرب شخص بخنجر ظننا من الضارب بـهذا الشخص هو عوني بكر صدقي، وهو أحد افراد الجماعة التقدمية ... ".
وكان من عاقبة هذا الحراك الاجتماثقافي أن أخذت موضوعة تحرر المرأة بُعداً آخر بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة وبالأخص عندما تبنت هذه الموضوعة، بصورة معقلنة، منذ الظهور الأول لجماعة حسين الرحال، الذي (كان أول ماركسي في العراق... ) ومعه الرواد الاوائل للفكر المساواتي التشاركي. ولعبت مجلتهم الفكرية (الصحيفة) دورا مهما في محاولاتها لتغيير أفكار ومعتقدات الناس، بخاصة المتعلمين منهم، عبر التبشير بالافكار التقدمية. ولقد "... عبَّرت الجماعة الماركسية الجديدة عن تبلورها، اول ما فعلت، عندما بدأت بنشر جريدة الصحافة (كانت مجلة نصف شهرية وليس جريدة واسمها الصحيفة- الناصري) بدءاً من 28 كانون أول/ ديسمبر 1924. كانت الجريدة جديدة في نوعها، والأولى نوعياً في عراق العشرينيات. وخلافا للصحف العراقية الأخرى لم تَسْعَ هذه إلى كسب الرزق بل إلى تغيير الناس. ولم يكن يهمها الأخبار بذاتها أو أنباء الفنانين، بل الأفكار.
وركزت الصحيفة على المشكلات الاجتماعية ولم تتعامل إلا هامشيا مع الموضوعات السياسية. ولم تتردد الجريدة، في فترة كان التعبير فيها عن الرأي مشحونا بالمخاطر ، في مهاجمة المعتقدات والأحكام المسبقة المتأصلة في قلوب الناس. وأعطت هذه الأمور، كلها جريدة الصحافة طابعا خاصا ً بها. وسجلت فتح منظورات جديدة في الحياة الذهنية للعراق... ".
وكانت موضوعة الدفاع عن تحرر المرأة ونيلها حقوقها، الطبيعية والمكتسبة، تأخذ موضع الصدارة ليس في المجلة حسب بل واحتدم حولها الصراع الاجتماعي بين المتنورين والتقليدين صعوداً وهبوطاً وعلى المستويين العمودي والافقي حسب الواقع الموضوعي .. إذ ازدادت وتيرتها منذ نهاية الحرب وبالتحديد بعد عام 1919، ومن ثم بعد تأسيس الدولة العراقية في آب 1921، وبالأخص عندما أخذت مجلة الصحيفة الموضوع على عاتقها.. والشيء بالشيء يذكر فمن خلال هذه الموضوعة "... دخلت الماركسية إلى عقول العراقيين بشكل غير معلن وغير ملحوظ مرتدية ثياب تحرر المرأة... ".

الهوامش:
19 - د. عامر حسن فياض، جذور الفكر الديمقراطي، ص. 132، مصدر سابق.
20 - للمزيد راجع الدكتور محمد سلمان حسن، التطور الاقتصادي في العراق، دار الطليعة بيروت 1966.
2 -. إريك دافيس/ مذكرات دولة، ص. 61، مصدر سابق.
22 - مستل من سعد محمد رحيم، وعود التنوير ، الحوار المتمدن في 1/7/ 2016. http://www.ahewar.org
23 - لعبت الصحف والمجلات العربية تحديدا والقادمة من بلاد الشام ومصر دوراً مهماً في نشر الافكار العصرية في عراق مطلع القرن المنصرم. لذا كانت المقتطف والمقطم والعروة الوثقى والهلال والبلاغ و المؤيد والمقتبس والسياسة ، من المطبوعات المقروءة بين متعلمي ومثقفي العراق، وكان لبعضهم علاقات معها مثل : أحمد عزت الاعظمي وجميل صدقي الزهاوي وهبة الدين الشهرستاني وعلي الشرقي ومحمد رضا الشبيبي وحسين الرحال وميخائيل تيسي وغيرهم. ولقد ( صدرت في الفترة بين ثورة حركة تركيا الفتاة،1908 والغزو البريطاني في 1914إحدى وثلاثون صحيفة، منها ما كان باللغة العربية ومنها ما كان باللغتين العربية والتركية ، ومنها ما كان باللغتين العربية والفرنسية في كل من بغداد والموصل والنجف والمدن العراقية الأخرى...". إريك دافيس، مذكرات ، ص. 71، مصدر سابق. .
24 - راجع للمزيد الدكتور مفيد الزيدي، الانتلجنسيا العراقية ودورها الثقافي في العهد الملكي، نشر بتاريخ 2/11/ 2013: في موقع: http://middle-east-online.com

25- راجع للمزيد رسالة الدكتوراه لفاخر جاسم، الموسومة: تطور الفكر االسياسي الشيعي الاثني عشري ، الاكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك. رسالة غير منشورة.
26 - أن "... برنامج جمعية البصرة الاصلاحية التي أسسها طالب النقيب بتاريخ 28 شباط 1913، حينما صار مطلب الحرية الاقتصادية (الليبرالية الاقتصادية) إحدى مواده التي علق عليها أعضاء الجمعية أهمية بالغة فهي طالبت بإعطاء صلاحيات واسعة للمجلس الاداري لولاية البصرة الذي سيطرت عليه الجمعية، بما في ذلك الحق في تأليف الشركات التجارية والصناعية والزراعية وأعطاء الامتيازات وتحديد الميزانية وتأسيس غرفة تجارة وبورصة وتشجيع الصناعة وتطوير التجارة وتأسيس المصارف والمدارس الزراعية وحفر الجداول وتوزيع الحبوب واستجواب الوالي عن أي قضية ... " ,محمد جبار الجمال، بنية العراق الحديثة، ص. 158، مصدر سابق.
27 - هو محمد حسين بن عبد الرحيم النائيني. ولد في أصفهان عام 1273 هـ في أسرة علمية معروفة. أبوه الشيخ عبد الرحيم يلقب بشيخ الإسلام في أصفهان، وهو يعادل لقب المفتي في البلاد العربية.. ميز النائيني عن أقرانه وعلماء عصره بمكانته العلمية الخاصة بينهم، حيث شكلت آراؤه ونظرياته مرجعاً لكثير من المسائل وخاصة في الفكر الأصولي لا غنى للدارس من التعرض إليها أو الاعتماد عليها، فخط بذلك معالم مدرسة أصولية، عرفت بمدرسة "النائيني. ". انعكس مستوى مدرسة "النائيني" على مستوى تلامذته الذين تسنموا المرجعية مدللة بذلك على الريادة العلمية التي اتسمت بها ولمدة تربو على نصف قرن ومن هؤلاء السيد أبو القاسم الخوئي، السيد محسن الحكيم، العلامة الطباطبائي وغيرهم. ساهم مع جماعة من العلماء في التصدي للإنكليز عندما أعلن الجهاد ضدهم عام 1914م/1333هـ. وقف نشاطه بعد مشاركته في الجهاد ضد بريطانيا حتى آب 1920م، ولكن دوره في هذه الثورة بدأ عندما بلغت نهايتها، حيث كان من الثلاثة الذين قادوا الحركة الاستقلالية التي انبثقت 1921ـ 1924، والراجح أن مشاركته في هذه الحركة لم يكن عفوياً، إنما كان ينطلق مما يختزنه في ممارساته السياسية من وعي لمخاطر ما كان يحدق بثورة العشرين 1920م من مخاطر، وخشية الوقوع في الفخ البريطاني حيث رأى أنها تتعرض لما تعرضت له سابقتها الحركة الدستورية من قبل. https://ar.wikipedia.org
28- هو الشيخ أحمد بن الشيخ داود الجرجيس ولد في بغداد عام 1875 من اسرة دينية معروفة، كان له اسهامات سياسية وكان ممن تم نفيهم إلى جزيرة هنجام بالخليج نتيجة مشاركته في انتفاضة (ثورة) العشرين. تم اختياره في المجلس التأسيسي، واصبح وزيرا للاوقاف في الوزارة السعدونية الثالثة (14/1/1928-27/4/1929) ويعتبر من المتنورين والمناصرين لتعليم المرأة .
29 - للمزيد راجع: موفق خلف غانم، نزيهة الدليمي ودورها في الحركة الوطنية والسياسية العراقيةدار الرواد المزدهرة، بغداد 2014؛ كذلك حنا بطاطو، الطبقات الاجتماعية ، الكتاب الثاني ،مصدر سابق.
30- و محمد علي بن حسين بن محسن بن مرتضى الحسيني،(1301 - 1386 هـ / 1884 - 1967 م) المعروف بهبة الدين الشهرستاني. باحث من أعيان الشيعة الإمامية في العراق قضى حياته في العراق ومصر.[1] عالم ومجتهد كبير ، ومفسر للقرآن ، محارب ومجاهد ، أنشأ علاقات مع مفتي مصر آنذاك شيخ محمد عبده وصاحب مجلة المنار وآخرين من رؤساء المجلات كالمقتطف والهلال . كما أنشأ ارتباطا موثقا بين المراكز الثقافية الشيعية والسنية في العراق و مصر وسوريا ،صاحب ومؤسس اول مجلة عراقية (العلم) قد انتبه الى خطورة نقل الجنائز التي تسبب انذاك نقل الاوبئة والامراض فضلا عن التكاليف الباهظة التي يعاني منها عائلة المتوفي وتجمع الجثث في مكان واحد وغيرها , فاصدر فتوى في كراس عام 1912 ايده فيها بعض المراجع , الا ان بعض رجال الدين التقليديين والعامة رفضوا هذا الراي. أن منهجية هبة الدين وتنوره ساعدته على الخروج بنتائج ايجابية في بناء قاعدة للتعليم تعد الاولى بتاريخ هذا البلد فقد ارتفع عدد المدارس من (88) الى (151) واليه يرجع الفضل في تاسيس مجلس المعارف وكان الرائد في ارسال اول بعثة علمية الى خارج البلاد كما ان مساهمته في تعليم المراة واضحة حيث بلغ عدد مدارس البنات في عهده (27) مدرسة بعد ان كانت (3) مدرسة وكان له دور كبير ايضا في زيادة ميزانية وزارة المعارف بعد ان دعا العراقيين للتبرع بالمال للوزارة نتيجة للتخصيصات المالية القليلة .محمد فخري حسن، هبة الدين الشهرستاني- رجل الجهاد والتنوير، الحوار المتمدن في 16/8/2012. كذلك https://ar.wikipedia.org
31 - د. عامر حسن فياض جذور الفكر الديمقراطي،ص. 134. مصدر سابق
32 - راجع للمزيد عن هذه الشخصية الريايدة لدى: د. عامر حسن فياض، جذور الفكر الديمقراطي مصدر سابق. كذلك د. عبد الرزاق الفهد، حيث أشار إلى أنه "... في اثناء توقف مجلة الصحيفة عن الصدور في الفترة الأولى وقبل أن تعاود نشاطها، اصدر حسين الرحال جريدة أسمها (سينما الحياة) كان هو مديرها المسؤول بينما كان ميخائيل تيسي سكرتيرها ...". بدايات الفكر الاشتراكي في العراق 1917-1936،ص. 126، مكتب أحمد الدباغ، بغداد 2002. كما أن ميخائيل تيسي سبق وأن أصدر جريدة ( كناس الشوارع) ضمنها مقالات اجتماعية صدرت لاحقا بكتابين.
33 - "... كان مدحت باشا هو الصدر الاعظم في هذه الفترة، وكان قد أتفق مع عبد الحميد قبل مبايعته سلطانا وخليفة وبعد ذلك على إصدار دستور للدولة العثمانية ، وفي 7 تشرين الأول /اكتوبر 1876، صدرت الارادة السلطانية بتشكيل لجنة مشروع القانون - الدستور برئاسة مدحت باشا وثمانية وعشرين عضوا... صدر الدستور ونشر في 23كانون أول / ديسمبر سنة 1876وجرى انتخابأعضاء مجلس النواب(مجلس المبعوثين)... وفي 14شباط/ فبراير سنة 1878 صدرت الارادة السلطانية بوقف العمل بالدستور وتعطيل البرلمان إلى أجل غير مسمى...". مستل من د. عبد احسين شعبان، جذور التيار الديمقراطي في العراق، دار بيسان، بيروت 2007 .
34 - د. وميض جمال عمر نظمي. الجذور السياسية ، ص. 87، مصدر سابق..
35 - مستل من: الدكتور حميد الهاشمي، لأنتلجنسيا العراقية، مصدر سابق. رغم أن الزهاوي يكاد أن لا يكون صادقا مع نفسه؟؟ او أن حالة الاعتداء عليه جعلته يتصرف بغير ما يؤمن به ، إذ أنه كغيره "... يدعون الى افكار ويعتنقونها لكنهم ينأون بانفسهم عن تطبيقها، وما خبر الشاعر جميل صدقي الزهاوي ببعيد عن اذهان الدارسين، الذي كان يدعو الى سفور المرأة، لكنه كان يحجر امرأته في البيت، وكان اذا زاره زائر هتف بها ان تخلي الطريق لزائره وتذهب الى غرفتها... ". راجع شكيب كاظم، رفعة الجادرجي في صورة أب، الحوار المتمدن في 5/11/2016 .
36 - مستل من د. عامر حسن فياض، جذور الفكر الديمقراطي، ص. 166، مصدر سابق..
37 - د. عبد الرزاق مطلك الفهد، بدايات الفكر ص. 116، مصدر سابق.
38- حنا بطاطو، ج. 2، ص. 40، مصددر سابق.
39- "... وكان من بين الأعضاء الأساسيين في الجماعة محمد سليم فتاح، طالب الطب أبن المسؤول السابق في الحكومة العثمانية وصهر الرحال، ومصطفى علي وهو معلم مدرسة وابن نجار والرجل الذي أصبح في عهد الجنرال عبد الكريم قاسم وزيرا للعدل، وعبد الله حادو ( والصحيح جدوع - الناصري) الموظف في إدارة البريد والبرق وابن متعهد للثياب، وعوني بكر صدقي وهو معلم -صحافي وابن مسؤول صغير أصبح في آواخر الخمسينيات رئيس تحرير(جريدة) صوت الاحرار ذات الميول الشيوعية ومحمود أحمد السيد الذي كان أبرز من في الجماعة بفارق كبير. والمعروف عن السيد (1903-1937) هو أنه أول روائيي العراق ..." بطاطو، ج. 2، ص. 43، مصدر سابق. ويضيف الاكاديمي د. عامر حسن فياض، أسماء أخرى منها : إبراهيم القزاز وفاضل محمد البياتي وغيرهم.. راجع للمزيد رسالته للماجستير: جذور الفكر الاشتراكي والتقدمي، كذلك د. عبد الرزاق مطلك الفهد، بدايات الفكر الاشتراكي في العراق، مصدران سابقان، والحقيقة أن لطفي بكر صدقي كان صاحب جريدة صوت الاحرار وليس عوني بكر صدقي، كما جاء لدى حنا بطاطو . ويشير فائق بطي في كتابه صحافة تموز " صدر عن مطبعة الأديب البغدادية عام 1970، الذي أورد في الصفحة 21 : "وفي الثامن عشر من تشرين الأول، أي بعد ثورة 14 تموز بثلاثة أشهر منحت حكومة الثورة امتياز 8 صحف سياسية هي جريدة صوت الاحرار لصاحبها لطفي بكر صدقي، وهو أحد الصحفيين الذين تعرضوا للتنكيل والنفي والسجن منذ عام 1941. وكان يصدر جريدة صوت الاحرار كلسان حال حزب الاحرار المؤسس بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1946".
40 - حنا بطاطو،ج. 2، ص. 44، مصدر سابق.
41- المصدر السابق، ص. 46.
42- مستل من د. عامر حسن فياض، جذور الفكر الديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المصادر والبحث
منير كريم ( 2020 / 11 / 14 - 07:49 )
تحية للاستاذ الكاتب
لاحظت وجود عشرات المصادر بدون الاستشهاد بها في البحث والمنهج العلمي يقتضي وضع المصادر التي يستشهد بها فقط
وملاحظة اخرى في العنوان , كلمة تاريخية يراد بها حالة او نص له مفعول في فترة بدات وانتهت بالماضي , بينما انت تتكلم عن تاريخ بدا في الماضي وممتد للان
شكرا لك

اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!