الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بايدن وأوهام السلام الفلسطيني – الإسرائيلي

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2020 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


يشعر معظم الفلسطينيون والعرب بالارتياح لزوال كابوس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتوقعون أن تعيد إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن العلاقات مع الفلسطينيين إلى ما كانت عليه قبل دخول ترامب البيت الأبيض، وأن تستأنف دعمها المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتعيد فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وتدعم تطبيع السودان والإمارات والبحرين مع الدولة الصهيونية، وتضغط على دول عربية أخرى لتحقيق حل الدولتين وإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي.
بايدن صديق لإسرائيل وتربطه علاقات شخصية مع قادتها؛ فقد زارها لأول مرة بعد انتخابه كعضو في مجلس الشيوخ في عام 1973، واجتمع في ذلك الوقت برئيسة وزرائها غولدا مائير، ووصف اجتماعه معها بأنه كان من أكثر الاجتماعات أهمية من حيث التأثير على حياته، وظل خلال 47 سنة من مسيرته السياسية مدافعا قويا عن الدولة الصهيونية، وقال في عام 1986 " إنه إذا لم تكن إسرائيل موجودة، فستضطر الولايات المتحدة إلى اختراع إسرائيل لحماية مصالحها" ، وقال أيضا في خطاب ألقاه في عام 2015 إنه يجب على الولايات المتحدة التمسك " بوعدها المقدس لحماية وطن الشعب اليهودي."
ولهذا على الفلسطينيين أن يتوقفوا عن الجري وراء سراب السلام، وأن لا .. يتفاءلوا .. بحدوث تغيير كبير في سياسة إدارة بايدن الشرق أوسطية، خاصة ما يتعلق منها بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي لأسباب عديدة من أهمها:
أولا: لقد كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما الذي حاولت إدارته التوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني – إسرائيلي، لكنها فشلت فشلا ذريعا بسبب موقفها المنحاز لإسرائيل، وبسبب سياسات الدولة الصهيونية العنصرية التوسعية ورفضها الانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام 1967، أي إن بايدن عايش تجربة فشله هو ورئيسه أوباما في إقناع إسرائيل بقبول حل سلمي، ومن المتوقع أن يفشل في محاولاته كرئيس في إقناعها بتقديم تنازلات يقبلها الفلسطينيون.
ثانيا: سينشغل الرئيس الجديد خلال العام الأول بترتيب إدارته والتعامل مع تداعيات كورونا الاقتصادية والصحية ومشاكل العنصرية المتنامية في المجتمع الأمريكي، ومع الأضرار التي ألحقتها إدارة ترامب بعلاقات الولايات المتحدة السياسية والاقتصادية مع حلفائها الأوروبيين والصين وروسيا وغيرها من دول العالم.
ثالثا: من المتوقع أن تفشل محادثات السلام المستقبلية التي ستشرف عليها إدارة بايدن كما فشلت المحاولات السابقة التي استمرت عشرين عاما، وستستخدم أمريكا وإسرائيل الانقسام الفلسطيني كمبرر لتجاهل حقوق الفلسطينيين والادعاء بأنه لا يوجد طرف يمثلهم جميعا لعقد اتفاق سلام معهم.
رابعا: ستستغل إدارة بايدن ضعف الدول العربية وانقساماتها ونزاعاتها لتوثيق علاقاتها مع الدكتاتوريين أصدقائها الحكام العرب ودفعهم لممارسة المزيد من التسلط والضغط على شعوبهم، وابتزازهم ونهب ثرواتهم، وتسخيرهم لخدمة مصالحها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، ومساعدتها في تطويق إيران وإضعاف جبهة المقاومة.
ولهذا فإنه لا أمل للفلسطينيين بإنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة إذ لم يتركوا خلافاتهم الفصائلية جانبا، وينهوا انقسامهم، ويوحدوا صفوفهم، ويعتمدوا على أنفسهم في مقاومة الاحتلال والغطرسة الأمريكية؛ وسيرتكبون خطأ فادحا إذا .. وثقوا .. بأمريكا ورئيسها وتخلوا عن المقاومة الجماهيرية، وتورطوا مرة أخرى في مفاوضات عبثية ستستمر عقودا وتقود إلى ضياع ما تبقى من وطنهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا