الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا وتركيا وبينهما محمد 1-3

بهاء الدين محمد الصالحى

2020 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فرنسا وتركيا وبينهما محمد 1-3
ثارت حملة العلاقات العامة والتى اشتعلت على ساحات التواصل الاجتماعى وعلى سبيل العاطفة ستجرفنا المسألة الى الجحيم ، ولكن التمهل والمناقشة الموضوعية والتى ستعد خذلانا فى وجهة نظر البعض بل يصل حد الاتهام الاخلاقى والاستبعاد من دائرة الدين ، ولكن الامر له عدة محاور :
1- محور معركة الاصولية الدينية التى تميز القرن الواحد والعشرين وذلك على مستوى الديانات الإبراهيمية والديانات الطبيعية .
2- محور محمد صلى الله عليه وسلم وحملات الهجوم عليه كدورات تاريخية وطبيعة الردود عليها وفق المرحلة الحضارية وقوة الفكر الاسلامى وقتذاك .
3- توظيف فائض قوى الاسلام السياسى فى حرب تركيا ضد الغرب المعادى لانضمام تركيا للإتحاد الاوروبى ، واستغلال ذلك الفائض كورقة ضغط سياسية بيد رئيس تركيا
4- المسلمين فى أوربا وتجاوزهم لفكرة دار الحرب ودار السلام التى يروج لها فقهاء الحركة الاصولية الإسلامية ، وبالتالى إمكانية طرح فكر تعايشي للإسلام فى واقع متعدد الديانات ، ومن هنا تتراجع فكرة السلاح لصالح فكرة الحوار .
أولا محور محمد صلى الله عليه وسلم
تشكل شخصية النبي محمد محور من محاور التشريع حيث تم اعتماد الحديث النبوي كمصدر رئيسى من مصادر التشريع ، وكشارح ومذكرة تفسيرية للنص القرأنى الذى يمثل قاعدة الاساس فى صياغة رؤية المسلم للعالم ، وكذلك تحديد ردود فعله تجاه العالم المحيط .
ولعل الحروب الصليبية مثال على توظيف الدين لصالح الاتجاهات السياسية ، ولكن الهزيمة العسكرية لطرف دون الأخر ، علاوة على الخسائر الانسانية المصحوبة بالحروب تخلق نوعا من الخبرة الانسانية لضرورة التعايش وكذلك نوعا من الخبرة الانسانية السلبية كذلك ، ومع ضعف حالة المجتمعات عن دفع فاتورة الصراعات الحربية يظل الميل للسلامة الشخصية من خلال فكرة الحياة المشتركة اقتصاديا واجتماعيا ، ومن هنا تبرز فكرة المواءمة المؤقتة ، مع بقاء نقائض عقلية وفكرية يتم استدعاؤها وقت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية كمبرر ومتنفس لتعقد الأزمات وتعاظم الفاتورة إما للإحساس المثقل بالذنب أو لضغط المؤسسة التى ينتمي إليها الفرد سواء كان جماعة أو دولة أو إثنية .
وبناء على ذلك فإن الهجوم على محمد صلى الله عليه وسلم مستمر منذ ظهور الاسلام وهو جزء من شرعية المؤسسة الدينية هنا وهناك ، وهو أمر صعب الوصول الى حل ناجز فيه لأن كم المؤسسات الدينية التى صدرت وبنيت على تلك العقائد وترتب على ذلك دنيا ومصالح اقتصادية قصوى ، فكم وقف دينى سواء عند المسجد أو الكنيسة ، وكم من مؤسسة دعوية ميزانيتها بالمليارات قامت على الطرفين ، ومع قسوة الترتيبات الاقتصادية وصعوبة التخلص منها وفقا للنزق البشرى فى الاستمتاع بملذات الحياة يظهر التبرير على حساب الحقيقة المجردة التى تفترض مهارات عقلية خالصة لم تؤتى للجميع ، وبالتالى فإن اختلاف الإفهام مع الرغبة فى تحقيق المصالح هو الفارق بين تجرد العقل وبوهيمية النزوات .
وبالتالى فإن المادة الدراسية الخاصة بمهاجمة محمد صلى الله عليه وسلم موجودة وستظل موجودة ببقاء المؤسسات اللاهوتية التى اسست بناء إجتماعى قائم على هذا الفهم ، ولكن الاختلاف حول رد الفعل حول تلك الأسئلة منذ بعث النبي حتى الآن ، والنماذج التى ترصدها السيرة النبوية والتى تؤكد اختلاف رد الفعل النبوي وكذلك كبح النبي جماح أصحابه عندما أرادوا المغالاة فى رد الفعل ولعل ذلك هو الطبيعي فى ظل إتباع سلوك النبي كسلوك مستحب .
ولكن كيف تحول ذلك الى مانراه ؟
ولعل الازمة الاقتصادية التى يعانيها المجتمع الفرنسي وضغط المسلمين اقتصاديا على سوق العمل ، وكذلك الأجواء المتوترة مابين تركيا التى تريد اللحاق بركب الاتحاد الاوروبى ومعارضة فرنسا لذلك بدعوى المحافظة على مسيحية أوروبا لها علاقة وثيقة بإيجاد تلك الازمة .
ولعل نموذج سالمان رشدي ورغبة الخميني فى الحصول على مكاسب سياسية من وراء تضخيم الازمة فزاد الأمر استفحالا ولم يمت سالمان ولكن انتشرت كتبه ولكن لو تم تجاهله وإنشاء حملة علاقات مضادة بأسلوب حضاري فى إطار ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة .
ولكن اللافت ان الازمة قد قامت بعد حملة لمقاطعة المنتجات التركية فى العالم العربى وكانت تلك الحملة وقودها محمد الواجب إعطاءه قدره الحقيقى بدلا من أن يكون وقودا لمعركة سياسية واقتصادية .
الازمة مشتركة مابين فرنسا ومسلميها من خلال الانتقال المتواتر للقوى الحرجة التى لم يستطع الغرب التخلص منها بعدما تم استخدامها بشكل جيد وقت الربيع العربى خاصة قوى الاسلام السياسى وكأن فرنسا عليها أ، تدفع ثمن سكوتها عن تشكل الفائض الجهادي منذ أفغانستان حتى الآن ، ولكنها تعانى من ذلك الفائض عبر مالي وغرب إفريقيا مناطق النفوذ التقليدي لفرنسا .
ولعل المنطق يستدعى التفريق بين مسلمي فرنسا المستقرين بها ويحيون وفق النموذج الاجتماعى الفرنسي وذلك الفائض الجهادي الذى يستخدم لخلق صرخة المظلومية الزائفة التى أطلقها أردوغان مستغلا اسم اليهود لخلق هولوكست اسلامى وكأنها حملة علاقات عامة مدبرة رأسها النصرة لمحمد وخلق هولوكست اسلامى يخول لبلورة مسوغ ووجود دولي جديد للإسلام السياسى بعدما خفت بريقه وألقاه الغرب جانبا بعدما تم استنفاذ إغراضه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت