الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فرنسا وتركيا وبينهما محمد 2-3
بهاء الدين محمد الصالحى
2020 / 11 / 14العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المحور الثاني : معركة الاصولية العالمية
الديانات الإبراهيمية يعانى فقهها ولاهوتها استبعاد الأخر على مستوى فقه الإتباع حول تفسير النصوص الدينية حمالة الأوجه ، وهنا حالة من الجدال بين المسيحيين والمسلمين ، وقد شهد القرن السابع الهجري حيث أخرج إبن تيمية سفره على جزئيين ( الجواب الصحيح على من بدل دين المسيح ، وذلك ردا على رسالة تبشيرية أرسلها كاهن قبرص لأحد الحكام المسلمين وسبر غور الأسفار ليثبت رسالة محمد ، المهم هنا ان الاتهام والاستبعاد متداول بين الاثنين ، علاوة على استبعاد الفكر الاصولى لمسيحي الشرق تحت راية أية ( لقد كفر من قال الله ثالث ثلاثة ) ، مع ثبات فكرة استبعاد الاغيار فى الفكر اليهودي ، وبالتالى فإن تبادل عدم المصداقية متواتر بين أتباع الديانات الثلاث علاوة على انتشار روح التطرف الناتج عن حالة التخلف الاقتصادي والاجتماعي كما فى مناطق سيطرة الديانات الوضعية كالبوذية والهندوسية والسيخية وهو ملف له خصوصيته حيث يجيب عن عدة أسئلة فى علم اجتماع الدين ، ولكنها منطقة لم يلتفت لها حتى الآن .
ولكن الصراع الاوروبى ضد الوجود الاسلامى هناك منذ فتح القسطنطينية ( استانبول حاليا ) وتحميل تركيا سقوط القلعة المسيحية المجاورة وخط الدفاع الأول عن كنيسة روما وكذلك نشأة تجمعات إثنية إسلامية مثل دول ألبانيا وكوسوفا وهو ماشكل جيب اسلامى فى وسط مسيحي خالص ، علاوة على إسقاط إمبراطوريات مسيحية بأكملها ، مما أدى لنشوء توجه أوربى للتخلص من ذلك الجيب الاسلامى هناك ولازالت تلك العقلية تحكم التاريخ الاوربى الى الأن وكانت الخطوة الكبرى استبعاد الطرف التركي من مناطق أوربا وإضعاف الدولة التركية وسقوط الخلافة من خلال ضرب الاساس الاجتماعى للدولة العثمانية من خلال الإحلال الطبقي وفق حركة الامتيازات الأجنبية ومتتالياتها فكان السقوط الاجتماعى قبل السقوط السياسى لدولة الخلافة .
ومن هنا فإن الصراع متبادل فى اتجاهين متضادين : الأول تصفية جيوب الاسلام فى أوربا وخلق نموذج اوروبى يستوعب المسلمين كجماعات إثنية دون توجه سياسيي مثلما حدث فى حرب البلقان 1991 فلم يستوعب الجانب المسيحي الكرواتي ان يقود الدولة الاتحادية مسلم هو على عزت بيجوفيتش ، أما الاتجاه الأخر فهو نوستالجيا الحكم التركي لاستعادة مراكز التأثير داخل أوربا بحكم التفوق العسكري الذى تحقق يوما ما من أيام التاريخ وذلك من خلال التوظيف السياسى للأقليات المسلمة فى أوربا بما يهدد الصيغة التوافقية التى توصل إليها المسلمون القاطنين هناك والمتوافقين مع أوربا كدار سلام وليست دار حرب .
وبالتالى فإن معالجة تلك الحملة فى إطار صراع الأصوليات وهو صراع تاريخي له عدة محطات :
1- محطة الحروب الصليبية كمنفذ غربي للأزمة الاقتصادية وقتذاك .
2- اختراق الدولة العثمانية لأوربا منذ 1452حتى 1847 .
3- ظهور الاسلام السياسى فى الشرق مستغلا ضعف الدولة الإقطاعية القائمة تحت عدة مسميات ، وكذلك ضعف المؤسسات الدينية القديمة فأصبحت جماعات الاسلام السياسى حكومات ودول ظل لابد أن تبحث لها عن دور ، ومع تحولها لقوى اقتصادية أصبحت قادرة على ضغط دول ضعيفة البنية كقطر لتصبح لسان حالها ، وبالتالى خلخلة التنظيمات الإقليمية من خلال ثغرة الدول التى تم اختراقها .
ويبقى السؤال هل صراع الأصوليات قدر العالم فى ذلك الوقت ؟
ومن هنا فإن الحملة التى يقودها البعض عبر أدوات التواصل الاجتماعى كمعبر أو ذريعة لبدء جولة من الصراع الاصولى المحقق لأغراض سياسية ، ففرنسا تسعى لتحجيم القادم من الجنوب بتوجهه الجديد الذى تشربه من واقع الازمة المجتمعية والفكرية لواقع العالم الثالث جنوبه وتريد كذلك أن تتمترس خلف خبرة المجتمع الاوروبى الذى أنتج وستفاليا كمعاهدة خالدة أنتجت أوربا الحديثة .
وكذلك تركيا التى تريد أن تعود وفق نوستالجيا بذرائعية مغطاة بالدعوية لأوربا ، ومابين أوربا التى ترغب فى الاسلام الحضاري فقط دون فكرة التمايز التى تخلق صراعا دينيا تجاوزته أوربا بقرون وذلك بعد صنع مظلومية أرمينيا بشكل قانوني تام فى أوربا بعد إقرار البرلمان الفرنسي بالاضطهاد التركي للأرمن
وكنوع من إعطاء الازمة بعدا أخر لخلق مظلومية وهمية صرح رئيس تركيا بأن المسلمين فى أوربا يتعرضون لما تعرض له اليهود من اضطهاد خلال الحرب العالمية الثانية ، وهو نوع من الغباء السياسى ، لأن الرغبة فى استثمار الموقف سياسيا أدى لتفجير سلسلة من العنف الاسلامى الاصولى داخل أوربا مما أدى لنوع من الإدانة الدولية لتلك الموجة فاضطر تركيا الى مجاملة فرنسا وإدانة الإرهاب ومن هنا تراجع مساحة المصداقية للموقف التركي وانهيار الغطاء الدولي لحملات الإدانة من الافراد وإظهار الوجه السياسى للحملة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو