الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترنيمة آية ..

عبد الرحيم الرزقي

2020 / 11 / 15
الادب والفن


ــــ ترنيمة آية ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مكتنفا ضبل


فتحت ـ آية ـ الصغيرة ظفيرتها كاملة .. وردت إلى الخلف خصلاتها الأسيلة ...ثم فتحتها وعلى مصراعيها الشرفة العريضة أمامها ..فانسل مندلفا وافر من الضياء مكتنفا ضلاع الحجرة .
تتساءل الصغيرة عن سر تكاثر طائر الدوري ..مابعد الظهيرة هذه ..واقتبال بوادي المساء .. وما الذي يذكي بعض الحزن الظاهر على سحنات الطيور الجميلة .. كيف والحديقة كانت ومازالت مهبطها ومطارها في كل أوقات النهار ؟؟..
وعلى مايبدو أن الحزن مكتنف الطيور كان سباقا إلى صدرها الهفهاف .. فلا موسيقى الزقزقات .. ولا تصفيرات الريح الماسحة أغصان أشجار الحديقة برفق معلن ..أعلنت عن إحساس آخر .. كأن تتنفس بهدوء .ورويدا تنغمر اقتحامات السعادة من مخابئها ...
هي تعلم أنها لا محالة نار هبطت واقتحمت .. فانبعتت كلمات تنشغل على هذا الصمت بالذبح .. ولما الصرخة الآلمة بالذبح تشتت السرب صوب النواحي .. بينما ظلت تتأمل .
هو وقتها المتوحد لا محالة .. ظلالها الخارجة التي لم تعد تطيق التحمل .. والنهر المزمجر يدفعها .
تشتت السرب من حولها في كل اتجاه .. وقايض الصمت ظلها وهي مقتفية بأصابع الأمل استجماعه وهي تنادي من داخل الضوء .
لآية وهن احتمال كلما شاهدت على المرآة شقوقا تكاتبت على خديها الطفايتين .. وتلك الوردة المندسة بعناية داخل القلب .
ترى هذا الحب المندفع وابلا .. فوق البساط الواسع ماض في الانحلال متجها نحو مرحلة أخرى ستأخدها إلى ليس تدري .. ولك أن تحدجها وتلحظها وتسمع أغاريدها حين تفتح يديها لتلفهما على نطاق هذا البياض الذي لامفتاح له .
حبر آية موقن يفضي بك إلى الحقيقة كاملة لايطالها الزيف أو التأويل ..وهو تزويق محكم على جدار البياض حتى لأنها غدت أميرة شعلة رحيل النهار .. وانفضاض أسراب الطيور .. هي تكتفي فقط بوشم القصيدة مزركشة .. وعائمة في ثنايا الضوء .. ماولدت من فراغ ..ماخلقت هباء .. مضيؤها الحبر والأغاريد .. والمكان حديقة غادرها سرب من طائر الدوري .. وشعلة متقدة تعجل برحيل النهار .
هي الفاتنة تحكي الليل مسرنمة في وحدتها التي أفضاها فيها الدمس الذي غادر عشيته مصوبا نحو العلياء هائما بين كتل السحاب .. هي تصيخ السمع باهتمام بالغ للموسيقى التي تخرج جزافا من أفواه الموتى .. أولئك الذين يقبلون متدثرين بين الكلمات ..هاربين من نذوب الأوشام مفضلين الهزل بدل الكتابة ..
هي فقط تمر طائرة متأبطة حناحها الوحيد مفتشة عن ظلها الذي توشح لون الرماد .لتي تعد تعرفها ..
هي .. فقط .. تختم سفرها بتواشيح ليلية واهمة .. وأغنيات وعدتها بغياب صاقع .. أنها تعد الصور .. تلك الصامتة التي لم تعد تعرفها ,,ولا الأقدار الراصدة آثار السقوط .. ووهيج النجوم الشاردة .
هي .. تغاريد عزلة أخرى .. وفي شكلها المترنم تدعوها للشرب حتى الرواء ..
صوت آية بعض مجهولات الحمى .. تنقب نضج الصمت المخلوط بروائح العرق ليس بإمكانها أية لغة قياسها .. ولا أصابع الموتى الفارين المهرولين والعارفين من أفواههم تتوحد القصائد .. ووشائج الوجدالجميلة التي تهرب الجمال ..وتبثر الخرس .. تشتعل النار على وردة الريح .. وآية لازالت وواقفة في شرفتها تتأمل المغيب بلمجة المساء .. ترد للخلف خصلات شعرها ..وتنتظر عساها ترجع الأطيار إلى مطارها .. سيان عند آية الحزن والفرح .. فكلاهما صعبة ...
تواري آية بابي الشرفة من جديد .. ثم تعود لتحكم الإغلاق .. تتمتع لبعض الوقت بفتل ظفيرتها .. تدلف إلى تفسها .. تنطوي بحلم في الكف .. وتصميم على السفر .. توارت .. صارت ظلالا .. بدت كأنها آية ..
إنها آية .. تلوح لعبد الأحد .



قصة : عبد الرحيم الرزقي .. 11ـ11ـ 2020 مراكش المغرب .

ــــ صيغت القصة بإيحاء من قصيدة للشاعر عبد الأحد بو دريقة بعنوان : اركسترا سرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | 200 فنان يتضامنون لإنقاذ العالم من موسيقى الذكاء ا


.. أبرزهم شقو وعالماشي واحدهم وصل 38 مليون .. 4 أفلام تتنافس ف




.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم