الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات على مسرح الاييّام المحطّة السادسة والعشرون

شعوب محمود علي

2020 / 11 / 16
الادب والفن


تداعيات على مسرح الايّام
المحطّة السادسة والعشرون

كثير من البعثيين الذين ذهبوا بنفخة هبل
وكثير من الذين لا يميّزون بين العقيدة والعصيدة
وقد انحنت رؤوسهم الى جانب التهديد والوعيد
بقطع الرزق او الاعتقال تحت ذرائع ما انزل الله
بها من سلطان ووسائل قد لا تعد ولا تحصى
وكاتب هذه السطور قد تعرّض لتلك الضغوط
ولمرات كثيرة وقد نجح في الاختبار
بعون الله تحت تلك الطواحين الساحقة أنا
لا الوم أحد من الذين أعطوا الزمام لسحبهم
من الانوف وخلاصة القول ان حزب البعث
ربّما أعدم من رفاق دربه أكثر مما أعدم
من الأحزاب الأخرى
أعود الى تلك الموازنة التي اخذت بخناق
المردود المالي وطرحت على العمال عمليّة النقل
من الدخّان الى دائرة المصايف والسياحة فبادر
ما يزيد على الثلاثين عاملاً أعربوا عن رغبتهم
بالانتقال الى تلك الدائرة الخدميّة وأنا واحد منهم

فقال لي زيدان حيدر انت هنا بقاءك أفضل
كون العمّال يعرفونك ويجلّونك وهناك لا
أحد يعرفك فلماذا تذهب اجبته رغبتي
وشكرته وكرّر امنيتي ان لا تذهب
أجبت مع جزيل شكري وحبّي لك
ولكن رغبتي في الذهاب واتذكّر
كل من انتقل ممن لهم رغبة للانتقال
رجب نزهان حيدر حاتم رحمه الله
سالم حسن عبد الرزاق مزيد
جاسم عبد الحسين ومجموعة من
عمّالنا من البعثيين وهم يسلطون
المرايا على كل واحد منّا وسبق ان
تحدّثت عن هؤلاء الذين غطسوا في
بركة الديدان وفي هذه الدائرة الخدميّة
كانت ورشة للنجارة واثناء فصلي
من شركة الدخّان الأهليّة في العهد
الملكي امتهنت مهنة صبغ الأخشاب
وفي المصايف توجد ورشة عمل
للنجارة فالتحقت فيها انا وسالم حسن
ومجيد محمد وبعد ايّام قليلة
تمّ ارسالنا انا وجاسم عبد الحسين
ومحمود الصبّاغ رحمه الله
الى الدار الواقعة في مصيف سرسنك
فقضينا أكثر من أسبوع لإنجاز عملنا
ومرّة ذهبنا انا ومجيد محمد رحمه الله
الى منطقة (كيلو مائة وستّون) وهناك
دار تابعة للمصايف وكنّا موفدين اليها
لغرض الصبغ ومرّة أخرى اوفدنا أنا
وسالم حسن الى الرطبة
وبقينا هناك أكثر من أسبوع لإعادت
صبغ الغرف وفي أحد الأيّام جاءت
عائلة من زوج وزوجة ومعهم كلب
صغير كانت المرأة تحمله على صدرها
ودخلا الى غرفة الاستقبال وطلبا غرفة
للنوم ومعهما سائق بدأ بنقل الحقائب
فقال مدير الفندق رجائي ان تتركا الكلب
في الحديقة وكانت الحديقة كبيرة جدّاً
والسائق بدأ بنقل الحقائب والرجل الهندي
رفض ترك الكلب لينام في الحديقة وقال
لابد ان ينام معنا في الغرفة ومدير
الفندق يرفض ويردّد الزوالي ثمينة
فقال الرجل الهندي من باب الترغيب
استأجر له غرفة خاصة ينام فيها
فقال له مدير الفندق استأجر للسائق
غرفة بدل الكلب فأجابه السائق
انا ادفع له اجوره فهو حر في أن
يستأجر غرفة له او ينام في السيّارة
وكانت الأصوات ترتفع والعاملون
فق الفندق تجمّعوا في نفس الغرفة
وفي هذه الاثناء ذهبت المرأة مع
السائق وغابت قرابة النصف ساعة
من الوقت والاصوات لم تنقطع والرجل
جالس ويضرب بيده على فخذه بشكل
حاد وعنيف وفي هذا الصخب الجنوني
دخلت المرأة وخلفها الشرطة برفقة
ضابطين سلّمى وصفحا مدير الفندق
فما كان من الرجل الا ان هتف بالسائق
وقال له اعد الحقائب الى السيّارة والضابطان
يرجوانه ليسمعا له شكواه وهو يرفض
رفضاً لا رجعة فيه وترجم أحد العاملين
في الفندق بعض كلماته الاخيرة والقاطعة
إنّه سوف لن على ارض عرقية هذه الليلة
فاسترجع السائق للسيّارة الحقائب وذهبوا
بالسيّارة ونحن ننظر الى ان غابت عن عيوننا
في ذلك الوقت كنت قد استغربت من
موقف الرجل الهندي والمرأة الاوربيّة
ولكن الآن فهمت بعمق ذلك التصرّف
وانا في أمريكا وفي أمريكا كيف يفكّر
الانسان في هذا الوطن العظيم والرائع
فأنا وولدي محمد وبنتي ندى وابنتي ضحى
نعيش متقاربين اما ولدي علي فهو يسكن
منزلاً بعيداً عنّا مع عائلته ويعيش بجواره
كهل امريكي وفي أحد الايّام طلب برجاء
من ولدي علي ان يوصي الأطفال ان
يلعبوا ويمرحوا بلا ضجيج لأنّ كلبي
لا يستطيع النوم جرّاء ارتفاع الأصوات
فأرجو ان تلتفت لهذا الطلب فعند هذه
المحطّة تذكّرت حرص الرجل الهندي
على كلبه واصراره على ان يستأجر له
غرفة ان تطلّب الامر في فندق الرطبة
في العراق
وهنا في أمريكا وفي الأسواق الكبيرة
يوجد قاطع كبير جدّاً لشراء ما تحتاجه
الكلاب من فراش وصوابين وشانبوهات
واطعمة خاصة بها وافرشة للنوم وكرات
للعب الكلاب وعيادات طبّيّة خاصة
لمعالجة الكلاب فعدت لألوم نفسي
جرّاء المقارنة في مديات التخلّف
وفي الخمسينات من القرن المضي
مرّة اتذكّر على الشرية او على ضفة
نهرنا العظيم كنّا مجموعة من الشباب
والصبية وكانت هذه المجموعة الكبيرة
تلعب وتمرح وقت الظهر وهنا افراد يلقون
بخيوطهم لصيد السمك واغلب الخيوط
تخرج بالسمك الجرّي وبدل ان يعاد
الى النهر ذلك السمك يقتلونه بقذف الحجر
عليه وفي أحد الخيوط تمّ سحب سمكة
جرّي كبيرة جدّاً فهتف فاضل جعفر
الصابون وقال لا لا ترموها بالحجارة
فاستادي اوصاني على سمكة جرّي
فتركوها له فغسلها من التراب وفتحها
والقى باحشائها وقام بإيقاد حطب الطرفاء
لشيّها على طريقة صيّادي الأسماك فنضجت
بشكل يثير الشهيّة واصبحت تليق بأفضل مائدة
وكان جمع من الشباب ينظرون لفاضل بعجاب
وفي غفلة من الجميع رفع أحد الواقفين دشداشته
وبال عليها فاخذ فاضل الغيض وصار يلن ويكفر
ويشتم وهكذا ذهب تعبه مع الريح ... تلك تحوّلات
بين الخبث والجهالة وهي تشكّل زاوية ومخرزاً
يثقب عيون الجهل في وطن قدّم للعالم اول حضارة
يفوق شعاعها محيط الشمس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحت


.. كلمة أخيرة - ندمت على القرارات دي.. غادة عبد الرازق: لو رجع




.. تفاعلكم | 200 فنان يتضامنون لإنقاذ العالم من موسيقى الذكاء ا


.. أبرزهم شقو وعالماشي واحدهم وصل 38 مليون .. 4 أفلام تتنافس ف




.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر