الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام من ارهاب السنة الى فساد الشيعة .

صادق العلي

2020 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الارهاب السني :
يبدو ان فصول الفتنة الكبرى لن تنتهي ولكن اكثر بشاعة هذه المرة على ارض العراق طبعاً استكمالاً لحروب الخليفة الرابع ضد المتمردين عليه وما تلاها !.
الارهاب الاسلامي هو استراتيجية وسلوك المذهب السني ( باستثناء الدولة النزارية ) وهو ايضاً نظام حكم وليس مجرد مواجهة آنية لحدث ما وهذا لا اختلاف عليه , بصفته ( المذهب السني ) السلطة الحاكمة على مر التاريخ الاسلامي , تعرف جيداً هذه السلطة كيفية المحافظة على مقاليد الحكم فمنذ مقولة عثمان بن عفان ( لن اخلع قميصاً البسنيه الله ) التي ادت الى مقتله وصولاً الى الكم الهائل من الدماء التي اريقت على طول بلاد الاسلام وعرضها وان كانت هذه الدماء دماء اهل بيت نبي الاسلام .
مثات بل الاف التنظيمات الارهابية هي سنية ( مختلفة الاسماء والتوجهات ) تمارس الارهاب والقتل بابشع صورة وتتفاخر بهذا الشيء تقرباً الى الله الرحمن الرحيم , لان الفتاوى التي اصدرها امراء المذهب ابتداءًا من احمد بن حنبل وصولاً الى تلميذه عبد الوهاب في نجد جعلته يقوم بتاسيس مدرسة ارهابية خاصة به عابرة للحدود تسمى الوهابية هدفها اعادة الاسلام الى ماضيه النقي الناصع حتى وان كلفهم تدمير قبر رسول الاسلام الذي حاول بالفعل تدميره .
على هذا نستطيع ان نقول بان الارهاب الاسلامي الحديث هو وهابي بأمتياز ( نسبة الى محمد بن عبد الوهاب النجدي كما اسلفت ) الذي يرجع في اغلب فتاواه الى ابن تيمية الذي يرجع بدون الى احمد بن حنبل , هذا بدوره يقودنا الى دليل واضح لا يستطيع احد نكروانه وهو اينما يتواجد المذهب الحنبلي يتواجد معه الارهاب الاسلامي , فمن بغداد وحروبهم مع الشيعة الى بلاد الشام وسطوع نجم ابن تيمية وتكفيره للجميع تقريبا الى ظهور الوهابية في نجد وانتشارها حول العالم .
اليوم اصبح الاسلامي وهابياً حنبلياً بأمتياز من خلال تجنيد اتباع المذاهب الاخرى لهذه الفكرة فالمذهب المالكي في المغرب يسافر للالتحاق بالوهابية الحنبلية والشافعي المصري كذلك والاحناف الاتراك ذات الشيء هؤلاء كلهم يجتمعون على الفكرة الوهابية الحنبلية .
لن يتنازل المذهب السني عن سلطة الدين الاسلامي ولا عن مقاليد الحكم حتى لو اضطر اتباعه الى تشكيل المزيد من المنظمات الارهابية بتسميات جديدة لانها تعمل على اعادة الخلافة الاسلامية الى عصرها الذهبي مع انها لم تكن عظيمة بدليل ان ثلاث من الخلفاء الاربعة قتلوا .
الفساد الشيعي :
يجب على الشيعي ان يكون بأنتظار الامام الغائب سواءاً كان على قيد الحياة ام ميتاً وان لا تأخذه الدنيا بزينتها الزائفة ,,, كلام ولا اروع لمفهوم الايمان الحقيقي ولكننا على ارض الواقع نجد قادة المذهب الشيعي واتباعهم وابنائهم وقد امتلأت كروشهم وخزانهم بانواع السرقات لدرجة انهم استطاعوا وبفترة قصيرة تحطيم اكثر من دولة تم تصدير الثورة الايرانية لها !.
كان للشيعة ( على اختلاف فرقهم وطوائفهم) النصيب الاكبر من القتل والتهميش منذ الفتنة الكبرى لذلك تولد لديهم شعور تاريخي بالظلم مما خلق لدى العقل الشيعي حالة من ( الخلاص الفردي في السر والخلاص الجماعي في العلن ) حتى وان كانت ضد ابناء جلدتهم الذين عانوا مثلهم ؟.
على مر التاريخ لم تكن للشيعة استراتيجية محددة لمواجهة المذهب السني صاحب السلطة لذلك كانت اغلب افعالهم هي بالحقيقة ردود افعال ( باستثناء ثورة الحسين بن علي ) , ابتداءاً من تشكيل الدولة الفاطمية التي هي انعكاس لهروب بعض الشيعة من واقعة الفخ التي عمل فيها قادة الدولة العباسية على القضاء على الحسنيين ( القضاء على ابناء الحسن بن علي ) على غرار واقعة الطف التي قُتل فيها الحسينين ( نسبة الى الحسين بن علي ) .
لقد هرب من هذه المجزرة بعض الشيعة منهم ابو عبد الله الشيعي الذي مهد لبناء دولة شيعية إذ كانت البداية من مدينة السلمية في سوريا التي يقطنها الشيعية السبعية او كما يطلق عليهم الشيعة الاسماعيلية بعدها توجه غرباً لتكون الدولة الفاطمية بعد احداث كبيرة وكثيرة ( يمكن ان اتناولها بمقال منفرد لكثرة الاحداث والشخصيات التي عملت فيها او ضدها ).
لوقت قريب كان الاسلام سنياً اعلامياً وليس على اصحاب القرار لان الشيعة لم يعملوا على ايجاد بصمة خاصة بهم مثال على ذلك :
لقد عانوا كثيراً من الاحتلال العثماني وهناك مذابح كبيرة ضدهم واستباحت مدنهم وقراهم من قبل الجنود الاتراك بل تم تكفيرهم ( يمكن تخصيص مقال لهذا الموضوع ) ومع ذلك اصبحوا جنوداً مطيعين في الجيش العثماني وعلى استعداد للموت في حربه ضد الانكليز متناسين كل المآسي والدماء التي اريقت ناهيك عن المئات والالاف من الشيعة الذين تم تجنيدهم كأنكشاريين في الحروب العثمانية في القرم وغيرها .
ولكن تغيرت الاحوال بنجاح ثورة الخميني عام 1979م التي شكلت نقطة تحول كبيرة , إذ يلعب المذهب الشيعي اليوم دور مهم بصناعة واختلاق الاحداث ضمن مجموعة اطراف تتصدر واجهة الاحداث العالمية لذلك يعتبر رقم اصعب في المعادلة الاستراتيجية الدولية .
صعود تيار متشدد في المذهب يعرف اشتراطات اللعبة السياسية بعيداً عن التنظير والكف عن البكاء على الماضي وتجميد مصطلح ( التقية ) والعمل على تقوية المذهب بابنائه وتقديمه كنموذج اسلامي جديد مختلف عن المذهب السني بملابسه التقليدية ولحيته الطويلة واتهامه كونه مستهلك وغير منتج ( اتحدث هنا عن السنة العرب وليس عن كل السنة حول العالم ) هذا كله بوجود اسم قوي وهو الخميني ففي اثناء صعوده للحكم رجع الى مصطلح متداول لقرون مضت وهو الولي الفقيه او نائب الامام الغائب فما هو منصب الولي الفقيه :
الولي الفقيه هو الشخص الذي يصل الى الدرجة الدينية الارفع في المذهب إذ تمنحه هذه الدرجة السلطة المطلقة لادارة شؤون المذهب ( الانتماء المذهب عابر للحدود ) .
كان اول من شغل هذا المنصب هو علي بن عبد العال الكركي إذ كان الولي الفقيه في بدايات الدولة الصفوية وهو الذي عمل على التأسيس لهذا المنصب بمعنى اخر ان عمل الشاه هو ادارة الدولة ورجل الدين يدير شؤون المذهب ( المذهب يفوز في حالة الاختلاف ) وكان ما كان لغاية وصول الخميني للسلطة الذي جمع بين المنصبين له ليصبح الولي الفقيه الذي يتحكم بأمرة الدولة والمذهب .
رافق نجاح الثورة الايرانية سنة 1979م صعود اجيال من التشددين للمذهب في الدول التي تعتمد عليها ايران لنشر ثورتها الشيعية (هذا مبرر سياسياً ولكنه مضر بالمذهب وبالدين ) ايضاً قامت بتجنيد المئات منهم الذين اقنتعهم بأنهم على طريق ائمتهم وانها ( ايران ) هي المنفذ الوحيد لانقاذ المذهب بعدما تكالب عليه الجميع وخصوصاً المذهب السني هذا كله يحتاج امكانيات مادية هائلة ولا بد من ايجاد طريقة لذلك وعليه فلقد صاغ قادة المذهب الشيعي مصطلح ( تقوية شوكة المذهب ) ووضعوه امامهم كهدف لن يتنازلوا عنه لمواجهة المذهب السني او مواجهة الاعداء , وبالفعل سوف يتم تقوية المذهب من خلال عدة جوانب اهمها على الاطلاق هو الجانب الاقتصادي كما اسلفت فكيف يتم ذلك :
وصول الشيعة الى الحكم في العراق والاستيلاء على ثرواته بكافة الطرق خلق حالة استطيع تسميتها ( الرأس المال الشيعي ) فالاموال العراقية تذهب الى اي شيعي في اي دولة اخرى تحت فتاوى قادة المذهب الكبار وكأنه اعادة انتاج مفهوم الخلافة عند السنة كونه مفهوم عابر للحدود , على هذا الاساس يكون الهدف الاكبر عند ساسة العراق بأوامر من الولي الفقيه هو تقوبة المذهب وليس ( اخوانهم في الوطن ) طبعاً يتم هذا الشيء بوضع قوانين تؤهلهم للحصول على المزيد من الاموال ليتم ارسالها الى الخارج اما لمساعدة الاشقاء في المذهب او حتى فتح مئات الحوزات الشيعية في جميع دول العالم لتعاليم ابناء المذهب مبادئ الشيعية وفقه ال البيت .
قد يستغرب البعض من هذا الطرح ويجده متناقض بينه وبين الائمة من ال بيت الرسول الذين لم تشغلهم الدنيا بكل ملذاتها ناهيك عن تعرضهم لما تعرضوا اليه من قبل المذهبين السني والشيعي , الجواب هو :
قام قادة المذهب السني بتغييره وجعله مذهب ارهابي بأمتياز حتى لو كان الثمن قتل ال بيت الرسول !.
قام قادة المذهب الشيعي بتغيير ملامحه وجعله مذهب فاسد بأمتياز ختى وان كانت السرقات باسم ال بيت الرسول !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي