الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظمة -الذئاب الرمادية - –القومية التركية المتطرفة - وعلاقتها بالأرهاب

نافع شابو

2020 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منظمة "الذئاب الرمادية " –القومية التركية المتطرفة - وعلاقتها بالأرهاب.
مقدّمة
أعلنت الحكومة الفرنسية قبل ايام حظر جماعة "الذئاب الرمادية " ، وذلك بعد يومين من تلويح وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بذلك،بسبب تشويه نصب تذكاري لضحايا ألأبادة الجماعية للأرمن في تركيا (1915-1920) ، حيث تم تلطيخ النصب بأحرف ضخمة باللون ألأصفر في اشارة الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. RTE
وقال وزير الداخلية الفرنسي في تغريدة له حملت إعلان حظر "الذئاب الرمادية" إن الأخيرة "تحرض على التمييز والكراهية، ومتورطة في أعمال عنف (1).
وأفادت وسائل الإعلام الفرنسية بأن عبارة اسم الجماعة "الذئاب الرمادية" كتبت على
نصب تذكاري في ليون، لتكريم ذكرى مذابح الأرمن في تركيا عام 1915.
كذلك قامت الخارجية النمساوية باستدعاء السفير التركي في فيينا بعد تعرض متظاهرين أكراد لهجوم من جانب جماعة على صلة بتنظيم "الذئاب الرمادية" التركي المتطرف
حيث شهدت العاصمة فيينا لأربعة أيام متعاقبة مظاهرات نظمتها جمعيات لحماية حقوق الإنسان الكردية تنديدا بالعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي منذ أيام ضد الأكراد في شمال العراق . إلا ان أعداد من الشباب ألأتراك كانوا يرددون شعارات قومية من بينهم عناصر من جماعة “الذئاب الرمادية” المتطرفة حاولوا منع الأكراد من التظاهر والتعرض لهم ما ادى إلى اشتباكات عنيفة.(2)
قام القوميون الأتراك بتفريق ما لا يقل عن ثلاث مسيرات كردية بالحجارة والألعاب النارية، في فينا عاصمة نمسا. في الأيام التي تلت ذلك، كان وزير الخارجية ألكسندر شالنبرغ، مشغولاً باتهام السلطات التركية “بصب الزيت على النار بدلاً من وقف التصعيد”، ثم استدعت الحكومة النمساوية السفير التركي .(3).
لكن أنقرة توعدت بـ"رد حازم" على تلك الخطوة التي اتخذتها الحكومة الفرنسية،والنمساوية واعتبرتها استفزازا لتركيا .واعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان :"نشدّد على ضرورة حماية حرية التعبير والتجمع للأتراك في فرنسا !!
"شرُّ البلية ما يُضحك "، تركيا تنصح فرنسا والغرب بحماية حرية الفكر ؟؟؟
اردوغان حارب ويحارب كل راي مخالف له من المعارضين ويحارب المتظاهرين الأكراد في النمسا بواسطة منظمة "الذئات الرمادية "ويتجسس على المعارضين له في اوربا لتصفيتهم لاحقا .
ويأتي الحظر على منظمة "الذئاب الرمادية" أيضا في الوقت الذي تشن فيه فرنسا حملة على "الإسلاميين المتشددين" بعد مقتل المدرس الفرنسي صمويل باتي الشهر الماضي.(4)
في مقال منشورعلى الأنترنت بعنوان :
الذئاب الرمادية (غراي وولفز) تغزو أوروبا
يقول الكاتب:
مؤخراً، كانت الحركة التركية القومية الإسلامية المتطرفة “غراي وولفز، أو الذئاب الرمادية” المعروفة باسم “إلكوجو (المثالي)” موضوع الصفحات الأولى من الصحف الدولية، وذلك بعد أيام من أعمال الشغب التي حصلت في العاصمة النمساوية فيينا.
أصبح خطر الإرهاب الإسلامي المصدر الرئيسي لخوف الجمهور الأوروبي وصانعي السياسات الأوروبيين . واجهت قوات الأمن والشرطة في جميع أنحاء أوروبا تحدياً جديداً من قبل انتحاريين إسلاميين حركتهم دوافعهم الدينية، وتوجهاتهم لمحاربة قيم المجتمع الليبرالي التي تنص على الحرية والتسامح والتنوع..
ولطالما حذر الخبراء من أن أوروبا لم تنجح بعد في القضاء على تلك التهديدات، وأن السياسيين والإدارات الأمنية يغضون الطرف عما يسمى التطرف القانوني، وهو خطر لا يتمثل في الهجمات والقتل، بل في تحريض المجتمعات الأوروبية من خلال اختراق مؤسساتها بطرق قانونية وخلق شرخ في البنية الأوروبية متعددة الأعراق، بالإضافة إلى خلق “مجتمعات موازية”، حيث تعيش الأقليات حياة الوهم، وليس الاندماج .(5)
اما المفكر حامد عبدالصمد مؤلف كتاب "سقوط العالم الأسلامي" في مقالة له نشرها مؤخرا على وسائل الأتصالات ألأجتماعية يقول:
الإسلاميون يضربون من جديد في أوروبا.. في غضون أسبوعين قام الإرهابيون بعدة عمليات إرهابية هزت أجمل المدن الغربية، وطرحت العديد من الأسئلة حول تعامل أوروبا مع الإسلام السياسي.. دب الرعب في قلوب سكان باريس ونيس ودريسدن وفيينا، ولكن السياسيون الغربيون مازالوا في حيرة من أمرهم ولا يعرفون كيف يمكنهم القضاء على
هذا الوحش الذي تركوه ينمو بينهم باسم التسامح وتعدد الثقافات.. أوروبا تتخلى عن مبادئ التنوير لصالح فكرة التعددية الثقافية في هذه الأيام.. القارة التي تركت خلفها الحروب الدينية ومحاكم التفتيش بعد أن دفعت ثمناً باهظاً من دماء أبناءها، القارة التي شقت طريقها إلى لحرية عن طريق نقد الدين والسلطوية الابوية، تركت محاكم التفتيش الإسلامية تعود لتحاكم الكتاب والمدرسين والروائيين على أرضها... لذلك فإن فشل أوروبا في محاربة الإرهاب الإسلامي ليس فقط فشلاً أمنياً، بل فشلاً ثقافياً وحضارياً.. أوروبا تستسلم.. فبدلاً من إغلاق المساجد التي تدعو إلى الكراهية والعنف، تراها تدعو المنظمات الإسلامية الداعمة لإردوغان وللإخوان المسلمين كي يقرروا المناهج الدراسية للتلاميذ المسلمين في المدارس الألمانية والنمساوية.. بدلاً من معاقبة إردوغان لأنه أصبح راعياً رسمياً للإرهاب وصار يحرك المرتزقة الإسلاميين بين سوريا وليبيا وأرمينيا، فإن أوروبا تدعمه بثلاثة مليار يورو سنوياً كي لا يسمح لمزيد من اللاجئين بالمرور إلى أوروبا

ويختم مقاله بالقول:" معركتنا مع الإسلام السياسي مستمرة.. يجب أن نخوضها وحدنا في الشرق.. يجب أن نخوضها بما تعلمناه من تاريخ أوروبا وتاريخنا مع وحش الدين السياسي الذي لا يشبع حتى يفترس الجميع...
تعلمنا أن الحضارات تأتي وتذهب كقلاع يبنيها الأطفال على الشاطئ، ثم يطمسها البحر بأمواجه.. لكن الحضارات لا تتحطم فقط حين يهاجمها الآخرون من الخارج، لكن حين تصبح هشة وخاوية من الداخل.(6)


فما هي تلك الحركة؟ ومتى تأسست؟ وما هي أفكارها؟ ومن كوادرها؟ وما هو حجم انتشارها في تركيا والخارج؟ وما هو مدى تأثيرها وحضورها السياسي والإعلامي؟
في محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة يلاحظ الباحث شحا في المعلومات مقارنة بالآراء الصادرة في الأغلب عن منتقدي تلك الحركة القومية التي تأسست في تركيا قبل نحو 6 عقود وفي سياق سياسي وتاريخي مختلف عما تعيشه البلاد حاليا
ووصل الأمر بالبعض إلى اعتبار جماعة "الذئاب الرمادية" القومية التركية "جناحا مواليا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان" الذي دخل في نزاع مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن قضايا جيوسياسية تتعلق بمناطق ساخنة، وأيضا مؤخرا حول موقف ماكرون من الإسلام والمسلمين والرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.(7).
جاءت تسمية الجماعة الإرهابية المتطرفة من أسطورة "الذئب الرمادى"، والتى تغذى فكرة تاريخ أسطورى للأتراك، وتقول بأنه عندما عاشت قبائلهم فى وسط آسيا وتعرضت لهجوم من قبيلة معادية أبادت جميع الأتراك، باستثناء طفل واحد، عاش فى الغابة يرضع من ذئبة عطفت عليه حتى كبر، واستطاع أن يعيد لقومه مجدهم!
ومن هنا جاءت التسمية، وجاء شعار الذئب الرمادى الذى تحول إلى شعار القوميين المميز، فى إشارة منهم لاعتقاد بأنه يعنى نقاء الجنس التركى والهوية المميزة، ويغذى نزعة التفوق العرقى، على غرار النازية.
ماهي شعارات واهداف الذئاب الرمادية :
الذئاب الرمادية :منظمة قومية تركية متطرفة مرتبطة بـ«داعش»، تجد تصنيفها بين الأروقة الدولية كمنظمة إرهابية، إلا أنك ستفاجئ عندما تجد الرئيس التركى رجب طيب أردغان، الإخوانى، يغازلها ويرفع شاراتها فى المؤتمرات الدولية، ويلوح بها مهددًا خصومه التاريخيين من الأكراد. وتسمى أيضا «الشباب المثالى»، وهى الذراع المسلح غير الرسمى لحزب الحركة القومية التى تحالف معها أردوغان (8).
* تأسست فى أنقرة على يد ألب أرسلان جيليك، خلال ستينيات القرن الماضى.
* فى عام 1978 ارتكبت جريمتها التاريخية داخل أروقة جامعة "إسطنبول"، عندما أعدمت 14 طالبا يساريًا داخل الجامعة بدم بارد.
* جماعة معادية للأكراد وتعارض أى تسوية معهم، لذا وجد فيها أردوغان ضالته.
* شاركت فى العمليات القتالية بجمهورية "الشيشان" جنوب روسيا، بالإضافة إلى تنظيم كيفية نقل الأسلحة داخل المنطقة.
* من بين أبرز أنصارها السابقين كان محمد على أغا، الذى حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثانى فى 1982.
* احترف أعضاء «الذئاب الرمادية» الاغتيالات، لاسيما بحق السياسيين والمثقفين والأكاديميين، إذ نفذت المنظمة 694 جريمة قتل واغتيال ما بين 1974 و1980.
* ركزت الجماعة المتطرفة جرائمها فى الاغتيال ضد المثقفين اليساريين والأكاديميين، منهم من تولوا منصب النائب العام، وتعذيب العديد من أنصار اليساريين والمتعاطفين وقتلهم.
* كان مؤسسها ألب أرسلان جيليك، قائدًا للمجموعة المسلحة التى أطلقت النار على طيارى المقاتلة الروسية "سو-24" التى أسقطتها تركيا بزعم اختراقها المجال الجوى للبلاد.
ويشير الباحثون إلى أن الحركة، وبشكل غير رسمى، هى الجناح المسلح لحزب الحركة القومية، الحليف البرلمانى لأردوغان والحزب الحاكم "العدالة والتنمية" منذ 2017، فقد سعى أردوغان لاستغلال المسألة فى خدمة مخططاته، وعمل بالفعل على دمج أفكار "الذئاب الرمادية" العنصرية بأفكار العثمانية الجديدة ذات الطابع المتطرف، وكأنه ينتج للعالم نهجًا شريرًا لم يكن له مثيل من قبل.. "أردوغانية" بأفكار كراهية وعدوانية يمينية ودينية متطرفة، ليكونوا ذراعًا فى تهديد دول العالم بالإرهاب تارة، ومقدمة احتلال لدول الجوار تارة أخرى
ومنذ استفتاء 2017 الذى تحولت تركيا بموجبه من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، انكشفت العلاقة بين حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، برئاسة أردوغان، وجماعة "الذئاب الرمادية" المصنفة كمجموعات إرهابية فى الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية
يعتبر أربكان هو أستاذ أردوغان وحركة الذئاب الرمادية على حد سواء، فقد اعتمد على مزج الأفكار القومية التركية العنصرية بالأفكار الدينية المتشددة لجمع الأنصار، وهو الأمر الذى أسس لمساحة من التعاون والتوافق بين أربكان وتلميذه أردوغان مع حركة الذئاب الرمادية، وهو التعاون الذى استمر منذ السبعينيات حتى الآن، ليحول تركيا إلى كتلة مستعرة من نيران الكراهية ومهددات البنية الاجتماعية والثقافية.(9)
أعلن عن رجب طيب أردوغان زعيم العدالة والتنمية مرشحا توافقيا للحزبين معا، [حزب العدالة والتنمية الذي يراسه اردوغان والحزب القومي التركي] في الانتخابات الرئاسية 2018الأمر الذي دفع ببعض المحللين إلى تفسير تحالف حزب الحركة القومية مع العدالة والتنمية إلى إيمان الأول بعدم قدرته على الحصول على العتبة المطلوبة لدخول البرلمان، والمتمثلة بـ 10 بالمئة، ولذلك لجأ -بحسب مراقبين- إلى التحالف مع العدالة والتنمية، وخصوصا بعد التعديل الدستوري الجديد الذي ينص على إمكانية دخول حزب من الأحزاب السياسية الموجودة في تركيا البرلمان في حال تحالفه مع حزب آخر، وتجاوز الحزبين معا للعتبة المطلوبة.(10).
الدور الأرهابي و التخريبي للمنظمة
لا يتوقف الدور التخريبي للتنظيمات التركية، وخاصة تنظيم "الذئاب الرمادية" القومي في النمسا ، (وفرنسا والمانيا )عند نشر التطرف، ولكن تعمل على زيادة نفوذها وخلق مجتمع مواز للنمساويين من أصل تركي وإعاقة اندماجهم، وزعزعة التماسك الاجتماعي
فعلى سبيل المثال، يتزايد نفوذ "الذئاب الرمادية" في مدينة كوفشتاين بمقاطعة تيرول غربي النمسا، وتعمل على التأثير على الجالية التركية ، ونشر افكار عنصرية ومتطرفة بينه (11).
أهداف جماعة “الذئاب الرمادية

تَعتَبرُ: منظمة “الذئاب الرمادية”
أنّ العرق التركي هو المتفوق على بقية الأعراق في المنطقة، لذلك فإنها تسعى إلى توحيد جميع المنتمين إلى القوميّة التركية حول العالم، في بلد واحد يمتد من البلقان حتى آسيا الوسطى، ويشمل دول المجلس التركي (أذربيجان، كازاخستان، قيرغيزستان، تركمانستان، أوزباكستان) وبعض المقاطعات التركية ذات حكم ذاتي في روسيا الاتحادية تتضمن مثل (باشكورتوستان، تتارستان، جواشيا، خقاسيا، قبردينو – بلقاريا، قراتشاي، تشيركيسيا). اي ان الهدف هو احياء الخلافة العثمانية التي سقطت في الحرب العالمية الأولى (1915-1919).
كما أن الجماعة من أكبر المعارضين للتسويات مع القوميات الأخرى، خاصة الأكراد واليونانيين والأرمن إضافة إلى الشيوعيين
إشارة فم الذئب
أبرز ما يميز الحركة هو الشعار الذي يرفعه أعضاؤها بيدهم، وذلك من خلال رفع السبابة والخنصر، بينما تضم باقي الأصابع إلى بعضها مشكلةً ما يُشبه رأس الذئب.
مع وجوههم المكفهرة، ولحاهم غير الحليقة، وأصابعهم المقرونة -هذه الإيماءة التي أصبحت مشهورة الآن وترمز إلى فم الذئب وأذنيه- يعود القوميون الأتراك مرة أخرى إلى دائرة الضوء في أوروبا
في الواقع هم لم يغادروها حقاً؛ لكن الاضطرابات الأخيرة التي هزت فيينا والاشتباكات التي حرَّضها القوميون الأتراك لعدة أيام ضد المتظاهرين الأكراد والمناهضين للفاشية، أزعجت الهدوء السلمي النمساوي، وسلَّطت الضوء مرة أخرى على هؤلاء المتطرفين اليمينيين المناهضين بشدة لأوروبا والمعادين للمسيحية، رغم الترحيب بهم للعيش في العديد من المدن الأوروبية التي يعارضونها بشدة.(12)
المعارك السابقة التي شاركت فيها “الذئاب الرمادية".
في سبعينيات القرن الماضي بدأ حزب الحركة القوميّة التركي بالحصول على دعم شريحة كبيرة من الناس لسببين رئيسيين هنا
1 - الترويج لأهمية القومية التركية ، وضرورة توحيد الأتراك في بلد واحد
2 - خوض جماعة “”الذئاب الرمادية””، التابعة للحزب بشكل غير مباشر، لمعارك شوارع بشكل انفرادي خلال مواجهات مع اليساريين الذين كانوا يحاولون السيطرة على البلاد، متمثلين بــ “الحزب الشيوعي التركي”، و”الجيش الشعبي لتحرير تركيا”، وجماعة “دفر يمسي يول”
وخلال تلك الفترة أنشأت “الذئاب الرمادية” في جميع أنحاء تركيا أكثر من 100 معسكر لعناصرها ، ولم تكتفِ الجماعة بأنشطتها في تركيا، بل امتد نفوذها ليصل إلى دول كثيرة حول العالم.
شارك “الذئاب الرمادية” إلى جانب أتراك قبرص في صراعهم مع اليونانيين، وأيضاً قدموا الدعم للإيغور في إقليم شينغيانغ في الصين، ووقفوا إلى جانب الشيشانيين في حربهم الأولى والثانية ضد الروس، عن طريق جمع التبرعات لهم والمشاركة العسكرية . في حين يعتقد أنّ المجموعة لديها عناصر شاركت حتى العام 2005 في القتال إلى جانب الجيش الأذربيجاني في حربه ضد أرمينيا، قبل أن يتورطوا في محاولة انقلاب فاشلة على الرئيس إلهام علييف، فتم طردهم وحظرهم..
انتشار الذئاب الرمادية في أوروبا
تنتشر مجموعة “الذئاب الرمادية” في أوروبا بشكل كبير، إذ يعتقد أن عناصرها في ألمانيا وحدها يُقدّرون بنحو 20 ألف شخص، ما يجعلها أكبر تنظيم سري في البلاد، كما يعتقد بوجود نحو 5 آلاف عنصر في النمسا، وآلاف آخرين في فرنسا ودول أوروبية أخرى(13).
تركز منظمة الذئاب الرمادية في أفكارها على: التفوق للعرق والشعب التركى واستعادة أمجاده وتاريخه، والسعى لتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى مستلهمين ذلك من تاريخ الدولة العثمانية التى جمعت تحت سلطتها الكثير من الولايات في آسيا وأوروبا وأفريقيا، محاولة دمج الهوية التركية والدين الإسلامى في توليفة واحدة وهو ما تراه مهيمنًا جدا في خطاباتهم وأطروحاتهم، معاداة القوميات الأخرى كالكرد واليونان والأرمن وباقى المجموعات الدينية كالمسيحيين واليهود، ومعارضة القضية الكردية في تركيا بشتى الوسائل.
ويصف باحثون المنظمة بأنها عبارة عن «نصف مليون متطرف وإرهابى في خدمة أردوغان». وقبل ذلك كانت «الذئاب الرمادية» هى القوة الرئيسة المشاركة بأعمال العنف السياسى التى جرت في تركيا في ثمانينيات القرن الماضي، وشاركت في عمليات القتل وتبادل إطلاق النار في الشوارع .
وانخرطت المنظمة بعمليات إرهابية كبيرة، حيث صُنفت كمنظمة إرهابية مسئولة عن قتل مئات العلويين في مذبحة مرعش عام ١٩٧٨، ومتورطة في مذبحة ميدان تقسيم عام ١٩٧٧ ،وسط اسطنبول ،التى راح ضحيتها ١٢٦ شخصا، كما تُعتبر كوادرها العقول المدبرة لمحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثانى عام ١٩٨١ بواسطة محمد على آغا.
وتم اعتبار «الذئاب الرمادية» منظمة معادية للسلطة التركية في الثمانينيات بعد أن أصبح للمنظمة نحو ١٠٠ معسكر للتدريب، ونحو ١٧٠٠ فرع، وضمت أكثر من ٢٠٠ ألف عضو. وسجلت السلطات التركية أن ٢٢٠ عضوًا بالمنظمة قتلوا ٦٩٤ من الناشطين والمفكرين اليساريين والليبراليين في تركيا.(14)
في الساعة الخامسة والدقيقة الثانية عشرة, بتوقيت روما, يوم 13 مايو عام 1981 كانت ساحة القديس بطرس تغص بالمؤمنين من كل انحاء العالم لمشاهدة البابا والاستماع الى عظته الاسبوعية. كان البابا يسير, كالعادة, بين الجموع بسيارته المكشوفة, وفجأة انطلقت رصاصات, وهوى البابا, بين يدي حراسه, مضرجا بالدماء.(17)(15)
لقد اعترف الإرهابي التركي محمد علي أغا أخيرا بحقيقة إقدامه على اغتيال بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني سنة 1981 ، وذلك من خلال كتاب أصدره في ايطاليا و الذي أثار ضجة كبيرة بكبر فضيحة المتورطون في هذا العمل الإرهابي.
وقد أكد علي أغا أن “الزعيم الروحي” للثورة الإيرانية الخميني كان هو من أمره باغتيال البابا، حيث ذكر محمد علي أغا في كتابه الذي اختار له عنوان ” وعدوني بالجنة …حياتي والحقيقة حول اغتيال البابا” أنه تلقى تعليمات من الخميني الذي تعرف عليه بعد هروبه من احد السجون في تركيا بعد أن اعتقل على خلفية قتل صحفي.
وقال أغا التركي أن الخميني قال له في إحدى الليالي “عزيزي علي، إنها رغبة الله، فلا ترتب ولا تشك، يجب عليك أن تقتل البابا ، باسم الله، يجب عليك أن تقتل الناطق باسم الشيطان في الأرض ،فاتيكان الشياطين . اقتله من اجل الله، اقتل الدجال، اقتله بدون رحمة وبعدها استشهد كي ترقد في سلام مع الأبرار".
“ يقول علي آغا أن هذا ما حثه به الخميني، مضيفا انه أكد له أن “إراقة هدا الدم سيكون مقدمة انتصار الإسلام في أنحاء العالم وسوف يكون لاستشهادك مكافأة خاصة في الجنة، مع المجد الأبدي في ملكوت الله".
تجدر الإشارة إلى أن التركي محمد علي آغا الذي كان قد التقى الخميني وعمره لم يتجاوز23 عاما آنذاك، قد سجن لمدة 30 سجنا متفرقة بين السجون الايطالية والتركية نظرا لارتكابه العديد من الجرائم.
[هذا يؤكد لنا تحالف الثورة الأسلامية في ايران برآسة ولاية الفقيه اية الله الخميني ، حينها ، مع حزب العدالة والتنمية التي يقودها اليوم رجب طيب اردوغان ،وهذا ما سنكشفه في مقالاتنا التالية ، من خلال وثائق تؤكد هذه الحقيقة]
كتاب” وعدوني بالجنة” الصادر عن مطبعة
Chiarelettere
يصف فيه آغا ايضا تفاصيل اللقاء التاريخي الذي جمعه بالبابا الذي لم يسامحه فقط ولكن ذهب أيضا لزيارته في سجنه بمدينة ريبيبا سنة 1983
من امرك بقتلي ؟ سال يوحنا آغا ووعده بعدم الكشف عن السر لأي احد كان، “صدقتني فكما غفرت لك سأغفر لهم".
بقي سؤال البابا معلقا دون جواب الى ان قرر اليوم علي آغا الكشف عن السر الذي دام مخبأ لسنوات حيث قال الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي” أن آغا لم يكشف للفاتيكان حينها أن الخميني هو من كلفه بقتله.(16)
."وعدوني بالجنة "حكايات "أغا" عن تورط الخميني في اغتيال بابا الفاتيكان
هو الكتاب الذي اصدره اغا عقب خروجه من السجن عام 2010، بعد 30 عاما بين السجون الايطاليه والتركيه قضاها خلف قضبان اسرت حريته، لتعدد الجرائم(17)،
جماعة “الذئاب الرمادية” التي حظرتها فرنسا .. يحلمون بتوحيد الأتراك في بلد واحد وشاركوا في معارك خارج الحدود
"الذئاب الرمادية" ذراع أردوغان العسكرى لتنفيذ أجندته بالمنطقة.. قتل الطيار الروسى ودعم الإرهابيين وتصفية الأكراد أبرز عملياتها الإرهابية.. إحياء أمجاد الدولة العثمانية حلم يراودها
"ألب أرسلان جيليك" مسمى أحد العناصر التابعة للحركة التركية، برز مع ظهوره فى مقطع فيديو لحادثة إسقاط الطائرة الروسية فى ريف اللاذقية عام 2015، وتحدث عن تفاصيل عملية تصفيته لأحد الطيارين الروس بفتح النيران عليه خلال هبوطه بالمظلة، عقب استهداف طائرته بصاروخ موجه، حيث يعد "أرسلان" أحد ناشطى حركة الذئاب الرمادية الفاشية والمقربة من الحركة القومية التركية، وتعد من أبرز الحركات الموالية للدولة التركية، فقد قام رئيس الوزراء التركى السابق أحمد داوود أوغلو فى سبتمبر 2015 بزيارة قبر "ألب أرسلان توركيش"، مؤسس منظمة "الذئاب الرمادية" وحزب الحركة القومية فى العاصمة التركية أنقرة، فيما تسبب استخدام رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم لإشارة الذئاب الخاصة بالحركة صدمة بين الأكراد، وهو ما يؤكد الارتباط الفعلى بين مؤسسات الدولة التركية والحركة المتشددة
تورطت الحركة فى عمليات إرهابية منها التفجيرات التى وقعت فى بانكوك صيف عام 2015، والتى أدت لمقتل 20 شخصًا، وهى المتهم الأبرز فى محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثانى، وتورطت فى تنفيذ مجموعة عمليات تصفية واغتيالات ضد شخصيات شيوعية وكردية وأرمينية وعلوية تجاوز عددها 700 ضحية
ونفذت "الذئاب الرمادية" بعض العمليات الإرهابية خارج الأراضى التركية بدعم من الأجهزة الاستخباراتية، ولعل أبرزها دعم التركمان السوريين بالمال والسلاح والأفراد للقتال فى الجبهات ضد الجيش السورى..
وتطالب السلطات الروسية نظيرتها التركية تسليم "ألب أرسلان" الذى اعترف بجريمة قتل الطيار الروسى، فيما تتذرع حكومة أردوغان بعدم وجود ارتباط بينها وبين "الذئاب الرمادية"..
قبرص لم تسلم أيضا من إرهاب حركة "الذئاب الرمادية" التى وجهتها أجهزة الاستخبارات التركية لاستهداف قبرص، ففى أعقاب الغزو التركى لشمال قبرص عام 1974 لعبت الحركة المتشددة دورًا فى تأجيج النزاع وجعله أكثر تطرفا مع القبارصة اليونانيين من خلال الانخراط فى أعمال عنف فى الجزيرة، ودعمها لرئيس قبرص الشمالية – غير معترف بها – بين عامى 1983 - 2005 بدعم من أجهزة الدولة التركية.(18)
----------------------------------------------------------------------------------
المصادر
(1) العربية : مقال على ألأنترنت بعنوان "فرنسا تحل الذئاب الرمادية" التركية المتطرفة
(2) مقال على ألأنترنت بعنوان :
النمسا تحذر تركيا من نقل صراعاتها مع الأكراد إلى أراضيها

(3) مقال على الأنترنت بعنوان :
الذئاب الرمادية.. المتطرفون الأتراك يزرعون الخوف في أوروبا
(4)الجزيرة . مقال على الأنترنت
فرنسا تحل جمعية "الذئاب الرمادية" وأنقرة تتوعد برد حازم
(5)مقال على ألأنترنت بعنوان :
الذئاب الرمادية (غراي وولفز) تغزو أوروبا
(6) راجع الموقع التالي :
https://www.facebook.com/almaqaleg/posts/2854602294816751/
(7)
مقال على الأنترنت بعنوان :
"الذئاب الرمادية" حلقة جديدة في التوتر بين فرنسا وتركيا
(8) راجع الموقع التالي:
https://www.mobtada.com/details/857175
(9) راجع الموقع التالي:
https://www.mobtada.com/details/857175
(10) مقال على ألأنترنت بعنوان :
تعرّف إلى حزب الحركة القومية التركي والسياسات التي يرفضها
(11) راجع الموقع التالي :
https://al-ain.com/article/gray-wolves-austria-turkish-organization
(12) مقال بعنوان :
الذئاب الرمادية.. المتطرفون الأتراك يزرعون الخوف في أوروبا
(13)
من هم جماعة “الذئاب الرمادية” التي حظرتها فرنسا
(14) راجع الموقع التالي:
https://www.albawabhnews.com/4087052
(15)
https://www.albayan.ae/one-world/1999-04-30-1.1076533
(16)
موقع مفكر حر: الخميني أمرني بقتل البابا يوحنا بولس الثاني
(17) مقال بعنوان
"وعدوني بالجنة"..حكايات "أغا" عن تورط الخميني في اغتيال بابا الفاتيكان
(18) جريدة "اليوم السابع" مقال بعنوان:
"الذئاب الرمادية" ذراع أردوغان العسكرى لتنفيذ أجندته بالمنطقة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س