الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تاريخية الانتلجنسيا العراقية (5-8)

عقيل الناصري

2020 / 11 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ومن النوادي ذات التوجه العروبي من أمثال:
** ( جمعية الجوال العربي- 1933)
جمعية " الجوال العربي" بدء التفكير في تأسيسها في بداية العام الدراسي 1929-1930 مجموعة من الشخصيات العراقية والعربية (من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر) المؤمنة بوحدة الامة العربية، وبالمصير الواحد الذين إجتمعوا في بيت سليم النعيمي في منطقة الاعظمية، بينهم كل من: محمود درويش المقدادي فلسطيني الجنسية، وكان يعمل مدرسا للتاريخ العربي في متوسطة الموصل للبنين، وناجي معروف وخالد الهاشمي وجابر عمر ومكي عقراوي، واتفقوا على تأسيس جمعية " الجوال العربي" ووضعوا منهجا ونظاما داخليا لها، إستحصلوا على إجازتها من وزارة الداخلية في عام 1933 وقد إزداد عدد أعضائهاعن 130عضواً وقد أنضمت الجمعية إلى مادي المثنى ذو النزعة القومية .
** ( نادي المثنى 1935 -1941 ).
تأسس نادي المثنى عام 1935 من حملة الفكر القومي وبتأثير من افكار ساطع الحصري ويوسف زينل وسامي شوكت. وكان النادي بمثابة الحاضنة الفكرية والسياسية لانصار الكتلة القومية في المؤسسة العسكرية، حيث أنضم إليه بعض العسكريين بصورة سرية بسبب الحظر على الضباط بالانتماء الى الاحزاب والجمعيات، ومن بين من أنضم إلى النادي كل من: العقيد صلاح الدين الصباغ والعقيد محمد فهمي سعيد وغيرهم من الضباط.
"... وينتمي مؤسسو نادي المثنى إلى فئتين عقائديتين: أولهما: القوميين التقليديين مثل صائب شوكت وسعيد ثابت وكانوا من العاملين مع الملك فيصل في السابق؛ وثانيهما: تتألف من عناصر شابة وثورية مثل محمد مهدي كبة ومحمد حسن سلمان ويونس السبعاوي، وكان هذا الاخير صلة الوصل بين المدنيين ومجموعة العروبة من العسكريين... وقد هيمن النادي في الفترة من 1937 إلى 1941 من جراء صلاته بالعسكر... ". ويذكر حنا بطاطو من أن النادي " ... قد تأسس في العام 1935 وإلتزم علناً بنشر روح القومية العربية... والمحافظة على التقاليد العربية ... وتقوية الشعور بالرجولة العربية للشباب، وخلق ثقافة عربية جديدة تجمع إلى التراث العربي ما يستحق من حضارة غربية، ولكن النادي سرعان ما ربى ميولاً ونزعات أو كشف عن غرائز قريبة من السلطوية..." ولكن النادي أستمد "... قوته بصورة أساسية من روابطه مع مجموعة الجيش التي كان يرأسها العقيد الصباغ، الذي بدوره كان يستمد الكثير من الدعم المتوفر له بين الضباط الكثيرين الذين أصولهم مثله، من الألوية العربية الشمالية التي كانت لا تزال كاسدة اقتصاديا بسبب قطعها عن مناطقها التجارية في سورية وما نشأ عن ذلك من حواجز جمركية واختلاف في العملات وقوانين الاعمال وشروطها، والذين كانت مصالحهم الجدية تتجه صراحة -لهذا - بإتجاه العروبة الجامعة... ووصل نادي المثنى قمة تطوره في تلك الفترة ومن الأمور ذات المغزى أن تدمير أو تفريق هذه المجموعة (من الضباط) الذي أدى إليه التدخل العسكري البريطاني في العام 1941 أدى إلى تشتيت النادي ... " .
وكان اعضاء النادي يمثلون خليطاً من خلفيات مهنية متعددة كالمحامين والاطباء والمدرسين، ويقوم البعض منهم بإلقاء المحاضرات المتعلقة بالادب والتاريخ والمجتمع وماله علاقة بالثقافة العربية. وكان لولبه الفكري ساطع الحصري حيث ألقى بالعديد من المحاضرات. "... ويعمل النادي على إيجاد ثقافة عربية جديدة تربط التراث العربي بالعناصر الايجابية للثقافة الغربية. وكتب محمد مهدي كبة، نائب رئيس نادي المثنى، إن النادي كان معارضا لوجهات النظر الدولية، التي بزغت في ثلاثينيات القرن العشرين حين نشرت وسائل اتصال جديدة أيديولوجيات جديدة، وقد ساور القلق مجموعة من المثقفين الشباب من أن الأفكار الجديدة ستُعرض للخطر موقف القومية العربية وأهمية التراث القومي في السياسة والمجتمع العراقيين. وهذه الملاحظة تلمح إلى نجاح الأفكار الاشتراكية لجماعة الأهالي... " والجماعات الماركسية التي توحدت لاحقاً في لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار. وقيل من ان تشكيل النادي وجمعية الدفاع عن فلسطين كان بتمويل ألماني .
ظهر لاحقا أغلب الأشخاص االاساسيين للنادي عام 1946 بعد إجازته كأشخاص محوريين في حزب الاستقلال ذي التوجه القومي الذي استمر بالعمل السياسي لغاية 14 تموز 1958 حيث تسنم قادته الثلاثة ( محمد مهدي كبة وصديق شنشل وفائق السامرائي ) مناصب أرأسية في سلطة تموز الجديدة. لكن بعد الثورة ظهرت حركات وأحزاب ذات توجهات قومية لها أساليب غير متبناة من قبل حزب الاستقلال، لهذا أخذ الحزب بالتلاشي وفقدان قاعدته المؤيدة التي عملت تحت رعايته في ظل الظروف الجديدة حيث نزلت الجماهير للشارع لتمارس السياسة. لهذا لم تقم قائمة له بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963.
6- من خلال الحراك الاجتصادي
أتسمت فترة نهاية العشرينيات بظاهرة الحراك الاجتصادي والسياسي غير المنظم لكل من :
- الأجراء وأصحاب الصنائع والمهن وتحت لواء جمعيتهم (جمعية اصحاب الصنائع) وغيرها من الجمعيات المماثلة منها جمعية تعاون الحلاقين 1929 وجمعية عمال المطابع العراقية 1930 وجمعية عمال الميكانيك 1930 . وكانت هذه الجمعيات اقرب إلى الأصناف المهنية منها إلى الجمعيات العمالية الصرف ؛
- وحراك الطلبة المنظم ولأول مرة في السنوات 1926، 1928 ،1930 بمبادرة واعية من رواد الفكر المساواتي - جماعة حسين الرحال؛ وايضاً أولئك الذين وضعوا اللبناة الأولى للفكر اللبرالي ذات المنحى العراقوي( الحزب الوطني العراقي- جماعة ابو التمن) .
7- وثلاثينيات الفكر التقدمي والديمقراطي ذو الصبغة اليسارية، الاصلاحية والراديكالية، المنادي بالتداول السلمي للسلطة عبر البرلمانية الانتخابية (جماعة الأهالي ومن ثم الحزب الوطني الديمقراطي لاحقاً) ؛
8- نشوء وتبلور النزعة الراديكالية المتجذرة من خلال، في البدء، الحلقات الماركسية ومن ثم جمعية مكافحة الاستعمار والاستثمار وأخيرا الحزب الشيوعي ؛
9- واربعينيات التصاعد السريع للحراك الاجتماسياسي ونشوءالاحزاب اليسارية العلنية ذات المنطلق العراقوي، والتبلور النقابي على طراز جديد والحراك العمالي المقترن بها ؛ ومنظمات المجتمع المدني (اتحاد الطلبة،عصبة مكافحة الصهيونية، النقابات المهنية والتحرك الفلاحي ذات المطلبية الاجتصادية) ؛ والأهم: البدايات الأولى للتكتل الغائي للانتلجنسيا العسكرية (حركة الضباط الأحرار بكتلها المتعددة).
10- وخمسينيات المثقفين العضويين وتأثيراتهم المتصاعد والنمو الكبير للطبقة الوسطى وتململها الفكري والسياسي ومشاركتها في الصيرورة الحراكية من أجل التغيير ، رغم ما تعرضت له من محاربة مادية ومعنوية من قبل السلطات الرسمية وقاعدتها الاجتماعية والارستقراطية القديمة . ومن رحم هذه الفئة التي تشبعت أغلب شرائحها بالروح الثورية المناوئة للملكية وبالأخص في صفوف الانتلجنسيا العسكرية المتحكمة بأدوات التغيير المادي.
وتأسيسا على هذه الخلفية التاريخية المتحركة، وكل هذا الكم النوعي المتعدد الأوجه من المتغيرات.. توج ذاته، نسبياً، في أطار مشروع رباعي الأبعاد، كانت فكرة التسامح قرينته، من خلال اتساع منظمات المجتمع المدني، أغلب عناصره متكونة نسبياً من:
وضعي- عقلاني- علماني - علمي.
وضمن تفاعل الأهداف التنويرية المنطلقة من:
الإنسان- العقل- الطبيعة - العلم
تبلورت هذه العناصر وتجسدت في الارتقاء بالوعي الاجتماعي وتجلياته السياسية والحقوقية والفلسفية والجمالية والدينية، لدى القطاعات المتنورة ذات التأثير الكبير في الواقع والافراد حتى وسمت العقد الأخير من المرحلة الملكية بوضوح بارز، فنرى جملة من الانتفاضات في الريف والمدينة شملت طبقات وفئات عديدة كما حدث في الأعوام 48، 52، 1956، التي شملت مساحة جغرافية واسعة من العراق بالاضافة الى الانتفاضات الجزئية في هذه المنطقة او تلك.. كما تجلى الوعي الاجتماعي في تجلياته السياسية في انبثاق جبهة الاتحاد الوطني المتحالفة مع فئة الانتلجنسيا العسكرية في التكتل الغائي (حركة الضباط الأحرار ).. فكانت عاقبتها التحرك العسكري الأول والنافي الطبيعي للنظام السياسي الملكي وبنيته الفكرية والتنظيمية واستراتيجيته السياسية وقاعدته الاجتماعية وعلاقته الدولية.

2.1- من مظاهر صراع الانتلجنسيا العراقية:

من خلال الامعان في تاريخية الانتلجنسيا العراقية ودورها الاجتماعي (وبالاخص العضويون منهم) وما لعبوه من أدوار طيلة القرن المنصرم، فقد توصلت إلى تلمس عدة ظواهر في تطورها الارتقائي من خلال مساهماتها الواعية في التحديث والعصرنة، منها ما هو مشترك مع نظرائهم في المنطقة، والآخر ذو بعد عراقي بحت نسجته صيرورات تحركهم في ابعاد الحياة ضمن الظروف الحسية وما متاح وممكن لهم.
كما أن هذه المظاهر تتوقف على حدة وشدة الصراع الاجتماعي الذي خاضوه سواءً مع السلطة الحاكمة، أياً كانت، او مع القوى الاجتماعية المناهضة للتغيير، وبصورة خاصة مع المؤسسات التقليدية المحافظة والسلفية المسيسة. من هذه المظاهر :
الظاهرة الأولى :
يوضح تاريخ الانتلجنسيا العراقية المعاصرة وبالتحديد منذ مطلع القرن المنصرم، وبخاصة، ما له علاقة بالحركة التقدمية والليبرالية الديمقراطية وبالأخص ذات المنحى التقدمي، أنها عاشت منذ أن خطت سنوات فتوتها، بل حتى قبلها، في صراع مستديم تارةً مكشوف وتارة أخرى شبه مكشوف وفي ثالثة مستتر، مرة سلمي وفي أخرى عنفي ، مع كل من :
- الواقع والمحيط الاجتماعي المتخلف بكل الابعاد ؛
- ذاتها الطامحة لبلوغ اهدافها، رغم طابعها ذات المنزع الاستعجالي والمقترن بالامنية التفاؤلية ؛
- تصميمها على تغيير ذلك الواقع بما يتلائم مع تطور القوى المنتجة وتعددية أنماطها الاقتصادية وبنائها الفوقي وحسب سُننه ضمن الممكن والمتاح ؛
- قوى الاحتلالين الأول (1914- 1932) والثاني (1941-1947) ومشروعها واستراتيجيتها للعراق والمنطقة ؛
- السلطة التابعة والمنَصّبة من قبل قوى الاحتلال ؛
- القاعدة الاجتماعية للسلطة الملكية ولمشروعهما لمستقبل العراق ؛
- القوى الاجتماعية التقليدية في المدينة والريف والكومبرادورية التابعة ؛
- اشراك الفئات والطبقات الجديدة التي بدأت بحراكها الجماهيري كالعمال والأجراء والطلبة والفلاحين ؛
- ربط نضالهم العضوي "... بالبعد السياسي/الاجتماعي في العراق، وقد تمَثل بعض هذه الملامح في استبداد النخبة الحاكمة، وفي التدخل البريطاني المستمر في البلد، والصراع بين أجنحة الحكم، والممانعة الثقافية ضدّ تقبّل القيم الحديثة أو امتصاصها، وتقبل مفهوم الوطنية ... ".
- الإصرار المتواصل على تبني العصرنة ومحاكاة المدنية الحديثة، ومحاربة الذكورية السياسية .
- ومن الناحية النفسية كانت الانتلجنسيا في العراق، في شقها الرديكالي والعضوي، تبشر بالأمل الاجتماعي على نحو فريد في ديمومته إذ ظلت ابتسامةُ التفاؤل الفكري والعملي ترافقها رغم ما تعرضت له من تنكيل.
وتأسيسا على ذلك فقد ترتب على هذا الصراع عواقب جمة صاغت من الكثير منهم، ما يمكن أن نطلق عليهم (المثقفيين العضويين)، حيث ربطوا مهماتهم الحياتية بغائية التغيير الاجتماعي وبخاصة الجذري، التي نظروا إليها كصيرورة اجتماعية سياسية، وبالتالي وسموا الثقافة العامة بطابعها الاجتماعي ذات المنحى اليساري العام وبنزعتها التقدمية التي تبلورت بكل ابعادها في تجليات الوعي الاجتماعي في الزمن الجمهوري وخاصة في الجمهورية الأولى (14 تموز 1958-9 شباط 1963).
هذا النزوع التقدمي يمكن رصده في مختلف مراحل التطور التاريخي لسيرورة الظاهرة العراقية المعاصرة، رغم ما يصيبها من نكوص مؤقت، حتى تعاود السير بذات الاتجاه، رغم نسبية سرعة النهوض المتجدد أو صعوبة الظروف. لأن من "... خصائص التحضر والمرونة النفسية والانفتاح الفكري والتسامح ومهارة التكيف السلوكي وسرعة التعلم والذائقة الجمالية والولع بالثقافة وتمجيد قيم الحياة، التي لطالما تميزت بها شخصية الفرد العراقي، لا تُعزى لعوامل تطوره الاجتماعي عبر آلاف السنين فحسب، بل نستطيع أن نؤكد بثقة أن الدولة العراقية المدنية التي نشأت رسمياً في العام 1921م بعد الاحتلال البريطاني وبدأت بالتآكل مع صعود الحقبة الفاشية في العام 1963م ثم الحقبة الكولونيالية والثيوقراطية بعد العام 2003 ... ". وهذا ما تجلى في ما لعبته الفئات المثقفة من دور كبير هنا.
الظاهرة ثانية :
كما يمكننا رصد قرينة أخرى ارتبطت بهذه الصيرورة، مفادها أن كل عقد زمني قد أفرز مجموعة من المثقفين (عضويين كانوا أم غير عضويين)، انجزت بعض من مهامها الأراسية، وربما الكثير منها ما أمكن، وحسب الظرف المتاح. وبعضها الآخر كان ذو منزع استعجالي يحاول مصارعة الواقع الصلد بأدوات تغييرية غير متكافئة مع ذات المهام الجسام التي أخذت على ذاتها تحقيقها، أو مع المهمات الاجتماثقافية التي تصدوا إليها. وهم يقدمون أدوات مفيدة مستقيةً من تجاربهم الذاتية وتجارب الآخرين ويخططون لرسم آفاق التوقع المنتظر، طالما لكل جيل أولويات في ماهية المهام الملقاة على عاتقه والمستندة إلى كيفيات الحلول ووسائلها وظروفها الخاصة. بمعنى كما لو أنهم يصارعون السماء بأيديهم العارية. يدفعهم ويحفزهم إلى ذلك :
- ايمانهم بعدالة وأخلاقية غائية تغيير الواقع الاجتماعي وضروراته لملموسية دينامكية التطور المرغوب وأهميته من جهة ؛
- كما انهم يتوسمون استعجال التخلص من حلقات الفقر المزمن المقترن بالاستغلال والاستلاب من واقعهم الطبقي وذاتهم الفردية والجمعية من جهة ثانية ؛
- ولعمق المأساة الانسانية التي كان يعيشها المواطن وبخاصة في الارياف وفي أحزمة الفقر المطوقة للمدن الكبيرة من جهة ثالثة.
كما أن تأثيرات بعض المثقفيين استمرت لفترات طويلة تجاوزت زمنية عمر المثقف.. في حين أن بعضهم الآخر ادى دوره وخبا نوره التأثيري في فترة وجيزة. كما صادفت هذه الفئة الاجتماعية المتميزة، الكثير من المصاعب ساهمت إلى حد بعيد، في بعض الاحيان، في الاخفاق الذي منيت به. وهذا ما يتماثل مع الكثيرين من المثقفين العضويين والمحوريين في أرجاء المعمورة، وهذا ما تدلل عليه التجارب الانسانية. فكما لم يحقق أفلاطون حلم جمهوريته.. ولم يتمكن جان جاك روسو من تجسيد حلمه المستنير في التعاقد الاجتماعي بين الحاكمين والمحكومين.. ولا لينين في تحقيق حلم الثورة الاشتراكية الدائمة في روسيا.
لهذا فقد اخفق، نسبياً، على سبيل المثال لا الحصر، المثقفون العراقيون في بناء حلم اقتران الظاهرة العراقية بالعدالة الاجتماعية والمساواة النسبية، لظروف خارج عن قدرتهم، وهم في هذه الحالة يتماثلون مع قول المفكر الروسي لوناشارسكي: "... إن الشخصيات النبيلة في التأريخ، غالباً ما تلقي مصرعها في الاشتباك مع الواقع، لا لأنها لم تستوعبه، بل لأنها لا تريد التنازل عن مُثلها العليا التي تعتبر عصية على التحقيق في الظروف المعطاة... ".

الهوامش:
81 -.. للمزيد راجع د. مهند عبد الكريم أبو رغيف، الاحداث السياسية في العراق ص. 248، مصدر سابق . كذلك د. فاضل حسين، جمعية الجوال، كلية الأداب ، المجلد 33، العدد 2 كانون أول 1982، ص. 246-249.
82 - حنا بطاطو، الجزء الأول ، ص.335
83 - راجع الدكتور بيتر فين، قوميو العراق وشبهة الميول الفاشية، نرجمة مصطفى نعمان أحمد،، ص ، 78 وما بعدها، مؤسسة مصر المرتضى، بغداد 2010.
84 - د. مظفر عبد الله الامين، جماعة الاهالي، كنشؤها ، عقيدتها ودورها في السياسة العراقية، 1932-1946، ص.47، المؤسسة العربية بيروت 2001. حنا بطاطو، الجزء الأول ، ص. 335، مصدر سابق. للمزيد راجع د. بيتر فين، قوميو العراق/، مصدر سابق.
85 - يوضح تاريخية الحراك السياسي أن كل الحكومات التسلطية الملكية والجمهورية، ناصبت العداء السافر وبوحشية للتيارات اليسارية، الاصلاحية والرديكالية، وبالاخص الأخيرة، حيث أنشأت المؤسسات الأمنية لمتابعتهم ومحاربتهم منذ ان وطد الاحتلال الأول اقدامه في أرض العراق، إذ تم أنشأ التحقيقات الجنائية عام 1918 واناط مسؤوليتها بالضباط البريطانيين لغاية 1943، بعدها تم تعريقها وتسلم المسؤولية بهجت العطية لغاية تموز 1958. وتم استبدال أسمها إلى مديرية الأمن العامة والتي كانت الأداة المركزية والأساسية بيد النظام الملكي للتجسس على المواطنين وحبس أنفاسهم. وتعرضت مجاميع التيار اليساري إلى شتى صنوف التعذيب والتشريد والمحاربة بل وصل إلى حد الإعدام للحياة كما جرى في 1949 و1956. وفي فترة حكم البعث الأولى والثانية تم إنشأ العديد من المؤسسات الرديفة لمديرية الأمن.. حيث إبادت الألاف منهم وشردت عشرات الألوف .. مما اعاق التطور الفكري وخسارة المجتمع العراقي لطاقات تطورية خلاقة .
86- "... لقد توسعت الطبقة الوسطى الحضرية المتعلمة توسعاً كبيراً أيضاً، حيث بلغت (740) ألف ( 28% من السكان في 1958. ومع ذلك فأن ربعهم فقط كانوا موظفين توظيفاً خاصاً... وقد انعكس نمو الطبقة الوسطى أيضاً في التغييرات الاقتصادية السريعة التي حدثت في العقد ونصف العقد الأخير من حياة النظام الملكي...". د. عديد دويشا، ، ص. 149،مصدر سابق. ورغم هذا النموالكمي والنوعي، إلا أن ولوجها إلى النخبة السياسية الملكية فقد أغلق بإحكام من قبل الرعيل الأول للأوليغاركية السياسية إذ " تمثل الأمر الأكثر ضرراً في الوتيرة البطيئة على نحو مفرط إلتي سيُسمح بموجبها للجيل الشاب من داخل مستويات الشريحة العليا نفسها بولوج الميدان الحصري على نحو جلي للنخبة العليا الصانعة للقرار...". ذات المصدر ، ص. 199.
87 - العلمانية ( Secularism)..وهي العملية التي تفسر الظواهر بالعلم وليس على وفق الجانب الديني اللاهوتي . إذ "... لم يحدث التمايز بين ماهو مقدس وما هو دنيوي في السلطة السياسية إلا في القرن السابع عشر حينما جرى فصل الكنسية عن الدولة لأسباب ثلاثة: صعود البرجوازية الصناعية التي شككت بالحقوق المقدسة الممنوحة للملوك والكنيسة ؛ والخراب الذي حل في أوربا بعد قرن من النزعات بين الطوائف المسيحية للاستحواذ على السلطة السياسية ؛ والتحديات التي واجهتها المعرفة الدينية بسبب الثورة الكبرى في العلوم. وهكذا ارتبطت العلمانية بالحداثة، فأصبحت تعبر في القرن العشرين عن تنظيم سياسي تمارس فيه الدولة وظيفتين متداخلتين : 1- الحياد تجاه جميع الاديان الموجودة في المجتمع؛ 2- وحماية حقوق الأقليات في المجتمع المتعدد الثقافات. وبالتدريح أصبحت النظم العلمانية مرتبطةً بسيادة الديمقراطية من خلال تحقيقها لإجماع أخلاقي سياسي يتبنى مذهب حقوق الانسان والحرية والمساواة ، على الرغم من عدم وجود اتفاق بشأن الجذور القيمية لهذا الاجماع...". د. فارس كمال نظمي، الأسلمة السياسية ص. 33، ط. 2، مصدر سابق..
88 - حول هذه العلاقة راجع للمؤلف: عبد الكريم قاسم - من ماهيات السيرة الذاتية، دار الحصاد، دمشق 2006.
89- تمثل هذا الصراع في أحد أوجهه، بكونه كان الإيذان العملي لانعكاسات انتقال النزعة العالمية بما فيها المجتمع الشرق اوسطي"... من عالم الملل والنحل من أمبراطوريات الماضي على المؤسسة على الهوية الدينية العابرة للقبائل والاقوام إلى الدولة الحديثة القائمة على مبدأ القوميات (الأمم) وانتقالات الثقافة العربية من النظم الثقافية الميثيولوجية - الشفاهية والمقدسة- الأبجدية إلى النظام المعرفي الحديث القائمة على المعرفة الوضعية والكلمة المطبوعة...انضغطت هذه الانتقالات في اقل من قرن قياساً إلى أوربا (عدة قرون) فباتت النظم المعرفية المتعاقبة في الزمان ومتجاورة في المكان مولدة توترات وانشطارات وتشظيات متشعبة داخل البنية الاجتماعية - الثقافية تركتنا في حال نزاع مع النفس ..." د. فالح عبد الجيار من ملخص ورقة بحثه الثقافة والعولمة، مجلس الوطني للثقافة- الكويت.
90- "... أن من بين ما تهدف إليه السلطة، في حالة تمكنها من الهيمنة على المثقف، فصل معرفته عن السياسة، لكي ينتج ثقافة مجردة لا علاقة لها بالواقع. وبالرغم من حاجة السلطة الماسة للمثقف، لتبرير أيديولوجيتها وتأييد معرفتها وتحقيق مشروعيتها المفككة بسبب الانفصام القائم بين الدولة والمجتمع، برغم ذلك فإنها (أي السلطة) تتعامل مع المثقف على الأساس الاحتواء والالحاق، فإن فشلت، اقصته وربما حطمته وبحثت عن بديل له يتوفر في أسواق المرتزقة...." رضا الظاهر،بيان المثقف الجديد، ص. 91، مصدر سابق.
91- شخصت الكاتبة الأمريكية جيني سنغلتون هذه العلاقة بالقول: "...أن الألية التي اعتمدتها الادارة الإنكليزية منذ اليوم الأول لاحتلالها العراق، أبعدت المتعلمين من ابناء الطبقة الوسطى عن قرارات الحكومة وإلتجأت بالدرجة الأولى إلى العقل العسكري المتمثل يالضباط العراقيين الذين تدربوا في المؤسسات العسكرية العثمانية مثل ياسين الهاشمي وجعفر العسكري وتوري السعيد وجميل المدفعي وعلي جودت الايوبي وغيرهم . كما انها منحت شيوخ القبائل قدرات اقتصادية جديدة بتمليكهم المزيد من الأراضي ، ومقدرات سياسية بجعلهم نواباً في المجالس التشريعية ، وبذلك أبعدت أكثرية الطبقة المتعلمة عن قرارات الحكم ..."الحزب الوطني الديمقراطي العراقي في العهد الملكي،ت.مجموعة مترجمين، ص. 8، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت 1999. والأكثر من ذلك فالسلطة الملكية قد غيرت من واقع التوجه والملكية الحقوقسة للارض" فكانت مراسيم الأرض الدموية التي صدرت سنة 1918 وقبلها ، ولعل أهمها المرسوم رقم 15 لسنة 1918 والمراسيم اللاحقة الأخرى التي غيرت نمط الحياة العراقية التي درجت عليها التقاليد الزراعية والعشائرية العراقية، فكانت هذه المراسيم ... والإجراءات التعسفية التي عومل العراقيون بها كلها، قد عجلت وسرعت في قيام ثورة العشرين التي كانت بداياتها بمنزلة ثورة الرفض للمستعمر وأساليبه في استلاب الشعوب ونهبها التي يمارسها المستعمرون...". سالم النعمان،نصف قرن ، ص.7، مصدر سابق
92 - عبد الرزاق فالح الحيص، القبيلة والديمقراطية: حالة العراق الملكي 1921-1958، المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات، الدوحة، مستل من الموقع الالكتروني dohainstitute.org https://www.
93 - في المرحلة الملكية اقتصر حق الانتخاب والترشيح على الذكور فقط، وحتى الاحزاب السياسية كانت ذكورية خالية من التنظيم النسوي وكذلك أغلب المنتديات والمراكز والنوادي الاجتماثقافية.. قد خلت من المشاركة النسوية إلا المؤسسات التي رعاها الحزب الشيوعي، حيث تم اختيار امرأة لأول مرة في عضوية اللجنة المركزية وهي السيدة أمينة الرحال، وتأسس تنظيم حزبي نسوي في الاربعينيات كذلك بالنسبة إلى المنظمات التي كان يرعاها كاتحاد الطلبة العام 1948، وفي الخمسينيات حركة انصار السلام واتحاد الشبيبة الديمقراطي ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة، حيث شاركت المرأة في جميع هذه التنظيمات الجماهيرية .
94 - هذه الموضوعة بماهياتها تناقض الفكرة التي طرحها المعماري رفعة الجادرجي في مقدمته لكتاب والده، ، حيث يعتبر ان ثورة 14 تموز قد مثلت نهاية الدولة حيث يقول: "...فإن واقعية الاحداث أملت ان تتشكل هذه الدولة فعلاً، إلا أنه وبعد مرور أقل من عقد من الزمن، بدأ إفسادها منذ سنة 1933بصيغة واضحة وأكيدة، وبالتالي تم تعطيلها سنة 1954وإلغائها أخيرا اعتبارا من 1958...". ص. 14. مصدر سابق. وهذا بتصوري يناقض الماهيات التأريخية للواقع الموضوعي ويجافي الدور الكبير الذي لعبته فئات الطبقة الوسطى، في ثورة 14 تموز.. التي هي ثورتها كما حددها العديد من الباحثين. ويبدو إن غياب الدور المؤثر لابيه كامل الجادرجي قد ربطها بإلغاء الدولة، وهذا ما يمكن استنتاجه من المقدمة.
95- د. فارس كمال نظمي، تحليل الشخصية الشيوعية العراقية،http://www.ahewar.org في 28/2/2010.
96 - مستل من عامر عبد الله، مقوضات النظام الاشتراكي العالمي ،ص, 37،مكتبة رمضان، لندن 1997.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مكي عقراوي ام متي عقراوي؟
طلال الربيعي ( 2020 / 11 / 17 - 00:37 )
مكي عقراوي ام متي عقراوي؟
المرحوم الدكتور متي عقراوي مؤرخاً ومربياً
https://al-obaidy.com/metti_aqrawi/


2 - رجاء اضف للنقطه 85 حتى الاعدام لسنوات 49و55و56 وا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 11 / 17 - 01:44 )
واسقاط الجنسية العراقيه-علما اني لااتذكر حكما بالاعدام عام56اما عام 55 فقد كنت انا محكوما بالاعدام اللهم الا اذا كان الامر يتعلق بشهداء الحي فانا احسبهم في 55 لانه حينما براءتني محكمة التمييز نتيجة لحملة عراقية وعالمية واسعه في 31ايلول 55 اخذوني من غرفة الاعدام-المسماة حينئذ الرياضه-الى وسط السجن المركزي ببغداد حيث الحداد خانه لتحريري من السلاسل مررنا بغرفة سلمت فيها على ابطال الحي وبشرفهم باطلاقي من الاعدام-كما انه بعد ايام من ذالك اي في اواخر ايلول 55حولونيالى موقف السراي حيث التقيت ب7من سجناء النقره وابلغت باسقاط الجنسيه عن10فنقلونا للسجن المركزي فالتقينا بالشهيدين توفيق منير وكامل قزانجي فصرنا العشره ومذكورة اسماءنا عند عبد الرزاق الحسني تاريخ الوزارات وانا عاشرهم-كما يرجى التاءكيد على دور نقابة المحامين ببغداد كتجمع كبير للانتليجنسيا العراقيه الذي يتعدى دورها النقابي العادي
ملاحظه يرجى تصحيح تاريخ اخراجي من الاعدام فقد كان 31اب55 معذرة انا ضعيف بامور الانترنت ولا اعرف التصحيح وشكرا

اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية