الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة القومية العربية من الامة الى القبيلة

سليم نزال

2020 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لعل من اهم الانجازات الفكرية التى قدمتها حركة الفكر القومى بدءا من اواخر القرن التاسع عشر انها سعت لاعادة العرب لدورهم و حقهم فى تقرير المصير لكن فى عصر مختلف و بعد غياب اكثر من عشرة قرون على غيابهم فى تقرير مصيرهم ..
لقد جاء هذا الامر فى عصر بدات الشعوب تتحرك على قاعدة وحدة اللسان او الروابط القومية .و تشكلت الجمعيات التى بدات جمعيات ادبية فى القرن التايع عشر لاحياء اللغة العربية لكنها لم تكن بعيدة عن البعد السياسى المتصادم مع الدولة العثمانية.
و لم يكن الانتقال بالفكر سهلا .لان الوجود العربى عبر التاريج جاء من خلال الاسلام و كل الدول العربية التى تشكلت مشرقا و مغربا بدءا من الدولة الاموية حتى تلك الوقت كانت تجد فى الاسلام مرجعية لها و مبررا لوجودها .و فى تلك الاوقات لم تكن قد ظهر العامل القومى لذا قبل العرب هيمنة فئات قومية عدة من ترك الى فرس و حتى حكموا من الذين اسلموا حديثا مثل المماليك القادمين من جورجيا و سواها .لان الشرعية الدينية كانت الاساس و التصدامات الصغيرة التى كانت تحصل بين اللسان العربى و اللسان الاجنبى كانت محصورة فى اطار دينى بحكم الشعور الدفين لدى العرب ان القران جاء بلغتهم الامر الذى يميزهم عن الاخرين .
و لعل الخروج على الدولة العثمانية التى كانت تمثل الشرعية الدينية كان اصعب للمسلمين منه للمسيحيين.لان الامر اعتبر بالنسبة للمسلمين بمثابة الخروج عى الشرعية الدينية الذين اعتادوا عليها من جيل الى جيل .و هذا امر مهم لا بد من التوقف عنده قليلا.الخروج عن الشرغية الدينية مثل بالفعل انقلابا فى الفكر العربى من خلال النخب التى درس معظمها فى الغرب او فى مؤسسات غربية .كان الامر يمثل قطيعة مع فكر سائد مستمر . و هذا ما يفسر لماذا كان الامر اكثر صعوبة .كما انه لم يتخذ دوما المنحى العلمانى التحررى من قبضة دولة محتلة .بل اهذ منحى دينى اى صراع بين حق العرب بالخلافه الذى يسبف حق الترك .اى انه انطلق احيانا من ذات المرجعية الدينية التى تم تطويعها من خلال الاحاديث التى تؤكد على عروبة الخليفة بل على ان يكون من بنى هاشم لكى تبرر الثورة العربية و الخلاص من الدولة العثمانية .
.
و هذا الامر الذى يفسر ان الكتابات الاسلامية فى تلك المراحل قلما تنظر الى الدولة العثمانية كدولة احتلال .و حتى الان نرى كثيرا من الكتابات التى تنطلق من المرجعية الاسلامية لا تنظر اليها سوى انها دولة خلافه متصلة او امتداد طبيعى لدول الخلافة السابقة .بل شهدنا الان العصر الذى عاد فيه الفكر الدينى الى الظهور مطالبا بعودة الخلافة اى الدولة الدينية .
من اهم الاشكاليات التى واجهتها الحركة القومية انها انتصرت على الدولة العثمانية لكن ليس بعضلاتها فقط بل بالتحالف مع دول غربية تفاطعت مصالحها مع العرب. و اثبت الاحداث ان تلك الدول كانت اسوا فى بعض النواحى من الدولة العثمانية .ففى الدولة العثمانية كان العرب و اعنى هنا عرب المشرق اى العراق و بلاد الشام موحدين و ان بالقوة ضمن اطار كيان عام .اما بعد الانهيار فقد تم تقسيمهم تبعا لرغبات الدول المنتصرة التى لم تحترم ارادة العرب و لا الاتفاقات التى جرت معهم .و كان على الحركة القومية العربية ان تبدا مسار نضال يختلف عما كان عليه الامر فى جيل الابا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي