الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ضبط المفاهيم والمصطلحات
علي شاكر
2020 / 11 / 17الادب والفن
.........................................
إذا أردتَ عزيزي القارئ أنْ تعرف أيّ شخصٍ يُجيد، وبإتقان بيان المفاهيم، والمصطلحات في أيّ حقلٍ معرفيّ، وشرحها بعد ذلك بألفاظٍ مأنوسة لذهنك بشكلٍ يُولّد شعور اللذّة عند حضور المعنى، وتشكّله بذهنك، وتأثيره بكلّ عواطفك، فيُقرّب المعنى الخفي، والدّقيق، والصّعب بانسيابيّة مدهشة تماماً، مثل اختفاء شّخصٍ ما بعيد عنك في ذلك الضّباب الصّباحي الكثيف، فهو لا يكاد يكون نقطة صغيرة، بل شبه معدومة!
لكن ما انْ يقتربَ شيئاً فشيئاً، حتّى يتجلّى بكُلّهِ لكَ باعثاً في النّفس الدّهش حقّاً! فاسألْ نفسك عن هذا الشّخص أخبيرٌ بهضم المفاهيم، والمصطلحات؟، بعدها اطرحْ سؤالاً على نفسك أيملكُ المقدرة على تطبيق هذه المفاهيم على مصاديقها بدقّة وإتقان؟
فإذا كان الجواب: بلى، ما هي نسبة انطباق هذا المفهوم على مصاديقه؟ حاولْ، وحاول.
على سبيل المثال_ لا الحصر_ عندنا قاعدة نحويّة تقول:(الجملُ، وأشباهُ الجُمل بعد المعارف أحوال، وبعد النّكرات صفات)
إذا كان الأستاذ خبيراً بمفاهيمه، ومصطلحاته كالقدامى مثلاً، يستطيع أن يفكّك، ويشرح، ويُبيّن بشكلّ لا يدعُ شيئاً يُخفي نفسه عليه إلا نادراً، أو تشويشاً من كثرة العلم، فيسهو ذهنهُ أحيانا، وجلّ من لا يُخطئ !
فإذا جاء لقول الشّاعر مثلاً:
(ولقد أمرُّ على اللئيم يسبّني)
فهو يتأمّل قليلاً، فيقول: في مفردة( اللئيم) اسم مجرور، وبما أنّ القاعدة تقول : (الجمل وأشباهها بعد المعارف أحوال)، إذاً، جملة (يسبُّني) يكون إعرابها حالاً؛ لأنّ (اللئيم) معرفة، وانتهى مولاي.
أمّا الخبير، والذّكي، والمتقن لمفاهيمه، ومصطلحاته، سيفصّلُ ولا يدعُ مصداقاً لمفهومه الّا وذكرهُ، وبالتفصيل فيقول:
كلمة (يسبُّني) تابعة في إعرابها لكلمة (اللئيم، وقصد المتكلم منها، أو عدمه)، فإذا كان قصدهُ (لئيماً محدّداً بعينه)، فهو إذاً معرفة، وجملة( يسبُّني) تكون حالاً؛ لأنّ: الجمل بعد المعارف أحوال، أمّا إذا كان قصدهُ: (أيّ لئيمٍ دون تحديد) فلا توهمك وجود اللام فيه؛ فهو بحكم النّكرة يا حبيبي، وجملة (يسبُّني) تكون صفة لا حالاً، فاللام هنا جنسيّة داخلة على حقيقة (اللئيم) من خلال فردٍ واحد، لكنّهُ غير محدد، فهو بحكم النكرة يا نور عيني، ولذلك أصبحت ما بعدها صفة لا حال هذا على رأيٍ، ورأيٌ آخر قال: بأنّها حال؛ باعتبار اللفظ فقط لا قصد المتكلّم، فهي إذاً حال، فتأمّل، ولا تتوهّم.
إذا وجدتَ شخصاً لا تتفلّتُ بين يديهِ المفاهيم، والمصطلحات كهذا الموجود أعلاه، فأعطهِ( قبلات نيتشويّة)، أمّا إذا ظلّ (يبطنش)! فودّعهُ، واشكرهُ كثيراً! وأنشد في سرّك ما قالهُ نزار قبّاني عتباً، و لوعةً على بلقيس :
شكراً لكم...
فحبيبتي قُتِلتْ !
وصار بوسعكم أن تشربوا كأساً على قبر الشّهيدة !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح