الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة قبور البيض ( القحطانية ) :لكتابنا الموسوم(المسيحيون في الجزيرة السورية).

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2020 / 11 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مدينة قبور البيض ( القحطانية ) :
تقع مدينة قبور البيض إلى الشرق من مدينة القامشلي بمسافة27 كم، على الطريق بين القامشلي وديريك، يسميها السريان (بقبري حوري. وبالكردية ترباسبي)، واسمها الجديد القحطانية . كانت - قبل تمصيرها - أرضاً برية يمر بها نهر الجرّاح (الجراحي). وكان العثمانيون قد بنوا عليه جسراً خشبياً منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ظل حتى جاء الفرنسيون المكان، حيثُ طوروا ذاك الجسر. ومما ذكره القدامى والكبار بأنه كان يوجد في المكان خمسة قبور مطلية بالكلس، ويقول أغلبهم: لهذا سموها السريان حين رأوا تلك القبور بـ (قبري حوري). أي:
القبور البيضاء،وأما الكاتب الياس عنتر فيقول رأيت تلك القبور بأم عيني وكانت ثلاثة وتتكون من حجر أبيض وعلى شكل قطعة واحدة كبيرة تعود للأرمن .
وكانت تلك الأراضي الواسعة ملكاً للشماس ملكي جرجس، وهو من أسرة الشمامشو المديادية، وذلك بموجب سندات (قوجان) أملاك عثمانية قبل عام 1915م. أما بالنسبة لتلك القبور فلا نعرفُ عنها أية معلومة، هل كانت قبوراً لغزاة، أم لأولياء،أم لأبناء أحد القبائل لا ندري؟ وعندما أصبحت سورية تحت سلطات الانتداب تجاوزت فرنسا حقوق المالكين الأصليين، خلافاً لجميع السندات والوثائق القديمة، وسجلت الأراضي بأسماء آخرين حماية لمصالحها الخاصة في المنطقة. ( نجد مصداقية هذا القول فيما لزم فرنسا من تحالف مع زعماء الأكراد وأولهم وأهمهم حاجو آغا)، وكانت تلك القرى تحت الاحتلال العثماني لغاية عام 1922م. وبعد ذلك ضمت إلى الأراضي السورية. وفي عام 1923 أحدث قضاء (بياندور) الذي لم يدم طويلاً، حيث جاءته - في نهاية شهر تموز من العام نفسه - إحدى القوى القادمة من تركيا. يُعتقد كانت تلك القوة بزعامة حاجو آغا. هذا ما أكده أكثر من شخصية كردية وعربية وسريانية، وقضت على أفراده الفرنسيين. وفي عام 1925 خرجت حملة عسكرية من الحسكة، واستقرت في موقع القحطانية، واتخذت من موقع تل قيرو، القريب من قرية حلوة، مركزاً لها، وأسست هناك قضاء دعي قضاء (كرو) الذي ما لبث أن نقل إلى القامشلي، وأول ما عُمرّ في قبري حوري (قبور البيض) بناء مطحنة في الجهة الشمالية، ثم جاء (العرب) بخيامهم إلى المكان، وقد تزايد عدد السريان القادمين إليها في عام 1926م من هؤلاء :
أسرة حنا روتو، وأسرة ملكي هبه، وأسرة ملكي حوبو، وأسرة يعقوب إيليا، وأسرة حنا إيليا، وأسرة موسى خزي، وأسرة درويش، عم أحو درويش، وأسرة موسى كوريه، وأسرة عيسى نعامه، وأسرة القس مراد، وأسرة مقسي ملكو، وأسرة سليمان حداد، وأسرة مورو شمعون، وأسرة أحو درويش، وأسرة إبراهيم ملكي، وأسرة ملكي نازكي، وأسرة زلط، أو آل زيتون وأولاده، وأسرة حدو أوسو، وبيت صومي بهو، وبيت جورج كبرئيل، وبيت المقدسي حنا حمرة، وبيت رشو جلما، وبيت يعقوب بولص وكلو سفر، وبيت بطرس يوسف، وبيت يوسف توما، وبيت حنا الشفير، وبيت المقسي بيدروس، وبيت حنا دانيال، وبيت عدو حمرة، وغير هذه الأسر، كما سكنتها أسر أرمنية نذكر من تلك الأسر:أسرة صبري أرو وأولاده: سعيد وأ سكندر ويوسف وأرام، وجراير وبناته: نوفارت تزوجت في أرمينيا، وصونا، واسخيك، وسيفان (زوجة جورج استنبولي)، وسوسن وفيرجين، وأسرة سعيد غازار، وأسرة أرو أبو يعقوب. وأسرة انترانيك. كما سكن في قبور البيض القحطانية أسر إيزيدية، وأسرة آل حاجو.
ومن المخاتير السريان لا بدّ من ذكر: المختار إبراهيم يعقوب، والمختار ملك جورج، والمختار عدو جورج، والمختار إيليا حنا، والمختار يعقوب إيليا حنا. وقد تعرضت المدينة لأكبر مأساة حين اجتاحتها مياه الفيضانات نهر الجراح الذي يمر من وسطها قبل عيد القيامة المجيد في 24/4/1962م؛ وراح ضحيتها العديد من السكان، وتهدم العديد من البيوت الطينية، فالخسائر التي كانت كبيرة ومؤثرة، وعلى إثر هذه المأساة يزور المطران قرياقس الأهالي ليشدد من عزيمتهم، وقد أعاد أهلها بناء ما تهدم. ولا بدّ من أن نذكر أن أهلها السريان والأرمن والعرب والأكراد كانوا يعيشون في وئام، لم تعكره إلا بعض حوادث كانت تنتهي بحكمة أهلها.
ولابدّ من أن نذكر أنَّ الآغا حاجو كان آغا على عشيرته وعلى السريان، والجميع يحترمه، ويقدره لقوته ومنعته، فهو آغا المنطقة بلا نزاع، وحتى اليوم يحلف السرياني برأس آغا حاجو. واستطاع بحنكته أن يعقد معاهدات مع الفرنسيين الذين ملكوه أرضاً واسعة الأرجاء، جاء إلى سورية (مدينة القامشلي) مع عشيرته ويازيد وسريان، وعلى رأسهم خوري ملكي عام 1925م، وكان مطارداً من الأتراك، ورفضوا أن يسكن على الحدود؛ فتم الاتفاق مع الفرنسيين، ونفوه إلى تدمر مع أولاده الكبار: حسن حاجو، وجاجان حاجو، ويوسف حاجو، وجميل حاجو. وعادوا بعد عام تقريباً عام 1926م، حيث سكن الحسكة، وعمر هناك قصراً ( كما قال حفيده، سيروشاه بن حسن حاجو). ولكن هناك رواية أخرى: إن حاجو - بعد أن جاء القامشلي - شن مع بعض رجالات عشيرته ويازيد - على بياندور المركز الفرنسي – هجوماً، وعندها طاردته القوات الفرنسية عاد إلى تركيا عبر الجبال، لكن المصالح الفرنسية ضد الأتراك تقبل بعودته، وإقامته في الحسكة عام 1926م.
ومن تاريخ قبور البيض، أو القحطانية.
قبل عام 1915م كان يملك عقارات قبور البيض وبموجب سندات تمليك عثمانية - الشماس ملكي جرجس، من أسرة آل شاموشو المدياتية التي قضى (الفرمان) على جميع أفرادها، وعندما أصبحت سورية تحت سلطات الانتداب تجاوزت فرنسا حقوق المالكين خلافاً لجميع السندات والوثائق القديمة؛ وسجلت الأراضي بأسماء آخرين حماية لمصالحها الخاصة في المنطقة.
في عام 1922 م. ألحقت أراضي قبور البيض بالأراضي السورية كونها جزءاً من الجزيرة السورية، وتم ذلك على عدة مراحل، ففي العام نفسه ضمت أولاً الحسكة ورأس العين اللتين جعل منهما قضاء مركزه الحسكة، ويتبع متصرفيه دير الزور.القوات الفرنسية اتخذت من موقع تل قيرو، القريب من قرية حلوه، مركزاً لها وأسست هناك قضاء دعي قضاء كرو الذي ما لبث أن نقل إلى القامشلي. حيث بدأ إعمار القحطانية بمطحنة في الجهة الشمالية، ثم جاء إليها بعض البدو ساكني الخيام، وراحوا يتحلقون حول نهر الجراح، وفي عام 1926 تقاطرت إليها أسر عديدة هاربة من ظلم العثمانيين في تركيا.
أما الأسر السريانية التي أسهمت في وضع اللبنات الأولى في بنيان هذه البلدة، فهي أسرة السادة:
حنا روتو كلو هيريلو (كورية سعدو)، ملكي هبه، ملكي حوبو، يعقوب إيليا، حنا إيليا، موسى خزي، درويش (عم آحو درويش)، موسى كوريه، عيسى نعامه، القس مراد مقسي ملكو، سليمان حداد، مورو شمعون، آحو درويش، إبراهيم ملكي ،ملكي نازكي، حدو أوسو. كما استقرت في القرية عائلات أرمنية وأخرى يزيدية، وأسرة آل حاجو التي كانت تعاني من خلاف قديم مع أسرة آل صاروخان، وسعت فتملكت بعض القرى، وبسطت نفوذها في المنطقة. وقد أدت الكنيسة دوراً هاماً ساعد في استقرار السكان، ووفر لهم الطمأنينة، وشجعهم على بذل مزيد من الجهود لتطوير العمل الزراعي، وزيادة نسب المحاصيل، وظهر على الساحة مخاتير ينتمون إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، لأن القحطانية كانت بلدة حديثة العهد إلا أن موقعها الجغرافي لم يكن خارجاً عن الساحة الحضارية؛ فهي لا تبعد عن (ليلان) أكثر من 14 كم، هذا التل الذي تألق شعاع مجده في الماضي البعيد، وشهد حضارات باذخة منذ الألف الثاني قبل الميلاد عندما اتخذه شمشي حدد الآرامي عاصمة له.
قائمة بأسماء الكتّاب والناشطين في مجالات عدة من الجزيرة السورية :
1 - الدكتور إبراهيم لحدو: قامشلي، كاتب وشاعر، وموسيقي وملحن، قائد ومؤسس فرقة الكونسرت مار أفرام السرياني. له خمسة كتب منها: سلسلة ملوك الآشوريين في بيث نهرين، وكتابان في الأسماء السريانية ومعناها، ديوان شعر مع نوطة موسيقية، وكتب أخرى، وغنى له الكثير من المطربين السريان.
2 - توما نهرويو: من قبور البيض، شاعر وكاتب سرياني، له عدة كتب في الشعر (وردي طبعة بيروت 1974، وديوان شعر أغاني للأطفال)، وكتاب زيارة لطور عبدين في تركيا، دير قرتمين وقصص من الإنجيل، وله مخطوطات أخرى. 3 - يعقوب كربو: رئيس تحرير مجلة شروغو بفيزبادن من عام 1988 حتى 2000، له كتاب " (الشمعة التي أنارت وانطفأت)، وكتاب (عشرون عام تاريخ نادي بيث نهرين الآثوري) بفيزبادن ألمانيا. عمل في" راديو راين فلي" كمقدم برامج باللغة السريانية، وله نشاطات عدة في حقل الأمة الآشورية السريانية في أوروبا وبيروت وتركيا. 4 - الخوري سليمان حنو: من قبور البيض، له كتاب (المذابح السيفو في طور عبدين)، وكتاب ترجمة (محاضرات وشعر للبطريرك يعقوب الثالث من العربية للسريانية)، وله مخطوطات أخرى.
5 - إلياس عنتر: من قبور البيض مبدع في الصحافة والشعر والفن الرسم، له كتابان: (خمسون ومضة من الشرق الأوسط، وضاعت أثرى)، ومعد برامج، وقدم عدة حلقات تلفزيونية، وفي (الكومبيوتر) أيضاً له باع طويل بالبرمجة إلى جانب أعمال أخرى. 6 - جورج شمعون: من القامشلي، شاعر غنائي سرياني، أخذ منه أغلبية المطربين الآشويين السريان، ومعد برامج لتلفزيون ( صورويو ت ف )، مثل: دوري أويوموثو، بمعنى: أيام زمان.
7 - عبود شمعون: من القامشلي، له ديوان شعر بالسرياني، وشاعر للأغنية السريانية.
8 - عبود زيتون: من القامشلي، باحث في مجال (أرشفة) الموسيقا الآشورية السريانية، له كتابان (لأرشفة) الأغاني السريانية. 9 - المحامي عبد الكريم بشير: كاتب قاموس باللهجة الأزخينية، وله مقالات في عدة صحف مثل: بهرو سريويو، وحويودو، وشروغو. 10 - المطران جورج صليبا: قامشلي، له عدة كتب منها: برية نصيبين، ولمعة الشهية.
11 - سعيد لحدو: من القامشلي، كاتب وباحث، وناشط في النشاط الآشوري، له كتاب: (التيه ومسالك الحكمة، مدخل إلى حوار كردي آشوري ). قائمة أرسلتها إلى صفحة الرابطة المهجرية للإبداع المشرقي لرئيسها ومحررها الأستاذ الشاعر إسحاق قومي
وأما السينما في قبور البيض فقد كانت هناك سينما واحد للسيد عزيز ملكي الملقب بعزيز زورافا نسبة إلى القرية التي جاء منها .وكانت تقع بالقرب من قرية محركان وهناك قرية زورافا تابعة للدرباسية.
ومن الأطباء في قبور البيض قبل السبعينات الطبيب نعيم الصفدي الدمشقي المولد .وأما الصيدليات فكانت صيدلية واحدة .
الطواحين: كانت طاحونة تُدار بقوة مياه نهر الجراح .وطاحونة بمحرك آلي يُديرها السيد موشي الطحان وكانت تخصآل حاجو.
في قبور البيض مدرسة للمسيحيين كان اسمها الجلاء.تخص السريان أرثوذكس.وأهم المعلمين الأستاذداؤود كلي.
أهم الصاغة في مدينة قبور البيض الصائغ صومي آلو المدياتي.
وأهم استوديوهات التصوير : أستوديو عنتر لصاحبه الياس عنتر واستوديو نوري.
ونسجل للتاريخ عندما أراد الفرنسيون أن يُسجلوا أكثر من 25 قرية باسم أحد الزعماء المسيحيين وكان السيد ملكي حوبو من قرية غردوكا فرفض هذا الأخير طلب الفرنسيين وقال لهم إذا تسجلوها سجلوها باسم الأغا حاجو.هل كان عاقلاًأم ماذا؟ إن من يقرأ كلامه يظنه خُرافة ولكن كان يقرأ الزمن والحدث والقوة والضعف ….


ملاحظة: يُشير صاحب كتاب أبرشية نصيبين والحسكة بأن أغلب القرى في قبور البيض ومحيط القامشلي مأهولة بالمسيحيين ـ بحث لم يكتمل ـ
1= المصدر:عبود شماس ويعقوب كربو.2= الياس عنتر.
المرجع: كتاب قبائل وعشائر الجزيرة السورية. اسحق قومي.1982.2020م
لصالح كتابنا (( المسيحيون في الجزيرة السورية)).1996م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي