الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع المؤرخ -غروفر فر-

سعيد زارا

2020 / 11 / 18
مقابلات و حوارات


أجرت الجريدة الفرنسية "الانسانية الجديدة" مقابلة مع المؤرخ الامريكي "غروفر فر" خلال زيارته فرنسا بعد اصداره كتاب "خروتشوف كذب "تحدث فيها عن كتابه و اكاذيب خروتشوف التي القاها في التقرير السري السيء الذكر. ما استوقفني خلال هذه المقابلة هو حديثه عن العراقيل التي يتعرض لها أي باحث موضوعي يريد كشف حقيقة تاريخ الاتحاد السوفياتي خلال قيادة ستالين، فقررت ترجمة هذه المقابلة التي ألقاها المؤرخ بالفرنسية ، لأهميتها في كشف معاداة ستالين و هي الباب العريض لمعاداة الاشتراكية.
---------------------

عنوان مقابلتي "خروتشوف كذب" ، اكاذيب الخطاب السري المعادية للستالينية ، موضوع مقابلتي هذه هو نشر ترجمة كتابي باللغة الفرنسية "خروتشوف كذب".
العنوان الفرعي للمقابلة هو فحص كل ادعاءات الخطاب السري المتعلقة بجرائم ستالين و بيريا المعروض على المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي يوم 5 فبراير 1956 و هي كاذبة.
هذا العرض هو مراجعة و تحيين للنسخة الروسية المنشورة عام 2007 من طرف دار النشر الخوارزم موسكو و التي طبعت 13700 نسخة استنفذ معظمها.

في روسيا كما في الغرب خروتشوف بطل رسمي، الطلاب يقرؤون و يدرسون التقرير السري لخروتشوف لأنه منعطف في التاريخ السوفياتي و بالتالي الروسي ، هذا الخطاب كان ايضا منعطفا في تاريخ العالم، و لكن خارج روسيا قليلون هم من يقرؤون هذا الخطاب المطول المليء بالإحالات الى اشخاص و وقائع لم يسمعوا بها من قبل.

لهذا سأناقش جوانب اخرى من التاريخ السوفياتي المعروفة شيئا ما و التي طرحها خروتشوف في خطابه. من سوء الحظ، قليلون هم من فعل ما فعلت ، غالبية الذين، بحثوا في مرحلة ستالين في الاتحاد السوفياتي و يقرؤون الروسية بطلاقة و يمتلكون كفاءات في البحث و يتمتعون بخدمات تقدمها لهم فروع مؤسساتهم من تسهيلات معيشية مكلفة و الولوج الى المكتبات و الطموحين، انهم معادون للشيوعية و تنقصهم الموضوعية. قلة من الخبراء الذين يتمتعون بسهولة الولوج الى المؤسسات موضوع البحث، انهم بخصوصية البحث في التاريخ السوفياتي او الروسي و معاداة الشيوعية التي يتصف بها من يملكون السلطة المهنية ، كل هذا يجعلهم "مكرهين" ان يكونوا معادون للشيوعية. هي حالات نادرة تجد فيها باحثين غير معادين للشيوعية ، فيجب عليهم ان يتحاشوا كل شيء يزعزع من يملكون السلطة المهنية و الا يعاكسوهم. باحثون ممتازون في التاريخ السوفياتي، باحثون ليسوا من اليسار و لكنهم يطمحون ان يكونوا موضوعيين، قالوا لي ان اي كتاب غير معاد لستالين لن ينشر من طرف دور النشر الجامعية او الأكادمية، اكيد هذا صحيح في الغرب و كذلك في روسيا.

*لماذا و كيف تدخل غروفر فر ؟

اسمحوا لي ان اقول لكم هذا بطريقة اخرى، ان كنتم متخصصين في تاريخ الاتحاد السوفياتي، ان كنتم تدرسون التاريخ السوفياتي في احدى جامعات التاريخ لا تستطيعوا ان تقوموا بالبحث الذي اقوم به، و اذا قمتم به ، لا المجلات المحترمة اكاديميا و لا دور النشر الجامعية العريقة لن تنشر ابحاثكم، و لن تستطيعوا حينها ان تبقوا في حقل التاريخ السوفياتي فتضطرون للمغادرة. بينما وضعيتي مختلفة ان لم نقل نادرة، انني ادرس في قسم اللغة و الآداب الانجليزية ، حياتي التعليمية لا ترتبط باي شكل بالبحث في تاريخ الاتحاد السوفياتي.
هذا ما لدي لأقدمه ، و الكثير من الناس يعتقدون بان هذا العمل مهم و هم ليسوا من اليسار فقط بل و المعادون للشيوعية فهم يكرهونه تماما لانه خطر عليهم. ترتب على هذا البحث عواقب منها التهجم على شخصي من طرف المعادي الامريكي للشيوعية المحترف دافيد هورويت في 2005 و 2006 و هو محرر محافظ في اشهر صحيفة يومية في ولاية نيوجيرزي ذوستار لدجر* ، قد خصص عموديه في 2005 للتهجم علي و بسبب هذا تلقت جامعتي عشرات الرسائل المعادية للشيوعية التي تحث على طردي، و قد خصصوا صفحة في الشبكة معنونة ب" غروفر فر توقف " ، و اخر يحث على سحب مقالي من صفحتي في الجامعة التي قدمت فيها الادلة على عدم صحة قصة مجزرة كاتين. كثيرون من المنتمين الى اليمين و من دعاة اليسار المعادون للشيوعية لا يريدون ان يسلط الضوء على حقيقة تاريخ الحركة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي زمن ستالين، يفضلون الكذب و شيطنة السوفيات و يلحقون ستالين بهتلر و الفاشية، و يفعلون هذا بنشاط، مزورين عن قصد الادلة الموجودة في الوثائق و التاريخ. عرضي هو فضح كل هذه الادعاءات و هو ما سأحدثكم عنه اليوم.



معظم الناس يريدون معرفة جواب شاف و هل هناك حقيقة؟ مهتمين بالبحث المعمق على الادلة كالاختلاف الكائن بين المصادر الرئيسية و الثانوية، كيف و اين نجد المصادر الرئيسية؟ كيف ندرس عناصر الادلة؟ كيف نخرج بخلاصات صحيحة؟
غالبا ما اتعرض من طرف الاخرين بما يلي: نعتقد ان مسائل البحث و دراسة الادلة ...الخ رغم اهميتها الا انها تبقى شيئا ما ثانوية بالنسبة للوقائع و بشكل خاص لجماعتنا مادمنا تنظيما سياسيا و ليس اكاديميا. و عندما اسمع اشياء كهذه يتوجب علي الاعتراض. لا يجب ان نفصل الوقائع عن البحث و الادلة، فبالبحث و الادلة تحدد ما وقع و ما لم يقع، فبإخفاء الادلة نجح خروتشوف ان يفرض اكاذيبه ازيد من خمسين عاما. خروتشوف استغل جل مراجع المعادين للشيوعية خلال الحرب الباردة سواء داخل الاتحاد السوفياتي او خارجه ك"روبيرت كونكيست". اكاذيب خروتشوف لازالت حاضرة الى يومنا في اوساط التيار المسيطر على التاريخ السوفياتي.

سوف اتكلم قليلا عن نفسي، مجال تخصصي الاول كان دراسات الآداب الانجليزية في العصر الوسيط، فقد تمرنت ان اقوم بالبحث التاريخي المعمق مثلا استعمال المصادر الرئيسة في اللغات الاجنبية و قد ساعدني تكويني ان لا انجر و راء الرأي الاخر و ان لا أثق براي السلطات ، أنني أراجع كل مرجع و كل تفصيل.

كطالب تخرجت بين سنة 1965 و 1969 لم اعارض حرب امريكا ضد فييتنام ، ذات يوم في مظاهرة ضد الحروب شخص ما قال لي لا يجب عليك مساندة الشيوعيين الفييتناميين لان هوشي منه هو زعيمهم ، ف "هو" من مدرسة ستالين و الاخير قتل الملايين من الأشخاص الابرياء. لا زلت أتذكر هذه الملاحظة و يمكن القول بسبب هذا قرأت أول طبعة من كتاب "الرعب الكبير" لروبيرت كونكويست ، و لأنني أفهم الروسية قرأت الكتاب بتمعن كبير، راجعت كل احالات الكاتب التي تتعدى الالف احالة، و هذا أمر لم يفعله أحد، و اكتشفت ان كونكويست لم ينتقد قط مصادره ، أعني بذلك نقد المصادر و فحصها حتى يتسنى لها ان تكون موضوعية و ليس اشاعة أو تزوير، فالمؤلف لم ينتقد قط مصادره . هذه الاحالات لا تحتوي على ادلة، ليخلص الى معاداته للستالينية. كونكويست يستعمل أي مصدر كان يكره ستالين.

بعد ذلك قررت ان اكتب شيئا على ما يدعى الرعب ، لقد استغرق هذا وقتا طويلا لكن في سنة 1988 نجحت في نشر مقالي: "اضاءة جديدة على بعض القصص القديمة حول الماريشال تشوخاشوفسكي رجوعا الى الوثائق. في سنة 1996 اضفت مقالي هذا الى صفحتي على الانترنت. في سنة 1999 فلاديمير بوبوف مهندس بموسكو و مؤرخ مؤهل اتصل بي بخصوص مقالي و اقترح علي ان ننسق بيننا. فلاديمير أخبرني ان وثائقا من الارشيف القديم للاتحاد السوفياتي اصبحت تنشر في روسيا . بعد سنوات من التعاون مع فلاديمير قررت ان اترك دراساتي حول العصر الوسيط و انهمك في دراسة تاريخ الاتحاد السوفياتي في حقبة ستالين.


التقرير السري لخروتشوف، انه التقرير الأكثر تأثيرا في القرن العشرين، فقد غير جذريا اتجاه الاتحاد السوفياتي بل و العالم، فقد أصبح الدعامة الاساسية لمفهوم سياسة معاداة الستالينية. كل شخص يهتم بتاريخ الاتحاد السوفياتي لا يمكن ان يجهل أهمية هذا التقرير . عندما شرعت هذا العمل كان هدفي متواضعا ، أردت ان أضع خطاب التقرير الى جانب الوثائق التاريخية التي نشرت بفضل رفع السرية عن بعض الوثائق في الأرشيف السوفياتي. خلال العشرين سنة الاخيرة ، عدد كبير من المصادر وضعت تحت تصرف الباحثين مما يسهل التقييم الموضوعي لخطاب خروتشوف ، و بعد هذا بدأت تلوح صورة فريدة ، بحيث كل التصريحات التي تضمنها الخطاب و لا واحدة حقيقية ( و يكرر غروفر و لا واحدة حقيقية). بالفعل هناك من اكاذيب خروتشوف ما هو معروف كادعائه السخيف بان ستالين كان يعمل على مجسم الكرة الارضية لتوجيه العمليات الحربية. لكن الخطاب مليء بالادعاءات الغريبة و لنعط بعض الامثلة من اكاذيب خروتشوف.



يتبع



---------------------------------------------------------------------
رابط المقابلة على اليوتوب:

https://www.youtube.com/watch?v=yrbXERI6llQ&t=1390s








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحى لرفيقنا البولشفي سعيد زارا
فؤاد النمري ( 2020 / 11 / 18 - 15:17 )
تنلك صفعة شديدة الوطأة على وجوه أعاء ستالين وما أكثه في الحوار المتمدن
نحن بانتظار الصفعة الثانية
لعلنا نؤكد أن هناك في محفظة البروفيسور غروفر مقصا يقص ألسنة السوء المعادية لستالين

سحقاً لأعداء البلاشفة !!


2 - مرحى مرحى
عبد المطلب العلمي ( 2020 / 11 / 18 - 16:28 )
الشكر الجزيل للرفيق سعيد على هذه الترجمه التي تلقم الأعداء حجارا تكسر الأسنان.
لكن يا رفيقي العزيز لدي ملاحظتان:
(كطالب تخرجت بين سنة 1965 و 1969 لم اعارض حرب امريكا ضد فييتنام)
في الطبعه الروسيه الثانيه للكتاب الصادره عام2015 توجد هذه المقابله لكن بدلا من(لم اعارض)يقول فر هناك (عارضت)و بدلا من طالب تخرجت يقول كطالب دراسات عليا في الفتره بين1965 و1969.
اسم دار النشر هو(الغوريتم)،نعم ترجمه الغوريتم الى العربيه ستصبح خواريزميه،لكن الأسماء لا تترجم و هنا يمكن ان يحصل التباس حيث ان خوارزم اسم منطقه في اسيا الوسطى،اما دار النشر فهي في موسكو.


3 - الرفيق العزيز فؤاد
سعيد زارا ( 2020 / 11 / 18 - 16:49 )
تحياتي البولشفية

فعلا الحوار المتمدن يعج باعداء ستالين و المؤسف ان هؤلاء يرددون اكاذيب الابواق النازية .
البلاشفة الجدد مجندون لفضح هذا التأمر و زواج المتعة بين اليسار و النازية في معاداة ستالين.



4 - الرفيق العزيز العلمي
سعيد زارا ( 2020 / 11 / 18 - 16:53 )
تحياتي البولشفية


سررت كثيرا بتعليقك انت محق تماما انا لم ارجع الى المقابلة لانني اتذكر انه قال انا كمعارض لحرب امريكا ضد فييتنام.

شكرا لك رفيقي العزيز و نحن بحاجة الى معولك الذي يخشاه اعداء البولشفية


5 - شكرا
زينة محمد ( 2020 / 11 / 18 - 22:36 )
كل الشكر للرفيق سعيد وغروفر مؤرخ جدير بان نسعى لترجمة اعماله للعربية


6 - الرفيقة العتيدة زينة
سعيد زارا ( 2020 / 11 / 18 - 23:03 )
تحياتي البولشفية

مازالت شخصية ستالين تقض مضاجع اعداء الاشتراكية لذلك هم نشطون في مهاجمة ستالين.
فعلا ان عمل المؤرخ غروفر فر جبار في فضح اكاذيب خروتشوف ز من يدور في فلكه.


جد مسرور باطلالتك

اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على