الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم الحياة المعاصرة / 17

رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)

2020 / 11 / 19
المجتمع المدني


اصلاح قوانين نظام الاسرة :
يتمثل برنامجنا لاصلاح النظام الاسري في اجراء التعديلات على قوانين الاحوال الشخصية وفقا لما ذكر في المقدمة ، وينبغي في البدء تعريف وتوضيح وشرح المفاهيم الاساسية التي تشتمل عليها القوانين الجديدة للاسرة والمرأة لكي لا يكون هناك اي غموض او التباس في فهم برنامجنا لاصلاح النظام الاسري :
ـ الاسرة كيان اجتماعي مصغر يتأسس بوجود كائنين بشريين مختلفين جنسيا ، متساويين في القيمة الانسانية هما ( الرجل الذي يحمل صفة الزوج + المرأة التي تحمل صفة الزوجة )هذان الكائنان هما فقط الركيزتان اللتان يبنى عليهما كيان الاسرة ... ولا يمكن تأسيس اسرة من غير وجود هذين الكائنين معا .
ـ انطلاقا من مبدأ ان الرجل والمرأة متساويان في القيمة الانسانية وفي جميع الحقوق والواجبات مساواة كاملة وشاملة ، فان مفهوم التعددية في الزواج في حالة الرجل أو المرأة غير مسموح به باي حال من الاحوال .
ـ الزواج لا يكتسب قانونيته الا من خلال عقد زواج موثق ومصدق من قبل السلطات الرسمية ، ولا يتم عقد الزواج الا بناءا على رغبة كلا الطرفين الراغبين بالزواج ... البالغين والمؤهلين عقليا ونفسيا ... ويكون ذلك بحضورهما شخصيا لدى دائرة شؤون الاسرة ... وبهدف الاشهار فان حدث الزواج ينشر في نشرة بيانات دائرة الاسرة ، ولا يجوز عقد الزواج بالوكالة ولا بالسر مهما كانت الاسباب ... ولا يشترط حضور شهود لان عقد الزواج سيكون موثق ومصدق رسميا ، ولأغراض الاعلان والاشهار عن وقائع الاحوال الشخصية فان دائرة شؤون الاسرة تقوم باصدار نشرة اسبوعية ونشرة شهرية تتضمن وقائع الزواج والانفصال والولادات والوفيات والوصاية على القاصرين وغيرها من النشاطات التي تتولاها الدائرة
ـ تصنف الاسر من الناحية الهيكلية الى اربعة اصناف او انماط :
1ـ اسرة مكونة من (زوج ، وزوجة ، وأبناء ) ، وهو الصنف القياسي ( Standard )
2ـ اسرة مكونة من (زوج ، وزوجة ) فقط ، اي من غير ابناء
3ـ اسرة مكونة من (زوجة أرملة او منفصلة ، وأبناء )
4ـ اسرة مكونة من ( زوج أرمل او منفصل ، وأبناء )
اما الابناء غير البالغين الذين فقدوا الام والاب معا فانه لا تنطبق على حالتهم هذه مصطلح الاسرة لانه لا أسرة من غير وجود أب او أم ، وفي مثل هذه الحالات تتولى الدولة رعاية الابناء الايتام غير البالغين معدومي الوالدين في الدور الخاصة برعاية الايتام لحين بلوغهم ، هذه مسؤولية الدولة بالدرجة الاولى ، ويجوز تكليف اقرباء لهم برعايتهم بشرط ان يكون لدى هؤلاء الاقرباء اسر ، وان يكون ذلك تحت اشراف ومتابعة من قبل دائرة شؤون الاسرة ، وان يكون الابناء الايتام جميعا في مكان واحد وتحت رعاية جهة واحدة ولا يجوز تجزئتهم بين عدد من الاقرباء وذلك حفاظا على رابطة الاخوة التي تربطهم .
ـ عقود الزواج تصنف الى ثلاثة اصناف او ثلاثة انواع رئيسية ، وجميعها تمتلك الغطاء القانوني ، الغرض من هذا التصنيف هو وضع شروط مناسبة لكل نوع تيسيرا للمتطلبات العامة للزواج وحفاظا على كيان الاسرة وحقوق كل فرد فيها ، اصناف او انواع العقود هي :
1 ـ عقد زواج دائمي لتأسيس أسرة ذات أطفال
2 ـ عقد زواج دائمي لتأسيس أسرة بدون أطفال
3 ـ عقد زواج مؤقت لتأسيس أسرة بدون أطفال
4 ـ عقد زواج مؤقت لتأسيس أسرة ذات طفل واحد ( عقد خاص )
النوع الرابع من عقود الزواج ( عقد زواج مؤقت لتأسيس أسرة ذات طفل واحد ) هو عقد خاص يمتلك الغطاء القانوني ، الغرض منه معالجة مشكلة العنوسة لدى النساء اللواتي تعذر او تعسر عليهن الحصول على فرصة الزواج وتكوين أسرة لاسباب تتعلق بالحالة البدنية او الشكلية او الاجتماعية او حتى الشخصية ، ويتم هذا النوع من الزواج تحت رعاية واشراف الدولة في اطار برنامج حكومي ذو اهداف انسانية يسمى برنامج ( طريق الامل ) يهدف هذا البرنامج الى تسهيل فرصة الزواج وان كان بصورة مؤقتة للحالات الانسانية بهدف الحصول على طفل واحد فقط ليكون هذا الطفل هو الامل لكل امرأة فقدت الامل في الحصول على فرصة الزواج وتأسيس اسرة بالطرق الاعتيادية ، منطلقين من مبدأ ان لكل امرأة الحق في اكتساب صفة الامومة والتمتع بها ، وان عقد الزواج الخاص المؤقت والقانوني في اطار برنامج طريق الامل هو الطريق الصحيح لنيل حق الامومة لكل امرأة حرمت من هذا الحق بسبب تعذر حصولها على فرصة الزواج الاعتيادي ، حيث يتم في هذا البرنامج وضع الاجراءات والشروط المناسبة لتسهيل زواج اي امرأة منتسبة لهذا البرنامج وترغب في الزواج اذا ما توفرت فيها الشروط العامة الرئيسية للزواج ، وسوف يتم توضيح تفاصيل هذا البرنامج في الاجزاء اللاحقة من مقالنا ، ان تركيزنا على صفة الامومة لدى المرأة وعدم التطرق الى صفة الابوة لدى الرجل يعود الى ان صفة الامومة ذات ارتباط شديد بالمرأة من الناحية البايولوجية والسايكولوجية .. وهي صفة مكملة لشخصيتها الاجتماعية ، في الحقيقة ان الامومة هي جزء أساسي من كيان المرأة ، ومن هذا المنطلق نعتبر الامومة حق طبيعي لكل امرأة
ـ عقد الزواج الموثق او المصدق من قبل السلطات الرسمية في الدولة هو الغطاء القانوني والرسمي الوحيد لاي حالة زواج ، حيث يكون العقد بين طرفين ، الطرف الاول في العقد هو الرجل ويسمى الزوج ، والطرف الثاني في العقد هي المرأة وتسمى الزوجة ، ان عقد الزواج تعبير عن توفر الرغبة لدى الطرفين للعيش المشترك من اجل اهداف ومصالح مشتركة ، وبالتالي فان عقد الزواج الذي يربط بينهما بناءا على رغبتهما الذاتية يلزمهما بالعيش مع بعضهما بشكل دائم في مسكن مستقل كشريكين متساويين في الحقوق والواجبات ، متكافلين ومتضامنين مع بعضهما من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة التي يجب ان لا تتعارض مع المصلحة العامة ، ويبقى العقد الذي بينهما قائما ونافذ المفعول وتبقى تلك الرابطة التي بينهما قائمة طالما كانت رغبتهما الذاتية في العيش المشترك والمرتكزة الى مصالحهما الذاتية المشتركة قائمة ، ومتى ما اصبحت مصالحهما الذاتية متعارضة ومتضاربة وتعذر الوفاق والانسجام بينهما فان قدرتهما على العيش المشترك سوف تفشل وهنا يصبح الانفصال بينهما هو الحل المناسب والمنطقي للعلاقة التي بينهما
...... يتبع الجزء / 18








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا


.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر




.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي