الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة لايصليها رجل الدين

منسى موريس

2020 / 11 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سامحنا يالله لقد شيدنا لك البنايات الضخمة بمبالغ باهظة الثمن لكى نعبدك و تركنا الفقير يصارع الجوع والمرض الموات، أغرقنا حياتنا فى الطقوس والتدين ولم نتفرغ إلى روح النص والوصية ، جعلنا أنظارنا نحو السماء حتى نسينا أننا على الأرض رغم أن سمائك الحقيقية تبدأ من على الأرض ، نطلب منك ليل نهار أن ترد لشعبك حقوقه ونحن أول من يفرط فيها ، أطلقنا على أنفسنا أننا رعاة لكن فى الحقيقة أغلبيتنا رعوا أنفسهم ، نريد الحرية وفى نفس الوقت نكبل أنفسنا بأغلال كثيرة ، نعم أنت قلت أنك نور العالم ومن المفترض أن نعكس هذا النور لكن فعلنا العكس تماماً ووضعنا السراج تحت المكيال ، دعوتنا لنغير العالم لكن تركناه وسكنا الصحراء ، ألقينا كل شيء على عاتقك وآمنا أنك ضابط الكل وإكتفينا بهذا حتى إفترستنا السلبية والإتكالية وأغفلنا أننا من ضمن هذا الكل ولنا حرية وعلينا مسؤلية تجاه هذا الكل ، أنت قلت نحن مخلوقين على صورتك لكن لم نرى في أنفسنا إلا التراب والفناء ولم نرى هبة العقل والحرية ، رسالتك جوهرها الحب لكن حولناها إلى رسالة تعصب وجمود بأسم الطوائف ، أخليت ذاتك بتجسدك وتواضعت ونزلت من سمائك لكن رفعنا أنفسنا إلى السماء وأخذنا سلطانك وسيطرنا على المساكين بأسمك ، لم يكن لك أزياء خاصة تميزك لكن شابهت الناس في كل شيء لكننا نحن المتحدثين بأسمك صنعنا لأنفسنا ثياب خاصة كى نتميز عن بقية الناس ، لم تكسب أي شيء من رسالتك بل خسرت حياتك بأكملها لكننا كسبنا كل شيء من رسالتك المركز والسلطة والمال ، جئت لتعطينا حياة أفضل لكن صنعنا لاهوتاً يمجد الموت والعدم والعزلة والإنفصال ، جئت لأجل المساكين والخطاة لكننا ذهبنا إلى الأغنياء وإحتقرنا الضعفاء ، جئت لتخلص الإنسان وترد له إعتباراته الإنسانية لكن أصبح لاهوتناً لايتمحور حول الإنسان و حقوقه بل للطقس والدين والشعائر ، جئت لتخصلنا من جمود الحرف وجفاف الروح و الضمير لكننا تمسكنا بالحرف وقلنا لتذهب روح الإنسان إلى الجحيم ، تفرح عندما يأتى إليك إنساناً جديداً ويعرفك لكننا نفرح بمن يدخل طائفتنا وقبيلتنا أكثر من الذين يعرفونك ويأتون إليك ، كانت حياتك عبارة عن نقد مستمر لتصحيح كل ما هو خطأ لكننا نكره كل نقد ونعتبره شتم وسب وهجوم لأننا نكره من يرى فينا الخطأ ونحب فقط من يصفق لنا ، كلامك ووحيك له أغراض روحانية فقط لكننا أخرجناه من دائرة الروح وأدخلناه في دوائر السياسة والعلم حتى ضيعنا معناه ومضمونه "سامحنا سيدنا المسيح لقد كثرت خطايانا وآثامنا "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي