الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روحية الاسيج العاليه ..وشروط الديمقراطيه

ليث الجادر

2020 / 11 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


• ان اردنا ان نضع عنوان شامل يصف حال مجتمعنا في الوضع الراهن فلا اجد ان هناك وصف اكثر شموليه دقيقه الا عنوان ( الصراع بين ثقافتنا المحليه وبين معطيات التمدن العالمي من جهه وبين ثقافتنا وبين تثاقفنا السياسي ..ثقافتنا التي استعمرت حتى اللذين استعمرونا سياسيا لتجد نفسها ومنذ عقود مهدده بالاقصاء امام خيار (اما التمدن او الاقصاء الكامل من منافع الحضاره وبكل مفرداتها ) ذلك لان الثقافه بالاضافه الى انها تتضمن الجانب الفكري والروحي فانها ايضا لابد وان تحوي اشكالهما التطبيقيه في الجوانب السلوكيه والاخلاقيه وهذين يتسقان كتقليد معاشي على مستوى المجتمع , فالى الان مازال واحد من اسباب عدم شيوع البناء العمودي في بلادنا وهو واحده من خصيصات العماره المتمدنه , مرتبط بصوره رئيسيه بعدم توافق تقاليد بناؤنا التي ترتبط ارتباط محكم بتقاليدنا العشائريه والاخلاقيه ..(( مثل ما يمكن ملاحظته وبوضوح كيف ان عمارة المساكن صارت تتبنى بصرامه تشييد الجدران الخارجيه العاليه المبالغ في علوها تماشيا مع موجة انبعاث الثقافه الاسلاميه وسطوتها على مناحي الحياة , مقارنة بعماره الستينيات التي كانت قد شهدت انحسارا نسبيا , حيث كانت تميل العماره الى بناء جدران خارجيه واطئه جدا حريصه على اظهار جمالية البناء الداخلي , ان فلسفة هذا التباين تظهر لنا كم ان المجتمع بات يئن تحت وطئه الافكار الباليه التي يشكل الخوف من الاخر والانعزال عنه لتحاشي حسده او تلصصه , الموجه المحوري لسلوكيته , كما انها تشير الى مقدار اهتزاز الامن الاجتماعي وتدهوره ...هذه مداخله بسيطه تؤشر الى جزء مبسط من الصراع بين ثقافتنا وبين معطيات التمدن واشكالها ,وبمعنى التدليل المجرد , والا فان اسلوب هذه العماره في شكله النهائي لايمثل مثلبه اوسلبيه معينه بقدر انه يساعد على اكتشاف السلبيه الكامنه في القيم التي تاسس عليها , الا ان هذا لايشمل تقييم اسلوب العماره المنتهج بكله , لان الاعتماد على البناء الضخم المبالغ فيه والذي يستدعي استخدام مفرط لكثير من المواد وبالاخص الزجاج المعتم يمثل سببا من اسباب تلوث البيئه ....الخ ))وفي كل الاحوال لايمكن الفصل بين الثقافه وبين قيام الشروط الماديه للتمدن لان احدهما وجها للاخر , وما التضارب بينهما عندنا الا نتيجه مبتغاة باتجاه زيادة النزعه الاستهلاكيه والاسراف فيها , وهذا لايمكن ان يتم الا عبر التثاقف وعلى وجه الخصوص التثاقف السياسي , وحتى نمسك بلجام الموضوع فاننا لابد ان نختصر وان نشير بان دمقرطة السلطه هو ما نعنيه بالمقام الاول ..استيرادنا القسري للديمقراطيه لم تكن من نتائجه ظهور تلك النزعه المحافظه المتشدده في العماره , بل العكس هو الصحيح , حيث ان الروحيه التي كانت تقف ذائقتها خلف ظهور عمارة الجدران العاليه , جدران العزل والشك والريبه , انما هي الروحيه التي زادت من فساد الاداء الديمقراطي مع ان الديمقراطيه هي بحد ذاتها لعبه برجوازيه فاسده , لقد حولت روحية القبوع خلف الجدران الاسوار الديمقراطيه الى اداة قتل وارهاب وتدمير وعالم من اللصوصيه والظلم , الا ان هذا لا يعني بان الديمقراطيه تعتاش على الثقافه كمصدر وحيد وهو ما يروج له صنف من صنوف الدعايه البرجوازيه الصغيره , بل الممارسه الديمقراطيه تنبع كحاجه ملحه في مجتمع الى اداة قتل وارهاب وتدمير وعالم من اللصوصيه والظلم , الا ان هذا لا يعني بان الديمقراطيه تعتاش على الثقافه كمصدر وحيد وهو ما يروج له صنف من صنوف الدعايه البرجوازيه الصغيره , بل الممارسه الديمقراطيه تنبع كحاجه ملحه في مجتمع تنمو فيه تقاليد النمو البرجوازي صعودا الى الراسماليه , وهذا ما هو بعيد كل البعد عن واقعنا الاقتصادي الممهور بالريع النفطي , الذي تحولت فيه الارستقراطيه السياسيه الى طبقه مهيمنه تتحرك فوق الضرورات التاريخيه الطبيعيه منتجة شروط فوضى ولغط اجتماعي مستديم على مر الفترات التي تغيرت فيها اشكال السلطه , الغاء ضرورات التاريخ لم يكن ليتم الا من خلال ادامة ثقافتنا المحنطه التي تدجن الاراده المأسوره بمفاهيم العشائريه والقبليه والمناطقيه ومفاهيم الدين والطائفيه التي وجدت نفسها قادره على الانبعاث في محيط علاقات انتاجيه قديمه لم تهتز الا مابين ثلاثينيات القرن المنصرم وخمسينياته , حينما ولجت الدوله حاضره البرجوازيه , وان المتتبع للحراك الاجتماعي الطبقي ليجد ان هذه السنوات كانت زاخره بنشاطات معنونه باكبر الانتفاضات والاعتراضات الطبقيه , ومعها كانت تهتز علاقات الانتاج بكل مداياتها حتى نالت من الاقطاعيه واجهزت عليها , وانه لمن السهل على هذا المتتبع من ان يعقد مقارنه بين هذه الفعاليه في الحركه الاجتماعيه وبين ما يشبه الحركه التنويريه التي اجتاحت مفاصل ثقافتنا , والتي بقت في ازدهار الى ما بعد الستينيات , ولم يكن هذا النشاط التنويري ساند ظهره الى تداعيات الصراع الايدلوجي العالمي كما تريد ان تصوره لنا المنابر الرجعيه بل انه كان يفرض نفسه على كلا من طرفي الصراع (الاشتراكي – البرجوازي الراسمالي ) , لان هذا النشاط التنويري كانت قدماه التثقيفيتان قد لامست ارض الشروط الماديه التي يستند عليها , ارض المعامل والمصانع , التي ظهرت بواكيرها في ذاك العهد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ


.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا




.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟