الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البداية من القمة ( 1 )

آدم الحسن

2020 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


كان ذلك في اواخر السبعينيات من القرن الماضي حين اطلق تنغ سياو بنغ مشروعه الإصلاحي تحت اسم ( البداية من القمة ) لبناء صين حديثة تبنى ليس على انقاض الفترة الشيوعية الماوية و انما لإحداث طفرة نوعية في البنية الاقتصادية و الاجتماعية للدولة الصينية مع الحفاظ على السياق العام لمنهج الاقتصاد المقيد و الموجه من قبل الحزب الشيوعي الصيني .

لم يقل تنغ سياو بنغ علينا أن نصل الى القمة بل قال علينا أن نبدأ من القمة و في هذا فرق هائل في المعنى و فرق جوهري في ما سيتضمنه مشروعه من اهداف و خطط و سياسات في كل الأصعدة ----- !!

و كان السؤال التالي الذي طرحه تنغ سياو بنغ مرات و مرات و بطرق مختلفة هو :

اين هي القمة و كيف يمكن الوصول اليها للبدء منها .. ؟

و وصل الى استنتاجات مهمة عبر عنها في العديد من الأمثلة و الأقوال الصينية القديمة و منها المقولة الصينية :
ليس مهم لون القطة بل المهم هو امكانيتها على اصطياد الفئران ----- !!

كان يريد من خلال هذه المقولة الصينية القديمة الدفاع عن النهج البراغماتي الذي سيكون العمود الفقري لمشروعه الإصلاحي ,

البراغماتية و الابتعاد عن المبادئ الثورية هي ايديولوجية الحزب الشيوعي الصيني في مرحلة الإصلاح و التغيير التي دعا اليها تنغ سياو بنغ

خمن القيادي و المفكر تنغ سياو بنغ أن الصين بحاجة الى حوالي خمسين سنة للوصول للقمة على الصعيد العالمي في كافة مجالات العلوم و التكنولوجية و القدرات الاقتصادية و الصناعية و لتكون تلك القمة هي بداية مسيرة الصين الجديدة و الواعدة ,


كيف الوصول للقمة : وضع الحزب الشيوعي برامجه الإصلاحية وفق النهج الاستراتيجي الذي اراده تنغ سياو بنغ ليكون مسار و خارطة طريق للوصول للقمة المنشودة حيث اعتمدت هذه البرامج على الأمور العملية التالية :

اولا : انهاء حالة العداء و التضاد مع ما كان يسمونها بالإمبريالية الأمريكية و اقامة بدلا عن ذلك حالة من التعايش السلمي و العلاقات المتطورة مع الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها في كل المجالات ,

ثانيا : تعزيز الروح الوطنية للصينيين بدلا عن النهج الأممي و هو بعبارة اخرى يقود الى ما يمكن تسميته بمنهج ( الصين اولا ) ,

ثالثا : فتح باب الاستثمار على مصراعيه و اعطاء شركات الاستثمار الأجنبية كل التسهيلات و الامتيازات و الإعفاءات الجمركية و الضريبية بما يجعل الصين بيئة جاذبة للاستمارات الأجنبي بقوة حيث تم اقرار القوانين ذات الصلة من قبل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم و المتحكم بكل التشريعات و القوانين في الدولة الصينية ,

رابعا : الوقوف على الحياد في الكثير من النزاعات و الصراعات السياسية في عموم الساحة الدولية بالقدر الذي لا يتعارض مع المصلحة الوطنية الصينية العليا ,

خامسا : اعتماد كل الأساليب التي تؤدي الى نقل العلوم و المعرفة و التكنولوجية الى الداخل الصيني منها اقامة المعارض لمختلف نشاطات الشركات الأجنبية ,

سادسا : تطوير برامج الهندسة العكسية و التي هي باختصار مقلوب للهندسة التقليدية حيث يتم الوصول الى التصاميم و ما يتعلق بها من معلومات فنية من خلال تحليل و دراسة المنتج المصنع في البلدان الصناعية الأكثر تطورا كالولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و دول اوربية و غيرها من الدول و منها اسرائيل بعكس الهندسة التقليدية التي يتم من خلالها التصنيع وفق التصاميم المعدة لهذا الغرض ,

سابعا : شراء الخبرة و المعرفة من الشركات في البلدان الصناعية الأكثر تطورا مع تطوير اساليب التجسس الصناعي للحصول على اكبر قدر من خبرات تلك الشركات ,

ثامنا : ارسال مئات الاف من الطلاب الصينيين للبلدان الأكثر تطورا لإكمال دراستهم في ارقى جامعات تلك البلدان و على نفقة الحكومة الصينية حيث بلغت التخصيصات السنوية لهذا الأسلوب في نقل المعرفة عشرات مليارات الدولارات و على سبيل المثال لا الحصر يوجد حاليا حوالي 350 الف طالب صيني يدرس في ارقى الجامعات الأمريكية .

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل