الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابنتك ياايزيس ٢٦

مارينا سوريال

2020 / 11 / 26
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


تريزا
مريضة تذبل يوما بعد الاخر..تراقب العدم ربما تجده فيه طريقا لسيزا كلما شاهدتها احاول ان اشفق احزن فلا اعرف احاول ان ابدو حزينة منهكة كلما حاولت مريضة الحديث الجمتها لااطيق سماع صوتها اعرف ان عادت سيزا غدا ستصحبها نحو غرفتها غرفتنا ونحن صغار عندما كنا نتشبث بذراعها محاولين الاختباء من الظلام بينما تحاول اقناعنا انها فقط من تعرفت على عفريت الظلام وتحدثت اليه وقهرته بل وعقدت معه اتفاق حتى لايقوم ابيذاء واحدة منا فى الظلام..ظلت تحاول ان تعوق العفريت عنا حتى بعد ان كبرنا وخلفتها فى المدرسة ذاتها بعد ان طلبت هذا من امى حتى اتعلم ما تعلمته هى فى مدرستها الداخلية لكن كرهتها..كرهت امى لانها وافقت وسألت ابى عن ذلك لم تمانع او ترفض مثلما فعلت مع مريم كنت اعلم بغضبها من طيش سيزا وارادت تأديبها على ايدى الراهبات بينما انا لماذا؟!
دائما ما اخطأت سيزا الخطأتلو الاخر حتى انها عبثت باغراض امى وسرقت اوراقها القديمة التى احتفظت بها فى خزانتها بعيدا عن اعيننا جميعا لكن ليس بعيدا عن سيزا ..الطالما كانت المدعوة الوحيدة للجلوس بين صديقاتها اللواتى كن يأتين اليها باعداد من مجلات نسائية بعضهن اشترك فى العمل بها مذكرين الام بايام مضت ولن تعود حول ثورة خرجن فيها صغيرات شابات قبل ان تصبح زوجة وام اكرههن..اردن الام لديهن بعيدا وسط اوراق وحيدات بلا اطفال اردت امى ان تكون لى وحدى فحسب حتى لم اقبل بسيزا او مريم يشاركن اياى فيها ولكنها ما ارادت صوبت حسرتها ناحية اوراقها من ناحية وسيزا التى خذلتها وذهبت لبيتها البعيد بالاسكندرية متزوجة من شاب هادىء وسيم لم ينظر لوجهى سوى مره واحدة ..ولكن هذا لم يعجبها لم يعجب سيزا الخاصة بها فتركته وحيدا وغادرت مع خطيب صاحبتها الوحيده لومانا ذلك الغريب الاجنبى استمتعت لايام بمعرفتى لتلك الحقيقة حتى رأيت الذهول على وجه مريم الصغرى وانا اخبرها بما فعلته سيزا بصاحبتها ويوسف كانت الصغرى تدرى حب سيزا القديم للسينما كانت تدرك مثلى ان سيزا لم تقبل ان تصنع صاحبتها ما ارادت هى دوما بما تكتفى بالجلوس فى بيت زوجها ترعى شئونه الخاصة مثلما فعلت امى لسنوات ولم يكتفى الاب بذلك بل كانت له اخرى سريه يغادرنا الى الجنوب حتى يراها ويراعى شئونها هى الاخرى وربما ابونا اسطافنوس ذاته لايعلم عنها شيئا!!كنت اعلم اخبار يوسف وما يفعله اكثر منها اخفيت قلقى عندما علمت ان احدى اعضاء جماعة الاصلاح القبطية لما سمعته من ثورتهم على ما يحدث من سرقة الرتب الكهنوتية مقابل المال حتى حصارهم واختطافهم للبابا ذلك اليوم الذى كنا جميعا لديها ابديت عدم الاكتراث على وجهى بينما كنت غاضبة لانها لاتعى ما يحدث له غادر ابى الى حيث قاموا بوضعه فى مكان لانعلمه لاجباره عن الموافقة على عزله منصبه كان ابى برغم زوجته الاخرى التى لايعلم عنها سوى القليل من الناس الا انه كان يخشى غضب الكنيسة! يخشى ان تنغلق السماء فى وجهه وكانه مستتر عنها بعدم اخبارهم بما يفعله حقا ونعلمه نحن بينما يغدق التبرعات الخيرية ويرعى عدد لاباس به من الاسرالفقيرة فى قريته وسط حقوله!!
رأيت كم حاول الصلح من ابونا اسطافنوس الذى عده قديسا يشفى الامراض رغم رحيل شقيقتنا الصغرى بعد ان قام بجلد حنا السارق الذى كان يسرق المواشى بالقرية وما استطاع احدا من قبل الامساك به لكن فى تلك الليلة التى لم نعم بها بالراحة وسط ارتفاع حراره شقيقتنا امسك به الادهم ورأيت ابى يعاقبه فى الفناء الخلفى رغم بروز عظامه لم ينكسر رغم انين الرجل لم يتراجع لكنه صمت امام عدم قبول ابونا القدوم الى البيت الا بسبب مرض شقيقتنا وعندما رحلت كان ذلك عقابا له لعدم الرحمة!!كنت اخشى من ذلك البيت وكرهت الرحيل اليه ولم احب الصعيد قط كلما رحلنا رأينا وجوه البؤساء تتطلع الينا من خلف زجاج عربتنا منهكين حاسدين كاظمين اللعنات بيتنا العامر بينما بيوت الطين والقش ينهمر المطر فيصرخون باكين بينما نلتف حول المدفأة فى بيتنا الواسع فى القاهرة ..كنت ابكى ابكى ما لم تفعله سيزا قط لاجل احدهم ولكن انا بكيت اللص صليت لاجل شقيقتى لكن لم يحدث شىء رحلت ورحل اللص ورحلنا عن الصعيد باكمله ..لكن قريبات ذلكالبيت الملعون لم يكتفون بل استمروا فى تذكير امى بالواقعة كلما اتوا لحمل المزيد من الخيرات لبيوتهن التعسة قبل القاء نظرات الحسد والملامه على حياتنا البعيده عن الرب!!
راقبت دموع امى الواهنه تحاول ان تخفيها بعيدا عن اعين مريم الصغرى حتى لاتمرض ..بينما كلتانا يعلم ان رحيل سيزا قد كسرها مره واحدة الى الابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | سر غريب.. دراسة تفسر سبب صدق الرجال مع النساء


.. روان الضامن، المديرة العامة لمؤسسة إعلاميون من أجل صحافة إست




.. لينا المومني منسقة منظمة سيكديف بالأردن


.. اختتام أعمال ملتقى عمان الإقليمي وشبكة مناهضة العنف الرقمي ض




.. -اخترت الفن التجريدي كونه يحررني من كافة القيود-