الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد ايدولوحيا القوميين العرب

عبد الرافع كمال

2020 / 11 / 26
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قمنا بكتابة مقال سابق يحمل عنوان " نقد مفهوم العروبة عند القوميون العرب " تطرقنا خلاله لمفهوم العروبة حسب أطروحة القوميون العرب و بينا خلاله حجم الشطط الادلوجي في النهج الذي انتهجه القوميون العرب في تعريف العروبة كما قمنا بصياغة المفهوم الصحيح للعروبة و هو ان كلمة عرب اصلا هي كلمة غامضة لازمت ثلاثة شعوب عرقية سكنت " عربو ماط " او جزيرة البدو بالسريانية .
سوف نتناول هنا و في هذا الصدد المنطلقات الفكرية و الادلوجية للحركة القومية البعثية و الناصرية بالتحليل و النقد .
.
& اللغة محدد الهوية :
يعتقد جميع القوميين العرب بأن المحدد الاول لهوية الانسان هي اللفة و اللسان .
فمثلا اذا اردنا تحديد هوية انسان ما ، نضع في الاعتبار اللغة التي يتحدث بها و من ثم نصنفه هوييا حسب تلك اللغة .
فالناطقين باللغة العربية كلغة ام تصنيفهم عرب ، و اما الناطقين بالفارسية كلغة ام هم فرس و هكذا
فمحدد الهوية الاساسي هو اللغة و الثقافة و ليس العرق .
و هذا قول فطير و منبني علي مغالطات عدة ، فهو يجهل حقيقة أن اللغة و الثقافة محمول و ليس حامل ، فالحامل هو العرق .
فاللغة و الثقافة هما منتوجات عرقية ، فكل كيان عرقي يقوم بأنتاج نمط ثقافي ما يحوي " لغة .عادات . تقاليد .قيم ...الخ .
فالعرق له الاسبقية علي اللغة و الثقافة .
فمن الشطط و الذيغ ان نتجاهل الحامل و هو العرق و نضع نأخذ بالمحمول .
فوجود العرق العربي او ان صح التعبير " الاعراق العربية .. عاد ..ثمود ..قحطانيين ..عدنانيين ""..
له اسبقية علي الثقافة العربية .
لذا نستطيع القول بأن محدد الهوية هو الانتماء العرقي و ليس الانتماء اللغوي و اللساني ، لأن العرق هو الاساس الذي تنبني عليه الثقافات ، فكل ثقافة تنسب الي عرق معين .
لذا نستطيع القول بأن هذه الرؤية فطيرة و متهافتة جدا .
.
& تعريف الهوية :
يعرف البعثيون الهوية علي اساس كونها تمثل "القسمات الثقافية التي تجمع بين محموعة من الناس ".
و هذا التعريف ايضا يتجاهل حقيقة ان هنالك اشخاص قد يحملون ثقافات هي في الاصل ليست من انتاح الفصيل العرقي الذي اليه ينتمون ،
فمثلا نجد كردي او نوبي ينطق بالعربية ، او نجد مثلا عربي حسب الاصل العرقي لكنه ينطق بالفارسية او الكردية .
امثال هولاء يطلق عليهم اسم " المستلبين ثقافيا " فوجود شخص ينتمي الي معين و يخضع لثقافة عرق اخر ، مثل هذا مستلب ثقافيا و لا يمكن تصنيفه هوويا حسب الاطار الثقافي الذي يحمله .
فالمستعربين " اي الناطقين بالعربية من غير العرب ، لا يجوز تصنيفهم كعرب حسب انتماءهم الثقافي .
فالهوية تعني ان يبحث الانسان عن الاصل العرقي لقبيلته و من ثم البحث عن جميع ما انتجه ذلك الكيان العرقي من منتوجات ، و من ثم السعي لإحياء و بعث ما غبر من ذلك التراث الثقافي و تمثيله علي الذات .
.
-$- حتمية الوحدة العربية :
بالاستناد الي منهجهم الجدلي الذي يسمونه " المنهج الجدلي العلمي " يطلق القوميون العرب حتمية قيام وحدة عربية تجمع العرب جميعهم علي كلمة سواء .
و هنا نقف متساءلين عن هذه الوحدة التي يتحدثون عنها
كيف يمكن للعرب " المتحدثين باللغة العربية " ان يجتمعوا علي كلمة واحدة .
ان العرب او مجموع الناطقين باللغة العربية حسب منطق البعثيين و الناصريين هم في الغالب ينتمون الي مجموعات عرقية متعددة .
فهنالك العرق العربي " العدنانين و القحطانين و هنالك المستعربين و هم الناطقين بالعربية من غير العرب .
ان تصور وحدة عربية تجمع العرب و المستعربين جميعهم في كيان واحد هو حلم صبياني لا يروق الا لعقل يافع . فالمستعربين الناطقين من الاكراد و السريان و النوبيين و الامازيغ يستحيل اقناعهم بكونهم عرب . نسبة لما انطبع في مخيالهم عن ان العرب هم العدنانيين و القحطانيين فقط .
ان المستعربين قد قويت لديهم النعرات العرقية بعدما تنامي وعيهم بالاستلاب فصاروا ينحازون هوويا الي قومياتهم العرقية ، و بدأوا في البحث عن ارثهم الثقافي الغابر ، و احياء موروثاتهم اللغوية و الثقافية و اعادتها الي راهن التاريخ .
اذ بات من المستحيل اقناع كردي او نوبي او قبطي او بربري مستعرب بأنه عربي لمجرد انه ناطق بالعربية .
و ذلك نسبة الي كونه لا ينتمي عرقيا الي العروبة ، و انتماءه العرقي يجعله يشعر بكونه صاحب هوية مستقله بذاتها .و ان لا حوجة لديه للأنتماء الي العروبة .
نستطيع تصور وحدة عربية تجمع شعب العرب في اصقاع الوطن العربي ، اما الوحدة التي تجمع العرب و المستعربين فهذا حلم بعيد المنال .
.
-$- الوحدة القطرية :
قد يقول قائل ان " الوحدة التي يتحدث عنها القوميون العرب هي وحدة قطرية تجمع الاقطار العربية في كيان موحد ضد الامبريالية .
و لصاحب هذا القول نقول
ماذا نعني بمفهوم الدول العربية ؟؟،
ان معظم الدول المسماه بالعربية
تحوي في داخلها قوميات عرقية غير عربية ، تعرضت للأستعراب .
فالعراق مثلا بها شعب الاكراد ، اما سوريا فبها الاكراد و الارمن و السريان ، اما مصر فبها الاقباط اما السودان فبه النوبة بينما نجد الامازيغ البرابرة في دول المغرب العربي .
ان هذه القوميات سوف تشتعل نعراتها القومية و تعمل بقوة ضد تصنيف تلك الدول كدول عربية ، و قد يصل الامر الي حمل السلاح ضد الدولة ، كما يحدث في العراق و السودان .
فوحدة الاقطار العربية هو حلم طوباوي يستصعب تحقيقه نسبة لعقبة المستعربين ، فمجرد الحديث عن عروبة دولة متعددة عرقيا يثير النعرات العرقية و الهوية للآقليات غير العربية و التي ستعمل ما بوسعها لأعاقة تصنيف تلك الدول كدول عربية .
.
-$- تجاهل العرق :
ان السبب الرئيس الذي سيعوق المشروع العروبي هو الخطأ الذي ارتكبه مؤسسو الحركة العربية يكمن في تجاهل مفهوم العرق و دوره في تحديد هوية الانسان .
بل و النظر اليه بآحتقار . و اعتماد اللغة كعامل اساسي في تحديد هوية الانسان .
ان المحدد الاساسي لهوية الانسان هو عرقه و ليس لسانه لآن اللغة هي الية ابتدعها الانسان لتحقيق التواصل مع الاخرين ، و ان اللغة يتم اكتسابها من المجتمع الذي يعيش فيه .
كل لغة في الكون يتم انتاجها بواسطة عرق معين ، فاللغة العربية مثلا تم انتاجها من قبل شعب العرب ، ثم تنسب الي العرق الذي أنتجها اي العرق العربي.
ان العرق له الاسبقية علي اللغة فهذا يعني ان محدد الهوية الاساسي هو العرق و ليس اللغة .
ان تجاهل البعثيين و الناصريين لمفهوم العرق هو بمثابة الخطأ القاتل الذي أرتكبه القوميون العرب و هو بمثابة بذرة فناء هذه الحركة .
.
-$- القوميون العرب و الاسلام :
اذا طرحنا سؤالا
ما هو موقف القوميون العرب من الاسلام ؟
و لعل تلك المقولة المنسوبة الي المؤسس " ميشيل عفلق " و التي يرددها القوميون العرب بأستمرار و نصها هو " العروبة جسد روحه الاسلام " توضح لنا بجلاء موقف القوميين العرب تجاه الاسلام .
ان الانحياز نحو الاسلام من قبل المنظومة القومية العربية يحمل في مضمونه ما يحمل من الشطط و الزيغ .
لأن ذلك سيدفعنا للقول عن ان الحركة اسلاموعروبية بالاساس .
سوف يترك هذا الانحياز تأثيرا سيئا في نفوس مسيحيي العرب .
و نتساءل ايضا عن دلالة هذه المقولة التي يتبناها القوميون العرب
ماذا يعنون بذلك
هل يقصدون ان الاسلام هو منهج العربي ؟؟
هذه المقولة و بغض النظر عن دلالاتها الغامضة فهي ستثير حفيظة غير العرب .
فكان بالاولي للقوميين العرب التحفظ في اطلاق مثل هكذا مقولات مثيرة للشقاق بين المسلمين و المسيحيين من العرب ، حتي لا يشعر مسيحيي داخل الحركة بدونية امام المسلمين .
فلو تحفظوا عن اطلاق مثل هكذا مقولات لكان افضل .
.
-$- البعث و الالحاد :
يعلن القوميون العرب صراحة عن موقفهم السيئ تجاه الالحاد عن طريق مقولتهم الشهيرة
" نحن نرفض الالحاد ،لأنه موقف ذائف من الحياة " .
و لعل هذا الموقف السلبي الذي يقفه القوميون العرب من الالحاد مثير للغرابة .
ما هو الدافع وراء هذا الموقف الغريب .
ليس في وسعنا الا نقول عن هذا الموقف اللامبرر سوي انه محاولة رخيصة و مفضوحة للأتجار بالدين .
كيف لمنظومة سياسية و قومية ان تفتي في مثل هكذا امور ؟؟
هل يمتلك القوميون العرب الحقيقة المطلقة حتي يصدروا مثل هكذا احكام ؟؟ ..
كيف للبعثيين و الناصرين ان يتدخلو في الصراع بين الايمان و الالحاد و يتخندقوا في صف الدين ضد الالحاد ؟؟
ليس هنالك اي مبرر يبرر مثل هكذا سلوك سوي الاتجار بالدين ، هذه محاولة رخيصة منهم بغرض اكتساب منظومتهم سياجا من القدسية .
ان هذا الموقف اللامبرر يجهل حقيقة ان الالحاد هو توجه عقيدي مثله مثل الايمان .
فمثلما يعتقد المؤمن بوجود أله خالق للكون ، يعتقد الملحد بعدم وجود خالق للكون .
يتجاهل هذا الموقف اللامبرر ايضا حقيقة ان كثير من الملحدين هو خيرون و انسانيون و مشبعون بالقيم الاخلاقية .
فالتبرير الذي يبديه القوميون العرب لتسويغ هذا الموقف من الالحاد هو ان الالحاد يعني الخواء الروحي ، و أنه لا بد للأنسان من عقيدة تملأ فراقه الروحي .
و لو تسألنا اذا هذا التبرير
هل فعلا الالحاد يعني الخواء الروحي ؟؟
ان الالحاد لا يعني الخواء الروحي فمجرد اعتقاد الفرد بعدم وجود أله لا يعني ان يتجرد من الاعتقاد .
بل بالعكس ، هنالك الكثير من الملحدين يؤمنون بعقائد تحوي في مضمونها ما تحوي من القيم و الاخلاق الضرورية لنشأة مجتمع تقدمي .
فالقول بأن الالحاد يعني الخواء الروحي هو تبرير فطير جدا و مناف للواقع .
و هنالك حقيقة يجهلها القوميون العرب و هي ان الالحاد قد استشري في العالم العربي و ان اعداد الملحدين العرب تتزايد في صمت . و ان نسبتهم باتت تفوق اي تصور .
و السؤال يكون
كيف يتم التعامل مع هولاء الملحدين ؟؟..
هل سيتم رفضهم و حرمانهم من التعبير عن عروبتهم اذ ما حاول احدهم الانتماء للحزب ؟؟
الا يعد هذا سلوكا عنضريا ؟؟.
ان موقف البعثيين و الناصريين تجاه الالحاد هو موققا مشتطا ، و بتبرير فطير .
كان بالاولي لهم الوقوف موقفا محايدا تجاه الالحاد .
.
-$- العلمانية :
يشدد كثير من قادات الحزب علي علمانية الحزب و تبني نظام الدولة العلمانية .
الا اننا ثمة شئ يستثير تعجبنا و استغرابنا
كيف يوفق القوميون العرب بين العلمانية و بين مقولة " الاسلام روح العروبة ".
هنالك تناقض و تشاكلا واضحا بين المنطقين ؟؟
هل مقولة " الاسلام روح العروبة " تم اطلاقها بغرض انجاز عملية متاجرة رخيصة بأسم الدين ؟؟!!..
ام ان الحزب عروبي ذو توجه اسلامي ؟!!..
هنالك غموض شديد يكتنف فكر القوميون العرب ف افكارهم مطاطية جدا ،
و يكتنفها الغموض .
.
-$- البعث و مفهوم الايدولوجيا :
ان الادلوجة عند البعثيين هي مفهوم ايجابي ، و انها ضرورية جدا لتزويد الانسان يالقيم و توجيهه سلوكيا .
الا ان ما يجهله البعثيون حجم الكوارث المعرفية الابيستيمية التي يمكن ان تتسبب فيها المذاهب الادلوجية .
فالادلوجة تكمن خطورتها في ما تتركه من تأثير علي وحدتي الادارك و الجهاز المعرفي لدي الانسان .
فهي تؤثر في عملية تقبل الانسان للحقائق فالادلوجي يتخير بين الحقائق ، فيأخذ منها ما يواقف مذهبه ، و يرفض ما لا يتلاءم مع مذهبة .
كما ان الادلوحيين لعبوا دورا كبيرا في دس و تزييف الحقائق التاريخية
فنظرة القوميون العرب للادلوجة هي نظرة خاطئة و مشتطة .
فوصف البعثيين و الناصريين انفسهم بالادلوجيين هو وصف خطير جدا و غير لائق .
.
-$- البعث و الازمة العربية :
ان تحليل البعثيين لازمة العرب حسب منهجهم المادي اظهر ان الازمة العربية تنحصر في ثلاثة محاور اساسية
* تفكك : اي ان العرب متشرزمين غير متحدين .
* امبريالية : اذدياد نفوذ الهيمنة الغربية في العالم العربي .
* تبعية : العرب يتبعون ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا للغرب .
و هنا علينا ان نقف متساءلين
هل هذه هي الازمة العربية ؟؟
هل نختذل الازمة العربية في هذه النقاط الثلاث.
نفهم اذن ان ازمة العرب ليست مشكلة تأخر في الوعي السياسي و الثقافي و انما حصرت في هيمنة الغرب و تبعية العرب لهم .
ليست الازمة العربية منحصرة في حدوث الامبريالية و التبعية كما يدعي البعثيون و الناصريون فشعب العرب لم يصل الي مستوي الحداثة علي المستوي السياسي و الثقافي.
ان ما يقوم به القوميون العرب هو تجاهل للأزمة الحقيقية لشعب العرب .
ان ازمة العرب و بأختصار تمكن في تخلف الوعي الثقافي و السياسي .
فعلي المستوي السياسي لم يرتقي الوعي السياسي الي مستوي الحداثة و منطلقاتها كالديمقراطية و العلمانية و الحرية المطلقة و الانسنة و الاستقلال الابيستيمي .
اما علي المستوي الثقافي فالمجتمعات العربية لم تهضم و تسوعب منطلقات الحداثة في ثقافتها ،
كما تعاني من تأخر في وعيها الثقافي حيث تسود البداوة و الجهل و التفكير الاسطوري " الميثولوجي " و انعدام ثقافة اللباقة " اتكيت "
ان ازمة العرب لا يمكن اختذالها و حصرها في وقوع الهيمنة الغربية و ما ينبني عليها من تبعية .
اننا لا ننكر وقوع الهيمنة الغربية و ما ينبني عليها من تبعية و لكن هذه الهيمنة ، انما هي نتاج لسبب اكبر و هو التأخر في الوعي .
فأزمة العرب هي ازمة وعي ، تأخر وعيهم السياسي و الثقافي .
فما يقوم به القوميون العرب من تحاهل للمشكل الحقيقي لشعب العرب و الادعاء بأن ازمة العرب تنحصر في وقوع الامبريالية هو في الاصل محاولة منهم للالتفاف حول الازمة و تحنيطها و حفظها .
و هو عمل يدعو للطعن في تقدمية الحركة .
.
-$- الخطاب التحجري "الدوغمائي " :
يطلق البعثيون و الناصريون علي فكرهم اسم العقيدة ، كما يرون بأن المطلنقات الفكرية من وحدة عربية و اشتراكية بمثابة واقع لا مناص منه ، فالعروبيين لا يمكن ل أحد مهما كان ان يقنعهم بأن افكارهم قد تحتمل الخطآ .
فهم ينظرون ل أفكارهم علي اساس انها صواب مطلق لا يحتمل اي نقاش .
فالمستحيل اقناعهم بأن افكارهم خاطئة .
.
-$- الجدلية :
ثمة سؤال يطرح نفسه
ما نوع المنهج الجدلي المستخدم لدي الحركة القومية العربية
من المعروف ان هنالك منهجان جدليان ، احداهما مادي و يري بأن الاولوية للعلاقات المادية علي بنية الوعي الثقافي و السياسي خلال عملية قراءة التاريخ .
بينما يري منهج المثالية الجدلية بأن الوعي الثقافي و السياسي يسبقان العلاقات المادية .
خلال عملية تحليل الواقع العربي بغرض الكشف عن اس الازمة العربية نلحظ ان القوميون العرب اختذلو الازمة العربية في حدوث اقتصاد امبريالي استعماري و تبعية اقتصادية انبنت عليها تبعية سياسية و ثقافية .
ان جعل الاولية للأقتصاد خلال عملية تحليل الازمة العربية من قبل القوميين العرب يجعلنا نسلم جازمين بأن الجدلية التي يستخدمها القوميون العرب في قراءة التاريخ و التي يسمونها بالمنهج الجدلي العلمي هو نفسه منهج " المادية الجدلية التاريخية " الذي يستخدمه الماركسيون .
ان ما يدفعنا للتأكيد علي هذا القول هو ان القوميون العرب لا يجعلون و لو زرة اهتمام بالوعي بشقيه الثقافي او السياسي .
لم يبدأوا في تحليلاتهم من زاوية الوعي السياسي و الثقافي و التنبيه علي التواءه و اعوجاجه ، و من ثم العمل علي اصلاح هذا الالتواء ، كلا .
و انما بدأوا في تحليلهم من الاقتصاد و انتقلوا الي الوعي السياسي و الثقافي كأنعكاس للمشكل الاقتصادي .
نستطيع الجزم بآن المنهح الذي يستخدمونه هو المادي الجدلي . و يطلقون عليه اسم " العلمي الجدلي " .
و ما يزيد يقيننا بحصة هذا القول هو انهم لا يعيرون اي اهتمام بمشكلات الوعي العربي و العمل علي تشريح بنيته و مخطابة ازماته و الكشف عنها ، فجميع خطاباتهم تشير الي وقوع التبعية الامبريالية و ضرورة التحرر منها .
و هذه التبعية التي نتيجة لتأخر الوعي العربي و الجهل بمفهوم الهوية . و لكن النظارات المادية التي يرتدونها لا تسمح لهم برؤية الازمة العربية الحقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا