الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المتكلم بالقرآن ؟ ج 2

صباح ابراهيم

2020 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يتكلم الله ويبعث رسالة الى أنبيائه يتكلم باسمه وينطق بصيغة المتكلم الحاضر . ويقول اني خلقت السماوات والأرض . أو أنا الرب إلهك، لا يكن لك اله غيري بصيغة المفرد . ويقول بصيغة الجمع :
إنّا خلقنا السماوات والأرض ، إنّا خلقناكم من تراب ... اي يستعمل ضمير المتكلم أنا او أنّا او نحن .
لكن إن تكلم الله وقال : (هو) الذي خلقكم من تراب ، لا إله إلا (هو)، (هو) العزيز الحكيم !!! سيكون الكلام غريبا ومبعث شك ان المتكلم ليس الله ، بل شخص آخر يتكلم باسم الله مدعيا ان الله هو المتكلم .
هذا التناقض المريب نجده يتكرر بالقرآن، فتارة يتكلم الله بصيغة المتكلم الحاضر، ويقول إنّا خلقنا الإنس والجن ليعبدون . وتارة يقول: لا إله إلا (هو) العزيز الحكيم !!
لنأخذ مثالا مختصرات من سورة البقرة ونقرأ الاختلافات التي فيها عندما يتحدث الله :
" وإذ قال ربُك للملائكة ، إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا .... قال (الله) إني اعلم ما لا تعلمون .... وعلّمَ (الله) آدمَ الأسماء كلها ، ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني ، قال (الله) يا آدمَ ... فلما انبأهم (الله) باسمائهم، .. قال (الله) : إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون ... وإذ قلنا للملائكة .... وقلنا يا آدم ... وقلنا اهبطوا .... فتلقى آدم من ربه كلمات ..... إنه هو التواب الرحيم .
من يدرس هذا النص سيجد إنتقال النص للمتكلم (الله) من قال بضمير الغائب (هو) الى قلنا (نحن) بصيغة المفرد والجمع للفعل الماضي وضمير المتكلم (نحن). أنبأهم (هو) ، أني أعلم فعل المضارع بضمير المتكلم الفاعل (أنا) ، فتلقى آدم من ربه (هو) . إنه (هو) التواب الرحيم !!
فهل المتكلم يقول : أنا ، أم نحن ، أم هو ؟
هل هذا هو الكتاب الفصيح المنزل بلسان عربي مبين ومعجزة البلاغة والفصاحة والبيان؟
ألا تدل هذه التخبطات الكلامية للمتكلم ان القرآن من تأليف بشر يخطئ تارة ويصيب أخرى ينتقل بين المفرد والجمع، وبين ضمائر الحاضر والغائب ولا يستقر على صيغة ثابتة في كتاب يقال عنه كله كلام الله ؟
في آيات أخرى من سورة البقرة 49 تعاد نفس الأخطاء السابقة . فنجد الله يقول :
نجيناكم – فرقنا – أغرقنا – عفونا – آتينا موسى – بعثناكم – ظللنا – أنزلنا – رزقناكم – قلنا – سنزيد – فقلنا – أخذنا ميثاقهم – ورفعنا فوقكم – آتيناكم .
بعد الأنتقال المتكرر بين الفعل الماضي والحاضر ، بفاعل صيغته (نحن) يعود بصيغة المفرد الغائب للضمير (هو) فيقول : فلولا فضل الله عليكم ، ولم يقل [لولا فضلنا]عليكم، ويكرر صيغة الفاعل الغائب بضمير (هو) فيقول : "كذلك يحيي الله الموتى ويريكم من آياته " الفاعل (هو)!
لماذا انتقل المتكلم من [نحن الى هو] بنفس الآية ؟
هل يقول الله المتكلم : ( إن الله على كل شئ قدير) ؟
من يتكلم بالقرآن، الله الغائب ام محمد الحاضر، والمتكلم البديل عن الله ؟
ان كان الله غير موجود في معظم الآيات ويشار له بضمير الغائب (هو)، فلماذا تقولون ان القرآن كلام الله ؟ اعترفوا أنه كتاب من تأليف محمد لأن الكلام فيه مفضوحا والأخطاء واضحة أمام المثقفين ولايحتاج لعلماء اللغة ليكشفوا اخطائه النحوية والبلاغية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah


.. #shorts -75- Al-baqarah




.. #shorts -81- Al-baqarah