الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة القانون ام سيادة الفوضى الخلاقة

المهدي المغربي

2020 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


? عودة القانون ام سيادة الفوضى الخلاقة

منذ شهر مارس من هذه السنة و المانيا مثلما هو العالم على صفيح ساخن و كمواطنات و مواطنين منذ ذاك و نحن على اعصابنا و كذلك المهاجرين و اللاجئين في نفس السلة
ماذا جرى؟ اداعت المنظمة العالمية للصحة يوم ١١ مارس انتشار الوباء في العالم اي وباء؟ قالوا بعد ستة اشهر من الصمت لقد ظهر فيروس كرونة الخطير و جاء لحصد ارواح البشرية فاستعدوا شددوا الحواز البرية و الجوية امنعوا الاتصالات افرضوا التباعد الاجتماعي
اقفلوا مكاتبكم اعتمدوا الانترنيت في العمل و استخدام الهواتف لان الاحتكاك
معدي و في التفاصيل يسكن "الشيطان" البسوا الكمامات التزموا بيوتكم اعلنوا حالة الطوارئ في النظافة و اغسلوا اليدين الى الكعين كما قالت المستشارة السيدة ميركل و في حالة عدم احترام هذه القوانين سيتعرض المواطنون للمسائلة القضائية بلا رحمة و بلا شفقة و القانون و القضاء الالماني معروف بالصرامة حتى لا ابالغ و اقول النزاهة و لان القانون قانون! لكن ماذا جرى من بعد؟
اشتغلت الالة الاعلامية في اخافة و تهويل الناس الى حدود الدعاية تكثفت انشطة مختبر ماكس بلان الالماني في البحث عن لقاح مضاض للفيروس و المسالة تتطلب على الاقل كما هو معروف في مجال الابحاث اكثر من ثلاثة الى خمسة سنوات الشيء الذي سيجر الحبل الى ما لا نهاية و بالمقابل الوباء يحصد المزيد من الارواح كل يوم ليس فقط في المانيا بل في العالم كله
انتشرت الشائعات و الحرب المضاضة كالنار في الهشيم ما بين الصين و امريكا
الصين تقول انتشر الفيروس من مختبر امريكي في جورجيا على طريق الجنود الامريكان
و امريكا تتهم الصين بان الفيروس انتقل من الخفاش الى الانسان و ان هذا عمل مدبر
و تلى هذا صراع ضار ما بين القوتين العظمتين حط بظلاله على الاقتصاد و السياسة و المجتمع الالماني تحديدا و كل العالم عموما و من جهة اخرى نشب ضيق و صراع ما بين قوانين الحكومة و الشعب الالماني خصوصا المعارضة و نشطاء حقوق الانسان هؤلاء المنقسمون على انفسهم ما بين معتدل و يميني متطرف الشيء الذي اربك الحسابات في هذا الحراك و خلط الاوراق خصوصا اليمين المتطرف الذي اقحم الشرط السياسي في صيغة شعارات معادية يعتمدها في خطاب الكراهية المعتمد في ممارساتهم و استغل ظاهرة الوباء كورقة سياسية لا غير الشيء الذي لا يخرجه هو كذلك من دائرة الدعاية
اما قوى اليسار و النشطاء لا يكذبون بوجود الفيروس بل ينتقدون الحكومة في البطئ و الارتجال في اتخاذ القرارات و التدابير الوقائية و هزالة صندوق الدعم لمجال الخدمات و الشركات الصغيرة و الجمعيات و طرد العمال بالالاف و ليس هناك ضمانات قوية حتى لا ينهار اقتصاد هؤلاء القطاعات التي تعتبر بشكل متفاوت عماد الاقتصاد الاقوى في اروبا بكاملها
في ظل معالم نظام راسمالي منخور قيل يحتضر و منهك بالازمات التي كابد كي يعانقها مزهوا بالخيبات حتى و لو صار بارعا في التخفي و في كل مرة يضع ماكياج يناسب ما هو فيه و ما هو عليه
اذن هذا الانقسام الاجتماعي هو كذلك لا يعتبر ظاهرة صحية اكيد ان الشرط الديموقراطي المتوفر يعطي لكل الاطياف السياسية قانونيا الحق في التواجد و الممارسة وفق ما ينص عليه الدستور الالماني
الا ان هذا الجو المشحون يوحي بالارتجال و الافق الضبابي و تخبط الحكومة ما بين اعمال و نتائج المختبر و تدمر شريحة واسعة من الناس حتى صار السؤال المحير هو متى ياتي الانفراج و عودة الحياة الطبيعية للمجتمع؟ و كذالك سؤال الاستفزاز ماذا تفعل السياسة في ايجاد الحل؟
و على سبيل النكتة شر البلية ما يضحك
دخلت سيدة للفحص عند الطبيب و سالته بكل برائة:
السيد الطبيب متى ينتهي فروس كرونة؟
رد عليها مستغربا انا امارس الطب و لا امارس السياسة!!!
و هذه النكتة تلخص نوعا ما الصراع الدائر بين اروقة صناع القرار في مواجهة فوضى الوباء الفتاك
هناك نقطة جد مهمة هو انه صار ملاحظا ديناميكية اجهزت القمع و المراقبة في الشورع و الساحات و الازقة و هذا خلق انزعاجا كبيرا لان ظاهرة انتشار القمع و المراقبة المستمرة
ظاهرة مزعجة عرفتها المانيا فترة حكم النازية الشيء الذي يعود بذاكرة الالمان تلقائيا
الى الماضي المؤلم و هذا يؤثر كذلك على الشعور العام و النفسية السيكلوجية للشخصية الالمانية
هم اعادت لهم امريكا التربية بعد الحرب و عاشوا نوعا ما في ديموقراطية ما و تفاعلوا مع كل العالم سلبا كما هو ايجابا كباقي الشعوب الا ان هناك عقد تاريخية لازالت محفورة في ذاكرة الشعب الالماني من الصعب ان يتجاوزها حتى و لو بعد مائة سنة ناهيك عما تفرزه ازمة كرونة من تداعيات و تناقضات تستنزف جهدا ليس بالبسيط
و خلاصة الكلام هو ما قلَّ و دلَّ
مع اصدق تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة