الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب : ( النصر ) ف1 : أمثلة لتحقق الوعد الإلهى : وعد آخر في وقت نزول القرآن وتم تحقيقه وقت نزول القرآن :

أحمد صبحى منصور

2020 / 11 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾)
أما أهم وأخطر ما أنبأ به القرآن الكريم فى مكة ثم تحقق في حياة النبى محمد عليه السلام فهو ذلك الحدث (العالمى ) فى صراع القوتين العظميين ( الفرس والروم ) وقتها :( غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾)، وجاء هذا وعدا ربانيا من رب العزة جل وعلا بانتصار الروم بعد هزيمتهم . قال جل وعلا: (الم ﴿١﴾ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾ وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴿٦﴾ الروم ). ونعطى تفصيلا :
معنى كونه وعدا الاهيا مؤكدا بنصر الروم :
1 ـ جاء إنتصار الروم على الفرس وعدا إلاهيا ، قال جل وعلا : (وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴿٦﴾ الروم ).
2 ـ وهذا يعنى إن الله جل وعلا هو الذى سينصر الروم على الفرس بعد أن هزمهم الفرس . قال جل وعلا : (وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾).
3 ـ والمعنى أن قوة الرحمن هى التى هزمت قوة الفرس ونصرت الروم. وأن هذا سيحدث بعد بضع سنين من نزول هذه الآيات .
هو وعد الاهى للمؤمنين وليس للروم :
1 ـ هذا الوعد الالهى بانتصار الروم لم يأت للروم أصحاب الشأن ، بل أتى للمؤمنين المستضعفين وهم فى مكة يواجهون إضطهاد القرشيين وزعمائهم من بنى امية المسيطرين على رحلتى الشتاء والصيف.
2 ـ كان المؤمنون المستضعفون فى مكة يتمنون إنتصار الروم ( وهم أهل كتاب ) ، بينما كان الكفار القرشيون يتمنون أن ينتصر الفرس ، وجاءت قوافل قريش بهزيمة الروم ، وفرحوا لأن هذا من مصلحتهم لأنه سيجعل قبضة الروم أضعف على الشام وهم يسيرون بقوافلهم فى الشام . أصاب المؤمنين المستضعفين الحزن فنزل هذا الوعد قرآنا لهم يبشرهم بوعد الاهى بأن الروم سينتصرون فى بضع سنين ، لأنه حين يتحقق إنتصار الروم على الفرس سيفرح المؤمنون لأنه سيواكب إنتصارا للمؤمنين على القرشيين به يتغير حالهم من الخوف الى الأمن .
هذا الإعجاز القرآنى تحقق تاريخيا :
1 ـ وهنا نعقد مقارنة بين ما قاله القرآن الكريم و ما تحقق فعلا وسجله تاريخ الصراع بين الفرس والروم فى تلك الفترة. ولنبدأ أولا بما قاله التاريخ عن صراع الفرس والروم في عصر البعثة المحمدية. كان محمد بن عبد الله قد تجاوز الثلاثين من عمره حين نشبت حرب كسرى برويز مع الروم ( من سنة 603). وقد انتهت تلك الحرب ( سنة 627 ). أي شهد النبي محمد عليه السلام في حياته تحقق إنتصار أنبأ به من قبل رب العزة جل وعلا حين نزلت آيات : ( غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ) .
3 ـ ونرجع إلى التاريخ :
3 / 1 : في سنة 603 قتل الإمبراطور البيزنطي ( الرومي) موريس، وكانت العلاقات ودية بين الروم والفرس، لذا جاء ابن موريس إلى كسرى برويز يحتمي به ضد فوكاس مغتصب الحكم وقاتل أبيه.
3 / 2 : وأتخذها كسرى برويز فرصة ، فزحف بجيش اكتسح به حاميات الروم فيما بين النهرين وأستولي على أمد وديار بكر والرها وحران وعبر نهر الفرات وتقدم جنوبا إلى لبنان . وفي نفس الوقت تقدم جيش فارسي آخر من ناحية أرمينية وزحف نحو آسيا الصغرى متقدما نحو العاصمة الرومية القسطنطينية.
3 / 3 : وأصاب الروم الفزع والاضطراب ولم يتمكن فوكاس الرومي من عمل شيء فعزله الروم وتولى مكانه هرقل ( هراكيليوس) .
3 / 4 : زحف هرقل ( هراكيليوس ) من شمال أفريقيا إلى القسطنطينية بالسفن وحاول إنقاذها، ولكن أستمر كسرى برويز في فتوحاته سنة 611 إذ أكمل احتلال الشام ودخل دمشق وبيت المقدس وأستولي على صليب عيسى وأرسله إلى إيران، وأرسل قائده شهربزار فاحتل دلتا مصر والإسكندرية سنة 616 ، أي بعد أن بعث الله جل وعلا محمدا رسولا ببضع سنوات.
3 / 5 : وفي سنة 617 استولي الفرس على ولايات آسيا الصغرى واحتلوا خلقدونية قرب القسطنطينية.
3 / 6 : وأصبح الروم في مأزق حرج وتوقع الجميع سقوطها والقضاء النهائي على الروم البيزنطيين. في ذلك الوقت نزل القرآن يبشر المؤمنين في مكة بأن الروم – النصارى - سيغلبون الفرس المجوس بعد بضع سنين.
3 / 7 : ولم يكن لدى هرقل علم بهذه البشرى إذ كان وقتها يفكر في الهرب إلى قرطاجنة ، حتى لقد جمع خزائن القسطنطينية وذخائرها في سفن كثيرة وبعث بها إلى قرطاجنة، وقد غرقت تلك السفن ، واضطر هرقل تحت ضغط رجال الدين والشعب إلى الصمود ومنحته الكنيسة كنوزها ليدعم مجهوده الحربي.
3 / 8 : وبذلك بدا هرقل حرب الاسترداد ، فعبر الدردنيل بجيوشه سنة 622 وزحف نحو أرمينيا وهزم الفرس فيها ، ثم عاد إلى القسطنطينية .
3 / 9 : ، وفي العام التالي 623 تعاون هرقل مع الشعوب الشمالية كالخزر وهاجم إيران من الشمال فأسرع كسرى برويز بجيش قدره 40 ألف جندي لملاقاة هرقل ، ولكن انتصر عليه هرقل في ازربيجان .
3 / 10 : ثم واصل هرقل عملياته الحربية السريعة على المدن الإيرانية الهامة والمقدسة سنة 623 .
3 / 11 : وفي العام التالي 624 استعد كسرى لحرب فاصلة ولكن أسرع هرقل ودخل أرمينيا وهزم جيوش الفرس منفصلة قبل أن تتجمع .
3 / 12 : وكان لابد لهرقل أن يستريح ليلتقط أنفاسه ويعد جيوشه للمعركة الفاصلة مع كسرى . وقد أعدّ كسرى جيشين لها ، واحدهما يقوده شاهين باسطول بحرى هائل لمحاصرة القسطنطينية أما الأخر فقد استعد لمواجهة هرقل برا . وترك هرقل قوة للدفاع عن القسطنطينية واتجه شرقا إلى شمال إيران وهاجم تفليس .
3 / 13 : ، وتعرضت القسطنطينية لهجوم وحصار برى وبحرى. هاجمها الاسطول الفارسى ، وكان اكبر اسطول بحرى وقتها ، وهاجمها الجيش الفارسى من البر . المفاجأة الكبرى كانت هزيمة الاسطول الفارسى أمام القسطنطينية بلا تدخل من الروم . إذ هبت رياح عاتية هزمت الجيش الفارسى في البر وأغرقت الاسطول الفارسى في البحر ، هذه الرياح العاتية أعمت الجنود الفرس في البر وفي البحر. ومات شاهين كمدا وهو يرى هزيمته بسبب عوامل مناخية لا قبل له بها. أو بتعبيرنا أن الله سبحانه وتعالى هو الذي هزم قوات الفرس البرية وأغرق اسطولهم بالريح لأنه أخبر مسبقا بهزيمتهم حين قال جل وعلا وهو صاحب الأمر : ( الم ﴿١﴾ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾ وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴿٦﴾ الروم ).
3 / 14 : وكانت هزيمة الفرس البرية والبحرية أمام القسطنطينية بداية النهاية، إذ تلاها فرار كسرى برويز في معركة دستكرد البرية، وقد عزله الفرس ثم قتلوه، وتولى ابنه قباذ الذي عقد الصلح مع هرقل.
مقارنة بين أحوال الروم وأحوال المؤمنين
ونعود إلى بشرى القرآن بانتصار الروم بعد هزيمتهم نقارنها بأحوال المؤمنين .
1 : في سنة 617 بلغ كسرى برويز أقصى انتصاراته حتى أن هرقل سأله في الصلح فاستكبر كسرى وسجن الرسول الذي بعثه هرقل وأرسل لهرقل بأمره بالحضور أمامه مقيدا بالأغلال، حتى فكر هرقل في الهرب إلى قرطاجنة. في ذلك الوقت الذي فقد فيه الروم الأمل نزلت البشرى بانتصارهم تخاطب المؤمنين فى مكة ، وأن ذلك النصر سيكون بعد بضع سنوات. وبعدها ببضع سنوات أي سنة 622 بدأ الروم مسيرة النصر إلى أن تحقق نهائيا بهزيمة الفرس غير المتوقعة سنة 626. كما أخبر القرآن سلفا. ولكن ما شأن مسلمي مكة بتلك البشرى ؟
2 : كان المسلمون في مكة في ذلك الوقت سنة 617 يتمنون انتصار الروم النصارى أهل الكتاب، بينما كان مشركو مكة يفرحون بهزيمة الروم كيدا للمسلمين. وكان المسلمون وقتها في مكة مقهورين مستضعفين، وكان الأمل في انتصار الروم بعد نكستهم أمام الفرس مختلطا بآمالهم الأخرى في انتصارهم على مشركي مكة، وقد تقوى هذا الأمل فيهم بقوله جل وعلا (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾ وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ ) ، أي حين ينتصر الروم على الفرس بعد بضع سنين سيفرح المؤمنون لأن وعد الله تحقق ولأن وعد الله بالنصرة لمن يشاء لا يتخلف أبدا.
وحالة المسلمين النفسية في ذلك الوقت كانت تستلزم نوعا من التشجيع، فالله تعالى يعد الروم بالنصر وهم في درك الهزيمة الطاحنة، وليس الروم أقرب إلى الله من المسلمين الذين تتنزل عليهم رحمة الله وفيهم النبي الذي يوحى إليه، ثم أن الروم لا يعلمون شيئا عن القرآن وقتها ولم يعلموا بنبأ النبي العربي وحتى لو علموا بوجوده فأن المحنة التي تدق عليهم أبوابهم كفيلة بأن تشغلهم عن كل شيء عداها. والمقصود أن القرآن وإن تحدث عن بشرى بنصرة الروم بعد هزيمتهم إلا أن حديثه لم يكن موجها للروم وإنما كان متوجها للمسلمين في مكة، وكان يريدهم أن يترقبوا تحقق البشرى وحينئذ سيفرحون ليس لانتصار الروم بعد هزيمتهم ولكن لأن وعد الله قد تحقق، وإذا كان قد تحقق بالنسبة للروم فهو ادعى لأن يتحقق بالنسبة للمسلمين أنفسهم فيما بعد.
3 : خصوصا وأن هناك توافقا زمنيا بين ظروف الروم وظروف المسلمين وقتها.
3 / 1 : حين بدأ هرقل انتصاراته سنة 622 كانت هجرة المسلمين إلى المدينة.
3 / 2 : وقبلها : يتضح ذلك التوافق الزمني بين محنة الروم أمام الفرس ومحنة المسلمين أمام مشركي مكة، في سنة 610 وما بعدها كان توغل كسرى في الشام وآسيا الصغرى، وكان في نفس الوقت ظهور الدعوة الإسلامية وإيذاء قريش لها، وانتهى اضطهاد قريش بالهجرة سنة 622 . وفي نفس العام بدأ هرقل انتصاراته وحركة الاسترداد.
3 / 3 : وجدير بالذكر أن أقصى سنوات المحنة للروم كانت سنة 617 وهي قريبة من عام الحزن الذي أشتد فيه وطأة المشركين على النبي والمسلمين في مكة.
3 / 4 : وكما دخل هرقل والروم في مرحلة انتصارات، دخل المسلمون مرحلة الدولة الوطيدة، وكما فرح المؤمنون بتحقيق الوعد الإلهي للروم نزل عليهم الوحي بوعد جديد خاص بهم وهم يعيشون أولى سنواتهم في المدينة دولتهم الوليدة التي يتهددها الخطر من المشركين المحدقين بها من كل جانب.
3 / 4 / 1 : ولنا أن نتخيل المسلمين في أولى سنوات الهجرة وقد جاءتهم أنباء الانتصارات الرومية وأيقنوا بتحقق الوعد الإلهي حين قال لهم من سنوات مضت (غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚوَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّـهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾ وَعْدَ اللَّـهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّـهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴿٦﴾ الروم ). 3 / 4 / 2 : ولنا أن نتخيلهم يتشوقون إلى وعد إلهي لهم هم بالانتصار يتحقق هو الأخر خصوصا وهم يتهددهم الخطر من كل جانب. وفي تلك الظروف نزل الوعد في قوله جل وعلا : (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾ النور ) .
3 / 4 / 3 : وتحقق الوعد شيئا فشيئا، انتهى الخوف وحلت محله الثقة بالنفس بعد الانتصار فى موقعة بدر ، وقال جل وعلا للمؤمنين يمُنُّ عليهم (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٢٦﴾الأنفال ) .
4 ـ وتوالت الانتصارات في الجزيرة العربية متوازية مع انتصارات هرقل .
4 / 1 : في سنة 627 كان الانتصار النهائي لهرقل وبلغ فيه ذروة المجد وفي نفس العام عقد النبي ( ص) صلح الحديبية الذي اعتبره القرآن الكريم فتحا مبينا وكان بداية الصعود للمسلمين.
4 / 2 : ثم في سنة 629 كان فتح مكة.
4 / 3 : ومات النبي محمد عليه السلام سنة 632 ( 11 هجرية ) بعد أن شهد دخول العرب فى دين الاسلام السلوكى ( السلام ) أفواجا: ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴿٣﴾).
النبى محمد عليه السلام لم يكن يعلم غيب القلوب فهو لم ير ما فى قلوب العرب ، كل ما رآه هو دخولهم السلام السلوكى بمعنى السلام.
4 / 4 : نرجع الى الوعد الالهى في قوله جل وعلا : (وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٥٥﴾ النور ) . جاء الوعد لهم بالأمن والتمكين مشروطا بالإيمان وعمل الصالحات وفيه إشارة بأن من يكفر بعدها فهم الفاسقون . وفيما بعد وقع الخلفاء الفاسقون في الكفر والفسق بفتوحاتهم الشيطانية في إمبراطوريتي الفرس والروم.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخام إسرائيلي يؤدي صلاة تلمودية في المسجد الأقصى بعد اقتحام


.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-




.. #shorts - 14-Al-Baqarah


.. #shorts -15- AL-Baqarah




.. #shorts -2- Al-Baqarah