الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى متى يبقى الوعي غائبا عند الأغلبية من شعبنا ؟..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


إلى متى يبقى الوعي غائبا عند الغالبية من شعبنا ؟...
هذا المشهد اليوم رأيناه اليوم ، يذكرني بالحركة النازية الإرهابية وزعيمهم هتلر أواخر عشرينات القرن الماضي ، وكيف تسلق النازيون السلطة بشعاراتهم القومية المتطرفة ، ومن خلال عصاباتهم وميليشياتهم القذرة ، وكيف حكموا ألمانيا بالحديد والنار وبالقتل والحرق ومعسكرات الاعتقال الظالمة وأفران الموت ، وما فعلوه في الشعب الألماني وبشعوب العالم الأخرى من خلال حرب بربرية ظالمة .
التي كلفت العالم ستون مليون إنسان من الضحايا ، وملايين المشردين والمعوقين والمصابين والخسائر المادية والأثار النفسية .
البشرية لن تنسى تلك السنوات المظلمة المدمرة .
العراق يعيش اليوم أزمات متعددة قاهرة ، أولها أزمة وجود وأزمة حياة ، وأزمة صحية واقتصادية واجتماعية وسياسية وأخلاقية ، وأزمة غياب وتغييب متعمد للدولة وللقانون ، والتفرد في السلطة وصنع القرار ، وتكميم الأفواه وقمع التظاهرات والحريات ومصادرة الحقوق وحق الممارسة الديمقراطية والمساواة وحق العمل والتعبير والحصول على المعلومة وضمان عمل الأحزاب والعمل الصحفي والنشر التي كفلها الدستور ،
لكن لا وجود لكل ما بيناه سوى في بطون الكتب والدستور والقانون ، و غائب عن عقول هؤلاء الحكام المهوسون بالسلطة ومغانمها ، وحولوا كل شيء إلى جيوبهم وحاشيتهم والطبالين والزمارين لهم ووعاظ السلطان من بعض ما يطلقون عليهم اليوم ( رجال دين ) والدين منهم براء .
هذه الحقائق أن يدركها الجميع ، لإيقاف عجلة التدهور والتهور والفساد ، وما ترتكب من مظالم وجرائم بحق هذا الشعب الذي ذاق مرارة البؤس والظلم والموت والمهانة على امتداد خمسة عقود وما زال وضعه مأساوي رهيب .
على قوى شعبنا الديمقراطية أن تعي هذه الحقيقة ، وتوحد صفوفها ، وتقف بما تمتلك من إمكانات على تواضعها ، وتعمل على رفع الوعي المجتمعي ، وبما يقع على عاتق الناس.. أغلب الناس من مسؤولية عظيمة ، بوجوب الدفاع عن الحقوق والحريات وعن دولة المواطنة والقانون ، والعدل والمساواة ، وفي سبيل تحقيق الأمن والسلام والتعايش المفقود منذ عقود وتحديدا ما بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 م .
على الصامتين الذين يشكلون الأغلبية من شعبنا ، ولهم ثقلهم وقادرين على تغيير موازين القوى لصالحهم ومن مصلحتهم فعل ذلك .
عليهم أن يدركوا بأن سعير النيران التي أشعلها هذا النظام الظالم والمتخلف ، سوف تطال الجميع ولن ينجوا من لظاها أحد .
الواجب يحتم على الجميع رفض هذه القوى الظلامية المتخلفة الباغية ، وليعلموا بأن قوى الإسلام السياسي الفاسدة هي التي أوصلتكم إلى هذا المصير .
وهؤلاء من أوصلكم إلى حافة الموت وأشاعوا الدمار والبؤس والجوع والخراب .
فلا تثقوا بهم وبوعودهم الكاذبة المظللة الخادعة ، ولا يخدعوكم بشعاراتهم و( بتدينهم ! ) فهم أبعد ما يكونوا عن الدين ، كبعد إبليس عن الجنة ، وأثبتوا لكم وللعالم بأنهم أفسد من حكم العراق ، من تأسيس الدولة العراقية إلى يومنا هذا ، وأكثرهم تجبرا وظلما وإرهابا وقتلا .
إنهم يعادون كل من لا يسير خلفهم أو ينتهج منهجهم وفلسفتهم إن كانت لديهم فلسفة يسيرون عليها!..
فلسفتهم تقوم على القمع والإلغاء والإقصاء والموت والترهيب والتجويع واستعباد الشعب والطبقات المسحوقة الفقيرة البائسة .
حين جاءوا إلى دست الحكم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ، لم يكونوا يملكون غير ما يستر العورات وقوت يومهم ، والجميع يعلم هذه الحقيقة وباعترافهم !..
أما اليوم فإنهم يملكون المليارات من الدولارات ، وأرصدة وعمارات وشركات ومولات ، داخل العراق وخارجه ويسكنون في بيوت وفلل وشاليهات فخمة ولديهم خدم وحشم وحراس وسيارات مصفحة فارهة، وفي الوقت نفسه لم يقوموا بأي عمل في مصلحة لهذه الملايين البائسة أبدا .
هذا غيض من فيض ، وكل ذلك سرقوه من قوت الشعب ومن الفقراء والأرامل واليتامى والمشردين .
حكموا العراق سبعة عشر عاما ، ولم يقدموا للشعب غير البؤس والجوع والبطالة والتشرد ، وتحول العراق إلى غابة نتيجة غياب الدولة والقانون والمساواة وغياب القضاء العادل ، الذي لم يتمكن من ممارسة سلطته نتيجة التدخل السافر لمن يمتلك السلطة والمال والسلاح .
ألا تكفي تلك السنوات وكيف عاشتها هذه الملايين التي تتضور جوعا كدليل على خيانة وفساد هذه القوى المتنفذة ، التي ألحقت أفدح الأضرار بالشعب والوطن ؟..
للأسف الشديد ولأسباب كثيرة ولتدني الوعي والفقر وتهديد الميليشيات وتغييب الدولة والقانون ، فما زال الكثير يسير خلفهم ويصدق أكاذيبهم وتظليلهم ، وما يمارسونه من خداع وتشوبه للحقائق ، الغاية من كل ذلك ، ليحكموكم لسنوات أخر ، وكأن كل شيء يسير بيسر ورخاء وأمان ، وبحرية وعدل .
أفيقوا يا بنات وأبناء شعبنا من سباتكم قبل فوات الأوان وعززوا وحدتكم وأهدافكم وشعاراتكم ، ونظموا صفوفكم ولا تتهيبوا واخرجوا إلى ساحات الشرف والعزة والفداء بجموع قوية ترهبون خصومكم ومستغليكم وسارقي نعمكم .
انهضوا وحطموا القيود.. وانتزعوا حقوقكم من هؤلاء المغتصبين الفاسدين ، لتنعموا بثروات بلادكم وتعيشوا أسياد وبكرامة في هذا الوطن العظيم المعطاء ، لتعيدوا للعراق تأريخه ولشهداء انتفاضة تشرين الباسلة ألقها الذين قدموا حياتهم قربانا على مذبح الحرية والانعتاق ، وتبنوا حاضركم ومستقبلكم في عراق ديمقراطي علماني حر مستقل رخي سعيد .
28/11/2020 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط