الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضواء -سوهو- … نبوءةُ مصرَ للنور

فاطمة ناعوت

2020 / 11 / 28
الادب والفن


حينما انطلقتِ الأضواءُ من كلِّ صوبٍ حتى أغرقتِ الثريّاتُ صفحةَ البحر الأحمر وشوارعَ شرم الشيخ وأعناقَ النخيل وتيجانَ الأعمدة وصدورَ البنايات وشلالاتِ المياه المتدفقة من النافورة الراقصة، قلتُ لمن حولي: “هذه الأضواءُ... نبوءةُ مصر!” فمصرُ مرهونةٌ للنور والضوء والحياة، وإن انطفأ العالمُ. “إحنا بلدنا للنهار، بتحبّ موّال النهار، لما يعدّي في الدروب، ويغني قدّام كلّ دار.” تلك هي الرسالة التي نؤمنُ بها كمصريين، ونُصدّرها للعالم الذي يشهدُ أن مصرَ تنهضُ وتعلو وتُسابقُ الزمن وتتعافى من نصال الخائنين، وتستردُ مكانتَها الرفيعة التي تليقُ بها كدولة حضارة وتحضّر.
أضاء اللواء أركان حرب/ خالد فودة، محافظ جنوب سيناء شعلةَ الأضواء لتسبحَ منطقة "سوهو سكوير" في أنوار المهرجان السنوي المدهش The Big Switch On الذي تقيمه مجموعة فنادق "ساڤوي" بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر من كلِّ عام؛ احتفالا بالعام الجديد وأعياد الكريسماس الوشيكة. قلتُ للمحافظ المثقف: “ربنا ما يقطع لنا عادة في مصر.” تلك هي الرسالة التي حرص المهرجان على إرسالها لنا كمصريين وللعالم بأسره. أن جائحة ڤيروس كورونا التي أظلمتِ العالمَ بأسره، وأغلقت أبوابَه، لم تقوَ على إعتام مصرَ العصيّة على الإظلام. لهذا شدّد المحافظُ على الحشود بحتمية ارتداء الكمامات طوال المهرجان حفظًا لسلامتهم. وكان هو القدوة إذْ لم يخلع كمامتَه حتى أثناء إلقاء كلمته والتقاط الصور التذكارية مع الحضور الذي شمل مصريين وعربًا وأجانبَ من المستثمرين ورجال السياحة والفندقة والأسفار. لم تشأ إدارة مجموعة فنادق ساڤوي أن توقفَ الحفل السنوي العالمي الشهير في هذا العام الصعب والظروف العالمية العسرة، حتى نُرسلَ للعالم من "مدينة السلام"، رسالة سلام تؤكد أن مصرَ منذورةٌ للنور في كل الظروف، وأن بلادنا آمنةٌ تُرحّب بالسياح وتحافظُ عليهم. تلك هي النبوءة المصرية التي نودُّ أن نتمسّكَ بها ونؤمنَ بها ونُشيعها للعالمين.
والحقُّ أن مجموعة ساڤوي أكبرُ كثيرًا من فكرة مجموعة من الفنادق العالمية رفيعة المستوى. فالنشاطاتُ الثقافية والفنية والرياضية والترفيهية التي تقدّمها لترفع بها اسمَ مصر، لا تتوقف على مدار العام. تُقيمُ المجموعةُ سنويًّا مسابقة Soho Got Talent على غرار المسابقة العربية للمواهب، ولكنها تقتصر على تسليط الضوء على المواهب المصرية؛ لتعزيز الشعور بالهوية والانتماء والريادة المصرية. وتقوم فكرته على اشتراك 24 متسابقًا يتم تصفيتهم إلى ثلاثة فائزين: اثنان بقرار لجان التحكيم المتخصصة، وواحد بتصويت الجمهور. والجوائز مالية عطفًا على إقامة شاملة في فندق ساڤوي. وسوف تُعقد الدورة الثالثة عشر بإذن الله في مارس 2021. كذلك تقدمُ المجموعة "منتدى فنون شباب العالم" بالشراكة مع وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة ومحافظة جنوب سيناء. وتقوم فكرته على استضافة فنانين وموسيقيين ونحّاتين من حوالي 40 دولة؛ يقومون برسم لوحاتهم ونحت تماثيلهم في أجواء شرم الشيخ الساحرة، ويتمّ عرضُها في حفل الختام على أنغام الموسيقى في ميدان سوهو المبهج.
استضاف مهرجان The Big Switch On على مدار الأعوام الماضية مجموعة من الفرق الفنية العالمية ونجوم الغناء العرب والأجانب. منهم: الإنجليزية كيتي بروكنيل، والإنجليزي توني هادلي، والأوكرانية تينا كارول، والأوكراني ماكس بسرسكي، وغيرهم الكثير، إضافةً إلى وائل جسار، نانسي عجرم، عاصي الحلاني، محمود العسيلي، رامي عياش، أصالة، وفرقة وسط البلد، وغيرهم. وكان الضيف العام الماضي 2019 فريق Bony M الشهير. وقد أجريتُ حوارًا جميلا مع نجمته السمراء الساحرة "ليز ميتشيل" في مهرجان سوهو، وقلتُ لها إنها أحدُ أسباب تفوقي الدراسي، حيث كنتُ أرسمُ مشاريعي الهندسية في الكلية على أغانيها. وابتهجت "ليز" كثيرًا لسماع هذه الحقيقة.
كان "ميدان سوهو اللندني" الشهير هو الإلهام الذي استلهمه رجل الأعمال المصري "عماد عزيز" ليُشيّد مثيلَه في وطنه على “أرض السلام”. فأقام تلك البقعة الساحرة بين مجموعة فنادقه في شرم الشيخ ليغدو بؤرةً مصرية مُشعّة للترفيه والفنون والثقافة والأناقة والاستثمار، يتوافدُ إليها السياحُ من جميع أرجاء العالم ليحتفلوا فيها بالحياة والطبيعة وميلاد العام الجديد. هكذا رجال الأعمال الوطنيون حين لا يكون شاغلهم الاستثمار وحسب، بل تدويل "اسم مصر" عالميًّا عبر الأنشطة الراقية التي تجتذبُ السياح وتنعش السياحة وتضخُّ الاستثمارات في قلب مصر، والأهمُّ أنها ترسلُ للعالم رسالة تقول إن مصر آمنةٌ وتحتلُّ مكانةً مرموقة على خارطة العالم.
شكرًا لكل يدٍ مصرية تبني وتنهض بالوطن. شكرًا لكل عقل مصري يُبدع ويقول للدنيا إن مصرَ منذورةٌ للنور والتنوير والتحضّر والجمال. شكرًا لنبوءة سوهو التي ترجو أن يكون عام 2021 مشرقًا بالنور بإذن الله. "الدينُ لله، والوطنُ لمن يُنيرُ دروبَ الوطن”.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاطمة ناعوت ومجموعة سافوي
ماجدة منصور ( 2020 / 11 / 28 - 23:32 )
لما تستخدمين صفحتك بالحوار المتمدن للتسويق لمجموعة سافوي؟؟؟؟
هل تظنين أننا أغبياء لدرجة أن نصدق بأن كتاباتك ليست إلا ( هرطقات) تسويقية لمجموعات فندقية و شوية مشاهير !!!!!0
لا عتب عليكي: فأنت تودين تسلق سلم الشهرة و المال على أكتاف الرأسمالية البغيضة التي تجتاح مصر0
لطالما تابعت كتاباتك الهزيلة لأجد أنها تصب في أحضان ( المشاهير) فهنيئا لك أحضانهم و لكن إياك ثم إياك أن تدعي إنتمائك لشعب مصر المسحوق تحت وطأة الفقر و التعتير و التهميش0
قال أحدهم: تستطيع أن تكذب على الناس معظم الوقت و لكنك لا تستطيع الكذب على الناس كل الوقت0
و لا عزاء للمتملقين0
ولا عزاء للذئاب اللذين يرتدون ثياب الحملان0
كان أحرى بك أن تكوني ممثلة!!! أي و حق عشتار..لأني أعتقد جازمة بأنك ستكونين ممثلة و لكن من درجة كومبارس فقط ليس إلا!!0
الإنسان الحقيقي و الشريف سينتمي حتما لطبقة المسحوقين ..أليس كذلك يا طنط فافي؟؟
إنزعي عنك هذا القناع الذي ترتيدنه طوال الوقت و إعلمي جيدا بأن سياسي مصر النبهاء يعلمون جيدا مدى حربائيتك0
أنت بوقا فارغا لبشر كالبالونات0
و فوتي كده على مجموعة ( سافوي) كي تقبضي المعلوم يا ست فافي0


2 - الفساد والانسان
على سالم ( 2020 / 11 / 29 - 02:30 )
من الواضح جدا الوضع المأسوى الفاسد فى العزبه التى تسمى مصر , من المؤسف فأنه يوجد الكثير من المطبلاتيه والمهللاتيه والمزمارتيه لتلميع النظام السادى الفاسد فى مصر ولاشك ان فاطمه ناعوت واحده من هؤلاء المطبلاتيه البائسين , الرأى العام العالمى يرصد انتهاكات مروعه فى حق المصريين الشرفاء وسجنهم وتعديبهم وقتلهم بدون ذنب او جريره


3 - ضياع في سوهو ، لا علاقة له بكولن ولسون
محمد بن زكري ( 2020 / 11 / 29 - 17:01 )
قائمة باعة الهتاف للسلطان طويلة : أحمد موسى ، عمرو أديب ، مصطفى بكري ... و عشرات المطبلاتية و المبرراتية ، الضاربين على الدفوف و النافخين في المزامير (تحت إشراف المخابرات) ، تسبيحا بحمد و شكر دكتاتور مصر عبلفتاح سيسيسيكو ، و خدمة لسلطة الكومبرادور و الشرائح العليا من الطبقة الراسمالية الطفيلية ، المهيمنة على الواقع المصري . و كله بالبترودولار الخليجي .
تلك هي حال المرتزقة من الإعلاميين و المحسوبين على الثقافة ، في حقبة التفسخ التي تعم الجغرافيا العربفونية ، و تبدو فاقعة الألوان في كرنفال الإعلام المصري .
ما علينا . فليكن ذلك كذلك ، ما دامت الجماهير الرثة في مصر - كما في كل الدول العربفونية - غارقة في الكوما ، تئن منبطحة تحت نعال الجندرمة و سياط السادة المُلّاك .
أما أن يتجرأ باعة الهتاف للسلطان و ماسحو جوخ الشهبندر ، على الاستخفاف بعقول قراء موقع الحوار المتمدن (فضلا عن كتابه) ، فيحولون هذا الموقع التنويري إلى منصة إعلانية : يلمِّعون حكم العسكر و الكومبرادور ، و يروّجون لمشاريع الملاهي الليلية و الكباريهات في منتجعات شرم الشيخ المخملية ، فتلك هي بداية (الهشّك بشّك) و نهاية التاريخ !


4 - ان الاستاذة الكاتبه تقول نصف الكاءس مملوء والسيدات
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 11 / 29 - 23:42 )
والساده المعلقين الثلاث يقولون ان نصف الكاءس فارغ-الكاتبه تحب وطنها وشعبها وتعلم انهما يعانيان في هذه الايام الصعبه-كما جميع او غالبية البلاد العربيه من محن وماءسي ولكنها لاتريد ان يصاب الخيرون بالياءس وانها لذالك تشير الى الضوء في نهاية النفق-بدل ان نتحارب فيما بيننا علينا-رغم اختلاف وجهات النظر-ان نبارك اية خطوه تعزز حبنا لبلداننا وشعوبنا ولنعلم ان الهروب الى بلاد بره والصراخ-بكل الحقيقه-لايؤدي الى انتصارها-تحياتي مع الرجاء عدم كيل الشتائم لي فانا ختيار لايتحمل وشكرا مقدما


5 - حضرة الدكتور صادق الكحلاوي
ماجدة منصور ( 2020 / 11 / 30 - 01:20 )
لينقطع لسان من يشتم قامة أدبية و فكرية مثلك..من جهتي أتفهم وجهة نظرك...لكن الكاتبة كانت إستفزازية لشريحة كبيرة من الشعب المصري ، فبينما تئن الملايين تحت وطأة الفقر و الجهل و كورونا أيضا...تأتي (كاتبة الفنادق 5 نجوم) كي تصب الزيت على النار و تسوق لمجموعة إستثمارية بائسة هي مجموعة سافوي!!!!0
كان أجدى بها أن تسَوق بشرف و أمانة لمجموعة ( أطفال الشوارع) مثلا يعني!!!!0
أو لمجموعة ( متعاطي المخدرات اللذين زاد عددهم في الفترة الأخيرة لأرقام قياسية!!!0
أو لمجموعة النساء المضطهدات و اللواتي زاد عددهن في ظل إرتفاع إصابات كورونا سيئة الذكر0
أما و نحن نتابعها بدقة فقد وجدنا أنها ((بوق)) إعلاني لمشاهير و (((شيوخ))) و لنا في صفحتها على الحوار المتمدن أسوة...غير حسنة0
لك كل التقدير و التمنيات بالعمر الطويل أستاذنا الكحلاوي
وإذا كانت الكاتبة تحب وطنها حقا فلتحول نظرها عن أصحاب القرار أو أصحاب المليارات أو أوتيلات 5 نجوم فهناك بشر منسحقون بائسون فقراء و لتدع ((مجموعة سافوي)) لأصحاب السيادة و القرار0
إن هذه الكاتبة تشتم رائحة الدولار من على بعد الملايين كيلومترات و تعرف جيدا من أين تؤكل الكتف 0

اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع