الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العب وحدك تيجي راضي

سجى مشعل

2020 / 11 / 28
الادب والفن


دخلتُ المطعمَ بقدمي اليُمنى، واخترت أكثر الطّاولاتِ انعزالًا وتنحيًّا إلى طرفِ الحائط البعيد قليلًا عن النّوافذ، لكنّ المشكلة بأنّ النّادل أفسدَ جلستي، وأفسد متعتي الّتي كنتُ سأجدها إذا جلست هناك وتلذّذتُ بطعمِ السّمك اللّذيذ. ليُحضر معه مجموعة أكواب عصير ليمون شهيّة الرّائحة، ويسألَني مع ضحكة تُرافق وجهه، كم عددكم؟، لكنْ حينما أخبرته أنّي بمفردي، طلب منّي تغيير جلستي، وأجلسني على أكثر طاولة مُواجهة للنّوافذ وللقادمين صوب المدخل الرّئيس، تململتُ قليلًا، لكن حينما غذّت أقدامي على الأرض بقوّة معًا قلتُ في نفسي لا بأس، وانتظرتُ الطّعام، وكنتُ قد ارتأيتُ ألّا أفكّر بشيء، جئتُ هنا وحدي لأستمتع، ليست المشكلة يومها بأنّني جلستُ بمفردي ولا في نظرات النّادل المُتجهّمة من اختياري ذلك المكان، ولا استغرابَه من وحدتي، لكنّ المشكلة الّتي كانت تُلحّ عليّ مؤخرًا هي سؤالي شديد الرّغبة واللّهجة "لماذا صرتُ لا أهنأ بأيّ شيء إلّا وحدي؟"، ما زلتُ أرددها في ذهني، وأكتفي بسماع صدى الصّوت في رأسي يُخبرني أنّ هذا أفضل، وهذا بالتّحديد ما كان يُطمئنني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني