الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع الحمراء عين بيروت التي لا تنام

أحمد موسى قريعي
مؤلف وكاتب صحفي سوداني

(Ahmed Mousa Gerae)

2020 / 11 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هنا في بيروت، في شارع الحمراء، لا أحد ينام، هنا كل شيء مختلف، وله نكهة خاصة، المطاعم، المقاهي، البارات، الفنادق، الأسواق، المكتبات، وكالات السفر والسياحة.
هنا في شارع الحمراء كل شيء ينبض بالحياة، حتى الذكريات، والماضي، كفترة الستينيات والسبعينيات تماما، كتلك الحقبة الذهبية للشارع، وإن اختلف الوقت وايقاع الحياة، والاقتصاد، والثقافة.
شارع "الحمرا" هو خليط من العالم والناس، فيه تجد الفقراء والأغنياء، والشحاذون، واختلاف الحياة، اختلاف قلما تجد مثله في أي مكان أخر.
الحمراء شارع "مفعم" بالحياة، والأجواء الصاخبة، ويكتظ بالمتاجر والماركات الفاخرة، يمكن للسائح فيه أن يستمتع بالتجول والمشي.
إنه (شانزليزيه) الشرق الأوسط الذي يختصر لك بيروت في بضع "كيلومترات" من الأرصفة والناس والأسواق ودور السينما والمطاعم.
منذ "الخمسينيات" وما زال شارع "الحمرا" صامدا في وجه الزمن يحكي حكاياته وقصصه وندواته، ولياليه الثقافية، وشهرته رغم "الكورونا" وأوضاع بيروت و"مربعاتها الأمنية" التي لا تخفى على أحد اليوم.
الحمراء سبب التسمية
من أين أخذت هذه المنطقة من بيروت اسم الحمراء؟ اختلفت الروايات وتتعدد مصادرها، فليس هنالك رواية محددة أو دقيقة لسبب الاسم، لذلك سأختار "ثلاث" روايات ربما اطمئن إليها أهل بيروت.
الرواية الأولى
تقول إن إحدى القبائل سكنت المنطقة، وامتهنت زراعة "الصبار"، وفي أحد الأيام انقطع القمح عن مدينة بيروت، فأرسلت القبيلة أحد رجالها إلى منطقة "البقاع" يطلب منهم القمح، فوقعت بينه وبين أحد أفراد قبيلة تدعى "الحمراء" أدت إلى مقتل ابن الحمراء، فشنت القبيلة حربا قتلت فيها كل أفراد قبيلة القاتل، ثم استوطنت المنطقة فسميت "الحمراء".
الرواية الثانية
تشير هذه الرواية إلى أن الاسم أطلق على المنطقة نسبة إلى فئة من الناس كانت تغزو المنطقة لقربها من الشاطئ وتستولى على ممتلكاتهم بعد إراقة دمائهم.
الرواية الثالثة
يقول "مساندو" هذه الرواية إن المنطقة أخذت اسمها من تراب التلال الحمراء التي كانت تحيط بها. لا يهم أي الروايات صحيحا "المهم" المنطقة اسمها الحمراء وهذا يكفي.
تاريخ منطقة الحمراء
معظم الروايات ترجح أن تاريخ المنطقة يعود إلى أواخر عهد المماليك في القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت تسمى "جرن الدب".
كانت منطقة صغيرة عبارة عن مجموعة أزقة وحواري أشهرها "زقاق الجبلاوي" الذي كان يقع خلف فندق "الكومودور"، وزقاق (ربيز، وعبد الحصري، والعليق)، وزقاق طنطاس.
أول مبنى ومحل تجاري في الحمراء
محل "أبو طالب" الذي تم افتتاحه سنة (1910م) في مطلع القرن العشرين، كان أول محل تجاري في منطقة الحمراء، ومقصد وجهاء وأعيان بيروت ولبنان، وعلى رأسهم الرئيس الراحل "رياض الصلح"، وقد كانت الحمراء في تلك الفترة صغيرة ومنازلها بسيطة ومتواضعة.
أما أول بناء تم بنائه في الحمراء هو مبنى "دومتكس" الذي ما زال قائما عند مفترق شارع الحمرا وشارع عبد العزيز، والمبنى يعود إلى شركة "التابلاين" شيدته ليكون مقرا لها. أما أول مبنى عصري حديث هو بيت البروفسور “سيلي" الذي شيده سنة (1923م) وأصبح مكانه الآن مقهى "الهورس شو"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا