الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقلامنا لساننا وسلاحنا بوجه التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اختلفت الحجج والأعذار في مسيرة التطبيع الخيانية، وركب التركيع حتى صار اللعب بالألفاظ سيد الموقف، وسمة المنهزمين من قادة العرب؛ كل كما يحلو أن يسميه، وبما يتوافق مع أجنداتهم الخيانية ومصالحهم، وإن تعارضت مع حلم الأمة وثوابتها؛ متناسين من فرط خوفهم على كراسيهم. وإن تعددت العناوين تبقى الخيانة خيانة تخدش حياءهم وعزتهم بإفراط، حينما وصفوا التطبيع ببادرة لوقف الاستيطان، رفع الحيف عن قطاع غزة، الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتوجه الى المستقبل في إدارة شؤون الدولة ليكون مسماراً فولاذياً في نعش المقاومة والتصدي لمخططات بني صهيون.
برغم تلك التداعيات الخطيرة في مسيرة التطبيع الخياني مع الكيان الغاصب؛ راهَنّا ونبقى نراهن على سلاح المقاطعة الثقافي، بعد أن فقدنا كل أسلحة المقاومة تجاه هذا العدو المحتل، لأن هذا السلاح الأمضى ليس بالهين؛ فهو يساوي وجدان الشعوب الإسلامية والعربية، وهويتها وقبلتها الثقافية ومستقبل إنجازات أجيالها القادمة.
من هذا المنطلق بقي وسيبقى ملف التطبيع الثقافي بين المسلمين والصهاينة، عصياً على الكيان المسخ الذي سعى بكل قوة لتحقيق مكاسب على تلك الجبهة التي بدت وستبدو بهمم الغيارى متماسكة عصية ضد الاختراق؛ بسبب خطورة وأهمية سلاح المقاطعة الثقافية، بعد أن خذلتها السياسة ووقعت (كامب ديفيد) حين نجح المثقفون والفنانون والأدباء والصحافيون خلال ما يقارب من نصف قرن من التصدي لكل المحاولات الفردية في اختراق جدار المقاطعة المنيع، وتم وصف أولئك الأوغاد بـ(الخوارج) على الإجماع.
اليوم، وبالرغم من كل تلك الجهود الخيرة، لا أجد لعظم المهمة، أن الخطاب السائد والمناهض للكيان الصهيوني الغاصب، وللتطبيع معه؛ خطابٌ مفيد لواقعنا الراهن، وليس مقنعاً للأجيال الشابة، بل وللأسف أراه معبراً عن حالة من اليأس والعجز، وإن استمرت ستساهم تدريجياً في تثبيت (الأمر الواقع)، بل وترسيخ سيطرة العدو الصهيوني الذي سيقدّم نفسه للعالم وجهاً حضارياً معاصراً، كما وصفه قادة العسكر في السودان، بينما يعامل الفلسطينيون الواقعون تحت احتلاله بوجه آخر عنصري منتمٍ لزمن الاستعمار، وإن مصلحته كانت ولا تزال يا أمة الاسلام متعارضة مع استقرارنا وازدهارنا ورقينا وتقدمنا، وإن إبرام الاتفاقيات للسلام والتطبيع ليست سوى الخطوة الرسمية فحسب.
من هنا وبأعلى صوتي أخاطب الأمة، والنخبة الصالحة من أصحاب الأقلام الشريفة، وهذه وصية جدي (صلاح الدين الأيوبي) رحمه الله؛ أن نبقى أمناء على قدسية (القدس)، ونعاهد الله أن نبقى أمناء في الرفض والممانعة لمشاريع التطبيع الثقافي مع هذا العدو الماكر، والوقوف سداً منيعاً لتمريره، وليكن خطابنا وبصوت واحد للكيان المحتل: كفاكم استهتاراً بمقدساتنا وأهلنا الصامدين الصابرين في فلسطين المحتلة، ومعكم ثلة المنهزمين الخوارج من الأمة، لأن ألاعيبكم لتمرير تلك المشاريع الخيانية، وسعيكم الخبيث للتطبيع الثقافي، لا يكون بهذه العشوائية والبساطة، فالقصة صراع ثقافي متجذر وعميق لا يمكن التعامل معه بأسلوب الاستعراض والإسراف في تسليط الأضواء والمؤثرات الصوتية والمظاهر الاحتفالية، وضغوط التطبيع الذي تمارسونه مع بعض رموز القوى الناعمة العربية (الخوارج).
قسماً بأرواح شهدائنا وإن طال الأمد (سنعود مشياً على الأقدام أو زحفاً على الأيادي/ محمود درويش).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE