الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل قيام الساعة

أحمد صبحى منصور

2020 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتاب ( النصر ) ف1 : خامسا : الوعد بخروج يأجوج ومأجوج قبيل قيام الساعة :
مقدمة : كان يأجوج ومأجوج جنسا آخر سكن الأرض قبل البشر وعاث فيها فسادا ، وكان ممكنا أن يستأصل البشر في بداية تناسلهم في سطح الأرض ، جاء وعد الله بتحقيق خلافة آدم وذريته في الأرض وبأن ينقذهم من سطوة يأجوج ومأجوج بأن ينفرد بنو آدم بسطح الأرض وبإجبار يأجوج ومأجوج على العيش في باطن الأرض ، ويظل الأمر على هذا الانفصال بينهما الى قبيل قيام الساعة ، وعندها يتحقق الوعد الأخير في هذه الدنيا بخروج الجيل الأخير من يأجوج ومأجوج الى سطح الأرض يختلطون بالبشر قبيل تدمير الأرض والكون وقيام الساعة . أي تحقق الوعد الأخير بالبعث والنشور ويوم القيامة .
2 ـ وردت قصة يأجوج ومأجوج في سورتى الكهف والأنبياء . ونعطى تفصيلا :
معنى أن يكون آدم خليفة في الأرض :
1 ـــ آدم أبو البشر كان خليفة ، ليس خليفة الله جل وعلا فى الأرض ، فالله جل وعلا هو القيوم الذى لا يغيب ، وهو معنا أينما كُنّا : قال جل وعلا : ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد ) ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة ) . وإنما جعله الله جل وعلا خليفة فى الأرض بديلا عن خلق هائل كان يسيطر على الأرض ونشر فيها الفساد وسفك الدماء ، وشاء الله جل وعلا أن يأذن يتغييب هذا الخلق فى جوف الأرض واستخلاف آدم وذريته مكانهم ، وسيظل الأمر كذلك إلى قبيل قيام الساعة ، وعندها يخرج أولئك القوم من باطن الأرض ويختلطون بالبشر قبيل تدمير العالم .
2 ـــ قال جل وعلا : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ )(30) البقرة ) : قبل آدم وذريته كان يأجوج ومأجوج متحكمين فى الأرض ، يفسدون فيها ويسفكون دماءهم بينهم ، قوله جل وعلا للملائكة : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) لم يقل جل وعلا ( إنى خالق في الأرض خليفة ) لأن خلق آدم كان في البرزخ ، و مصطلح ( جعل) يأتي بعد الخلق كقوله جل وعلا ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) (1) الانعام ) . أهبط الله جل وعلا آدم وزوجه الى الأرض وتناسلوا فيها وجعلهم خلفاء فيها بعد تغييب يأجوج ومأجوج ، كانت الملائكة من واقع خبرتها تعرف فساد يأجوج ومأجوج وسفكهم الدماء ، لذا قالوا لرب العزة جل وعلا : ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ) نستفيد من هذا أن يأجوج ومأجوج مخلوقات أرضية لها أجساد أرضية ودماء تنزف ، ولها نفس السلوك العدوانى الذى يقع من البشر .
3 ـ أهبط الله جل وعلا آدم وزوجه فى أحدى ثنايا الكرة الأرضية ، وتوالد أبناء آدم ، وكان يعوق انتشارهم وسيطرتهم على الأرض وجود يأجوج ومأجوج فى تمام سيطرتهم وقوتهم وطغيانهم ، ولكى يتاح لأبناء آدم فرصة للاستخلاف فى الأرض كان لابد من تدخل إلهى يترتب عليه حجز يأجوج ومأجوج فى باطن الأرض وترك سطح الأرض خاليا لأبناء آدم .
يأجوج ومأجوج في سورة الكهف فى ثنايا قصة ذى القرنين :
1 ـــ لقد أعطى الله جل وعلا ذا القرنين هيمنة على الأرض تفوق هيمنة يأجوج ومأجوج، تكرر قوله جل وعلا عنه : ( وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ) ( فَأَتْبَعَ سَبَبًا ) الكهف 84-85 ). ( ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (89) ، ( ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (92) ، وهو في كل شيء تمتع بتأييد الله جل وعلا .
2 ـ ونتوقف مع قوله جل وعلا عن حوار جرى بين أبناء آدم وذى القرنين :( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ) (94) . قولهم عن يأجوج ومأجوج أنهم مفسدون فى الأرض يذكرنا بقول الملائكة لرب العزة جل وعلا : ( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء ). وقول ذى القرنين لهم : ( مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) يعنى التمكين إلالهى لذى القرنين ، وهو الأسباب أو الوسائل التي أعطاه الله جل وعلا له : ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ) . بهذا تمكن من إقامة الردم أو السد الحاجز الذى سيظل مانعا لاختلاط يأجوج ومأجوج بالبشر إلى أن تقوم الساعة .
3 ـ وهذا المانع الحاجز بين البشر ويأجوج ومأجوج موصوف بأنه ( سد ) وأنه ( ردم ) : ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً (94) قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) الكهف ) ، أي هو وصف لحجزهم في باطن الأرض ، فالسّد فوقه ردم ، وهو سدُّ وردمُّ مصنوع بمواد ممّا أعطى الله جل وعلا ذا القرنين العلم بها والتعامل معها ، وبالتالي لا نستطيع فهمها ومحاكاتها . قال ذو القرنين عن بناء هذا السّد أو الردم : ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً (97) الكهف) .
4 ـ كان هذا السّدُّ أو الردمُ فوق طاقة يأجوج ومأجوج ، وقد كانوا أقوى المخلوقات . وقد حاولوا في البداية نقبه وتدميره ليعودوا الى سطح الأرض فما استطاعوا ، قال جل وعلا : ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) . بعدها تعودت الأجيال التالية الحياة في باطن الأرض وطوّروا حضارتهم في هذا الداخل ، ولم يعد يعنيهم من البشر على سطح الأرض سوى مراقبتهم لمعرفة المدى الحضارى الذى وصلوا اليه .
5 ـ بعد أن أتمّ بناء السّد أو الردم قال ذو القرنين للبشر : ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) ، فهو يسند البناء الى رحمة الله جل وعلا بالبشر أن منع عنهم تسلط يأجوج ومأجوج ، وأنه وعد من الله جل وعلا بنُصرة البشر على يأجوج ومأجوج بهذه الطريقة ، وسيظل السّدُّ أو الردم حائلا وحاجزا الى قبيل قيام الساعة ، وعندئذ فإن الله جل وعلا الذى جعل ذا القرنين يقيمه هو جل وعلا الذى سيدمّره ويجعله دكّا ، وعندها سيخرج آخر جيل من يأجوج ومأجوج الى سطح الأرض فيختلطون بالبشر يموج بعضهم في بعض . وهذا تكملة الوعد الالهى عن خروجهم قبيل قيام الساعة .
6 ـ لكن عندها لن يحدث حرب او تصادم بين البشر ويأجوج ومأجوج لأنّ :
6 / 1 : البشر في نهاية الزمان سيكونون قد اكتسبوا من القوة والتحكم بما يجعلهم متعادلين مع يأجوج ومأجوج ، فمن علامات الساعة المذكورة في القرآن الكريم أن يظن ساكنو الأرض ( من البشر ويأجوج ومأجوج ) أنهم قادرين عليها وتكون الأرض قد اخذت زخرفها وتزينت في كل الأنحاء لا فارق بين أمريكا وموزمبيق . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس ).
6 / 2 : قيام الساعة يعنى أن يكون البشر ويأجوج ومأجوج في حالة ذهول وسُكر من نوع لا نعرفه مع زلزلة فريدة هي زلزلة الساعة ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج ). في حالة الذهول هذه لا نتصور حربا بين الفريقين ، بل سيكون الأمر كما أنبأ رب العزة جل وعلا : (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ) (الكهف 99 ).
يأجوج ومأجوج فى سورة الأنبياء
1 ـ في سورة الأنبياء تلخيص لتاريخ الكون والبشرية، فالأقسام الرئيسة للسورة هى :
1 / 1 : وعظ الناس : بتبصيرهم وتذكيرهم بإقتراب يوم الحساب وغفلتهم عنه " أية 1-5 " وإهلاك الأمم السابقة " 6-15" ودعوة البشر للإيمان بالله تعالى وحده " 16- 50" .
1 / 2 : قصص الأنبياء " من أية 51-91" وينتهى ينتائج تقرر وحدة الدين الإلهى الحق مقابل الدين البشرى الباطل الكافر " 92-93" وعدم كفران حق الصالحين فى النعيم " 94 " واستحالة رجوع أمة من الأمم السابقة للحياة فى هذه الدنيا بعد أن أخذت دورها واختبارها فى هذه الحياة الدنيا " 95 " .
1 / 3 : كما بدأت السورة باقتراب الساعة بقوله جل وعلا : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) ) فإنها تنتهى باقتراب الساعة بخروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها : ( حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) ثم أحوال قيام الساعة " 98-105" وتختم السورة بالوعظ الذى بدأت به " 106 – 112 " .
2 :ـــ قال جل وعلا عن استحالة رجوع الأمم السابقة من البشر بعد فنائهم : ( وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (95)، بعدها تأتى الآية التالية عن رجوع خلق أخر من غير أبناء أدم ، وهم يأجوج ومأجوج ، يقول جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ) الأنبياء 96) .
3 ـ تبدأ الساعة بزلزال هائل للأرض والكون ، قال جل وعلا عن زلزال الأرض : ( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ). هذا الزلزال سيدكُّ الأرض دكّا دكّا ، قال جل وعلا : ( وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) الحاقة ) ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) الفجر )، وفى بدايته سيتم دكّ السد الحاجز بين البشر ويأجوج ومأجوج، فيخرجون من باطنها هاربين إلى سطح الأرض ليختلطوا ببنى أدم وعندها تقوم الساعة .
4 ـ ويأتى وصف القرآن الكريم رائعا لكيفية خرج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض إلى سطحها ، فالتصوير هنا كأن سطح الأرض فد انفتح فجأة وظهرت جموع يأجوج ومأجوج من كل مكان يأتون . أو بتعبير آخر كأن الأرض كانت حبلى بأولئك الخلق ثم نثرتهم فجأة على سطحها ، كأنهم يتوالدون ويتناسلون من داخلها . قال جل وعلا : ( حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ) الأنبياء 96 – 97 ).
يأجوج ومأجوج إعجاز قرآنى سيظهر للبشر قبيل قيام الساعة :
1ــ المؤمن بالقرآن الكريم لابد له من التسليم بأن الاعجاز القرآن مستمر متفوقا على البشر إلى قيام الساعة ، ومنه علامات الساعة التي لا يعرفها ولا يتكلم عنها إلا عالم الغيب والشهادة جل وعلا . وقد ذكر منها جل وعلا خروج دابة من الأرض تكلم البشر ، ليس باللسان حيث تختلف ألسنة البشر، ولكن بالأرقام التي ستكون الوسيط العالمى للاتصالات بين البشر في أواخر الزمان . قال جل وعلا : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ):النمل 82 ) ، ثم خروج يأجوج ومأجوج من باطن الأرض قبيل نهاية العالم وتدمير الكرة الأرضية .
2 ـ ويتوقف الباحث القرآنى عند قوله جل وعلا : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ) الكهف 83 ). فالمستفاد هنا أن الأجيال التى عاصرت نزول القرآن كانت تروى حكايات ذي القرنين فى روايات شفهية، وقد سألوا النبى محمدا عليه السلام ، وكالعادة كان النبى محمد عليه السلام ينتظر الإجابة من الوحى القرآنى ، فتأتى الإجابة بما يلائم عقول البشر ، لأن معرفة موضوع ذي القرنين ويأجوج ومأجوج فوق إمكانات البشر فى الفهم والإدراك ، لذا قال جل وعلا : ( قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ) ، أى قدرا يكفى للذكر والعلم والعبرة .
3 ـــ يقف العلم الحديث مبهورا وعاجزا عن فهم الأثار الهائلة لحضارات كانت متألقة قبل وجود البشر ، وما فيها من تقدم هائل لم يصل إليه البشر حتى الأن، وظاهرة الأطباق الطائرة ، وظاهرة الاختفاءات للطائرات والسفن والأشخاص التى تقع فى مثلث برمودة وغيره من مناطق محددة فى العالم . هي تؤكد وجود خلق متحضر متقدم على البشر بألاف السنين سبق أن استعمر هذا الكوكب ولا تزال آثاره باقيه على سطح الأرض ، كما لا تزال له علاقة غامضة بسطح الأرض وبأهل الأرض. والتفسيرات العلمية ترجّح حضارة قادمة من الفضاء الخارجى ، والقليل منها يؤكد وجود حضارة متقدمة جدا فى باطن الأرض ، يتفقون مع ما قاله القرآن الكريم منذ 14 قرنا من الزمان عن عالم يأجوج ومأجوج الذى لا يزال يعيش فى باطن الأرض حتى الآن يفصله عن البشر سد أو ردم، وسيتحقق وعد الله جل وعلا ويزول هذا السد أو الردم قبيل قيام الساعة كما أخبرنا الله جل وعلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س