الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابنتك ياايزيس ٣٤

مارينا سوريال

2020 / 12 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


سيزا

اركض ..اركض بينما استمع الى صوته يلحق بى قلقا اشير بيدى اريد ابتعاد يمد يده ليعبر بى الطريق حتى نقف امام النيل يردد هيا تنفسى الان نحن لسنا هناك صوب البحر لكن لايزال بامكانك التنفس ..لمحت قلقه اردت ان اهدئه لكن لم استطع كبح جماحى حتى انا خفت ..لااتذكرت كيف فعلتها وقمت بتقليد ذلك المشهد الذى تفارق فيه البطلة البطل بينما تدرك انها تموت كنت احاول تقليد فاتن ابكى مثلما تفعل اضحك مثلما تفعل ..سمعت صياحه كفى عن تقليد احدا اريدك ان تقلدى فتاه تفقد حبيبها وتموت وليست مسابقة لتقليد فاتن ..فعلتها فعلتها حتى اختنقت رايت امى تراقبنى وتبكى شعرت ان الشيطان يسحب الهواء من صدرى الان بينما لااستطيع ان اقاتله مثلما كنت افعل صغيرة فى الظلام ..اندفعت اركض على الدرج لولا لحاق لومانا بى قلقا لاادرى كيف كنت اسير وانا من رأت مدينة البحر على يد مريم فحسب ولولا ذلك لكانت مثل مدينتى قاهرتى الفسيحة حبيسة بيتها الكبير..
ربت على كتفى جلسنا صامتين لاادرى كم من الوقت مر اشعر بالخدر يتسرب الى جسدى كدت اغمض جفونى لكنه همس هيا بنا الان انت لم تتناولى شيئا منذ الصباح ..ترفق بى حتى السيارة ..كان كمن يهدهد طفلة طوال الطريق حتى وصلنا الى المطعم اليونانى بوسط البلد كان الغروب قد حل طلب زجاجة كونياك بجانب الطعام تناولت رشفه مثلما قال احتجت لدقائق حتى يعتاد جسدى فاجرب رشفة اخرى ..
منذ متى وانت تريدين التمثيل ؟
بينما يتناول الطعام بشغف سألنى كنت لاازال حائره فى نفسى اردت ان ابدو مهيبه لكن فى النهاية فشلت استسلمت قلت لاادرى متى بالتحديد ؟
الصوت بعقلى قال منذ ان علمكى بشاره ان تحبيها فى بدروم بيتهم عندما كنتم تسرقون الوقت وتشاهدون الافلام سويا فينظم منكم فرقة صغيرة تقوم بتقليد ما رأت بينما يخبركم هو بما عليكم فعله ..لكنى صمت اكملنا الطعام وكاننى اعيد جسدى الى الحياه
بينما كنت اعيد اكتشاف ذلك المشروب النارى المحرم ببيتنا رغم علمى ان لدى ابى زجاجة كتلك فى غرفة مكتبة ولاتزال اطباق الطعام امامنا تراخى جسدى سأله عقلى لما احببت مريم وليست انا منذ البداية ؟تجهم وجه فادركت ان السؤال قد خرج على لسانى وانتهى الامر
كيف علمت اننى احببتك منذ رأيتك
كاد الكاس ان يسقط من يدى بينما احاول ان اعيد ثباتى من جديد
ضحك انها المره الاولى لك فيه
نعم ربما كان عليه تجربته منذ زمن طويل اتعلم لو كنت اعلم انه جيد لكان مشروبى منذ زمن رغم انه ممنوع فى بيتنا
كلانا من نفس الكنيسة اتعلمين؟
نعم ولكننا غرباء رغم هذا فنحن اقباط بينما انتم روم حتى وان تشابهنا فنحن مختلفين
انا ولدت بالاسكندرية ..رايت اليونان فى السادسة من عمرى احببت مدينتى ولكن اوزرها كسائح انا مثلك سيزامن هنا
بدا الضيق على وجهه لاسبب لدى حتى اغضبه سألته:هل اعجب بى؟
تطلع الى وجهى كثيرا :نعم احمد يقول انك جيدولكن..تعلمين ان التمثيل اصبح يحتاج الى التعلم لا ادرى ان كان بامكانك التعلم فى معهد التمثيل ..هل فكرت فى الامر؟
معهد دراسة مدرسة فصول معلمين من جديد اردت قول لا ولكن حقا شعرت بوخز سيزا لاينقصها شىء للتعلم ..
قلت يمكننى تقليد ما يريد فى يوما اخر استطيع فعلها
نعم ولكن الامر ليس بسيطا
هل قلت ذلك لمريم ايضا ؟هل اخبرتها ان تتعلم ،لقد اخبرتنى بكل شىء .. وعدتها بصنع فيلم خصيصا لاجلها ألم تفعل؟
سيزا لقد رحلت مريم ..رحلت نحن الان هنا سويا انا وانت فحسب لقد اخترت القدوم معى كلانا كان يعلم منذ اللحظة الاولى كما ان هناك بالاعلى قمت بعملا رائع ولكن تحتاجين للتعلم سيزا لايمكنك ان تصبحى البطلة هكذا ببساطة ..
منذ متى تعرف ذلك المخرج؟
منذ سنوات قليلة احمد موهوب انا ايضا مثلك احببت السينما منذ صغرى كانت هى الدنيا نحن لانمتلك بيتا منذ الطفولة مثلكم لقد اتينا الى هنا منذ سنوات طويلة كان جدى يبدأ فى تلك المدينة من جديد تركنا قريتنا هناك ولكن انا اصبحت جزء من هنا ذلك البحر اصبح كل شىء بالنسبه لى احب حياتى فى الاسكندرية ولا انوى تبديل ذلك بشىء اخر ولكن منذ ان رأيتك انت علمت اننى فى امتحان مقدس لابد ان اتجاوزه ربما لعنتنى الهه اجدادى ..
هل انا لعنتك ؟!
انت لعنة لمن يحبك سيزا ..انت لاتدركين ماذا يكمن فى داخلك
لومانا لاادرى ان كنت تركت يوسف لاجل السينما ام لاجلك انت؟اتضايق لاننى ملعونة لاتعرف السبب بعد ..
تلك الليلة طاردنى ذلك الكابوس للمرة الاولى كان كمولود لايزال يتشكل فيما بعد اصبح كطفل كامل النمو فى كل مره يتعلم جديد..تلك المره كنت اركض بينما تتبعنى امراة بزى الراهبات الرمادى لكنها لاتشبه اى من معلماتى حاولت ان اعرف اسم لها لكنها ارادت ان تكتم انفاسى حتى استيقظت منها اصرخ ..اصرخ بينما وجه امل فزعا تركض تحضر لاجلى كوب من الماء بعد ان كنت قد حطمت كل ما طالت يدى جوار فراشى..
فى منتصف النهار رن الهاتف اخيرا .اخيرا صفح لومانا على ليلة الامس اخبرنى صوت الملعون بعقلى بينما كان صوت الغريب يردد اسمى جف حلقى حتى علمت انه احمد المخرج تحدث عن صور فوتوغرافية سوف نلتقطها ضرب لى موعد بعد ساعة لاتجهز ..كنت كطفل تركته امه فى لحظة وحيدا لابد له ان يتعلم التصرف كالكبار بمفرده يخشى ان يخطىء فينال العقاب..
لابد ان تتعلمى العربية جيدا رن صوت لومانا فى اذنى اخبرنى بذلك بالامس بينما عقلى لايرى سوى صورة مريم تقف حائلا بيننا وتغضبنى ومن غضبى اخبرته اننى اجيد اللغة العربية جيدا لكنه ابتسم بهدوء ولكن انت تعلمت فى مدرسة فرنسية داخلية مريم اخبرتنى بذلك ..
كنت قد تعلمت كيف اقرأ الروايات على يد مدام اوزيل بلغتها الفرنسية كنا نتحدث طويلا حول حياة ابطالها وكتابها كانت تخبرنى بالمزيد والمزيد وعندما عدت كنت كلما غضبت على مريم تحدثت اليها بالفرنسية التى لاتجيدها كما افعل انا كنت اتعمد اغضابها لاننى تعلمت فى مدرسة بينما بقيت هى مع الام..مر الوقت وانا اقرر بصعوبة اى فستان عليه ان ارتدى كان لومانا فى اليوم التالى لقدومى الى هنا قد قام بحملة شرائية لاجلى كانت المره الاولى التى لااختار فيها شيئا خاص بى واكون راضية اما الان بعد ان بات قرار اختيار الفستان الملائم صعبا لعنته..لعنته لاننى لم اتخذ قرار شراء ملابسى كما اريد انا وليس كما يرانى هو ..لااذكر كم مره صرخت بوجه امل بينما تسرع محاولة مساعدتى وفى كل مره تفعل ما اطلب دون تذمر او غضب ربما هكذا ظننت لهذا احببتها ..
دق جرس الباب فى تمام الموعد وجدت لومانا يقف امامى ومعه احمد يتفحصنى بنظره اخرى ومن خلفهم ذلك المصور الذى اخبرنى عنه احمد فى الهاتف..
عندما جلسنا لتناول القهوة فوجئت باحمد يردد لايمكن ان لاتكونى مصرية يا سيزا ..كان ينظر للومانا بنظرات خاصة
رددت دون النظر لومانا :نعم انا مصرية
هل تعلم عائلتك بما تريدين ؟
لا
كيف وثقت به بتلك السهولة سيزا الملوعنة الطائشة فى المساء كنت ألوم نفسى على الرغم من راحتى طيلة النهار وجدت نفسى اتحدث اليه كما لو كنت اعرفه اجيب كما لو كنت واثقة ..كانت انفاس لومانا الغاضبة تطرب صدرى اردت عقابه ..نعم اردت عقابه ..
عندما فوجئت بتلك الملابس التى احضروها كى ارتديها خصيصا للتصوير وجدتنى انظر فى المراة فاجد تلك المراة التى رأيتها تجلس جوار ابنائها فى الطريق بينما نسير باتومبيل ابى عائدين الى قاهرتنا لنبتعد عن الجنوب عن الصعيد الذى كان غريبا بالنسبه لى وعندما خرجت لاقف امام الكاميرا الفوتغرافيا كنت هى انظر كما كانت تفعل بفرحتها باكسارها وخجلها من حالها ..اعدل هيئتى كما يطلب المصور منى يدعى فاروق كان احمد يصرخ به يريد المزيد من الصور فورا ..كان احمد يردد للومانا ألم اٌقل لك ؟ ..استدير لاقف كما كانت تفعل زوجة الادهم الفلاحة التى كان يتركها فى بيت الصعيد بينما كانت صباح زوجته الاولى هى زوجته الاولى وذراعه فى بيتنا ..كسولة اقف خائفة وكان صباح امامى كزوجة اولى وليس كمربيتى ..كنت اتنفس جيدا كلما نفذت طلبا لهم شعرت اننى ملكة تجلس فى مملكتها وماهى الا مسألة وقت حتى يطيعها مزيدا من الرعية ..احسست بهشاشة وجه يوسف وامه والام وابى ايضا بات الكل مشوشا ..الصورة تقف امامى سيزا بين اغلفة المجلات تصفيق مزيدا من السيدات ساكون انا..
فى تلك الليلة كدت ان اخطأ ..لست زانية عدت لنفسى لست كذلك والعذراء شاهده انا لم افعل شيئا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة سارا تطالب بوقف الانتهاكات الممارسة بحق النساء ومحاسبة


.. -لن نتراجع عن احتجاجنا ما دامت مطالبنا لم تتحقق بعد-




.. استشهاد امرأة وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي على منزل بحي السلام


.. الإهمال والتمييز يفاقم معاناة نساء غزة




.. إحدى النازحات في أماكن اللجوء ذكريات المعصوابي