الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشركة المصرية لإصلاح ونفخ إطارات السيارات - المشير السيسي وشركاه -

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2020 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


حينما تكرس الحكومة والأمن كل آلياتها الإعلامية، لإيهام الناس بأنه لا يصلح لإدارة الوطن سوى الرئيس السيسي ومن ثم التلاعب فى الدستور كي يستمر فى الحكم، بوصفه الوحيد القادر على إدارة شئون البلاد، فهذا اعتراف حكومي، بأن مئة مليون مصري فاشلون وغير قادرين على تحمل مسؤولية الدولة، وأن رئيس وزراء البلاد وجميع الوزراء والقيادات، هم أيضا فاشلون. مما يعني أن العبقري الذي يحكمنا، يترأس نظاما فاشلا من قمة رأسه لأخمص قدميه. أي عقل يقبل تلك الترهات ، وأي شيطان وضع الرجل فى تلك الخانة. فالفشل والقرارات الحمقاء ستنسب إليه. أي مصائب تحيق بمصر، بالطبع سيكون الرئيس هو المسؤول عنها. هذا التعريض والذي نسميه فى عاميتنا المصرية " التعريص " لا يبني وطنا، بقدر ما ينظم مافيا. تصنع القوانين لصالحها والسجون لمعارضيها، والديون من البنك الدولي لاستثماراتها. منذ آدم وحتى آخر مخلوق على وجه الأرض يستطيع الحكم بمهارة تفوق الرجل الذي تنافق من أجله. ربما عامل نظافة أو ماسح أحذية مثل لولا دا سيلفا، يكون أكثر عبقرية من رئيسك الملهم. أقسم بأن تلك النوعية من المنافقين، لو حكمهم المسيح الدجال. صاحب العين الواحدة، لقالوا بأن عينه الأخرى ضاعت فى غزوة أحد دفاعا عن رسول الله. فهذه النوعية من البشر هي أكثر ذكاء من رئيسك. يعيشون فى الظل ويصدرون الرجل للجماهير، حتي إذا ما أتته النوازل، كانوا أبرياء، وتحولوا لتوهم ناحية الإله الجديد.
الذي يقنع الرئيس بأن القبضات الأمنية تحمي البلاد، فهو كاره للرئيس وللشعب وللأرض وخائن بتقدير بن حرام. الذي يقنعه بأن المعارضة خيانة، فهو الخائن المولود من بطن نجسة، لم تضاجع عرق الفلاحين وطمي النهر. من يقنع الرئيس بأن يسير فى مسارات تخالف رغبات الشعب بحجه أنه يعلم وهم لا يعلمون. محض قذر نفعي، لا يهمه الرئيس أو الوطن أو أي من كان، سوى أبيقوريته القميئة.
الدول تبني على الفلسفة والحكمة وليس على مافيا الرأسمالية الطفيلية. البلاد تبني على النهضة لا التنمية. من ورط الرئيس فى مشروعات خدمية وزيادة الموازنة العامة عن طريق الاقتصاد الريعي. جاهل .
سيادة الرئيس مصر ليست محل لإصلاح ونفخ إطارات السيارات. يترأسها معلم يقود صبية. مفردات الوطن فى ظل العولمة، تحتاج إلى مفكرين حقيقيين، فحينما أسمع رئيس مجلس نوابك يرفع بعد حرف الجر وينصب الفاعل ويجر المفعول، فأنت فى مصيبة حقيقية. حينما ترى بنفسك الرشاوي الانتخابية مسجلة بالصوت والصورة والتي يقدمها الحزب المسمى بمستقبل وطن، ولا تتخذ إجراءات لوقف تلك المهزلة وإعلان عدم مشروعية الاقتراع، فأنت فى مصيبة. هؤلاء الشخوص كمن هو فى أعلى المنصة ، الجاهل بأدق تفاصيل لغة التواصل حتى آخر فاجر يشتري أصوات الفقراء ولا يعرف للسياسة معنى سوى أن يصبح سيادة النائب، فأنت فى مصيبة
سيادة الرئيس. الأمور تحتاج إعادة صياغة لبناء هذا الوطن. سيادة الرئيس من قلبي أقولها، إما أنك رجل طيب إلى أبعد الحدود، أو فاشل مثل المائة مليون فاشل اللذين تقدمهم الحكومة للناس. أنت لست الأفضل. لست الأوحد. أنت فاقد الشرعية ولو بالنسبة لي وحدي ولو تغني بك ملايين البشر. لن ترهبنا السجون ولن ترهبنا القضايا الملفقة ولن ترهبنا القبضة الأمنية ، لذا أقولها عن قناعة أنت فاشل سياسيا، رغم عدم تشكيكي فى ذمتك الوطنية والمالية. اترك الحكم بعد فترتك هذه وعدل الدستور وطالب بانتخابات رئاسية أنت لست فيها. أنت تعلم جيدا أن مجلس النواب القادم، ما جاء إلا فى ظروف بائسة، لاتخاذ قرارات بائسة، معدة فى أروقة حكومتك البائسة وهو مجلس محكوم عليه بالفشل قبل المجئ، فالأسر يدل على المسير والبعر يدل على البعير وإعادة إنتاج الحزب الوطني الفاسد تحت بصرك وبصيرتك. تحد واضح لإرادة الجماهير التي باع كثير منهم شرفهم نفاقا من أجل لقمة عيش مغمسة بالذل. مصر ترجع إلى الخلف وإطار السيارة سينفجر ولا تشرك جيش البلاد فى السياسة والحياة المدنية، ولنا فى فلسفة فيختة أسوة غير حسنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال