الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألأيدولوجية ألأسلامية- أللاعَقلانية واللا إنسانية - سَبب أَزمة العالم العربي والأسلامي

نافع شابو

2020 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ألأيدولوجية أللاعَقلانية واللا إنسانية سَبب أَزمة العالم العربي والأسلامي


مقدمة
عندما قال أمانويل ماكرون رئيس فرنسا :" إن الأسلام يمرُّ بازمة في كل بقاع العالم". في الحقيقة ليس ألأسلام فقط يمرُّ بازمة كأيدولوجية خطيرة على العالم المتحضر ، بل الأزمة شملت شعوب العالم الأسلامي ، وبتعبير آخر ، ألمسلمون يمرّون في ازمة بسبب إعتناقهم هذه ألأيدولوجية التي تصطدم بالحضارات ألأنسانية !!! .
وإنَّ ازمات المسلمون كثيرة منها :
ازمة ثقافية وازمة إجتماعية وازمة اقتصادية وازمة فكرية وازمة عقلية وازمة القيم الأخلاقية وازمة نفسية وازمة روحية وازمة سياسية وازمة هوية وانتماء.
ازمات يعاني منها العالم الأسلامي تتحوّل الى امراض نفسية وخلل في الفكر وتناقضات رهيبة ونفاق مؤدلج وكذب مقدس ، وعنصرية متجذرة في الثقافة ألأسلامية ، وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وخيانة الأمانة والغش والفساد والتفاخر والأستعلاء على الآخرين وتقسيم العالم الى عالم ألأسلام وعالم الكفار وتمجيد القتلة والمجرمين الذين غزوا بلدان الكفار وتحليل دماء واعراض واراضي الآخرين ...الخ . ازمات ادّت الى انتشار وباء لوّث عقل المسلم فاصبحت المعايير للقيم والمبادئ الأخلاقية والأنسانية ، التي تحرّك المجتمعات في هذه الدول تناقض العقل والمنطق وضد القيم الأنسانية والمفاهيم االحقيقية للمبادئ السماوية
هذه الأزمات التي ذكرنا ها آنفا ،أدّت وتؤدي الى تسميم العقول والنفوس بتعاليم الكراهية والحقد والعنصرية والسقوط الأخلاقي .
سببها مؤسسات التربية والتعليم في المدارس والجامعات بصورة عامة- ومنها بصورة خاصة جامعة الأزهر في القاهرة والمؤسسات الدينية في قم والنجف وآلاف المدارس الأسلامية في انحاء العالم الأسلامي - التي تُعلّم الشريعة الأسلامية التي تخالف حقوق ألأنسان وتسمم عقول الملايين بالعنصرية والكراهية وغيرها من الأفكار المخالفة لأبسط حقوق ألأنسان .
الكارثة أن ّ ألأيدولوجية ألأسلامية خلقت ولازالت تخلق هذه الأزمات . فعبر التاريخ العربي الأسلامي المسلمون يعيشون الأزمات بل صارت الأزمات جزء من حياتهم ، بل اصبحت خلايا سرطانية في جسم هذه المجتمعات ، وصارت المجتمعات ألأسلامية تثقف شعوبها لكي يعيشوا في عالم اخر هو عالم الماضي ،عالم عصر الغابة ، الذي انتهى ومات . اي أنّ هذه الأزمات جعلت من الشعوب العربية والأسلامية يعيشون كاحياء جسديا ولكنهم اموات نفسيا وروحيا.
أزمة "القيم" ألأخلاقية ، في الدول العربية والأسلامية مترسّخة داخل هذه المجتمعات. وهذه القيم الأخلاقية تصطدم مع القيم ألأنسانية في المجتمعات المتحضرة ولا سيما في الغرب . فمثلا :ألأخلاق في المجتمعات العربية والأسلامية تعتمد على المظاهر الخارجية كالملبس والمأكل والمشرب والتظاهر بالصوم والصلاة ومظاهر التقوى الخارجية . بينما ليس مهما في هذه المجتمعات ، التي تسمتد ثقافتها من الشريعة الأسلامية ،الغش والفساد والرشوى والكذب والنفاق والتقية والعنصرية المقيتة ، وقتل المرتد من الخارجين عن العقيدة الأسلامية ، والدعارة المقنّنة والكراهية للآخرين الذين يختلفون معهم في مفاهيم القيم الأخلاقية، او مختلفين في الدين والمعتقد ، بالأضافة الى ترسيخ ثقافة مجتمع ذكوري فيه يتم تهميش المرأة التي هي اساس المدرسة ألأولى لتنشأة الأجيال.

يقول احد المفكرين :

"أهم ما يؤخذ على الفكر ألأسلامي هو "التناقض" في تعاليمه و"التعارض" في مقولاته, فيما يؤخذ على المفكرين أنَّهم _في غالبيتهم_نافقوا وما زالوا ينافقون الحاكم ورجال الدين ولذلك كان طبيعيا أن تنبع أزمة"القيم"في المجتمع ألأسلامي من"أزمة الفكر ألأسلامي نفسه"...القيم الهابطة في الواقع هي أنعكاس لفشل الفكر وخوائه. ذلك أنّ الضروف ألأجتماعية نفسها محكومة بهذا الفكر. والفكر ألأسلامي نفسه ينتج في كثير من الحالات للقيم الهابطة التي تتحول الى قيم يتم ألأيمان بها وقوننتها يوما بعد يوم, كما هي مسألة حجاب المرأة. والمشكلة أنّه لا سبيل الى تحقيق المناعة ضد فساد القيم, والحد من تيارات القيم السلفية في ظل فكر يؤمن بضرورة التسليم المطلق, ولا يتيح أحترام الراي والرأي ألآخر. وهكذا فأن فرض هذه القيم من ألأعلى, كثيرا ما شاع الرياء والنفاق والفوضى. " انتهى الأقتباس

مشكلة المسلمون في الدول الأسلامية انهم لايعترفون بهذه الأزمات ولايحاولون ايجاد حلول لها.ولا زالت بلدانهم تؤمن بنظرية المؤامرة، وإسلاموفوبيا ،وان الأستعمار الغربي هو الذي خلق ألأرهاب، في حين ألأستعمار ترك هذه البلدان قبل عشرات السنين
نطرية المؤامرة واسلامو فوبيا التي تتشبث بها الدول الأسلامية هي هروب من المشكلة والمسؤولية والقائها على ألآخرين بدل ألأعتراف بأنّ العقيدة الأسلامية هي السبب الرئيسي والمنبع لكل أسباب تخلُّف هذه الدول وعدم مواكبتها للعالم المتحضر، بل الأصطدام بالحضارات الأنسانية والعالم الذي يؤمن بالحرية والديمقراطية والمساوات. إنّ التكفير والأرهاب الفكري للأصولية الأسلامية تشلّ المجتمعات العربية والأسلامية وتشكل خطرا على الحضارة الأنسانية .
عندما نتحدث عن ازمة المسلمين ، فإنّنا لانعمم ، في كون كل المسلمين يمرون بأزمة ، فهناك من ولد في بيت مسلم ولاذنب له ،وهو قد يكون له ايمان بالله وبالأنسانية ولكن لايهمه التراث الأسلامي ، بل يعيش كانسان يفكر بالعمل وخدمة الوطن و كانسان له واجبات وعليه مسؤوليات ، ويستخدم هذا الأنسان العقل والفكر في فهم الحياة والتطلع الى مستقبل مشرق، وهؤلاء كثيرون في البلدان العربية وألأسلامية . لكن في نفس الوقت نحن نلوم هؤلاء وهم الغالبية من المسلمين لأنّهم يتحملون مسؤولية كبيرة لتغيير هذا الواقع الذي يسيطر عليه الأصولويّون من المسلمين الذين هم السائدون في المجتمعات العربية والأسلامية .
أزمة العقل في المجتمعات العربية وألأسلامية :
أنا لأ أُفَكِّر ...إذن أنا مُسلم"!!
أعتقد هذا هو الفكر االذي يقود المجتمعات العربية وألأسلامية ، فهناك رجال دين وحتى الساسة و المراجع الدينية الأسلامية التي تتاجر بالدين، ونسبة كبيرة من الناس الذين يحرصون على التسليم بأنَّ الأنسان مخلوق ضعيف لايعرف شيئا وعليه يُسلّمون عقولهم ونفوسهم ومصيرهم بيد رجال الدين . لذلك نشأت ثقافة في هذه المجتمعات تُسمى " ثقافة القطيع "، حيث تصرفات وسلوك الأنسان الفرد تتأثر بسلوك الجماعة ولايستطيع الأنسان ان يبني حياته على العقل والمنطق والأبداع خارج هذا ألقطيع . والأيدولوجية الأسلامية هي مبنية على ثقافة القطيع ، وليس من السهل الخروج عن هذه الثقافة .
في كتابه "محنة العقل في الأسلام" يقول مصطفى جحا
القرآن ذو الوجوه الكثيرة يجب وضعه في المتحف .. سيف محمد والقرآن هما ألأعداء الأكثر عنادا للحضارة والحرية والحقيقة ..محنة العقل ان يبقى ألأنسان الماضي سيدا على ألأنسان الحاضر والمستقبل ..تجارة ألأسلام رائجة : كذب إلهي كذب شرعي بضاعتهم مخدرات سموم ، تفاهات سخافات مصنّعة ومُغلِّفة في معامل الله والنبي وألأئمة والوكلاء الصالحون.
ونختم بقوله : "إنّ العقل العربي مأسور ولقد وضعوه في تابوت وأحكموا ألأقفال عليه. على يد جماعة المافية القريشية ، أساتذة مكة مهندسي الدين الحنيف ...لاتزال عقولنا ونفوسنا يحتلها ذلك البدوي الذي اكتنست لحمه الصحراء وسحقت عضامه .أفلا نخجل؟؟؟. (1)
راجع كتاب محنة العقل في ألأسلام مصطفى جحا
هل ألأيمان في الأسلام قائم على العقل ام أنّه ايمان أصولي ووراثي؟
الشاعر معروف الرصافي في كتابه “الشخصية المحمدية" يقول:
لو اردنا ان نستعرض ايمان المسلمين في عهد محمد ونستشف ما فيه من الوان مختلفة لجاز ان نقول مستندين في قولنا الى ما الهمنا إياه الفكر الرقيق والنظر الصحيح من اقوال الرواة المسطورة في كتب السير: إنّ ألأيمان بمحمد وما جاء به كان يقع على وجوه شتى ، بالوان مختلفة :
منه : ما هو ايمان عقلي علمي يستند في وقوعه الى العقل والعلم بما ورائه من غاية مطلوبة ،كايمان ابي بكر الصديق (ويقصد انه ايمان من اجل الوصول الى غاية كالسلطة والمال والنساء).
ومنه : إيمان تبعي كايمان خديجة زوجة محمد وبناته وكايمان علي بن ابي طالب وزيد بن حارثة (اهل البيت)
ومنه : ايمان إقناعي كايمان عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف..الخ وهو ايمان حصل بدعاية ابي بكر فهو الذي اقنعهم اليه.
ومنه : إيمان حميوي ، نسبة الى الحمية بمعنى ألأنفة والنخوة ، كأيمان حمزة عم النبي (اي نخوة العشيرة والقرابة ).
ومنه: إيمان انتفاعي كإيمان حبيب بن يساف الذي خرج مع المسلمين في غزو بدر وهو غير مسلم ثم أسلم رغبة في الغنيمة.[وهذا كان السبب الرئيسي عند القبائل العربية التي دخلت في الأسلام للحصول على الغنائم والنساء وألأماء والعبيد والأستيلاء على اراضي الآخرين .لهذا كان محمد يقول للأعراب : قولوا اسلمنا ولاتقولوا آمنا ]
ومنه : ايمان فطري ، كإيمان ابي ذر الغفاري فإنّه كان من المتالهين قبل أن تبلغهُ نبوة محمد ، وكان يتعبد ويصلي لله متجها في صلاته الى اي جهة إتفق إتجاهه اليها .
ومنه: إيمان منامي ، كإيمان خالد بن سعيد بن العاص وذلك انه رائ رؤيا هالته وافرعته فقام من نومه مرعوبا فذهب الى ابي بكر لأنه كان عندهم يحسن تعبير الرؤيا .
ومنه إيمان نكاحي!!!: كما ورد في ام سليم مع ابي سليم ، وذلك انه خطبها وهو كافر وهي مسلمة ، فقالت والله ما مثلك يرد ولكنك كافر وانا مسلمة ولا يحل ان أتزوجك ، فإن تسلم فهذا مهرك ولا اسألك غيره ، فأسلم فكان إسلامه مهرها ، كما أخرجه النسائي وصححه عن ابن عباس . فإسلام ابي سليم نكاحي .ص 612
ومنه : إيمان قهري ، كايمان الوليد بن عقبة بن ابي معيط فإنّه كان موثورا بالأسلام لأن محمدا قتل أباه عقبة في طريقه الى المدينة عند مرجعه من بدر ، وكان عقبة في ألأسرى ، ولم يسلم إبنه الا بعد ما كانت للأسلام سطوة قاهرة لا ملجأ له منه الا اليها . فإيمانه قهري ومن هذا القبيل إيمان الذين دخلو في دين الله أفواجا بعد فتح مكة إذ لم يبق لهم ملجأ من ألأسلام إلا اليه [ألأيمان القهري يعني أن يدخل الناس الى ألأسلام وهم غير مقتنعين وغير مؤمنين بالأسلام !!!]..
ومنه : إيمان جنائي ، كايمان المغيرة بن شعبة . فقد ذكروا أنّه قتل ثلاثة عشر رجلا من بني مالك من ثقيق ، وكان قد رافقهم وهم وافدون على المقوقس صاحب مصر بهدايا . فأنزلهم وأكرم مثواهم ولما دخلوا عليه ومعهم المغيرة سألهم عنه المقوقس فقالوا : ليس منا هو من ألأحلاف.
فلما نزلوا منزلا في طريقهم ، أخذوا يشربون الخمر ، وصار المغيرة يخدمهم ويستقيهم ، ولم يشرب هو متعذرا بأن في رأسه صداعا ، وصار يكثر لهم بغير مزج حتى همدوا ، فقتلهم جميعا ، وأخذ ما معهم من ألأموال وأتى النبي محمدا في المدينة وأسلم ، وقدم ألأموال التي معه كغنيمة حربية ليخمس النبي (السيرة الحلبية ج2 ص 65). ويضيف معروف الرصافي فيقول : ولا شك أنّ المغيرة بعد ارتكابه هذه الجناية المنكرة لايستطيع الرجوع الى قومه فلا نجاة له منها الا بالأسلام، فايمانه جنائي كما قلن.
ولكن النبي قبل إسلام المغيرة لم يقبل منه ألأموال وقال لا آخذ من أموالهم شيئا فإنّه غدر والغدر لاخير فيه .[ تصوروا محمد يضم كل القتلة والمجرمين والغدّارين والصعاليك الى الأسلام أي انّ الأسلام كان ملجأ للصوص وقطاع الطرق والمجرمين الذين طردتهم قبائلهم فلجئوا الى الأسلام ليستخدمهم في الغزوات وهم طبعا لاعلاقة لهم بالأسلام ولا ايمان لهم ].
ومنه : إيمان بلاهي ، نسبة الى البلاهة ، كايمان سودة بنت زمعة ، إحدى أزواج النبي ، فقد ذكروا ان النبي دفع اليها اسيرا يكون عندها في بيتها الى ان ينظر في امره ، فأخذ ألأسير يئن بالله فقالت له سودة : مالك تئن؟ فشكى اليها ألم القيد ، فقامت وأرخت من كتافه ، فلما نامت ، أخرج ألأسير يده وهرب . فلما أصبح النبي دعا بالأسير فأعلم بشأنه ، فغضب على سودة وقال : اللهم اقطع يديها !!!.فاخبرت سودة بما قال النبي فرفعت يديها ، ومدتها الى السماء تتوقع ألأجابة وتنتظر أن يقطع الله يديها ، وبقيت على هذه الحالة رافعة يديها . فبلغ ذلك النبي . قال النبي قولوا لسودة فلترد يديها ، وعند ذلك ردت سودة يديها وانزل محمد آية تتضمن شيئا من لوم نفسه على استعماله بالدعاء على سودة ."ويدعو ألأنسان بالشر دعاءه بالخير وكان ألأنسان عجولا"سورة ألأسراء 11".
[السؤال اين رحمة محمد في دعوته لله لقطع ايدي زوجته بينما زوجته سودة رحمت الأسير الذي كان يئنُّ من قيد الأسر؟]
ولاننسى ألأيمان الكيدي ، كأيمان عبدالله بن سلام وإخوته من اليهود الذين أسلموا ، فإنهم إنّما أسلموا ليكيدوا لأهل ألأسلام المكايد ، ومكايدهم لأهل ألأسلام مذكورة في كتب التاريخ فلا حاجة الى ذكر شيء منها هنا (هناك في التراث الأسلامي موضوع عن الأسرائيليات تتحدث عن هذه المايد).
وهناك لون واحد من ألوان ألأيمان نجعله خاتمة في هذا الموضوع وهو ألأيمان التقليدي الذي يمثله من القرآن قوله :"إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون "(سورة الزغرف 23) [ أي أن العرب من الصعب عليهم أن يُغيّروا تفكيرهم ومعتقداتهم وطبائعهم وثقافتهم الصحراوية . اليوم العالم يتغيّر بينما العرب خاصة والمسلمين عامة متشبثيين بالأيدولوجية الأسلامية التي لاتواكب العصر] .(2).

أنَّ رجال الدين المسلمين في هذه الأيام يفتون بمنع استخدام العقل حتى طرح ألأسئلة على علماء وشيوخ المسلمين هي محذورة ويُتّهم السائل بأنَّ أسئلته تعني أو تدل على الحاده . فألأسئلة في ألأسلام بدعة وكُل بدعة هي من الشيطان !!! وها هو موقع مشهور في الأنترنت (اسلام ويب نيت ) يؤكد على أنَّ المسلم عندما يستخدم عقله فهو في هذه الحالة قد زاغ وضلَ.
فبعد استشهاد صاحب الفتوى ببعض الآيات القرآنية يجاوب على سؤال مطروح من شخص يقول: ما رأيكم ، يافضيلة الشيخ ، في شخص يقول انه لايفترض أنّنا نكون الصم العمي للعلماء فيفترض تحكيم العقل في بعض المسائل التي يحدث فيها خلاف بين العلماء . افيدوني وما هو الواجب عليَّ تجاه هذا الشخص ، لاسيَّما هو صديق . وشكرا”؟.
: يجاوب صاحب الفتوى على تسائل هذا الشخص فيقول بعد مقدمة
….."أحكام الشرع – من حلال وحرام – لاتُعرف بالعقل ومن إتَّبعَ فيها عقله زاغَ وضلَّ . …. والخلاصة أننا أمرنا باتباع ما أنزل الله على رسوله فيستشهد بالآية ألأعراف :3 ” …
ولايمكن لغير العالم معرفة ما أنزل الله ، وما هو حكم الله الاّ بالرجوع الى أهل العلم(اي رجل الدين العالم في كل شيء حتى الطب والهندسة).
إنَّ المازق الذي وقع فيه علماء وشيوخ المسلمين هو تغليب النص القرآني على العقل . فعندما يفكر الأنسان المسلم بطريقة عقلية ومنطقية مقنعة وواضحةوضوح الشمس ولكن يخالف ،حرفية النص القرآني أو تفاسير من سبقوه ، فعند ذلك على المسلم أن يتخلى عن قناعته الشخصية المبنية على التفكير السليم ليُسلِّم عقله وقلبه ووجدانه الى رجل الدين الذي يدعوه الى التخلي عن العقلانية واتباع ما يفسره رجل الدين حتى لو كان التفسير مخالفا للعقل والمنطق ، وعلى المسلم ان يقبل بكل التناقضات الموجودة في عشرات الآيات القرانية التي تخالف العقل والمنطق المبي على قانون "عدم التناقض".

هذا هو الفكر السائد في المجتمعات العربية والأسلامية . فحتى الطبيب ، المسلم ، المتخصص في النسائية على- سبيل المثال لا الحصر- عليه أن يتبع الشريعة الأسلامية التي تقول أن فترة الحمل قد تصل الى سنتين او حتى اربعة سنوات. وهذا الطبيب الذي يعرف جيدا ان فترة الحمل عند المراة لاتتجاوز تسعة اشهر ، ولكنه يخضع لما يقوله الشرع الأسلامي ولو يناقض علمه وعقله ما نُقل اليه السلف من علماء الدين المسلمين.
وعلى المسلمين ان يقبلوا النص القرآني والأحاديث النبوية عن أنّ
من حق الرجل ان يضرب المرأة في الفراش بموجب سورة النسا اية 34
(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)
كذلك الرجل له الحق في ضرب المرأة، "لأن الرجال قوّأمون على النساء "، وإن التأديب شرعي في الأسلام بضرب المراة وان المراة تشبه الكللب الذي يقطع صلاة المسلم وهي تشبه الحمار . وأغلب نساء المسلمون في النار، والمراة ملعونة ، وشهادتها نصف شهادة الرجل ، والمرأة أضرُّ على الرجل ، وهي فتنة له، وأن الله خلقها من ضلع اعوج .

وفي احاديث منسوبة الى محمد :"أنّ المرأة ناقصة عقل ودين " ولاتصلح لتكون سيدة محترمة في المجتمع كما جاء في الحديث "لن يفلحُ قومٌ ولّوا أمرهم إمراة".
ولكن في كُلِّ هذه النعوت التي تهين كرامة المرأة -كأُم وزوجة واخت - في القرآن والأحاديث ياتي شيوخ المسلمين -وعلى راسهم شيخ الأزهر أحمد الطيب -ليقولوا لنا ان الله ورسوله كرّموا المرأة . وإنّ إهانة المرأة نقص الفهم وجهل فاضح وقلة المروءة كُلّ من يستعمل العنف ضد المرأة !!!!(3) .
هذه امثلة عن بعض التناقضات والشوزوفرينيا في شخصية المسلم إبتداءا من شيخ الأزهر وصولا الى كُل إنسان يؤمن بالأيدولوجية الأسلامية ، المبنية على النفاق الشرعي والكذب والتقية .
رجال الدين وشيوخ وعلماء المسلمين يمنعون أن يختار الأنسان المسلم طريقة حياته ويقمعوا حريته الفكرية والعقائدية ويحرّمون على المسلم استخدام مَلكات التي منحها الله للأنسان المخلوق على صورته كمثاله وهو العقل وحرية الأرادة والتفكير وألأختيار ، والسبب برأي الكثيرين من المفكرين والباحثين في ألأيدولوجية ألأسلامية ، هو أنّ التاريخ ألأسلامي ومنذ القرن الحادي عشر حارب العقل على حساب النقل ،وجعل الشريعة ألأسلامية والنصوص القرآنية هي فوق العقل ويجب أن يخضع العقل للنص ولايُقبل أن يخضع النص للعقل ،لأنّ العقل بحسب رجل الدين هو محدود ونسبي بينما النص القرآني والشريعة هي مطلقة ومنزلة ، وهي المرجعية للقوانين والشرائع التي تسنُّ في الدول ألأسلامية . هكذا يتم استعباد حرية التفكير وتحجيم وتغييب العقل لدى المسلمين و يتم التحكُّم بحريّة التفكير وحرية ألأختيار وحرية الرأيء . بالرغم من وجود آيات قرآنية لايمكن أن يقبلها إنسان القرن الواحد والعشرون ، بل حتى البدو في الصحراء اليوم لايقتنع بها ، ومع ذلك يقول علماء المسلمون :”أنّ القرآن صالح لكُلِّ زمان ومكان “.
جاء في سورة المائدة:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
المائدة/ 101 ..
اجمع علماء المسلملون في تفسير هذه الآية بالقول : الله نهى المؤمنين عن سؤال محمد عن أشياء سكت الله عنها في كتابه ، وعفا عنها ؛

إنَّ العقل والمنطق هما حجة ووسيلة لشرح ألأفكار والمعتقدات ، أمّأ في ألأسلام ، الفكر والمعتقد والتعاليم تفرض فرضا بالأكراه على المسلمين.
يقول الفيلسوف مراد وهبة :
هناك معرفة هي نتيجة الأيمان الى جانب المعرفة النابعة من العقل البشري.
اي ان المعنى ألأول للدين : أنّه ايمان برسالة . هذه الرسالة يتقبلها ألأنسان عاطفيا في البداية .
اما المرحلة الثانية: هو عمل عقلي لكي يكون ألأيمان بالرسالة مفهوم ومقبول عقليا .لأنَّ الأنسان حيوان عاقل يضع بنود تُعبّر عن الرسالة التي يؤمن بها عقليا ويسمّيها "عقيدة".
إذن ألأيمان العقلي يتحول الى معتقد .وعندما يمارس الأنسان العقيدة عمليا مع الناس ، فأمامه ،إمّا أن يفرض هذه العقيدة بالقوة او بالأقناع . وعندما تُفرض العقيدة (او ألأيدولوجية) بالقوة فهو يدخل في صدام مع المجتمع .[ والأسلام منذُ انطلاقه قائم على قوة السيف وفرض العقيدة الأسلامية على الشعوب المقهورة ] .
السؤال لماذا يصل الأنسان الى مرحلة استخدام القوة؟
عندما يتحول الدين الى معتقد مطلق اي حقيقة مطلقة وحدة لاتتعدد "مغلقة". فإذا هنا الأنسان يدخل في مستوى أعلى من الواقع المتغيّر ، وحالة نسبية وأنت تفرض على هذا الواقع "مطلق" لايتغيّر
المطلق هذا واحد وليس هناك اثنان ، ولكن هناك مطلقات أخرى ، وأديان أخرى وهنا يحصل الصدام على مستوى المعتقد .إذا انت في هذه الحالة تريد فرضه على الواقع .
إذا آمنت بمعتقد "المطلق" هذا هنا يُحترم رأيك . أمّا إذا تريد فرضه على ألآخرين فهنا تبدأ المشاكل بمعتقد آخر وهو ايضا يعتبره "مطلق".
في هذه الحالة نشأ مصطلح مهم ، المثقفون يحاولون أن يتحاشوه وهو "مصطلح ألأصولية "..
يقول الفيلسوف مراد وهبة نقلا عن البابا فرنسيس :"الله رحمة .إذن لاندين أحدا حتى الذين اختلفوا معنا في العقيدة ".أمّا ألأصولية فتعتبر أنّ الحقيقة تمتلكها ، وأنّ كل من يخالفهم يتم تكفيره
وفي كتابه "جرثومة التخلف" يقول وهبة: التخلُّف له جرثومة ، والعالم العربي والأسلامي لهما جرثومة التخلف ، لأنّها أمتنعت عن مسايرة الحضارة . العالم العربي لا زال يعيش في القرن 12 الذي هو نهاية ابن رشد وبداية القرن 13 قرن الأصولية الدينية .فمنذ القرن 13 الى القرن 21 ، اي حوالي 8 قرون ،العرب والمسلمون يعيشون خارج الحضارة ..الأنسان العربي عايش في زمن التكنولوجيا في القرن 21 ولكن عقله يعيش في القرن 13 قرن ابن تيمية عميد ألأخوان المسلمين اليوم ، الذي حارب العقل والأبداع والتنوير وكفّر ابن رشد(4).
الباحثة الدكتورة نايلة سليني في محاضرة لها بعنوان : "التكرار في القرآن " توصلت في ابحاثها ان القران فيه تكرار في ألآيات بلغت حوالي 57% ( اي ان المصحف ألأول كان بنصف حجم المصحف الحالي من حيث النصوص القرآنية) .
وإن التكرار الموجود في القران الحالي يجيب عن جملة مسائل (او بالحقيقة يطرح جملة من المسائل حسب رايي):
عن قضية جمع المصحف وتاريخية النص؟
عن ألأحوال الشفوية والكتابة في ذلك العصر ؟
عن الثقافة بين المعتبر وحيا والمعتبر تفسيرا؟
وفي الأخير تتسائل الباحثة عن ماهي النواة الأصلي للقرآن فتصل الى حقيقة
غاية في الخطورة على ان المكرر دليل على ان النص كائن حي ينمو
بنمو قارءه ولذلك افلت من قيود علوم التفسير ، وكُلّما تاخر اللاحق عن فترة التكوين الح عليه السؤال واحتار في جواب يوافق بين الأسلام الأيماني والأيمان العقلي
فالتكرار اذن شاهدٌ على أنّ الذاكرة ظلَّت تُنافس التدوين.(5).
ألآيات المُكمات والآيات المتشابهات
جاء في سورة آل عمران ألآية 7:
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
يقول معروف الرصافي في كتابه "الشخصية المحمدية" عن شرحه للآية اعلاه:
القرآن يحتوي نوعين من الآيات : 1-المحكم من الآيات القرانية هي واضحة المعنى واللفظ ولاتحتاج الى تأويل بينما 2 - المتشابه من ألآيات غير مفهومة او غامضة ، والمقصود من انزالها كف المسلمين عن الخوض في ذلك لأنّه يؤدي الى الفتنة والى انشقاقهم واختلافهم فيما بينهم . ..لذلك نرى السلف من الصحابة والتابعين كلهم قائلين هذا القول المأثور عن ابن عباس ، فكانوا اذا سئل أحدهم عن شيء من المتشابه قال: "نؤمن به وعلمه عند الله"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
“"من العجائب أنّك إذا طالعت ما كتبه علماء المسلمين من كتب التفسير وغيرها مما يتعلق بالأمور الدينية رأيتهم في أقوالهم يَعقلون ولايَعقلون في آن واحد ومسألة واحدة ، تراهم إذا سلكوا طريقا للبحث والتحقيق يُماشون العقل جنبا الى جنب ما لم يعارضهم شيء غير معقول مما له علاقة بالدين ولو من وجه بعيد. أمّا اذا عاقهم في طريقهم شيء من ذلك فإنَّهم عندئذِ يتركون العقل وراءهم ويمشون خلف غير المعقول ، والشواهد على ذلك كثيرة في كتبهم فلا حاجة الى ايرادها"(6).
يتسائل الكاتب عبدالرزاق عبدو في كتابه “سدنة هياكل الوهم:

كيف ان المفسرين دخلوا في التفاسير والأحاديث في الميثولوجيا؟ والأساطير وتركوا العقل؟
اليس الفكر الديني الذي يطفو على المشهد الراهن عرض من اعراض ازمة الهوية المهددة بالتلاشي سياسيا وثقافيا وحضاريا .، كونه محكوما بمنظومة فكرية قاصرة ،عن الأستجابة لكل التحديات والمعضلات التي تجابهنا اليوم ، اعني المنظومة الفقهية كما تتجلى في العقل المشيخي ، المنبري الوعظي ،الداحض للعقل الكوني الحديث بشتى تياراته ومدارسه؟(7)
ونحن بدورنا نطرح على المسلمين بعض الأسئلة ونحتاج الى إجابات من قبل علماء المسلمين :
ماذا بقي من ايات محكمات في القرآن طالما هناك اكثر من 57% من الآيات مكررة ؟
لماذا هذه النصوص المتشابه في القرآ ن طالما لايفهمه البشر؟
والسؤال الأهم كيف يؤمن العجم ،الذين يشكلون اكثر من مليار مسلم ، بكتاب القرآن المكتوب باللغة العربية ، بينما العرب انفسهم لايفهمون معظم ألآيات القرآنية المصنّفة بالآيات المتشابهات ؟
كيف يُعقل كتاب مُنزّل من عندالله للبشرية ولايفهمه البشر، حيث دخلوا علماء المسلمين في حيص بيص واختلفوا في تفسير النصوص القرآنية؟ اليس هذا يخالف العقل والمنطق؟
ماذا بقي من آيات محكمات في القرآن طالما هناك اكثر من 57% من الآيات مكررة والباقي غالبيتها آيات متشابهات لايعرف تفسيرها الا الله ؟

لماذا يُحارب الساسة ورجال الدين المسلمين كُلِّ إنسان يحاول كشف الحقائق التاريخية وتسليط الضوء على التراث ألأسلامي فيتم محاكمتهم بتهمة ازدراء بالأديان؟ ولماذا هذا الفزع والخوف من نشر حقائق كاريكاتيريا عن الأسلام ونبي المسلمين ، وهي مدوّنة في كتبهم وتراثهم ألأسلامي ؟
لماذا يُغيَّب العقل والمنطق في المؤسسات الدينية في العالم ألأسلامي ، ولايُقبل كُلِّ من يحاول مراجعة أو نقد العقيدة ألأسلامية ، سواء النصوص القرآنية والتفاسير او السنة النبويةّ؟
لماذا لايقبل رجال الدين وعلمائهم ألأجابة على تسائلات المسلمين ، وخاصة الشباب منهم في مواضيع تاريخية عن الجرائم التي ارتكبها الصحابا والخلفاء وسلاطين الخلافة ألأسلامية ؟
لماذا يحاول رجال الدين المسلمين استخدام حكم الردة على كُلِّ انسان ولد في بيت مسلم إذا اراد أن يغيّر اعتقاده الديني بعد نضوجه العقلي وبحثه عن الحقائق التي يكتشفها عقله وفكره ؟
لماذا يتجنب رجال الدين والعلماء المتخصصين في تفسير الآيات القرآنية أن يجاوبوا على تسائلات المسلمين حول حقائق تخص النصوص القرانية المتناقضة والتي تجعل المسلم يصاب بالشيزوفرينا (ألأنفصام في الشخصية) ؟
ويطرح احد المفكرين السؤال التالي: “لماذا تخلّف المسلمون”؟
ماهي اسباب الانغلاق الفكري والانعزال الحضاري في الدول العربية – الأسلامية؟

لماذا هذا الهوس والفزع من نظرية المؤامرة ؟
وأخيرا وهو ألأهم
هل القرآن والشريعة الأسلامية صالحين لكُلِّ زمان ومكان أم انهما يخالفان العقل والمنطق في احيانٍ كثيرة وتخالف العقيدة ألأسلامية ابسط حقوق الأنسان وخاصة حقوق المرأة ؟
هذه ألأسئلة وغيرها يجب ان يجاوب عليها المسلمون ، هي تشبه اسئلة طبيب يسأل مريضه ليستطيع الطبيب تشخيص المرض ومن ثم علاجه
المصادر
(1)
راجع كتاب محنة العقل في ألأسلام للكاتب مصطفى جحا
(2)
كتاب "الشخصية المحمدية " للشاعر والكاتب معروف الرصافي
(3)
إسلاميات: برنامج الدليل الأخ وحيد الحلقة 585
https://www.youtube.com/watch?v=2ADOXW1uIn8
(4)
فيديو مراد وهوبة ما هو سر تخلف العرب
فيديو مراد وهبة الفساد الديني
(5)
د. نايلة سليني تتحدث عن مشكل التكرار في القرآن وتطرحه مدخلا للبحث عن النواة القرآنية

https://www.youtube.com/watch?v=3rSbgeJuka0
(6)
الشخصية المحمدية للشاعر والكاتب معروف الرصافي
ص 645
(7)
كتاب"سدنة هياكل الوهم " للكاتب عبدالرزاق عبدو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ليست الأزمة أزمة الإسلام
نعيم إيليا ( 2020 / 12 / 5 - 11:53 )
بعد التحية
إذا كان الرئيس ماكرون صرح بأن الإسلام في أزمة، فقد صرح أيضاً بما يلي:
(نحن ساهمنا بإيجاد الانعزالية، وجمهوريتنا سمحت بظهور غيتوهات ومناطق مزدحمة ..).
وتصريحه الثاني نقيض تصريحه الأول. فالأول يقول: إن الإسلام في أزمة، والثاني يقول: بل إن الجمهورية ذات التقاليد العلمانية هي المأزومة.
لو سمح لي الكاتب المحترم أن أسأله :
أزمة من هي مع الإسلام؟ أهي أزمة الإيزيديين مع الإسلام في الشنكال أم هي أزمة المسلمين مع الإسلام؟
أزمة من هي مع الإسلام ؟ أهي أزمة المسيحيين الموصليين مع الإسلام، أم أزمة المسلمين الموصليين مع الإسلام؟
أزمة من هي مع الإسلام؟ أهي أزمة الفرنسيين اللامسلمين مع الإسلام، أم أزمة الفرنسيين المسلمين مع فرنسا؟
أزمة من هي مع الإسلام؟ أهي أزمة الكاتب مع الإسلام، أم أزمة الكاتب المسلم مع الإسلام؟
لو لم تكن الأزمة أزمة الكاتب مع الإسلام، فلماذا ينتقد الكاتب الإسلام؟
شكراً !