الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرّاسات شيوعيّة - عدد 1- الرّئيس ماوتسي تونغ يدعم كفاح الأفارقة ‏الأمريكيّين

حزب الكادحين

2020 / 12 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تقديـــم:‏
‏ في ما يلي نصّان للرّئيس ماوتسي تونغ حول قضيّة التّمييز ‏العنصري ضدّ سكّان الولايات المتّحدة الأمريكيّة المنحدرين من أصول ‏أفريقيّة الذي تمارسه البرجوازيّة الاحتكاريّة الحاكمة والمهيمنة في هذا ‏البلد. ‏
‏ تكمن أهميّة النصّين في راهنيّتهما في ظلّ تواصل سياسة التمييز ‏العنصري التي تمارسها الإمبرياليّة الأمريكيّة على مختلف الأصعدة ‏الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافيّة والحقوقيّة ضدّ الأفارقة ‏الأمريكيّين وما يواكب ذلك من عنف وقمع وحشيّ واستمرار كفاح ‏هؤلاء المضطهَدين ضدّ تلك السّياسة.‏
‏ النصّان هما بيانان لمساندة ودعم الشعب الصّيني للأفارقة ‏الأمريكيّين في كفاحهم ضدّ التّمييز العنصري من أجل تحقيق تحرّرهم ‏ونيل حقوقهم. وفيهما ينزّل ماو صراع السّود ضدّ سياسة التمييز ‏العنصري في الولايات المتّحدة الأمريكيّة ضمن الصّراع الطّبقي ‏ويشيد بكفاحهم المستميت وتضحياتهم مؤكّدا أنّه بفضل دعم الطّبقات ‏الاجتماعية الكادحة والثّوريين في الولايات المتحدة وثورتهم على ‏البرجوازيّة الاحتكاريّة وكذلك نضال الشعوب والأمم المضطهَدة في ‏العالم سيدفع بكفاح الأفارقة السّود إلى الأمام وبأنّ القضاء على التمييز ‏العنصري سيتحقّق بالقضاء على الامبريالية الأمريكيّة.‏ - طريــق الثّـــورة - جــوان 2020 .
النصّ الأوّل:‏
بيان يدعم الأمريكيين السّود في معركتهم العادلة ضدّ التمييز ‏العنصري للإمبرياليّة الأمريكية، ماوتسي تونغ، (8 أوت 1963) ‏‏(1)‏
طلب منّي زعيم زنجي أمريكي يلجأ الآن إلى كوبا، السيّد روبرت ‏ويليامز(2)، الرّئيس السّابق لقسم الرابطة الوطنية لتقدم الأشخاص ‏الملوّنين في مونرو بولاية كارولينا الشمالية، مرتين هذا العام بيانا ‏يؤيد نضال الأمريكيين السّود ضد التمييز العنصري. وباسم الشعب ‏الصّيني، أودّ أن أغتنم هذه الفرصة للتّعبير عن دعمنا الثابت ‏للأمريكيين السود في كفاحهم ضد التمييز العنصري ومن أجل الحريّة ‏والمساواة في الحقوق‎.‎
هناك أكثر من 19 مليون أسود في الولايات المتحدة، أي حوالي ‏‏11٪ من مجموع السكان. إنهم مستعبدون ومضطهَدون ومعرّضون ‏للتّمييز - هذا هو موقعهم في المجتمع. والغالبية العظمى منهم محرومة ‏من حقها في التصويت. وبشكل عامّ، فقط الوظائف الأكثر قسوة ‏واحتقارًا مفتوحة لهم، ومتوسّط راتبهم بالكاد هو ثلث أو نصف راتب ‏البيض، ونسبة البطالة بين السّود هي الأعلى. في العديد من الولايات، ‏يُحظر عليهم الذهاب إلى نفس المدرسة أو تناول الطعام على نفس ‏الطاولة أو السّفر في نفس القسم من الحافلة أو القطار مع البيض. ‏وغالبًا مـا
يتمّ اعتقال الزنوج أو ضربهم أو اغتيالهم حسب الرغبة من قبل ‏السلطات الأمريكية على مختلف المستويات ومن قبل أعضاء كو ‏كلوكس كلان(3) وغيرهم من العنصريّين‎.‎
إنّ الأمريكيين السّود يستيقظون ومقاومتهم تزداد قوة شيئا فشيئا. وقد ‏شهدت السنوات القليلة الماضية توسعًا مستمرًا في نضالهم الجماهيري ‏ضد التمييز العنصري ومن أجل الحرية والمساواة في الحقوق‎.‎
في عام 1957، كافح السود في ليتل روك، في أركنساس، بشدّة ضد ‏رفض تسجيل أطفالهم في المدارس العموميّة، وقد استخدمت السلطات ‏القوّة المسلّحة ضدّهم، مما تسبب في حادثة ليتل روك التي صدمت ‏العالم‎.‎
وفي عام 1960، نظّم الزنوج في أكثر من عشرين ولاية اعتصامات ‏احتجاجًا على الفصل العنصري في المطاعم والمحلاّت التّجارية ‏وغيرها من الأماكن العامّة المحلية‎.‎
وفي عام 1961، أطلق السود حملة‎ ‎‏"ركّاب الحريّة" لمعارضة ‏الفصل العنصري في وسائل النقل العمومي، وهي حملة انتشرت ‏بسرعة إلى العديد من الولايات‎.‎
في عام 1962، حارب السود في ميسيسيبي من أجل المساواة في ‏حقّ الالتحاق بالكليات وعانوا من القمع الدموي من قبل السلطات‎.‎
هذا العام، بدأ الأمريكيّون السّود معركتهم في أوائل أفريل في ‏برمنغهام، في ألاباما، فتعرّض غير المسلّحين والعزّل منهم إلى ‏الاعتقال الجماعي ووقع قمعهم بوحشيّة لمجرّد تنظيم اجتماعات ‏ومسيرات ضد التمييز العنصري. في 12 جوان، أغتيل السيد مدغار ‏إيفرز، رئيس الشعب الأسود في ولاية ميسيسيبي، بدم بارد. وفي تحدٍّ ‏للوحشية والعنف، قادت الجماهير السوداء الغاضبة نضالها بطريقة ‏أكثر بطولية واكتسبت بسرعة دعم السود وغيرهم من الأشخاص من ‏الطبقات المختلفة عبر الولايات المتحدة. ويدور صراع وطني عملاق ‏وقوي في جميع المدن وجميع الولايات تقريبًا، ويشتد الصراع. وقد ‏قرّرت منظمات الزنوج في الولايات المتحدة إطلاق "مسيرة الحريّة" ‏في واشنطن يوم 28 أوت، سيشارك فيها 250 ألف شخص‎.‎
‏ إنّ التطوّر السّريع لنضال الأمريكيّين السّود هو دليل على تكثيف ‏الصراع الطبقي وتكثيف النضال الوطني في الولايات المتّحدة، وقد ‏أثار هذا قلقًا متزايدًا بين الدوائر الأمريكيّة الحاكمة. وتستخدم إدارة ‏كينيدي بشكل مخادع تكتيكًا مزدوجًا. فمن ناحية، يواصل التآمر ‏والمشاركة في التمييز ضد السّود وفي اضطهادهم، وحتى أنّـه يرسل ‏قوات لقمعهم. ومن ناحية أخرى، وفي محاولة لتخدير إرادة القتال لدى ‏السود ولخداع الجماهير، تسير إدارة كينيدي كمدافع عن "الدفاع عن ‏حقوق الإنسان" و"حماية الحقوق المدنية للزنوج"، داعيا السّود إلى ‏إظهار "ضبط النفس" واقتراح" تشريع الحقوق المدنية" على ‏الكونغرس. لكن المزيد والمزيد من السود يرون عبر ذلك هذه ‏التكتيكات لإدارة كينيدي. لقد كشفت الفظائع الفاشيّة للإمبرياليين ‏الأمريكيّين ضد الزنوج الطبيعة الحقيقية لما يسمّى الديمقراطية ‏والحرية الأمريكية وكشفت عن الصّلة الداخلية بين السياسات الرجعية ‏المتّبعة من قبل الحكومة الأمريكية في البلاد وسياساتها العدوانيّة في ‏الخارج‎.‎
إنّي أدعو العمّال والفلاحين والمثقفين الثوريين والعناصر المستنيرة ‏من البرجوازية وغيرهم من الأشخاص المستنيرين من جميع ألوان ‏العالم، سواءً كانوا بيضا أو سودا أو صُفرا أو بُنّيين، إلى الاتحاد من ‏أجل معارضة التمييز العنصري الذي تمارسه الإمبريالية الأمريكية ‏ودعم الزنوج الأمريكيين في كفاحهم ضد التمييز العنصري. في ‏التّحليل النهائي، النضال الوطني هو مسألة صراع طبقي. من بين ‏البيض في الولايات المتّحدة، فإنّ الدّوائر الحاكمة الرجعية فقط هي ‏التي تقمع السّود، ولا يمكنها بأيّ حال تمثيل العمّال والمزارعين ‏والمثقفين الثّوريين وغيرهم من الأشخاص المستنيرين الذين يشكّلون ‏الأغلبية الساحقة من البيض. واليوم، فإن حفنة من الإمبرياليين بقيادة ‏الولايات المتحدة وأنصارها، الرجعيين من مختلف البلدان، هم الذين ‏يضطهدون ويرتكبون العدوان ويهدّدون الأغلبية الساحقة من أمم العالم ‏وشعوبه. نحن الأغلبية وهم أقلية. وأكثر من ذلك، هم يمثّلون أقلّ من ‏‏10٪ من 3000 مليون نسمة على كوكب الأرض. إنّي أعتقد اعتقادًا ‏راسخًا أنّه بدعم أكثر من 90٪ من سكّان العالم، سينتصر الأمريكيون ‏السود في صراعهم العادل. لقد ولد نظام الاستعمار والإمبريالية الضار ‏ونما مع استعباد السّود والمتاجرة بهم، وسوف ينتهي بالتأكيد مع ‏الانعتاق الكامل للشّعب الأسود. ‏
النصّ الثاني:‏
بيان الرّفيق ماو تسي تونغ، رئيس اللجنة المركزية للحزب ‏الشيوعي الصيني، لدعم كفاح الأفارقة الأمريكيين ضد القمع ‏بالعنف، 16 أفريل 1968 (4)‏
‏ قبل أيام قليلة قُتل القسّ الأفريقي الأمريكي مارتن لوثر كينغ فجأة ‏على يد الإمبرياليين الأمريكيين، الذي كان يناضل من أجل اللاّعنف. ‏لكن الإمبرياليين الأمريكيين لم يجعلوه ينجو من العنف، بل على ‏العكس، استخدموا العنف المعادي للثورة وجعلوه يموت تحت ضربات ‏قمعهم الدمويّة‎.‎
‏ كان هذا الحدث درسًا عميقًا لجماهير الأفارقة الأمريكيين. فقد أطلق ‏في معركتهم ضد العنف القمعي عاصفة جديدة تجتاح أكثر من مائة ‏مدينة أمريكية. وهذا هو أمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة. ‏إنّه دليل واضح على القوة الثورية الهائلة لأكثر من 20 مليون أميركي ‏أفريقي‎.‎
‏ إنّ احتدام هذا الصّراع في الولايات المتحدة هو تعبير حيّ عن ‏الأزمة السياسية والاقتصادية برمتها التي تعرفها الإمبريالية الأمريكية ‏اليوم. إنّها ضربة قاسية لهذه الأخير، التي تعاني من صعوبات داخلية ‏وخارجية متعددة‎.‎
‏ هذا النضال ليس صراعا فقط من أجل الحرية والتحرر يخوضه ‏الأفارقة الأمريكيّون المستغَلّون والمضطهَدون، بل إنّه نداء بوق جديد ‏في نضال جميع الأمريكيين المستغلَّين والمضطهَدين ضد الهيمنة ‏الشرسة للبرجوازية الاحتكارية. إنه يشكل لجميع شعوب العالم كما ‏للشعب الفيتنامي دعما قويا وتشجيعا هائلا في كفاحها ضد الإمبريالية ‏الأمريكية. بالنيابة عن الشعب الصيني، أعرب عن دعمي القوي ‏للنضال العادل للأفارقة الامريكيّين‎.‎
‏ إنّ التمييز العنصري في الولايات المتحدة هو نتاج النظام ‏الاستعماري والإمبريالي، والتناقض بين الجماهير الأفريقية الأمريكية ‏والزّمرة المهيمنة في هذا البلد هو تناقض طبقي. ومن خلال الإطاحة ‏بالهيمنة الرجعية للبرجوازية الاحتكارية الأمريكية وتدمير النظام ‏الاستعماري والإمبريالي، فقط، سيحقّق الأفارقة الأمريكيون التحرّر ‏الكامل‎.‎
‏ إنّ للجماهير الأفريقية الأمريكية وعمّال الولايات المتحدة البيض ‏مصالح وأهداف مشتركة في النضال. ويستفيد كفاح الأفارقة ‏الأمريكيين، أيضا، بتعاطف ودعم عدد متزايد باستمرار من العمّال ‏والتقدميين البيض في البلاد. سوف يتحد هذا النضال بالضرورة مع ‏الحركة العمالية الأمريكية: وهذا سيضع حداً نهائياً وبلا رجعة للهيمنة ‏الإجرامية للبرجوازية الاحتكارية للولايات المتحدة‎.‎
‏ لقد أشرت، في عام 1963، في "إعلاني لدعم الأفارقة الأمريكيين ‏في نضالهم العادل ضد التمييز العنصري الذي تمارسه الإمبريالية ‏الأمريكية"، إلى أنّ "النظام الاستعماري والإمبريالي الضّار، والذي بدأ ‏ازدهاره مع الاستعباد وتجارة الرقيق، سيختفي مع التحرر الكامل ‏للسود ". وما زلت أحافظ دوما على هذا الرأي‎.‎
‏ في الوقت الحاضر، دخلت الثورة العالمية حقبة جديدة وعظيمة. إن ‏نضال الأفارقة الأمريكيين من أجل التحرّر هو أحد مكوّنات النضال ‏العام لشعوب العالم ضد الإمبريالية الأمريكية، وهو أحد مكوّنات ‏الثورة العالمية في عصرنا. إنني أدعو العمال والفلاحين والمثقفين ‏الثوريين في جميع البلدان، وكذلك جميع أولئك الذين يرغبون في ‏محاربة الإمبريالية الأمريكية إلى المرور إلى العمل وإلى إظهار ‏التضامن القوي مع كفاح الأفارقة الأمريكيّين‎.‎
‏ يا شعوب العالم اِتّحدي بقوّة أكبر، وشنّي هجمات عنيفة ومستمرّة ‏ضد عدوّنا المشترك، الإمبريالية الأمريكية، وضدّ المتواطئين معها ! ‏يمكننا التّأكيد أن اليوم الذي سيشهد الانهيار التام للاستعمار ‏والإمبريالية وجميع أنظمة الاستغلال لم يعد بعيدًا، فضلاً عن التحرّر ‏الكامل لشعوب وأمم العالم‎ ‎المضطهَدة.‏
‏--------------------------------------‏
الهوامش:‏
‏1- هذا البيان مأخوذ من "مجلّة بيكين" (‏Peking Review‏)، العدد 33، الصّادرة بتاريخ ‏‏12 أوت 1966، ص.ص. 12-13.‏‎ ‎‏ وقد قامت "طريـق الثّورة بترجمتها إلى اللّغة العربيّة، ‏جوان 2020.‏
‏2- ‏‎ ‎قام وليامز بتنظيم السود في مدينة مونرو للدفاع عن أنفسهم بالسلاح، فأدانت موقفه الرابطة ‏الوطنية لترقية الملونين وأطرد منها واضطر لمغادرة المنطقة ومن بعدها البلاد ولجأ إلى كوبا ‏حيث قام بإحياء برنامج على الراديو كان يستمع إليه العديد من سكان الولايات الامريكيّة ‏الجنوبيّة، وكان عنوان البرنامج "راديو ديكسي الحرة" أي راديو الجنوب المتحرر من التمييز ‏العنصري‎.‎‏ (المترجم).‏
‏3- كو كلوكس كلان:‏‎ ‎بالإنجليزية ‏‎(Ku Klux Klan)‎،‏ واختصارا تدعى أيضا ‏KKK، وهو ‏اسم يطلق على عدد من العنصريّة التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية‎ ‎منذ ستينيات ‏القرن التاسع عشر، وبعضها لا يزال يعمل حتى اليوم. تؤمن هذه المنظمات بتفوّق العنصر ‏الأبيض وبالتّمييز العنصريّ. تعمد هذه المنظمات عموما لاستخدام العنف والإرهاب وممارسة ‏التعذيب كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة‎ ‎وغيرهم‎.‎‏ ‏‏(المترجم).‏
‏4- هذا البيان ماخوذ من "مجلة بيكين" (‏Peking Review‏)، العدد 16، الصّادرة في 19 ‏أفريل 1968، ص.ص. 5-6. وقد قامت "طريق الثّورة" بترجمته إلى اللّغة العربيّة، جوان ‏‏2020.‏
‏--------------------------------‏
الكرّاس متوفّر في ملفّ ‏PDF‏ على هذا الرّابط:‏
https://af9b8443-b1b3-42f3-af37-‎‎8988f0a70671.filesusr.com/ugd/39b8e6_f65ea967195042‎b583c8a7f131fc166b.pdf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص