الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماذا يعترض طريق المصالحة ؟
جليل البصري
2006 / 7 / 16اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء نوري المالكي هي واحدة من اكثر المواضيع المطروحة على الساحة العراقية اثارة واهمية وترجع اهمية الامر الى الصراع الخطير القائم الذي يوقع كل يوم عشرات الضحايا بين ابناء الطوائف المختلفة ، والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة في العراق على اسس رصينة وعلمية تبدا باقرار وجود الحالة بعيدا عن مزايدات (الالفة التاريخية) لكي نتوصل الى وحدة حقيقية قابلة للاستمرار وتسمح ايضا لحكومة الوحدة الوطنية التي يمثلها المالكي بالاستمرار وتحقيق انجازات على صعيد وحدة البلادواستقرارها وامنها وتقدمها ورفع مستوى معيشة مواطنيها .
ردود الافعال على المبادرة تطرح اكثر من رؤية، فهي من جهة ردود افعال لارسمية وحزبية داعمة ومؤيدة في الغالب، لكن بمرور الوقت اظهر ان هذا التأييد الشامل في البداية لم يكن حقيقيا تماما، بل كان اشبه بالانحناء امام العاصفة بالنسبة للبعض حيث ظهرت بعد ذلك ردود افعال سلبية بدرجات متباينة الشدة كان اشدها موقف هيئة علماء المسلمين التي رفضت المبادرة ووضعت العراقيل بوجهها وكان موقف التيار الصدري متحفظا ايضا، وواضح ان الطرفين يمثلان الاجنحة المتشددة في طرفي الصراع السني والشيعي وهو صراع اتخذ اشكالا متعددة وتناوبت في المشاركة فيه وتوزيع الادوار الاجنحة المختلفة للطرفين والتي تكمل بعضها البعض، هذه الاشكال التي تعبر عن جوهر واحد للقضية والتي تفجرت بعد سقوط النظام السابق وهو اعادة صياغة التوازنات في الدولة الجديدة وتوزيع المواقع وتصحيح الوضع السابق الذي كان مكرسا لمصالح الطرف السني بشكل اساس، والمشكلة ان هذه الاعادة تجري في ظل ازمة ثقة وفي ظل صراع اوسع ضد الارهاب العالمي ،والتدخلات الاقليمية الفضة في شؤون العراق الداخلية ومحاولة توجيهها لخدمة مصالح الدول وصراعاتها الدولية.
وواضح ان المبادرة قد حثت دول الجوار العراقي على الاسراع في عقد مؤتمر لها في طهران لمناقشة الوضع فهم قلقون من نجاحها، وكان ذلك واضحا في موقف الرئيس الايراني احمدي نجاد الذي دعا الى انسحاب القوات الدولية من العراق وهي الدعوة التي رفضها العراق على لسان وزير خارجيته داخل المؤتمر معتبرا ان وجود هذه القوات لا يزال ضروريا لضمان الاستقرار لحين تولي القوات العراقية زمام الامور.. اذا فالمبادرة تواجه منعطف الموقف من هذه القوات التي طالبت اطراف مثل هيئة علماء المسلمين بجدولة رحيلها كجزء مكن المبادرة مما يشكل موقفا غير محسوب من وجهة مصلحة الامن في البلد ، وهو موقف يمكن ان يستغل لصالح تغيير التوازنات لاحقا في ظل عدم اكتمال جاهزية القوات العراقية وسيطرة الدولة على الامن والاستقرار في البلاد، وهنا تتشابك المصالح الاقليمية غير الراغبة في وجود القوات الدولية الى جوارها خصوصا بالنسبة الى سوريا وايران، وقلقها من استقرار الاوضاع في العراق وانتاج تجربة ديمقراطية تعددية جديدة تكون نموذجا للدول التعددية مثل الدولتين آنفتي الذكر، تتشابك مع مصالح قوى داخلية تشعر ان وجود هذه القوات قد يؤثر في معادلة المصالحة لصالح فئات متضررة سابقا من العراقيين.
الرؤية الاخرى تتمثل في وصول الشارع العراقي الى حدالقرف من الاوضاع السائدة ومن الصراعات الدامية التي تجري والاوضاع المعيشية وتردي الخدمات والغلاء والبنزين وغيرها من المشاكل التي لها اول وليس لها آخر، والذي يرحب بشكل مطلق بالمصالحة ويطلبها بالحاح ليتخلص من هذا الوضعمرة والى الابد، وان الاطراف المطالبة بتحقيق المصالحة لا تستطيع اهمال هذا العامل من حساباتها ولم يعد في مقدورها الاستمرار في نهجها السابق، وهي تدرك ايضا ان تحقيق المصالحة يعني انها مطالبة بتحسين الاوضاع وتحقيق نجاحات في محاربة الفساد والرشوة وهو امر يعني الكثير من المشاكل الداخلية والفضائح التي قد تضر بسمعتها ومصالحها ربما.
اذا فالصورة اصبحت واضحة وبات واضحا ما يعترض طريق المصالحة، لكن الاوضح من ذلك كله ان لا بديل عن المصالحة والسير على طريقها والا فان الخيار الاخر هو نفق الحرب الاهلية المظلم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب