الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدعة ما يسمي بشركاء الفترة الانتقالية هو التفاف و وأد للثورة

ايليا أرومي كوكو

2020 / 12 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


رأس الافعي تطل من وراء الاكمة و اعداء الثورة السودانية يبدعون في تغيير وجوههم و تبديل أقنعتهم . فالحبرباء تتلون بحسب البيئة و تغير الوانها لتوائم المكان و الزمان . زمرة العهد البائد و بقايا النظام يبعثون جديداً و يسطون علي مسرح الاحداث في السودان . هذا كما لو ان المقولة التي تقول ( التاريخ يعيد نفسه ) هي مقولة صحيحة مئة بالمئه . ابداً فهذه المقولة غير صحيحة و التاريخ لا يمكن ان يعيد نفسة و عقارب الساعات لا تعود الي الوراء فالماضي و لي وفات . فالشعوب الحرة لا تركن في الماضي و تتباكي علي الاطلال لكنها تمسك بتلابيب زمام الحاضر و لتكتب ما تريده في الحاضر و المستقبل .
شق المجلس السيادي العسكري السوداني يعمل جاهداً للألتفاف علي الثورة السودانية المجيدة و تستهدف شقه المدني و تجتهد لكسر عوده و هو يعمل في الخفاء كعدو الثورة المتنكر في صورة الحليف و الصديق ... فكلما تعثرت الثورة في سيرها و خطواتها نحو تحقيق اهدافها بفعل متاريس شريكها السيادي عاد الي الاذهان ما يقوله البعض ( لم تسقط بعد ) !
فالمجلس السيادي العسكري يحن الي الماضي بمحاولته دفع عقارب الساعة في الاتجاه المعاكس لشعارات الثورة . و هذا المجلس السيادي يريد تعبئة ذات المشروب القديم في ذات القناني القديمة ليعيد تسويقها بدون حياء او خجل . فما الفرق الباين دونكم من خلال ممارسات شلة المجلس العسكري برئاسة البرهان و ممارسات المخلوع و زمرته في عهده البائد . تم استبدال الافراد و ظلت الافعال و الممارسات نفسها كما لو ان لعبة الكراسي تمت في السودان .
فملف السلام الذي نصت الوثيقة الدستورية بتبعيتها لمجلس الوزراء تم اختطافه مبكراً من قبل مجلس السيادة . ليتم حجب الدور الرئيسي لمجلس الوزراء في مفاوضات السلام في جوبا ليتم الالتفاف علي السلام و اخراجه بما هو عليه بواسطة المجلس الاعلي للسلام .
و هذا المجلس الاعلي للسلام كان هو البديل المناسب المناط به أجهاض عملية السلام في جوبا و هذا ما تم فسيظل السلام في السودان ناقص حتي يقوم مجلس الوزراء بدوره المناط به في تحقيق السلام الشامل في السودان .
و ها هو المجلس السيادي يقوم بنفس السيناريو و بنفس طريقته لأجهاض دور البرلمان او المجلس التشريعي بأعلان ما يسمي بشركاء الفترة الانتقالية كخطوة استباقية لقيام المجلس التشريعي و خطف دورة و الالتفاف علي مهامه التشريعية و تغييبه دوره الرئيسي كبرلمان .
هان الوقت ليقوم مجلس الوزراء بالمهام الموكلة اليه بنصوص الوثيقة الدستورية كاملاً بشجاعة و ان لا يترك الامور علي عواهنه ليقوم الاخرين بتقزيم دوره و تغييبه او التقليل منه . فلابد لمجلس الوزراء من الاضطلاع بدوره الكامل حسب صلاحياته الدستورية و الثورية فهذا المجلس الوزاري هو الابن الشرعي للثورة و هو المالك لحق الثورة و القائم بأمر الثورة و الشعب .
و ها هي الثورة تجدد الثقة في دولة الرئيس عبدالله حمدوك لانه الجدير بتنفيذ واجبات الثورة و تحقيق تطلعات الشعب السوداني بتحقيق السلام الشامل الكامل . فلابد من السيد رئيس الوزراء القيام بكل الادوار الموكلة اليه في شعارات الثورة ( حرية سلام و عدالة ) و تلك الشعارات يجب ان تتنزل الي أرض الواقع حرية و سلاماً و عدلاً . فكل الشعارات ذهبت مع الريح و العواصف هباءاً منثوراً في الفترة الماضية و تم الالتفاف عليها و اجهاضها . و الوقت الان في صالح حمدوك بأستعادة الثقة فيه و عبدالله حمدوك هو رجل المرحلة القادمة . فعليه بتقديم الرؤي المستقبلة للسودان و الدفع دفعاً جديداً للدماء في شرايين الثورة بعد ان اكتسبت الخبرة العملية و عرفت نقاط الضعف و الفشل و السقطات .
نأمل بأن يوقف رئيس الوزراء في الفترة القادمة بأن يكون مبادراً و غير مستسلماً قوياً لا يهاب لومة لائم و لا يخشي قول مشاتر و بالله التوفيق و السداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟