الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وانتصرَ العلمُ في بيئتِه...

حسام محمود فهمي

2020 / 12 / 5
التربية والتعليم والبحث العلمي


تبدأُ خلالَ أيامٍ قليلةٍ ٍدولٌ أوروبية والولاياتُ المتحدةُ الأمريكية في التوزيعِ المجاني للقاحٍ مضادٍ لكورونا. ‏نجحوا بالعلمِ والجديةِ في التغلبِ على الفيروس؛ الفهلوة في مواجهته من أسبابِ خسارةِ ترامب كرسي البيت الأبيض. ‏ليس من الغريبِ أن يكونَ التغلبُ في هذه الدولِ على الفيروس حتى لو كانَ بالفرقِ البحثيةِ أفرادٌ من دولٍ مُصنفةٍ عالم ثالث؛ العبرةُ بالبيئةِ التي يعملون فيها. العلمُ جديةٌ، معاملٌ، إمكاناتٌ، إنفاقٌ. ‏

عندما ظهرَت كورونا منذ قرابةِ العامِ بدأ صيادو الفرصِ والوصوليون ‏إدعاءَ الاختراعاتِ و الاكتشافاتِ والنشرَ في مجلاتٍ علميةٍ محكمةٍ؛ ‏ربنا يوفق الجميع لكن أين هذه الإنجازات؟ ‏ما يتبقى هو بواباتُ البَخِ التي كانت ترُشُ الداخلين. ‏لو راجعنا المناخَ العلمي لوجدنا أن الميزانياتِ شحيحةٌ وأن المجهودَ العلمي في معظمِه هو مجهودُ أفرادٍ لا مؤسساتٍ؛ إذا نجحَ الأفرادُ هللَت الإداراتُ وكأنه انجازُها تستأهلُ عليه التصعيدَ.

‏المعاملُ في الجامعاتِ في شوقٍ لأجهزةٍ حقيقيةٍ. بينما تسجيلاتُ الدراساتِ العليا يستحوذُ على معظمِها اقليةٌ يعتبرونها غنيمةً تُيسرُ لهم إدعاءَ الألمعيةِ وتتيحُ لهم التغلغلَ في جهاتِ عملِ الطلابِ باعتبارِهم خبراء؛ كلُه مصحوبٌ بالصياحِ في كلِ مناسبةٍ وعبر مواقعِ التواصلِ عن النشرِ العلمي المُتفردِ. الدراساتُ العليا في غالبِها سبوبة، الطالبُ يريدُ المشرفَ المشهلاتي والمشرف عينُه على قائمةٍ برسائلٍ منتهيةٍ أيًا كان مستواها. أما الجودةُ الوهميةُ فهي تقنينٌ لأحوالٍ خاطئةٍ بالضغطِ المعنوي والمالي على أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ لملءِ أوراقٍ باستيفاءِ ما لايُمكنُ.

‏هل للعلمِ موقعٌ في حياتِنا؟ ‏باستثناءِ المجهوداتِ الفرديةِ أين جهودُ المؤسساتِ بعيدًا عن الإعلامِ والاِحصاءاتِ إياها؟ ‏أليس من حقِنا السؤالُ ما هو دورُ العلمِ في تكرارِ هدمِ شوارعِ مدينة نصر؟ وما رأيُه في إقامةِ طرقٍ سريعةٍ وسط المناطقِ السكنيةِ؟ وهل له من رأيٍ في تغييرِ الوجه الحَضَري الذي أُنشِئت عليه مصر الجديدة؟ العلمُ قد يتطلبُ وقتًا وتكلُفةً لكنه الأرخصُ والأكثرُ أمانًا.

‏وفرَت الدولُ التي انتهَجَت العلمَ لمواطنيها لقاحَ ضد كورونا مجانًا، متى سيُتاحُ للدولِ التي تَكتفي بالإنجازاتِ الصوتيةِ وبكم ولمن؟

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

Twitter: @albahary
www.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة