الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبروك للمغفلين فالأموال عادتْ للصوص!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2020 / 12 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


من منكم يتذكر حديث رئيسة الاتحاد الكونفدرالي السويسري وهي تطل علينا من الشاشة الصغيرة في 17 يوليو 2011 وتحث مصر على استرداد أموال طائلة في البنوك السويسرية(فقط) وقد ناهزت ما يعادل ملياري جنيه مصري، وقالت بأن الحُكْم على مبارك فقط هو السبيل الوحيد ليستعيد الشعب المصري أمواله.
وعرف القضاء المصري أن الكلمة الفصل له، وهي بالتالي لأي رئيس مصري حَكَمَ بعد مبارك.
ودخلتْ المحاكم في التقاذف بالأحكام والأحكام المضادة حتى تتم طبخة ذاكرة الشعب على نار هادئة، فجاء المشير طنطاوي ومنح مبارك عدة أشهر في شرم الشيخ لتسوية تهريب منهوبات الشعب؛ ثم جاء محمد مرسي لمدة عام وأغمض عينيه وعَصبَ الاخوان المسلمون والتيارات الدينية أعينَهم، ثم شهد قصر الاتحادية فترة حُكْم رجل القانون المستشار عدلي منصور فلم يرَ، ولم يسمع شيئا عن أموال الشعب.
وجاء عبد الفتاح السيسي عدو ثورة يناير الأول التي أطاحت بأهم لصوص تاريخ مصر بعد ثلاثين عاما من النهب والسرقة.
وفهم القضاء المصري الأفسد من إبليس أن أموال الشعب المنهوبة لن يستعيدها أبو علاء والأربعون حرامي قبل تبرئة أكبرهم.
آلاف من التُهم الموثقة، والحكايات، وثورة عشرات الملايين، وربع مليون مسكين مرّوا على سجونه، ودعم مالي خارجي لأسرة هي الأحط و.. الأسفل في تاريخ أم الدنيا.
سرقة، نهب مشروعات فاشلة، وصفر في أكثر المجالات، وسرطنة المزروعات .. الخ
لعلي أتذكر رجل الأعمال المصري الذي أراد تأسيس مشروع ضخم في مصر من أمواله التي ربحها في كندا. وبعد ثلاث سنوات من الدوران حول كل مؤسسات ختم النسر(!) للموافقة النهائية جاءته مكالمة هاتفية من ابن الرئيس: تريد الموافقة على المشروع؛ أقاسمك بخمسين في المئة، تماما كما كان شقيق الملك الحسن الثاني في المغرب يفعل مع التجار الرأسماليين.
عاد المصري الأصيل إلى كندا وأقسم أن لا يزور مصر طوال حياته.
فهم القضاء المصري الذي تُحرّكه صورة الرئيس السيسي في خياله أن الحل القضائي برضا القصر، وتمتْ تبرئة مبارك؛ فعشرات الآلاف في السجون والمعتقلات ولو تجسّد شهر يناير شابا لوضعه السيسي في زنزانة منفردة.
أراد السيسي إرسال رسالة لكل الذين يحتفظون أو يجمّدون أموال الشعب المصري المنهوبة أن اللصوص يريدون أموالهم؛ فخرج في جنازة عسكرية تُشيّع مبارك إلى مثواه الأخير في ضيافة دود الأرض.
وصمت المصريون كالعادة، وارتفعت الأصوات تُهلل للصوص، وتكاد تلطم على وجوهها صارخة بأن الشعب هو اللص، وأن المصريين ولاد كلب لا يستحقوق أموالهم!
ووقفت المحكمة الأوروبية في لوكسمبورج في حيرة، فبلد الفساد يرتع فيها اللصوص كأسياد، والمصريون صُمٌّ، بُكْمٌ، عُمي خائفون من خيالهم.
وحكمت بالافراج عن أموال اللصوص بفضل الصفعات المتلاحقة التي احمرت لها أقفية المصريين من مبارك وعائلته، طنطاوي، محمد مرسي وجماعته، عدلي منصور وجهازه غير العدلي، وعبد الفتاح السيسي الذي شَرّف جنازة اللص حتى حفّار القبور.
في مصر يتلقى إبليس التهنئة كل يوم في المصارف، والسجون، والمعتقلات، والبرلمان، ومجلس الشيوخ، ورجال الدينين، الإسلامي والمسيحي، والمحاكم والإعلام!
إنه يومُ عيدٍ لكل اللصوص في وادي النيل، ومن أراد أن يسرق أو ينهب أو يبيع أرضا مصرية أو يُهرّب آثارا، أو يدعوش جماهير مُخدّرة بالدين، أو يغيـّـر الدستور، أو يغوص في مقعد مريح لمشاهدة أحمق وأجهل إعلاميين، أو ينتخب نوابا وشيوخا تم اختيارهم، بإيحاء من القصر، أو يُفرّط في النهر الخالد، أو يبصق في وجوه ملايين الحمقى الذين يظنون أن الجيش الوطني سيقوم بحماية تيران وصنافير.
كل الأيام أعيادٌ في مصر لدى اللصوص والمتطرفين!
خدِّروا المصريين بالفساد والحوارات الدينية ليلا ونهارا وهم سيأتون لقصر الاتحادية راكعين، ساجدين للسيد!
لوّحوا لهم بزنزانة منفردة لكل منهم إذا فتح فاه، فسيخيف بعضُهم بعضــًا.
اجعلوا المصريين مرشدين، ومتعاونين مع أجهزة الأمن حتى بدون تجنيد أو اتصال، والمصري قادر على أن يبلغ عن أخيه وأبيه إذا انتقد الرئيس.
قيدّوا المصريين بالقروض حتى يسددها أحفاد فقرائهم، لكن لا تقتربوا من الأثرياء فهم الأجبن في قول كلمة الحق خوفا على أموالهم.
اجعلوا كل مصري في الخارج يعتقد أن اسمه هو الأول في قائمة المترقب وصولهم إذا كان في الخارج، وهو الأول في قائمة الممنوعين من السفر إذا كان في الداخل.
اجعلوا المصريين يهيلون التراب على الحقوق والكرامة والعدالة والأمانة والشرف والاستنارة الدينية والثقافة والكتاب واللغة والقومية؛ فسيأتون خانعين، مهطعين، مقنعي رؤوسهم، مؤكدين لكل حاكم: إحنا آسفين يا ريّس!
اقنعوا المصريين بأن مصر بلدهم، وخيراتهم أملاكهم، فسيضحكون مِلء وجوههم على تلك السذاجة.
قولوا للمصريين: الوطنُ خيرٌ من النوم، فسيستيقظون للصلاة؛ دونما أيّ إشارة للوطن.
المصريون يبحثون عن حلول مشاكلهم الحالية في القرن الثالث الهجري، وهم مستعدون لقتل من يقول بأن تغطية وجه المرأة ليس أمرًا إلــَــهيــًا، لكنهم يقبلون تغيير الدستور، واستمرار اعتقال أبنائهم بدون محاكمة!
اليوم يشرب اللصوص نخبين: نخب الافراج عن سرقاتهم من الشعب، والثاني نخب لذة العبودية الطوعية!
أتحدى قلمي أن تهتز شعرة واحدة في رأس مصري بعد قراءة هذا المقال، مع افتراض أن هناك مصريين سيقرؤونه لنهايته؛ فاللصوصُ هم أسيادُ المصريين برغبة القصر أو.. رجال الدين!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 5 ديسمبر 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير